وفي إعراب هذه الآية عدة أقوال قال العكبري (والذين يتوفون منكم) في هذه الآية أقوال: أحدها أن الذين مبتدأ، والخبر محذوف تقديره وفيما يتلى عليكم حكم الذين يتوفون منكم، ومثله " السارق والسارقة " والزانية والزانى " وقوله (يتربصن) بيان الحكم المتلو وهذا قول سيبويه.
والثانى أن المبتدأ محذوف، والذين قام مقامه تقديره: وأزواج الذين يتوفون منكم، والخبر يتربصن، ودل على المحذوف قوله " ويذرون أزواجا ".
والثالث أن الذين مبتدأ ويتربصن الخبر، والعائد محذوف تقديره: يتربصن بعدهم أو بعد موتهم.
والرابع أن الذين مبتدأ، وتقدير الخبر: أزواجهم يتربصن، فأزواجهم مبتدأ، ويتربصن الخبر، فحذف المبتدأ لدلالة الكلام عليه.
والخامس أنه ترك الإخبار عن الذين، وأخبر عن الزوجات المتصل ذكرهن بالذين، لأن الحديث معهن في الاعتداد بالأشهر، فجاء الإخبار عما هو المقصود، وهذا قول الفراء.
والجمهور على ضم الياء في يتوفون على ما لم يسم فاعله، ويقرأ بفتح الياء على تسمية الفاعل، والمعنى: يستوفون آجالهم.
و (منكم) في موضع الحال من الفاعل المضمر، (وعشرا) أي عشر ليال، لأن التاريخ يكون بالليلة إذا كانت هي أول الشهر واليوم تبع لها (بالمعروف) حال من الضمير المؤنث في الفعل، أو مفعول به، أو نعت لمصدر محذوف.
إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن لأبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري 1 / 98 .