نقل ابن عاشور عن كتاب (
التنبيه على شرح مُشكِل أبيات الحماسة ) لابن جني ، صفحة 87 بتحقيق د. سيدة عبد العال ود. تغريد عبد العاطي ، ط دار الكتب بالقاهرة . ويمكنكم تنزيله من
هنا مصورا . وفقكم الله .
وللمناسبة أقول : لا شك أن أي محقق لا يعزو النقول إلى مصادرها حال تحقيقه = فعمله منقوص ؛ وللعزو فوائد كثيرة لا تخفى ، أهمها عندي :
- فصل كلام المؤلف عما نقله ، فيفهم كلامه على الوجه الصحيح .
- ترك فرصة للتوسع بالرجوع إلى الأصل المنقول عنه .
- لا يفهم الكلام غالبا إلا في سياقه المقتطع منه .
- قد يُخطئ المؤلف على صاحب المصدر المنقول عنه ، فيفهم كلامه على غير ما أراد ، ولا يظهر ذلك أو يُستدرك إلا بالرجوع إلى الأصل .
- التأكد من نسبة الأقول والمسائل والكتب إلى أصحابها .
- تجنب التصحيف والتحريف ، فربما كانت نسخة الأصل أتقن وأجود .
- هذا غير التثبت من أمانة النقل ، وفصل الشرح عن المتن ، وأمور غيرها لا تخفى على الأفاضل ، وما أردت إلا التذكير ببعضها .
ومع الأسف نجد كثيرا من التحقيقات القيمة ، أمضى فيها محققوها سنين من أعمارهم ، ثم تجد فيها نقولا غير معزوة . فإذا رجعت إلى الأصل تجد المؤلف ربما أخطأ على المنقول عنه ، وظن كلامه من كلامه ، فأورد المسألة في غير محلها ، فأشكل الكلام على المحقق والقارئ معا . وكما ينطبق هذا الكلام على تحقيق الكتب ينطبق أيضا على المشاركات في المنتديات وغيرها ، كما تفضل بالتنبيه الدكتور عبد الرحمن الشهري جزاه الله خيرا . ونسأل الله أن يصلح الحال .