أين أجد تفريق الفراء بين الكره والكره؟

العنزي

New member
إنضم
27/05/2006
المشاركات
29
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوا من الأخوة الفضلاء مساعدتي في إيجاد ماأبحث عنه وهو تفريق الفراء بين الكره ـ بفتح الكاف ـ والكره ـ بضم الكاف ـ وقد نقل هذا التفريق عن الفراء أصحاب المعجمات كـ الأزهري وابن منظور والزبيدي وبحثت عنه في مظانه في كتاب معاني القرآن فلم أقف عليه ؟
 
قال في تفسير ( إلا بشق الأنفس ) :
أكثر القُرّاء على كسر الشين ومعناها: إلا بجَهد الأنفس. وكأنه اسْم وكأن الشَّقّ فِعْل؛ كمَا تُوهِّم أن الكُرْه الاسم وأن الكَرْه الفعل. وقد قرأ به بعضهم (إلاّ بِشَقِّ الأَنْفُسِ) وقد يجوز فى قوله: {بِشِقِّ الأَنفُسِ} أن تذهب إلى أن الجَهد يَنقص من قوّة الرجُل ونَفْسه حتى يجعله قد ذهَبَ بالنصف من قوّته، فتكون الكسرة على أنه كالنصف والعرب تقول: خذ هذا الشِّقّ لشقّة الشاة ويقال: المال بينى وبينك شَقّ الشعرة وشِقّ الشَعَرة وهما متقاربان، فإذا قالوا شققت عَليك شَقّا نصبوا ولم نسمع غيره.
 
غرائب النقل

غرائب النقل


حكى أبو جعفر النحاس ( ت 338 هج ) في كتابه : معاني القرآن الكريم - طبعة جامعة أم القرى ج 2 ص 45 :

قول الفراء بالتفرقة بين الكَره - بالفتح - ، والكُره 0 بالضم - .

فالكَره : الإكراه

والكُره : المشقة ، ومنه قوله تعالى : ( حملته أمه كُرها ووضعته كُرها )

أي : حملته بمشقة ، ووضعته بمشقة .


وهذا يتوافق مع المرويّ في المعجمات اللغوية منسوبا إلى الفراء .


والطبري ينسب هذه التفرقة إلى معاذ بن مسلم - ج 4 ص 297 طبعة شاكر .


ووجدت ابن الجوزي يُورد في كتابه : ( زاد المسير ) ج 1 ص 234 قولَ الفراء :

( الكُره والكَره : لغتان )

قلت : وكأنه يعني أنهما بمعنىً واحد ؟ ؟
 
[align=right]
ونسب القرطبي ، في تفسيره ، هذا القول ؛ لابن عرفة ، في تفسير الآية (القرطبي ج 3/38 ـ 39 ) :
‏{‏كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون‏}‏ الآية رقم ‏(‏216‏)‏ ، من سورة البقرة :

قال ـ رحمة الله عليه ـ :
قوله تعالى‏{‏وهو كره لكم‏}‏ ابتداء وخبر، وهو كره في الطباع‏.‏
قال ابن عرفة‏:‏ الكره، المشقة والكره - بالفتح - ما أكرهت عليه، هذا هو الاختيار، ويجوز الضم في معنى الفتح فيكونان لغتين، يقال‏:‏ كرهت الشيء كرها وكرها وكراهة وكراهية، وأكرهته عليه إكراها‏.‏
وإنما كان الجهاد كرها لأن فيه إخراج المال ومفارقة الوطن والأهل، والتعرض بالجسد للشجاج والجراح وقطع الأطراف وذهاب النفس، فكانت كراهيتهم لذلك، لا أنهم كرهوا فرض الله تعالى‏.‏ وقال عكرمة في هذه الآية‏:‏ إنهم كرهوه ثم أحبوه وقالوا‏:‏ سمعنا وأطعنا، وهذا لأن امتثال الأمر يتضمن مشقة، لكن إذا عرف الثواب هان في جنبه مقاساة المشقات‏.‏
[/align]
 
من باب الفائدة :
معاذ بن مسلم من شيوخ الكوفة في العربية ، وقد أخذ عنه الفراء ، ومن رواياته عنه ـ التي وردت في مطبوعة معاني القرآن للفراء ـ الآتي :
( [حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد قال] حدثنا الفراء قال: وحدثنى معاذ بن مسلم بن أبى سادة قال:
كان [/ب] جارك زهير القُرقُبى يقرأ: متكئين على رفارف خضر وعباقرى حسان) .
 
وعن الفراء أيضا

وعن الفراء أيضا

[align=right]
ووجدت في ( شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ) لنشوان الحميري ج 9 ص 5796 :

قولا نسبه إلى الفراء ، قال :

(( وقال الفراء : الكَره ، بالفتح : المصدر ، والكُره ، بالضم : اسم بمعناه ، قال الله تعالى :

( وهو كُرهٌ لكم ) فأقام المصدر مُقامه ))


قلت : بمقتضى هذه الرواية وبضمها إلى رواية التفرقة بين الكَره والكُره التي نسبها الطبري إلى معاذ بن مسلم ،

وكذلك ما رواه ابن الجوزي من أن الفراء يعدهما لغتين ؛

بمقتضى ذلك كله قد يترجح أن القول بالتفرقة ليس من قول الفراء .
[/align][align=right]

فيجوز أن يكون الفراء نقله عن شيخه معاذ بن مسلم ، فنسب القول إلى الفراء ونُسِيَ شيخه .

والله أعلم .
[/align]
 
عودة
أعلى