[align=right]
قال ابن قتيبة الدينوري عن شاعر الرسول ـ صلى الله
عليه وسلم ـ حسان بن ثابت :
إنه لم يشهد مع النبى مشهداً لأنه كان جباناً([1])"
وتبعه عدد من النقاد فى عصرنا الحاضر.
منهم الدكتور/ محمد أحمد سلامة حيث يقول :
"وكان حسان فى غاية الجبن ، فكان يجلس فى الحصن مع النساء والصبيان ،
وكان يدق وتداً فى الحصن يحمل عليه إذا حمل الرسول على العدو ،
ويرجع عنه إذا رجع الرسول([2])"
وكذلك الدكتور/ عمر فروخ فى قوله :
"غير أنه لم يشهد الغزوات مع الرسول لأنه كان جباناً([3])"
والدكتور/ على أحمد الخطيب فى قوله عن حسان :
"إلا أنه لم يشهد مع النبى مشهداً ؛ لأنه كان جبانا ، وعلى أنه كان مشهوراً بجبنه ،
فلم يناصر الدين بسيفه ، وغنما نصره بلسانه([4])"
والحق أن الرجل لم يكن فى حقيقته وفى تكوينه النفسى والخلقى جبانا ،
إنما كان من المصابين بعاهة فى يده ، منعته عن حمل السلاح ، فقد "كان أكحل
حسان (عرق فى اليد) قد قطع ، فلم يكن يضرب بيده([5])"
ونحن مع الدكتور/ الصادق حبيب فى قوله :
"ولذا لم ينكر عليه الرسول أو الصحابة قعوده وتخلفه عن القتال ،
وما كان رسول الله يعذر متخلفاً قادراً ، فقد أنكر على كعب بن مالك تخلفه
عن غزوة تبوك ، ودعا أصحابه إلى مقاطعته هو ومن تخلفا معه ،
واستمرت المقاطعة خمسين يوماً ، حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ،
وضاقت عليهم أنفسهم ، ثم تاب الله عليهم([6 ])" ولم يثبت أن عيره أحد
بصفة الجبن ، وظل يدافع عن الإسلام خير دفاع ،
وعاش حتى توفى سنة 54 للهجرة.[/align]
---------------------------------------------
(1) طبقات فحول الشعراء ، 1/215.
(2) انظر : العصر الإسلامى ، د/ شوقى ضيف ، صـ 77 - 78 وانظر الأدب
الإسلامى فى عصره الأول ، د/ صلاح الدين عبد التواب صـ 204 دار الطباعة المحمدية ،
القاهرة ط أولى 1402 هـ - 1981 م.
(3) الشعر والشعراء صـ 188.
(4) الشعر فى رحاب الدعوة الإسلامية ، صـ 295.
(5) تاريخ الأدب العربى 1/325.
(6) قطوف من ثمار الأدب الإسلامى ، صـ 24.