محمود الشنقيطي
New member
قال ابن تيمية رحمة الله عليه:
فصل
السور القصار فى أواخر المصحف متناسبة فسورة إقرأ هي أول ما نزل من القرآن و لهذا إفتتحت بالأمر بالقراءة و ختمت بالأمر بالسجود و وسطت بالصلاة التى أفضل أقوالها و أولها بعد التحريم هو القراءة و أفضل أفعالها و آخرها قبل التحليل هو السجود و لهذا لما أمر بأن يقرأ أنزل عليه بعدها المدثر لأجل التبليغ فقيل له قم فأنذر فبالأولى صار نبيا و بالثانية صار رسولا و لهذا خوطب بالمتدثر و هو المتدفئ من برد الرعب و الفزع الحاصل بعظمة ما دهمه لما رجع إلى خديجة ترجف بوادره و قال دثرونى دثرونى فكأنه نهي عن الإستدفاء و أمر بالقيام للإنذار كما خوطب فى المزمل و هو المتلفف للنوم لما أمر بالقيام إلى الصلاة فلما أمر فى هذه السورة بالقراءة ذكر فى التى تليها نزول القرآن ليلة القدر و ذكر فيها تنزل الملائكة و الروح و فى المعارج عروج الملائكة و الروح و فى النبأ قيام الملائكة و الروح فذكر الصعود و النزول و القيام ثم فى التى تليها تلاوته على المنذرين حيث قال يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة فهذه السورالثلاث منتظمة للقرآن أمرا به و ذكرا لنزوله و لتلاوة الرسول له على المنذرين ثم سورة الزلزلة و العاديات و القارعة و التكاثر متضمنه لذكر اليوم الآخر و ما فيه من الثواب و العقاب و كل و احد من القرآن و اليوم الآخر قيل هو النبأ العظيم
ثم سورة العصر و الهمزة و الفيل و لإيلاف و أرأيت و الكوثر و الكافرون و النصر و تبت متضمنة لذكر الأعمال حسنها و سيئها وإن كان لكل سورة خاصة
و أما سورة الإخلاص و المعوذتان ففي الإخلاص الثناء على الله و في المعوذتين دعاء العبد ربه ليعيذه و الثناء مقرون بالدعاء كما قرن بينهما في أم القرآن المقسومة بين الرب و العبد نصفها ثناء للرب و نصفها دعاء للعبد و المناسبة فى ذلك ظاهرة فإن أول الإيمان بالرسول الإيمان بما جاء به من الرسالة و هو القرآن ثم الإيمان بمقصود ذلك و غايته و هو ما ينتهي الأمر إليه من النعيم و العذاب و هو الجزاء ثم معرفة طريق المقصود و سببه و هو الأعمال خيرها ليفعل و شرها ليترك ثم ختم المصحف بحقيقة الإيمان و هو ذكر الله و دعاؤه كما بنيت عليه أم القرآن فإن حقيقة الإنسان المعنوية هو المنطق و المنطق قسمان خبر و إنشاء و أفضل الخبر و أنفعه و أوجبه ما كان خبرا عن الله كنصف الفاتحة و سورة الإخلاص و أفضل الإنشاء الذي هو الطلب و أنفعه و أوجبه ما كان طلبا من الله كالنصف الثانى من الفاتحة و المعوذتين
الفتاوى:16/477
فصل
السور القصار فى أواخر المصحف متناسبة فسورة إقرأ هي أول ما نزل من القرآن و لهذا إفتتحت بالأمر بالقراءة و ختمت بالأمر بالسجود و وسطت بالصلاة التى أفضل أقوالها و أولها بعد التحريم هو القراءة و أفضل أفعالها و آخرها قبل التحليل هو السجود و لهذا لما أمر بأن يقرأ أنزل عليه بعدها المدثر لأجل التبليغ فقيل له قم فأنذر فبالأولى صار نبيا و بالثانية صار رسولا و لهذا خوطب بالمتدثر و هو المتدفئ من برد الرعب و الفزع الحاصل بعظمة ما دهمه لما رجع إلى خديجة ترجف بوادره و قال دثرونى دثرونى فكأنه نهي عن الإستدفاء و أمر بالقيام للإنذار كما خوطب فى المزمل و هو المتلفف للنوم لما أمر بالقيام إلى الصلاة فلما أمر فى هذه السورة بالقراءة ذكر فى التى تليها نزول القرآن ليلة القدر و ذكر فيها تنزل الملائكة و الروح و فى المعارج عروج الملائكة و الروح و فى النبأ قيام الملائكة و الروح فذكر الصعود و النزول و القيام ثم فى التى تليها تلاوته على المنذرين حيث قال يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة فهذه السورالثلاث منتظمة للقرآن أمرا به و ذكرا لنزوله و لتلاوة الرسول له على المنذرين ثم سورة الزلزلة و العاديات و القارعة و التكاثر متضمنه لذكر اليوم الآخر و ما فيه من الثواب و العقاب و كل و احد من القرآن و اليوم الآخر قيل هو النبأ العظيم
ثم سورة العصر و الهمزة و الفيل و لإيلاف و أرأيت و الكوثر و الكافرون و النصر و تبت متضمنة لذكر الأعمال حسنها و سيئها وإن كان لكل سورة خاصة
و أما سورة الإخلاص و المعوذتان ففي الإخلاص الثناء على الله و في المعوذتين دعاء العبد ربه ليعيذه و الثناء مقرون بالدعاء كما قرن بينهما في أم القرآن المقسومة بين الرب و العبد نصفها ثناء للرب و نصفها دعاء للعبد و المناسبة فى ذلك ظاهرة فإن أول الإيمان بالرسول الإيمان بما جاء به من الرسالة و هو القرآن ثم الإيمان بمقصود ذلك و غايته و هو ما ينتهي الأمر إليه من النعيم و العذاب و هو الجزاء ثم معرفة طريق المقصود و سببه و هو الأعمال خيرها ليفعل و شرها ليترك ثم ختم المصحف بحقيقة الإيمان و هو ذكر الله و دعاؤه كما بنيت عليه أم القرآن فإن حقيقة الإنسان المعنوية هو المنطق و المنطق قسمان خبر و إنشاء و أفضل الخبر و أنفعه و أوجبه ما كان خبرا عن الله كنصف الفاتحة و سورة الإخلاص و أفضل الإنشاء الذي هو الطلب و أنفعه و أوجبه ما كان طلبا من الله كالنصف الثانى من الفاتحة و المعوذتين
الفتاوى:16/477