أوَّل من أدخل الشاطبية إلى بلاد اليمن

إنضم
11/03/2009
المشاركات
1,240
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الرياض- حضرموت
الشاطبية من متون القراءات الشهيرة التي كتب الله لها القبول عند علماء القراءات في المشرق والمغرب
والإمام الشاطبي توفي 590 هـ، وكنتُ أتساءل متى دخل هذا النظم إلى البلاد اليمنية ؟!
وقد تتبعتُ ذلك سريعاً فوقفتُ على أنَّ المقرئ يحيى بن أبي بكر البوني هو ممن أدخل الشاطبية في البلاد اليمنية
قال الإمام ابن الجزري: ( يحيى بن أبي بكر العماد أبو زكريا البوني المالكي مقرئ، قدم دمشق وروى بها الشاطبية عن الحافظ أبي عبد الله الذهبي والسمر محمد بن أحمد بن علي الرقي، رواها عنه محمد بن أحمد لده باليمن ) ينظر: غاية النهاية: 2/367.
وقال في ترجمة الإمام الذهبي : ( وسمع منه الشاطبية يحيى بن أبي بكر البوني وحدث بها عنه في اليمن ) الغاية: 2/71
وقال في ترجمة محمد بن أحمد الرقي شيخ القراءات بدمشق: ( وروى عنه الشاطبية باليمن يحيى بن أبي بكر اليمني ) الغاية: 2/75
وممن روى الشاطبية في اليمن عن المقرئ يحيى بن أبي بكر البوني: محمد بن أحمد لُدَه
قال الإمام ابن الجزري: ( محمد بن أحمد لده بضم اللام وفتح الدال مخففة يمنى، روى الشاطبية عن يحيى بن أبي بكر البوني عن الذهبي والرقي وحدث بها، سمعها منه أحمد بن محمد بن أحمد الأشعري مقرئ زبيد اليوم، كذا قال لي ) الغاية: 2/95
وقال في ترجمة تلميذه أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الأشعري العبدلي شيخ زبيد في القراء:
( وأخذ الشاطبية عن محمد بن أحمد لده بسماعه من العماد يحيى بن أبي بكر البوني عن الحافظ محمد بن أحمد الذهبي ومحمد بن أحمد بن علي الرقي ) الغاية: 1/103.
وعلى ضوء ما تقدَّم فسيكون إسناد الشَّاطبية في اليمن في القرن التاسع هكذا:
المقرئ أحمد بن محمد بن أحمد الأشعري -شيخ القراءة بزبيد في القرن التاسع-
عن
المقرئ محمد بن أحمد لده
عن
المقرئ يحيى بن أبي بكر البوني
عن
الحافظ محمد بن أحمد الذهبي
ومحمد بن أحمد بن علي الرقي
والذهبي عن
المقرئ محمد بن أحمد العقيلي القلانسي
عن
الإمام السخاوي
عن
عن الإمام الشاطبي
قال الإمام ابن الجزري: ( محمد بن أحمد العقيلي القلانسي الكاتب رئيس عالم، قرأ القراآت على السخاوي وعرض عليه الشاطبية، أخذ عنه الشاطبية الشمس محمد بن غدير الواسطي ومحمد بن أحمد الذهبي الحافظ ) الغاية: 2/94
وهنا أسجِّل بعض التساؤلات:
القراءات السبع كانت موجودة في اليمن قبل قدوم المقرئ البوني من دمشق
فمن أي الكتب كانت تُروى هذه القراءات ؟
هل كانت القراءات العشر موجودة باليمن قبل القرن التاسع -بمعنى قبل دخول الإمام ابن الجزري-؟
هل أدخل المقرئ البوني متن الشاطبية فقط ؟ أم أدخل متن الشاطبية والقراءة بمضمونها ؟
 
موضوع مهم أخي الشيخ أبا إسحاق الحضرمي حفظكم الله على عادتكم في إثارة مثل هذه الموضوعات القيمة.

الذي يظهر من الترجمة السابقة للمقرئ البوني أنه رويت عنه الشاطبية فقط دون القراءات بمضمنها وإلا لذُكر ذلك.
ووقفت على كتاب "أعيان العصر وأعوان النصر" للصفدي، وهو يترجم لـ(لمحمد بن يعقوب بن بدران)، وسأنقلها هنا مختصرة، قال رحمه الله:
"محمد بن يعقوب بن بدران
الإمام، المسند، المقرئ، أبو عبد الله بن الجرايدي - بالجيم -، الأنصاري، الدمشقي، ثم القاهري، نزيل بيت المقدس.
أجاز له السخاوي، وسمع بمصر سنة أربع وأربعين، وبعدها من ابن الجميزي، وسبط السلفي، والمنذري، والرشيد العطار وتلا بالسبع مفردات على الكمال الضرير، وسمع منه الشاطبيّة، ومن ولد الشاطبي، وجود الخط، ودخل اليمن، وروى بأماكن...
استوطن القدس ثماني سنين، وبه توفي سنة عشرين وسبع مئة. ومولده بدمشق سنة تسع وثلاثين وست مئة" اهـ.


ـ فابن بدران هذا أقدم تاريخاً من البوني، حيث إنه روى عن تلامذة الشاطبي.
ـ ذُكر بأنه دخل اليمن وروى بأماكن، الظاهر أنها أماكن من اليمن حسب ما يفيده السياق، كما أنه يفهم بأنه تلقي عنه شيء.
ـ لم يحدد الذي رواه في اليمن لكن من خلال ترجمته لم يُذكر علمٌ تلقاه عن غيره سوى القراءات، فلعله تلقي عنه القراءات.
وهذا الأمر بحاجة إلى مزيد من البحث، والله أعلم.








 

ووقفت على كتاب "أعيان العصر وأعوان النصر" للصفدي، وهو يترجم لـ(لمحمد بن يعقوب بن بدران)، وسأنقلها هنا مختصرة، قال رحمه الله:
"محمد بن يعقوب بن بدران
الإمام، المسند، المقرئ، أبو عبد الله بن الجرايدي - بالجيم -، الأنصاري، الدمشقي، ثم القاهري، نزيل بيت المقدس.
أجاز له السخاوي، وسمع بمصر سنة أربع وأربعين، وبعدها من ابن الجميزي، وسبط السلفي، والمنذري، والرشيد العطار وتلا بالسبع مفردات على الكمال الضرير، وسمع منه الشاطبيّة، ومن ولد الشاطبي، وجود الخط، ودخل اليمن، وروى بأماكن...
استوطن القدس ثماني سنين، وبه توفي سنة عشرين وسبع مئة. ومولده بدمشق سنة تسع وثلاثين وست مئة" اهـ.
جزاكم الله خيراً يا شيخ محمَّد هذه الإفادة الطيبة
الذي ذكرتَه عن الصفدي ذكره أيضاً في كتابه "الوافي بالوفيات"
وهاك الترجمة بتمامها منه:
( محمد بن يعقوب بن بدران الإمام المسند المقرئ عماد الدين أبو عبد الله ابن المقرئ ابن الجريدي الأنصاري الدمشقي ثم القاهري نزيل بيت المقدس، ولد بدمشق سنة تسع وثلاثين وأجاز له السخاوي وسمع بمصر سنة أربع وأربعين وبعدها من ابن الجميزي وسبط السلفي والمنذري والرشيد العطار وتلا بالسبع مفردات على الكمال الضرير وسمع منه الشاطبية ومن ابن الشاطبي وحفظها وجود الخط ودخل اليمن وروى بأماكن .... ).
 
محمد بن يعقوب بن بدران العماد أبو عبد الله الجرائدي مقرئ أصيل، ولد سنة تسع وثلاثين وستمائة، قرأ الشاطبية على الكمال الضرير وأفرد عليه القراءات وجمع على والده وسمع الشاطبية من السديد عيسى بن مكي ابن حسين والجمال محمد بن الشاطبي وروى عن ابن الجميزي وسبط السلفي، وأقام ببيت المقدس قرأ عليه الشاطبية شيخنا أحمد بن الحسين الكفري وحدثنا بها عنه الحافظ الذهبي ومحمد بن القاسم البرزالي وحدث بها عنه بالإجازة شيخنا الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن المحب وحدث بها عنه وبالقراءات محمد بن عبد الله بن محمد البغدادي المعروف بابن العبد، قال الذهبي وكان حافظاً للقصيد ناسياً للقراآت كثير الدعاوي، مات في ذي الحجة سنة عشرين وسبعمائة بالقدس.
(غاية النهاية / 281 )
 
عودة
أعلى