عقيل الشمري
New member
- إنضم
- 09/03/2006
- المشاركات
- 77
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
الحمد لله ، والصلاة على رسول الله ، وبعد ،،،
أضع بين يدي الأخوة المشايخ أول مشاركتي مما لم يسبق لي نشره ، وهو فقه الإمام محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد ، ووقفات تربوية في ذلك .
الإمام محمد بن عبد الوهاب فقيه مجدد ، يحمل الفقه على مفهوم السلف ، والذي يتناول كل أمور الشريعة ، بما في ذلك درايته في واقعه ، ومعرفته بوسائل علاجه ، وممارسته واقعا عمليا في حياته ، ومن ذلك ما يلي :
1 ـ تأليفه للكتاب دليل على إحساسه واستشعاره بالمسؤلية تجاه واقع مليء بالشركيات ، فلم يكتف بنقد واقعه ، والاسترجاع ، بل ساهم في إيجاد الحلول ، وإزالة العقبات .
2 ـ تبويباته دليل على ممارسته للدعوة واقعا عمليا في حياته ، ومخالطته للناس ، ونزوله في ميدان العمل الدعوي ، لأنه ذكر أمثلة من واقع الناس .
3 ـ في كتابه التوحيد ساهم في إيجاد حلول عمليه لواقع الأمة الأليم .
4 ـ من فقهه أنه حارب البدع بجميع أنواعها ، وهذا إيمانا من الإمام المجدد بأن دين الله لا يقبل مجزأ ، ولا يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض بل ينقاد للإسلام بكليته بدون زيادة أو نقص ، ومتى دخلت البدع على داعية أو مجتمع فهي خطوة أولى في شذوذه عن جماعة المسلمين .
5 ـ من فقهه سهولة أسلوبه ، وعدم تكلفه بكلام معقد ، يراعي فيه صاحبة السجع أكثر من الفائدة المرجوة ، وذلك لأنه أراد ـ والله أعلم ـ أن يستفيد من كتابه جميع المسلمين على مختلف طبقاتهم ، فجاء كتابه سهلا ممتعا .
6 ـ من فقهه أن الأبواب في كتابه مترابطة ، يكمل بعضها بعضا ، ومن هنا تتابع الشراح على إيجاد المناسبات بين الأبواب ، وهذا إيمانا منهم رحمهم الله على أن الإمام كان يراعي الترتيب في كتابه ، والتنسيق .
7 ـ من فقهه أنه يأتي بالأخطاء من واقعه الذي يعيش فيه ، فقال مثلا :
باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ، باب الذبح لغير الله ، باب بيان شيء من أنواع السحر .... وهكذا .
وذلك لأنه يريد معالجة أخطاء واقعية يراها أمامه ، ولعل هذا الأسلوب هو الأنسب في الدعوة أن يأتي الداعية بالأمثلة من واقعة المحيط به .
8 ـ طريقته في كتابه فيها تربية للأمة ولعلمائها على ربط الناس بالكتاب والسنة ، وطلب الدليل ، ومن هنا نجد أن طريقته تتلخص في ذكره لآية أو حديث ، وهذا يدل على أن الإمام لم يكن يدعو لمذهب معين أو لنفسه ، بل كان داعية لربه سبحانه .
9 ـ طريقته في ذكره للمسائل فيها تأصيل لمنهج السلف أن الأحكام تستنبط من الأدلة ، وفي ذلك فضح للطريقة البدعية في تحوير النصوص لتخدم المعتقد ، مما ينتج عنه لي أعناق النصوص ، والتعسف في فهمها .
10 ـ من فقهه أنه يتدرج في ترتيب الأدلة في الباب الواحد ، فمثلا :
باب من الإيمان الصبر على أقدار الله ، قسمه لما يلي من حيث الأدلة :
1 ـ فضيلة الصبر ووجوبه ، وذكر في ذلك قوله تعالى " ومن يؤمن بالله يهد قلبه " .
2 ـ من أفعال أهل الجاهلية في حال المصائب ، وذكر في ذلك حديث أبي هريرة ، وحديث أبي مسعود رضي الله عنهما .
3 ـ منزلة الرضا ، وذكر فيها حديث أنس رضي الله عنه .
وغير ذلك من الأبواب ، فنجد الإمام رحمه الله يراعي ترتيبا معينا حتى في ذكره للأدلة ، وهذا فيه دراية بالأدلة ومراتبها ، وفقه في تربية الناس وترقيتهم من منزلة في الإيمان إلى منزلة أعلى منها .
11 ـ في كتابه رد ضمني على شبهات المشركين والتي ذكرها في كتابه العظيم كشف الشبهات ، وقد مضى بيانها في تقسيم الكتاب ، فاشتمل كتابه التوحيد على حماية المؤمنين ، والرد على المشركين .
12 ـ من فقهه أنه قدم في بداية الكتاب الكلام على التوحيد وفضله على الكلام على الشرك وخطورته ، لأنه المقصود من الكتاب .
13 ـ من فقه الإمام أنه جعل كتابه شاملا لمظاهر الشرك الأكبر والأصغر ، حماية للتوحيد من الزوال ، ومن النقص .
14 ـ الإمام ينوع في الأدلة فأحيانا يكون الدليل من الكتاب ، وأحيانا من السنة ، وأحيانا يجمع بينهما ، وهذا تقرير منه لهدفه بأكثر من أسلوب .
15 ـ من فقهه أنه يخص بعض الأمور بمزيد عناية ، نظرا لحاجة الناس لها ، ومن ذلك مثلا :
قوله : باب ما جاء في الريا .
ثم قال بعد ذلك : باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا .
وكذلك قوله : ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد .
ثم قال في آخر الكتاب : باب ما جاء في حماية المصطفى حمى التوحيد وسده طرق الشرك .
16 ـ من فقه الإمام أنه يأتي في بعض الأدلة من باب الإشارة ، فمثلا :
قوله باب " حتى إذا فزع عن قلوبهم " .
للإشارة إلى أن الملائكة إن كانت تفزع وتخاف فكيف ترجى ويتعلق بها .
ومثله أيضا قوله : باب قوله " إنك لا تهدي من أحببت " .
للإشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يملك لعمه هداية مع حرصه عليها فكيف يملك لمن يدعوه من دون الله وهم ميت ، ولا يشعر به .
17 ـ من فقهه رحمه الله أنه ذكر عددا من الأبواب تتعلق بالنية ، وعددا آخر يتعلق بالأفعال ، وقسم ثالث يتعلق بالأقوال وحمايتها من الشرك ، ليشمل بذلك أبواب الإيمان " قول وعمل ونية " .
18 ـ من فقه الإمام أنه ذكر أبوابا في أعمال الجوارح ، وأبوابا أخرى في أعمال القلوب ، وبيانها سبق في تقسيم الكتاب .
19 ـ من الفقه تخصيصه الجزء الأكبر من كتابه لتوحيد الألوهية ، لكثرة من زل فيه ، ولأنه واقع الشيخ رحمه الله .
20 ـ من فقهه أن طول الباب وقصره يعتمد على أهمية الباب ، وكثرة من تلبس بخطأ فيه ، ولهذا يطيل في بعض الأبواب بذكر الأدلة ، وينوعها ، ويختصر في البعض الآخر .
21ـ من فقهه أنه ينزل الآيات على واقعه ، الذي يعيشه .
22 ـ أهتم كثيرا بباب الغلو ، ولذلك نوع تبويباته فقال :
أ ـ باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين .
ب ـ باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده .
ج ـ باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله .
وهذا يعطينا الدلالة الواضحة على خطورة هذا المسلك ، وأنه سبب الشرك ، وفي ذلك يربي الإمام الأمة على ترك الغلو حتى في ذاته هو رحمه الله ، وذلك تمام التجرد للكتاب والسنة .
23 ـ من الفقه في كتابه أنه يضم الأبواب المتقاربة مع بعضها البعض ، ومن هنا ذكر باب السحر ، ثم أنواعه ، ثم الكهان ، ثم التطير ، ثم التنجيم ، ثم الاستسقاء بالنجوم .
وبذلك يظهر ترابط الكتاب وأبوابه ، فيكون كالبناء الواحد المتكامل ، وهذا من بديع التصنيف .
24 ـ من فقهه أنه لا يقدم السنة على القرآن ، فإذا كان في الباب آية قدمها ، وهذا من الفقه في منزلة الدليل .
25 ـ من فقهه أنه افتتح كتاب التوحيد بباب قوله تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " .
ليبين أن التوحيد هو العبادة ، وأنه الغاية من الخلق ، وهذا مناسب جدا للبداية به .
26 ـ من فقهه أنه ختم كتاب التوحيد بباب قوله تعالى " وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون " .
ليبين أن خلاصة التوحيد تكمن في تعظيم الله ، متى ما قلت في قلب الإنسان دخل عليه الخلل بقدر ما نقص من تعظيمه .
27 ـ مسائله التي يذكرها في نهاية الباب فيها دقة في الاستنباط والاستخراج ، ومن هنا كانت عميقة في الدلالة ، بل إن بعضها اختلف الشراح حول موضع الدلالة من النصوص التي ذكرها .
28ـ من فقهه أنه ذكر في مسائله بعض الفرق كالأشعرية ، والرافضة ، والجهمية ، وقال عن الرافضة : " بل أخرجهم بعض أهل العلم من الثنتين والسبعين فرقة " .
29ـ كثيرا في مسائله ما يبين خطورة التشبه بأهل الكتاب ، وهذا إيمانا من الإمام رحمه الله بأن هذه الأمة ستتبع طريق بني إسرائيل في الإحداث في الدين ، ومن تأمل واقع الأمة سيجد أن أي بدعة أحدثتها هذه الأمة فلها أصل عند أهل الكتاب ، فبدعة تحكيم غير شرع الله ، واتخاذ المشرعين والمقننين هي طريقة أهل الكتاب كما جاء في صحيح مسلم في تحريفهم آية الرجم ، وبدعة الغلو مأخوذة من غلو النصارى بعيسى عليه السلام ، وبدعة التصوف لها تعلق برهبانية النصارى ، وهكذا .
30 ـ من فقهه أن دائما يحتج بالإجماع ، فمثلا :
قال في باب من تبرك بشجر أو حجر : " العشرون أنه متقرَّرٌ عندهم أن العبادات مبناها على الأمر" .
وقال في باب ما جاء في حماية المصطفى جناب بالتوحيد : " السابعة أنه متقرر عندهم أنه لا يصلى في المقبرة " .
31 ـ من فقهه أنه يخرج الحديث ، ويذكر أحيانا درجته ، والغالب عليه الصحة ، ونادرا ما يتكلم على السند بكلام مختصر كقوله " بسند جيد " فإن لم يصح الحديث فالمعنى المراد منه صحيح بلا ريب لأنه يقرر مسألة من مسائل الاعتقاد .
32ـ أبواب كتاب التوحيد تأكيد لمنهج أهل السنة بأن الأعمال من الإيمان .
فهذه اثنتان وثلاثون وقفة نستفيد منها أن للإمام المجدد فقها في تأليفه لكتابه العظيم " كتاب التوحيد " والذي سمعت أحد مشايخي يقول عنه " بأنه فتح من الله على الشيخ " جمعتها حتى نتنبه لغيرها في شروحاتنا لكتاب التوحيد ، وقراءتنا له
أضع بين يدي الأخوة المشايخ أول مشاركتي مما لم يسبق لي نشره ، وهو فقه الإمام محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد ، ووقفات تربوية في ذلك .
الإمام محمد بن عبد الوهاب فقيه مجدد ، يحمل الفقه على مفهوم السلف ، والذي يتناول كل أمور الشريعة ، بما في ذلك درايته في واقعه ، ومعرفته بوسائل علاجه ، وممارسته واقعا عمليا في حياته ، ومن ذلك ما يلي :
1 ـ تأليفه للكتاب دليل على إحساسه واستشعاره بالمسؤلية تجاه واقع مليء بالشركيات ، فلم يكتف بنقد واقعه ، والاسترجاع ، بل ساهم في إيجاد الحلول ، وإزالة العقبات .
2 ـ تبويباته دليل على ممارسته للدعوة واقعا عمليا في حياته ، ومخالطته للناس ، ونزوله في ميدان العمل الدعوي ، لأنه ذكر أمثلة من واقع الناس .
3 ـ في كتابه التوحيد ساهم في إيجاد حلول عمليه لواقع الأمة الأليم .
4 ـ من فقهه أنه حارب البدع بجميع أنواعها ، وهذا إيمانا من الإمام المجدد بأن دين الله لا يقبل مجزأ ، ولا يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض بل ينقاد للإسلام بكليته بدون زيادة أو نقص ، ومتى دخلت البدع على داعية أو مجتمع فهي خطوة أولى في شذوذه عن جماعة المسلمين .
5 ـ من فقهه سهولة أسلوبه ، وعدم تكلفه بكلام معقد ، يراعي فيه صاحبة السجع أكثر من الفائدة المرجوة ، وذلك لأنه أراد ـ والله أعلم ـ أن يستفيد من كتابه جميع المسلمين على مختلف طبقاتهم ، فجاء كتابه سهلا ممتعا .
6 ـ من فقهه أن الأبواب في كتابه مترابطة ، يكمل بعضها بعضا ، ومن هنا تتابع الشراح على إيجاد المناسبات بين الأبواب ، وهذا إيمانا منهم رحمهم الله على أن الإمام كان يراعي الترتيب في كتابه ، والتنسيق .
7 ـ من فقهه أنه يأتي بالأخطاء من واقعه الذي يعيش فيه ، فقال مثلا :
باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ، باب الذبح لغير الله ، باب بيان شيء من أنواع السحر .... وهكذا .
وذلك لأنه يريد معالجة أخطاء واقعية يراها أمامه ، ولعل هذا الأسلوب هو الأنسب في الدعوة أن يأتي الداعية بالأمثلة من واقعة المحيط به .
8 ـ طريقته في كتابه فيها تربية للأمة ولعلمائها على ربط الناس بالكتاب والسنة ، وطلب الدليل ، ومن هنا نجد أن طريقته تتلخص في ذكره لآية أو حديث ، وهذا يدل على أن الإمام لم يكن يدعو لمذهب معين أو لنفسه ، بل كان داعية لربه سبحانه .
9 ـ طريقته في ذكره للمسائل فيها تأصيل لمنهج السلف أن الأحكام تستنبط من الأدلة ، وفي ذلك فضح للطريقة البدعية في تحوير النصوص لتخدم المعتقد ، مما ينتج عنه لي أعناق النصوص ، والتعسف في فهمها .
10 ـ من فقهه أنه يتدرج في ترتيب الأدلة في الباب الواحد ، فمثلا :
باب من الإيمان الصبر على أقدار الله ، قسمه لما يلي من حيث الأدلة :
1 ـ فضيلة الصبر ووجوبه ، وذكر في ذلك قوله تعالى " ومن يؤمن بالله يهد قلبه " .
2 ـ من أفعال أهل الجاهلية في حال المصائب ، وذكر في ذلك حديث أبي هريرة ، وحديث أبي مسعود رضي الله عنهما .
3 ـ منزلة الرضا ، وذكر فيها حديث أنس رضي الله عنه .
وغير ذلك من الأبواب ، فنجد الإمام رحمه الله يراعي ترتيبا معينا حتى في ذكره للأدلة ، وهذا فيه دراية بالأدلة ومراتبها ، وفقه في تربية الناس وترقيتهم من منزلة في الإيمان إلى منزلة أعلى منها .
11 ـ في كتابه رد ضمني على شبهات المشركين والتي ذكرها في كتابه العظيم كشف الشبهات ، وقد مضى بيانها في تقسيم الكتاب ، فاشتمل كتابه التوحيد على حماية المؤمنين ، والرد على المشركين .
12 ـ من فقهه أنه قدم في بداية الكتاب الكلام على التوحيد وفضله على الكلام على الشرك وخطورته ، لأنه المقصود من الكتاب .
13 ـ من فقه الإمام أنه جعل كتابه شاملا لمظاهر الشرك الأكبر والأصغر ، حماية للتوحيد من الزوال ، ومن النقص .
14 ـ الإمام ينوع في الأدلة فأحيانا يكون الدليل من الكتاب ، وأحيانا من السنة ، وأحيانا يجمع بينهما ، وهذا تقرير منه لهدفه بأكثر من أسلوب .
15 ـ من فقهه أنه يخص بعض الأمور بمزيد عناية ، نظرا لحاجة الناس لها ، ومن ذلك مثلا :
قوله : باب ما جاء في الريا .
ثم قال بعد ذلك : باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا .
وكذلك قوله : ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد .
ثم قال في آخر الكتاب : باب ما جاء في حماية المصطفى حمى التوحيد وسده طرق الشرك .
16 ـ من فقه الإمام أنه يأتي في بعض الأدلة من باب الإشارة ، فمثلا :
قوله باب " حتى إذا فزع عن قلوبهم " .
للإشارة إلى أن الملائكة إن كانت تفزع وتخاف فكيف ترجى ويتعلق بها .
ومثله أيضا قوله : باب قوله " إنك لا تهدي من أحببت " .
للإشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يملك لعمه هداية مع حرصه عليها فكيف يملك لمن يدعوه من دون الله وهم ميت ، ولا يشعر به .
17 ـ من فقهه رحمه الله أنه ذكر عددا من الأبواب تتعلق بالنية ، وعددا آخر يتعلق بالأفعال ، وقسم ثالث يتعلق بالأقوال وحمايتها من الشرك ، ليشمل بذلك أبواب الإيمان " قول وعمل ونية " .
18 ـ من فقه الإمام أنه ذكر أبوابا في أعمال الجوارح ، وأبوابا أخرى في أعمال القلوب ، وبيانها سبق في تقسيم الكتاب .
19 ـ من الفقه تخصيصه الجزء الأكبر من كتابه لتوحيد الألوهية ، لكثرة من زل فيه ، ولأنه واقع الشيخ رحمه الله .
20 ـ من فقهه أن طول الباب وقصره يعتمد على أهمية الباب ، وكثرة من تلبس بخطأ فيه ، ولهذا يطيل في بعض الأبواب بذكر الأدلة ، وينوعها ، ويختصر في البعض الآخر .
21ـ من فقهه أنه ينزل الآيات على واقعه ، الذي يعيشه .
22 ـ أهتم كثيرا بباب الغلو ، ولذلك نوع تبويباته فقال :
أ ـ باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين .
ب ـ باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده .
ج ـ باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله .
وهذا يعطينا الدلالة الواضحة على خطورة هذا المسلك ، وأنه سبب الشرك ، وفي ذلك يربي الإمام الأمة على ترك الغلو حتى في ذاته هو رحمه الله ، وذلك تمام التجرد للكتاب والسنة .
23 ـ من الفقه في كتابه أنه يضم الأبواب المتقاربة مع بعضها البعض ، ومن هنا ذكر باب السحر ، ثم أنواعه ، ثم الكهان ، ثم التطير ، ثم التنجيم ، ثم الاستسقاء بالنجوم .
وبذلك يظهر ترابط الكتاب وأبوابه ، فيكون كالبناء الواحد المتكامل ، وهذا من بديع التصنيف .
24 ـ من فقهه أنه لا يقدم السنة على القرآن ، فإذا كان في الباب آية قدمها ، وهذا من الفقه في منزلة الدليل .
25 ـ من فقهه أنه افتتح كتاب التوحيد بباب قوله تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " .
ليبين أن التوحيد هو العبادة ، وأنه الغاية من الخلق ، وهذا مناسب جدا للبداية به .
26 ـ من فقهه أنه ختم كتاب التوحيد بباب قوله تعالى " وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون " .
ليبين أن خلاصة التوحيد تكمن في تعظيم الله ، متى ما قلت في قلب الإنسان دخل عليه الخلل بقدر ما نقص من تعظيمه .
27 ـ مسائله التي يذكرها في نهاية الباب فيها دقة في الاستنباط والاستخراج ، ومن هنا كانت عميقة في الدلالة ، بل إن بعضها اختلف الشراح حول موضع الدلالة من النصوص التي ذكرها .
28ـ من فقهه أنه ذكر في مسائله بعض الفرق كالأشعرية ، والرافضة ، والجهمية ، وقال عن الرافضة : " بل أخرجهم بعض أهل العلم من الثنتين والسبعين فرقة " .
29ـ كثيرا في مسائله ما يبين خطورة التشبه بأهل الكتاب ، وهذا إيمانا من الإمام رحمه الله بأن هذه الأمة ستتبع طريق بني إسرائيل في الإحداث في الدين ، ومن تأمل واقع الأمة سيجد أن أي بدعة أحدثتها هذه الأمة فلها أصل عند أهل الكتاب ، فبدعة تحكيم غير شرع الله ، واتخاذ المشرعين والمقننين هي طريقة أهل الكتاب كما جاء في صحيح مسلم في تحريفهم آية الرجم ، وبدعة الغلو مأخوذة من غلو النصارى بعيسى عليه السلام ، وبدعة التصوف لها تعلق برهبانية النصارى ، وهكذا .
30 ـ من فقهه أن دائما يحتج بالإجماع ، فمثلا :
قال في باب من تبرك بشجر أو حجر : " العشرون أنه متقرَّرٌ عندهم أن العبادات مبناها على الأمر" .
وقال في باب ما جاء في حماية المصطفى جناب بالتوحيد : " السابعة أنه متقرر عندهم أنه لا يصلى في المقبرة " .
31 ـ من فقهه أنه يخرج الحديث ، ويذكر أحيانا درجته ، والغالب عليه الصحة ، ونادرا ما يتكلم على السند بكلام مختصر كقوله " بسند جيد " فإن لم يصح الحديث فالمعنى المراد منه صحيح بلا ريب لأنه يقرر مسألة من مسائل الاعتقاد .
32ـ أبواب كتاب التوحيد تأكيد لمنهج أهل السنة بأن الأعمال من الإيمان .
فهذه اثنتان وثلاثون وقفة نستفيد منها أن للإمام المجدد فقها في تأليفه لكتابه العظيم " كتاب التوحيد " والذي سمعت أحد مشايخي يقول عنه " بأنه فتح من الله على الشيخ " جمعتها حتى نتنبه لغيرها في شروحاتنا لكتاب التوحيد ، وقراءتنا له