أوجه العلماء في قوله تعالى:" ومن كفر فإن الله غني عن العالمين"بعد"ولله على الناس حج البيت"

إنضم
26/02/2014
المشاركات
126
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
----------------
أوجه العلماء في قوله تعالى:" ومن كفر فإن الله غني عن العالمين"بعد"ولله على الناس حج البيت"

" قوله تعالى : ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ، بعد قوله : ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا [3 \ 97] ، يدل على أن من لم يحج كافر ، والله غني عنه .
في المراد بقوله تعالى : "ومن كفر " أوجه للعلماء . الأول : أن المراد بقوله : ومن كفر أي : ومن جحد فريضة الحج ، فقد كفر والله غني عنه ، وبه قال : ابن عباس ، ومجاهد ، وغير واحد قاله ابن كثير . ويدل لهذا الوجه ما روي عن عكرمة ومجاهد من أنهما قالا لما نزلت : ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه [3 \ 85] ، قالت اليهود : فنحن مسلمون .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «إن الله فرض على المسلمين حج البيت من استطاع إليه سبيلا ، فقالوا : لم يكتب علينا ، وأبوا أن يحجوا» . قال الله تعالى : ومن كفر فإن الله غني عن العالمين [3 \ 97] .
الوجه الثاني : أن المراد بقوله : ومن كفر [3 \ 97] ، أي : ومن لم يحج على سبيل التغليظ البالغ في الزجر عن ترك الحج مع الاستطاعة كقوله للمقداد الثابت في «الصحيحين» حين سأله عن قتل من أسلم من الكفار بعد أن قطع يده في الحرب : «لا تقتله ، فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله ، وإنك بمنزلته قبل أن يقول الكلمة التي قال» .
الوجه الثالث : حمل الآية على ظاهرها وأن من لم يحج مع الاستطاعة فقد كفر .
وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : «من ملك زادا وراحلة ، ولم يحج بيت الله فلا يضره ، مات يهوديا ، أو نصرانيا ; وذلك بأن الله قال : ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين» [3 \ 97] .
روى هذا الحديث الترمذي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، كما نقله عنهم ابن كثير وهو حديث ضعيف ضعفه غير واحد بأن في إسناده هلال بن عبد الله مولى ربيعة بن عمرو بن مسلم الباهلي.."
أضواء البيان للعلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
 
المتلخص من الوجوه اثنان:
الأول: أن يكون كفر جحد وخروج عن الملة، وذلك بكفره فريضة الحج، وفي معناه حديث ذكره الطبري بسنده أن عن النبي عليه السلام أنه قرأ الآية، فقال له رجل من هذيل: يا رسول الله من تركه كفر؟ فقال له النبي عليه السلام: من تركه لا يخاف عقوبته، ومن حجه لا يرجو ثوابه فهو ذلك؛ وقال بمعنى هذا الحديث ابن عباس ومجاهد أيضا.
والثاني:أن يكون كفر معصية، بأن وجد ما يحج به ثم لم يحج، كقوله عليه السلام: من ترك الصلاة فقد كفر، وقوله: لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، على أظهر محتملات هذا الحديث، وبين أن من أنعم الله عليه بمال وصحة ولم يحج فقد كفر النعمة.
أما القول بظاهر الحديث بإطلاق دون هذا التفصيل فلا أظن أحد من أهل العلم الثقات يقول به.
وانظر إن قيل أن الحج على التراخي لا الفور هل له مدخل في الحكم؟
 
عودة
أعلى