محمد محمود إبراهيم عطية
Member
ليست الخطابة ظاهرة كلامية حديثة العهد في عالم البشر ؛ بل كانت الخُطبة - ولا تزال وستبقى - أفقًا واسعًا للتأثير ، مارسها رسل الله وأنبياؤه للبلاغ ونشر الدعوة ودحض الفِرَى ؛ واستخدمها الساسة لتحقيق أهدافهم ، وكانت وسيلة القادة والفاتحين لرفع معنويات جنودهم توطئة لفتوحاتهم ، وهي أحد الأسباب الهامة لنجاح المديرين في إداراتهم المختلفة .
وتعد الخطابة - كما يقول أبو زهرة - رحمه الله : إحدى وسائل الدعوة إلى الله جل وعلا ، وهي من أهم وسائل التربية والتوجيه والتأثير ، ولها ثمرات كثيرة فهي التي تفض المشاكل ، وتقطع الخصومات ، وهي التي تهدئ النفوس الثائرة ، وهي التي تثير حماسة ذوي النفوس الفاترة ، وهي التي ترفع الحق ، وتخفض الباطل ، وتقيم العدل ، وترد المظالم ، وهي صوت المظلومين ، وهي لسان الهداية ؛ والخطابة تثير حمية الجيوش ، وتدفعهم إلى لقاء الموت ، وتزيد قواهم المعنوية ، ولذلك كان قواد الجيوش المظفرين خطباء مصاقع ؛ فعلي بن أبي طالب وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص ، وطارق بن زياد .. خطباء مصاقع ( [1] ) .
لذا كانت الخطبة جزءًا من مهمة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - في دعوة أقوامهم إلى توحيد الله U وطاعته ، وتحذيرهم من غضبه وبطشه وأليم عقابه ، ليقلعوا عما هم فيه من ضلال وفساد عقدي وخلقي واجتماعي .
وما زالت الخطابة وستظل وسيلة ناجحة من الوسائل التي يلجأ إليها المصلحون والعلماء والدعاة والقادة في كل العصور لتحريك العقول ، وبعث الثقة في النفوس للدفاع عن فكرة معينة ، أو النهوض بمهمة معينة ؛ أو التحذير من أعمال معينة .
وكم من خطبة أحدثت تحولًا في عادات الناس وتصوراتهم ، وكم من خطبة فتحت باب الأمل والتوبة لدى بعض المخاطبين ؛ وكم من خطبة أطفأت ثائرة فتنة ، وكم من خطبة أثرت في تثبيت قلوب جيوش فكان النصر حليفهم .
ولئن كانت الخُطبة بمفهومها الشامل أداة مهمة للتأثير في الإعلام والتعليم والدعوة والتربية ، في السلم والحرب ، وفي حال السراء والضراء والضعف والقوة ؛ فإن خطبة الجمعة تتميز عن جميع الخطب بميزات وخصائص تجعلها ذات أهمية لا يمكن أن تساويها أو تقاربها أي خطبة أخرى .
فلخطبة الجمعة - من بين الخطب - مكانة خاصة ، فهي عبادة أسبوعية تُهز بها أعواد المنابر ، ويلتقي المسلمون في مساجدهم لسماعها ، ويصدرون متأثرين بكلماتها ومعانيها ، قد أخذوا حظهم من الدعوة للخير والتحذير من الآثام والشر .
فخطبة الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام لها دورها الفعال في صياغة سلوك الناس والتأثير عليهم في شتى المجالات ، ولها دورها البارز في خدمة الدعوة إلى الله ، فقد خصَّ الله المسلمين بيوم الجمعة ، وجعله عيدهم الأسبوعي ، وفرض عليهم فيه صلاة الجمعة وخطبتها ، وأمر المسلمين بالسعي إليها جمعًا لقلوبهم ، وتوحيدًا لكلمتهم ، وتعليمًا لجاهلهم ، وتنبيهًا لغافلهم ، وردًّا لشاردهم ، وإيقاظا للهمم ، وشحذًا للعزائم ، وتبصيرًا للمسلمين بحقائق دينهم وعقيدتهم ، ومكايد عدوهم ، ومما يجب عليهم ، وما لا يسعهم جهله ؛ وتثبيتًا لهم جميعًا على تعظيم حرمات الله .
لهذا وغيره كان لخطبة الجمعة مكانة سامية وأهمية بالغة ،
[1] - انظر ( الخطابة ) لأبي زهرة ص 21 ، 22 باختصار وتصرف .
وتعد الخطابة - كما يقول أبو زهرة - رحمه الله : إحدى وسائل الدعوة إلى الله جل وعلا ، وهي من أهم وسائل التربية والتوجيه والتأثير ، ولها ثمرات كثيرة فهي التي تفض المشاكل ، وتقطع الخصومات ، وهي التي تهدئ النفوس الثائرة ، وهي التي تثير حماسة ذوي النفوس الفاترة ، وهي التي ترفع الحق ، وتخفض الباطل ، وتقيم العدل ، وترد المظالم ، وهي صوت المظلومين ، وهي لسان الهداية ؛ والخطابة تثير حمية الجيوش ، وتدفعهم إلى لقاء الموت ، وتزيد قواهم المعنوية ، ولذلك كان قواد الجيوش المظفرين خطباء مصاقع ؛ فعلي بن أبي طالب وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص ، وطارق بن زياد .. خطباء مصاقع ( [1] ) .
لذا كانت الخطبة جزءًا من مهمة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - في دعوة أقوامهم إلى توحيد الله U وطاعته ، وتحذيرهم من غضبه وبطشه وأليم عقابه ، ليقلعوا عما هم فيه من ضلال وفساد عقدي وخلقي واجتماعي .
وما زالت الخطابة وستظل وسيلة ناجحة من الوسائل التي يلجأ إليها المصلحون والعلماء والدعاة والقادة في كل العصور لتحريك العقول ، وبعث الثقة في النفوس للدفاع عن فكرة معينة ، أو النهوض بمهمة معينة ؛ أو التحذير من أعمال معينة .
وكم من خطبة أحدثت تحولًا في عادات الناس وتصوراتهم ، وكم من خطبة فتحت باب الأمل والتوبة لدى بعض المخاطبين ؛ وكم من خطبة أطفأت ثائرة فتنة ، وكم من خطبة أثرت في تثبيت قلوب جيوش فكان النصر حليفهم .
ولئن كانت الخُطبة بمفهومها الشامل أداة مهمة للتأثير في الإعلام والتعليم والدعوة والتربية ، في السلم والحرب ، وفي حال السراء والضراء والضعف والقوة ؛ فإن خطبة الجمعة تتميز عن جميع الخطب بميزات وخصائص تجعلها ذات أهمية لا يمكن أن تساويها أو تقاربها أي خطبة أخرى .
فلخطبة الجمعة - من بين الخطب - مكانة خاصة ، فهي عبادة أسبوعية تُهز بها أعواد المنابر ، ويلتقي المسلمون في مساجدهم لسماعها ، ويصدرون متأثرين بكلماتها ومعانيها ، قد أخذوا حظهم من الدعوة للخير والتحذير من الآثام والشر .
فخطبة الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام لها دورها الفعال في صياغة سلوك الناس والتأثير عليهم في شتى المجالات ، ولها دورها البارز في خدمة الدعوة إلى الله ، فقد خصَّ الله المسلمين بيوم الجمعة ، وجعله عيدهم الأسبوعي ، وفرض عليهم فيه صلاة الجمعة وخطبتها ، وأمر المسلمين بالسعي إليها جمعًا لقلوبهم ، وتوحيدًا لكلمتهم ، وتعليمًا لجاهلهم ، وتنبيهًا لغافلهم ، وردًّا لشاردهم ، وإيقاظا للهمم ، وشحذًا للعزائم ، وتبصيرًا للمسلمين بحقائق دينهم وعقيدتهم ، ومكايد عدوهم ، ومما يجب عليهم ، وما لا يسعهم جهله ؛ وتثبيتًا لهم جميعًا على تعظيم حرمات الله .
لهذا وغيره كان لخطبة الجمعة مكانة سامية وأهمية بالغة ،
[1] - انظر ( الخطابة ) لأبي زهرة ص 21 ، 22 باختصار وتصرف .