أهمية حفظ القرآن لطالب العلم (( لا طلب قبل حفظ القرآن )) .

إنضم
22/05/2010
المشاركات
381
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
مصر
تعاهد الطلبة بتعليم القرآن وحفظه هو هدي النبي ــ صلي الله عليه وسلم ــ ، قال ابن عباس ــ رضي الله عنهما ــ : (( كان رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن )) . { م }

وهذا دال علي أن تعليم القرآن أصل يشبه به ما كان يتعاهد النبي ــ صلي الله عليه وسلم ــ أصحابه بالتعليم .

قال حذيفة ــ رضي الله عنه ــ : حدثنا رسول الله ــ صلي الله عليه وسلم ــ حديثين ، رأيت أحدهما ، وأنا أنتظر الآخر ، حدثنا (( أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ، ثم علموا من القرآن ، ثم علموا من السنة .... )) الحديث . { خ . 7086 }

* قال الحافظ ابن حجر ــ رحمه الله ــ ؛
"" قوله (( ثم علموا من القرآن ، ثم علموا من السنة )) كذا في هذه الرواية بإعادة ( ثم ) ، وفيه إشارة إلى أنهم كانوا يتعلمون القرآن قبل أن يتعلموا السنن ، والمراد بالسنن ما يتلقونه عن النبي ــ صلى الله عليه و سلم ــ واجبا كان أو مندوبا "" { الفتح : 13 / 39 } .اهــ .

& قال الميموني : "" سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّه أَيُّهُمَا أَحَبُّ إلَيْك ، أَبْدَأُ ابْنِي بِالْقُرْآنِ أَوْ
بِالْحَدِيثِ ؟
قَالَ : لَا بِالْقُرْآنِ قُلْتُ : أُعَلِّمُهُ كُلَّهُ قَالَ : إلَّا أَنْ يَعْسُرَ ، فَتُعَلِّمَهُ مِنْهُ .

ثُمَّ قَالَ لِي : إذَا قَرَأَ أَوَّلًا تَعََّلم َ الْقِرَاءَةَ ، ثُمَّ لَزِمَهَا "" . اهــ .

قال ابن مفلح ــ رحمه الله ــ : { وَعَلَى هَذَا أَتْبَاعُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ إلَى زَمَانِنَا هَذَا }. اهــ . (( الآداب الشرعية 2 / 33 )) .


* وقال محمد بن الفضل : "" سمعت جدي يقول : استأذنت أبي في الخروج إلى قتيبة فقال : اقرأ القرآن أولا حتى آذن لك ؛ فاستظهرت القرآن ، فقال لي : امكث حتى تصلي بالختمة ؛ ففعلت ، فلما عيدنا أذن لي فخرجت إلى مرو وسمعت بمروالروذ من محمد بن هشام ــ يعني صاحب هشيم ــ فنعي إلينا قتيبة "" اهــ . { تذكرة الحفاظ 2 / 722 }

&& وقال الإمام أبو عمر بن عبدالبر : "" طلب العلم درجات ومناقل
ورتب لا ينبغي تعدِّيها ، ومن تعداها جملة فقد تعدى سبيل السلف ــ رحمهم
الله ــ ، ومن تعدى سبيلهم عامدا ضل ، ومن تعداه مجتهدا زل .

فأول العلم : حفظ كتاب الله جل وعز وتفهمه ، وكل ما يعين على فهمه
فواجب طلبه معه ، ولا أقول : إن حفظه كله فرض ، ولكن أقول : إن ذلك
واجب لازم على من أحب أن يكون عالما ليس من باب الفرض "" { جامع بيان العلم وفضله 526 ــ 528 } . اهــ .


وقال الخطيب البغدادي : "" ذكر ما يجب تقديم حفظه على الحديث ؛
ينبغي للطالب أن يبدأ بحفظ كتاب الله عز وجل ، إذ كان أجل العلوم وأولاها بالسبق والتقديم "" .اهــ . { الجامع 1 / 106 } .


وقال الحافظ النووي ــ رحمه الله ــ : "" وأول ما يبتدئ به حفظ القرآن
العزيز فهو أهم العلوم ، وكان السلف لا يعلمون الحديث والفقه إلا لمن حفظ القران ، وإذا حفظه فليحذر من الاشتغال عنه بالحديث والفقه وغيرهما اشتغالا يؤدى إلى نسيان شئ منه أو تعريضه للنسيان : وبعد حفظ القرآن يحفظ من كل فن مختصرا ، ويبدأ بالاهم ومن اهمها الفقه والنحو ثم الحديث والأصول ثم الباقي على ما تيسر "" .اهــ . { م.المجموع 1/ 38}


وقال شيخ الإسلام ؛ (( وَأَمَّا طَلَبُ حِفْظِ الْقُرْآنِ : فَهُوَ مُقَدَّمٌ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّا
تُسَمِّيهِ النَّاسُ عِلْمًا : وَهُوَ إمَّا بَاطِلٌ ، أَوْ قَلِيلُ النَّفْع ِ.
وَهُوَ أَيْضًا مُقَدَّمٌ فِي التَّعَلُّمِ فِي حَقِّ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَتَعَلَّمَ عِلْمَ الدِّينِ مِنْ الْأُصُولِ
وَالْفُرُوعِ ، فَإِنَّ الْمَشْرُوعَ فِي حَقِّ مِثْلِ هَذَا فِي هَذِهِ الْأَوْقَاتِ أَنْ يَبْدَأَ بِحِفْظِ
الْقُرْآنِ ، فَإِنَّهُ أَصْلُ عُلُومِ الدِّينِ ، بِخِلَافِ مَا يَفْعَلُهُ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ مِنْ
الْأَعَاجِمِ وَغَيْرِهِمْ ، حَيْثُ يَشْتَغِلُ أَحَدُهُمْ بِشَيْءٍ مِنْ فُضُولِ الْعِلْمِ ، مِنْ الْكَلَامِ ، أَوْ الْجِدَالِ وَالْخِلَافِ ، أَوْ الْفُرُوعِ النَّادِرَةِ ، وَالتَّقْلِيدِ الَّذِي لَا يُحْتَاجُ إلَيْهِ ، أَوْ
غَرَائِبِ الْحَدِيثِ الَّتِي لَا تَثْبُتُ وَلَا يُنْتَفَعُ بِهَا ، وَكَثِيرٍ مِنْ الرِّيَاضِيَّاتِ الَّتِي لَا
تَقُومُ عَلَيْهَا حُجَّةٌ ، وَيَتْرُكُ حِفْظَ الْقُرْآنِ الَّذِي هُوَ أَهَمُّ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ ........... وَالْمَطْلُوبُ مِنْ الْقُرْآنِ هُوَ فَهْمُ مَعَانِيهِ ، وَالْعَمَلُ بِهِ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ هَذِهِ هِمَّةَ
حَافِظِهِ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ ، وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ . )) { الفتاوي الكبري 2 / 235 }. ا.هــ .

والحمد لله رب العالمين .
{{ من النبذ في آداب طلب العلم / لحمد العثمان }}
 
أحسنت أخي عمرو بارك الله فيك .
ومن فوائد حفظ القرآن الكريم التي لمستها في مجتمعنا الشنقيطي أنه يهذب اللسان ؛ فإذا حفظه الطفل في الصغر قل أن يلحن في كلامه وفي قراءته ..
هذا طبعا غير ما ذكرت أنت من الفوائد وما لم تذكر ؛ ففوائد حفظ كتاب الله تعالى لا تنحصر ..
ولو نظرت في علم العلماء - قديما وحديثا - لوجدت أصفاهم علما وأنقاهم توجها هو أجودهم حفظا لكتاب الله تعالى واستحضارا له .
 
كلمة طيبة .. جزاك الله خيرًا.
وقد نقلتُها عنكم إلى المجلس العلمي .. الألوكة.
 
يقول العلامة ابن خلدون، مبينا ما كان عليه الناس في الأمصار الإسلامية عند ابتدائهم طلب العلم:
"الفصل الواحد والثلاثون
في تعليم الولدان واختلاف مذاهب الأمصار الإسلامية في طرقه
اعلم أن تعليم الولدان للقرآن شعار الدين، أخذ به أهل الملة ودرجوا عليه في جميع أمصارهم لما يسبق فيه إلى القلوب من رسوخ الايمان وعقائده من آيات القرآن وبعض متون الأحاديث، وصار القرآن أصلَ التعليم الذي ينبني عليه ما يحصل بعد من الملكات.
وسبب ذلك أن التعليم في الصغر أشد رسوخا، وهو أصل لما بعده، لأن السابق الأول للقلوب كالأساس للملكات، وعلى حسب الأساس وأساليبه يكون حال من ينبني عليه.
واختلفت طرقهم في تعليم القرآن للولدان، واختلافهم باعتبار ما ينشأ عن ذلك التعليم من الملكات:
فأما أهل المغرب فمذهبهم في الولدان الاقتصار على تعليم القرآن فقط، وأخذهم أثناء المدارسة بالرسم ومسائله واختلاف حملة القرآن فيه، لا يخلطون ذلك بسواه في شيء من مجالس تعليمهم، لا من حديث، ولا من فقه، ولا من شعر، ولا من كلام العرب، إلى أن يحذق فيه أو ينقطع دونه، فيكون انقطاعه في الغالب انقطاعا عن العلم بالجملة، وهذا مذهب أهل الأمصار بالمغرب ومن تبعهم من قرى البربر أمم المغرب في ولدانهم إلى أن يجاوز واحد البلوغ إلى الشبيبة، وكذا في الكبير إذا رجع مدارسة القرآن بعد طائفة من عمره، فهم لذلك أقوم على رسم القرآن وحفظه من سواهم.
وأما أهل الاندلس فمذهبهم تعليم القرآن والكتاب من حيث هو، وهذا هو الذي يراعونه في التعليم، إلا أنه لما كان القرآن أصل ذلك وأسه ومنبع الدين والعلوم جعلوه أصلا في التعليم، فلا يقتصرون لذلك عليه فقط بل يخلطون في تعليمهم للولدان رواية الشعر في الغالب، والترسل، وأخذهم بقوانين العربية وحفظها، وتجويد الخط والكتاب، ولا تختص عنايتهم فيه بالخط أكثر من جميعها، إلى أن يخرج الولد عن عمر البلوغ إلى الشبيبة، وقد شدا بعض الشيء في العربية والشعر والبصر بهما، وبرز في الخط والكتاب، وتعلق بأذيال العلم على الجملة، لو كان فيها سند لتعليم العلوم، لكنهم ينقطعون عن ذلك لانقطاع سند التعليم في آفاقهم، ولا يحصل بأيديهم إلا ما حصل من ذلك التعليم الأول، وفيه كفاية لمن أرشده الله تعالى واستعداد إذا وجد المعلم.
وأما أهل إفريقية فيخلطون في تعليمهم للولدان القرآن بالحديث في الغالب، ومدارسة قوانين العلوم، وتلقين بعض مسائلها. إلا أن عنايتهم بالقرآن واستنظار الولدان إياه ووقوفهم على اختلاف رواياته وقراءاته أكثر مما سواه، وعنايتهم بالخط تبع لذلك، وبالجملة فطريقهم في تعليم القرآن أقرب إلى طريقة أهل الأندلس، واستقروا بتونس وعنهم أخذ ولدانهم بعد ذلك.
وأما أهل المشرق فيخلطون في التعليم كذلك ـــ على ما يبلغنا ـــ ولا أدري بم عنايتهم منها، والذي ينقل لنا أن عنايتهم بدراسة القرآن وصحف العلم وقوانينه في زمن الشبيبة، ولا يخلطون بتعليم الخط، بل لتعليم الخط عندهم قانون ومعلمون له على انفراده كما تتعلم سائر الصنائع، ولا يتداولونها في مكاتب الصبيان، وإذا كتبوا لهم الألواح فبخط قاصر عن الإجادة. ومن أراد تعلم الخط فعلى قدر ما يسنح له بعد ذلك من الهمة في طلبه ويبتغيه من أهل صنعته".اهـ
من مقدمة تاريخ ابن خلدون 1/537.
 
كلمة طيبة .. جزاك الله خيرًا.
وقد نقلتُها عنكم إلى المجلس العلمي .. الألوكة.

زيادة الخير خيرين ! ، نفعنا الله بالعلم ورزقنا العمل .
وجزي الله خيرا الأخوين (( الحسني ، عمران )) علي مرورهما الكريم .
 
وهذا مقال لي كتبته قبل عدَّة سنوات لعلَّه فيه ما يفيد ، وبعضه قد تكرَّر فيما ذكروه من قبلي ، فأحببتُ تركه كما هو
الحفظ أولاً
لقد كان دأب السلف – رحمهم الله تعالى – البدء أولاً بكتاب الله، حفظاً له، وتفهماً لمعانيه، قبل البدء بأي علمٍ آخر، ولهذا يقول الإمام ابن عبد البر- رحمه الله -: فأول العلم حفظ كتاب الله جلَّ وعزَّ وتفهمه، وكلُّ ما يعين على فهمه فواجب طلبه )(1)، ويقول بدر الدين بن جماعة: يبتدئ أولاً بحفظ كتاب الله عزَّ وجلَّ فيتقنه حفظاً ويجتهد على إتقان تفسيره وسائر علومه، فإنه أصل العلوم وأمها وأهمها )(2)، ويقول الخطيب البغدادي: ينبغي للطالب أن يبدأ بحفظ كتاب الله عزَّ وجلَّ، إذ كان أجلّ العلوم وأولاها بالسبق والتقديم )(3).
وكان من هدي النبي صل1 إذا بعث أحداً إلى قومٍ أن يأمره أن يعلمهم القرآن أولاً، فهذا مصعب بن عمير هو أول من سمّي المقرئ حين بعثه النبي صل1 يعلّم الأوس والخزرج القرآن في العقبة الأولى )(4)، وعن البراء قال: أول مَن قدِم علينا من أصحاب رسول الله r مصعب بن عمير وابن أم مكتوم، فجعلا يقرئان الناس القرآن )(5)، ولقد كان لمسجد رسول الله r ضجةً بتلاوة القرآن حتى أمرهم بخفض أصواتهم، لئلا يغلّط بعضهم بعضاً(6).
ويقول الوليد بن مسلم: كنَّا إذا جالسنا الأوزاعي، فرأى فينا حَدَثاً، قال: يا غلام قرأتَ القرآن؟ فإن قال: نعم.قال: اقرأ :((( [FONT=QCF_P078]ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ[/FONT][FONT=QCF_P078]ﮗ[/FONT][FONT=QCF_P078] [/FONT])))، وإن قال: لا.قال: اذهب تعلَّم القرآن قبل أن تطلب العلم )(7). وقال ابن جريج: أتيتُ عطاء وأنا أُريد هذا الشأن، وعنده عبد الله بن عُبيد بن عُمير، فقال لي ابن عمير: قرأتَ القرآن؟ قلتُ: لا.قال: فاذهب فاقرأه ثم أطلب العلم )(8).
وهذا الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول عن نفسه: لم يدعني أبي أشتغل في الحديث حتى قرأتُ القرآن على الفضل بن شاذان الرازي ثمَّ كتبتُ الحديث )(9).
وقال أبو هشام الرفاعي: كان يحيى بن يمان إذا جاءه غلام أمرد استقرأه رأس سبعين من الأعراف، ورأس سبعين من يوسف، وأول الحديث، فإذا قرأه حَدَّثه، وإلا لم يحدّثه )(10).
فهكذا كان سلف هذه الأمة مع كتاب الله – عزَّ وجلَّ – وهذا صورة من الصور العملية لتعظيم السلف لكتاب ربهم فلم يقدّموا عليه غيره في طلبهم للعلم – رحمهم الله تعالى - حتى خلف من بعدهم خلفٌ اشتغلوا ببعض العلوم قبل إكمال حفظ كتاب الله وضبطه، فخالفوا نهج السلف في طلب العلم – فالله المستعان - .

(1) جامع بيان العلم وفضله 2/ 166.

(2) تذكرة السامع والمتكلم في آداب العلم والمتعلم صـ167-168، ط: دار المعالي.

(3) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 1/ 106.

(4) غاية النهاية في طبقات القراء2/299.

(5) الطبقات الكبرى 4/206.

(6) انظر كتاب: الوسيلة إلى كشف العقيلة في علم الرسم للسخاوي صـ33.

(7) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 1/ 108.

(8) ينظر سير أعلام النبلاء للذهبي 6/327.

(9) سير أعلام النبلاء للذهبي 13/265.

(10) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 1/ 108.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا جميعا وأجزل لكم الثواب
 
عودة
أعلى