ان العنوان لهذه الرسالة الوجيزة ( أهل القيروان ...ألخ) لا يعني به اسمي المستعار في هذا الملتقى , لكي لا يظن أحد ولا يخيل عليه من قريب أو بعيد انني بصدد الحوار حول خلق القرآن على لسان المعتزلة !
كان هذا الموضوع بالغ الأهمية في دوائر أهل السنة بالقيروان كما يتبين ذلك من خلال
بعض القطع المتفرقة والأوراق المتبقية في المكتبة العتيقة بالقيروان (التي تسمى أيضا بالمكتبة الأثرية ) .
كان بكر بن حماد , أبو عبد الرحمان الزناتي ( ت 296 ) من محدثي أهل القيروان غير أنه ليس لدينا الا بعض الأخبار عنه في كتب تراجم الافريقيين مثل معالم الايمان , ج 2 , ص 281 ورياض النفوس , ج 2 , 20 الى 26 . وانظر حوله أيضا شجرة النور الزكية , الرقم 91 , والورقات لحسن حسني عبد الوهاب , ج 1 , ص 255 الى 257 .
رحل الى المشرق ودرس على محدثي أهل الكوفة وأهل البصرة . وعاد بعد رحلته الى افريقيا ونزل القيروان وتركها هاربا الى بلاده تاهرت بعد ما سعي به الى الأمير ابراهيم بن أحمد الأغلبي . وذلك ربما لرفضه لما رأت الفرقة المعتزلة من خلق القرآن ومن انفاء الرؤية في ذلك العصر .
مما لا شك فيه أن المؤرخ المشهور أبا العرب التميمي ( ت 333 في المعركة ضد الشيعة في الوادي المالح , على الطريق بين مدينة سوسة والمهدية ) قد درس في حلقة بكر بن حماد هذا قبل خروجه الى بلاده وكتب عنه في حلقاته بالقيروان , اذ لدينا بعض الاوراق على الرق بخط أبي العرب التميمي يذكر فيها شيخه بكر بن حماد بأسانيده عدة مرات : (وحدثني بكر بن حماد قال ....) كذلك يذكره أبو العرب في كتاب المحن له في أخبار المحنة في خلافة مأمون .
أما هذه الأوراق المتبقية من كتاب أو رسالة ما ( ليس لدينا عنوان لهذه المجموعة من الأخبار حول المحنة) بخط أبي العرب التميمي فيروي بكر بن حماد فيها خبرا عن المحنة عن شيخه كما يلي :
حدثنا أحمد بن ابراهيم الدورقي قال :
حدثنا أبو زكرياء يحيى بن يوسف الزمّي قال :
قدمنا من مكة فقال لي رفيقي : هل لك في عبد الله بن ادريس نأتيه فنسلم عليه .
قال : فأتنياه وسلمنا عليه فقال له رفيقي : يا أبا محمد , انّا قبلنا تاسا يقولون : القرآن مخلوق .
قال : من اليهود ؟ قلت : لا .
قال : فمن النصارى ؟
قلت : لا .
قال : من المجوس ؟
قلت : لا .
قال : فممّن ؟
قلت : من الموحّدين .
قال : كذبوا , ليس هؤلاء من الموحّدين , هؤلاء زنادقة . من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن الله مخلوق . ومن زعم ا، الله مخلوق فقد كفر .
قال أحمد : وزادني رجل عن الزمي قال : وقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم , وقال : الله مخلوق , والرحمن مخلوق والرحيم مخلوق , هؤلاء زنادقة .
..................................................................
انّ هذا الخبر يأتي من العراق وانتهى الى القيروان من طريق بكر بن حماد المذكور أعلاه .
أما الدورقي و فهو من شيوخ ابن حنبل , توفي ببغداد عام 246 .
أما الزمي , وهو من خراسان , نزل بغداد حيث توفي عام 229 , وهو الذي التقى بعبد الله بن ادريس ( ت 192 ) في الحجاز . وهذا الأخير طلب العلم بالمدينة وبمكة وكانت له علاقات بمالك بن أنس .
..............................................................
نظرا الى أن عبد الله بن ادريس توفي عام 192 فالحديث بينه وبين يحيى بن يوسف الزمي جرى قبل هذا التأريخ أي ما سبق على المحنة في خلافة مأمون بأكثر من 20 سنة .
وفي هذه الأوراق نجد اشارة واضحة الى أنّ أصحاب انفاء الرؤية اعتبروا مرتدين عن الاسلام الى جانب صفتهم (زنادقة) , وذلك بالرواية القيروانية التالية عن محمد بن وضاح الأندلسي :
وحدثني عمر بن يوسف وسعيد بن شعبان قالا .
حدثنا ابن وضاح قال : وحدثنا سعيد بن منصور قال : سمعت ابن الماجشون يقول :
من زعم أنّ الله لا يرى يوم القيامة استتيب .
أما بكر بن حماد فانه يروي في هذه الأوراق برواية بقي بن مخلد ( وهو أيضا من العلماء الاندلسيين مثل ابن وضاح القرطبي ) خلاف قول ابن الماجشون , وقال :
سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول : أصحابنا في الثغر لا يستتيبون من قال : القرآن مخلوق .
قال ابن حنبل : أنا أستتيبهم . قال بقيّ أبو عبد الرحمان في تفسير ابن حنبل ( لا يستتيبون من قال ذلك ) , يقول : زنادقة , يقتلون ولا يستتابون .
..............................................
لقد اعتصم أهل القيروان بتعاليم أهل السنة والجماعة ورفض رأي المعتزلة وتعاليمها
وأظهر هذا الاعتصام بالسنة ورفضه لخلق القرآن حتى على شواهد القبور بالقيروان
حيث نشاهد الى يومنا هذا :
.......... بعد الشهادة :
ان القرآن كلام الله وليس بمخلوق ( من صفر عام 292 )
وأيضا : بعد الشهادة :
أن الله عز وجل يرى يوم القيامة ( من شعبان عام 392 )
موراني
كان هذا الموضوع بالغ الأهمية في دوائر أهل السنة بالقيروان كما يتبين ذلك من خلال
بعض القطع المتفرقة والأوراق المتبقية في المكتبة العتيقة بالقيروان (التي تسمى أيضا بالمكتبة الأثرية ) .
كان بكر بن حماد , أبو عبد الرحمان الزناتي ( ت 296 ) من محدثي أهل القيروان غير أنه ليس لدينا الا بعض الأخبار عنه في كتب تراجم الافريقيين مثل معالم الايمان , ج 2 , ص 281 ورياض النفوس , ج 2 , 20 الى 26 . وانظر حوله أيضا شجرة النور الزكية , الرقم 91 , والورقات لحسن حسني عبد الوهاب , ج 1 , ص 255 الى 257 .
رحل الى المشرق ودرس على محدثي أهل الكوفة وأهل البصرة . وعاد بعد رحلته الى افريقيا ونزل القيروان وتركها هاربا الى بلاده تاهرت بعد ما سعي به الى الأمير ابراهيم بن أحمد الأغلبي . وذلك ربما لرفضه لما رأت الفرقة المعتزلة من خلق القرآن ومن انفاء الرؤية في ذلك العصر .
مما لا شك فيه أن المؤرخ المشهور أبا العرب التميمي ( ت 333 في المعركة ضد الشيعة في الوادي المالح , على الطريق بين مدينة سوسة والمهدية ) قد درس في حلقة بكر بن حماد هذا قبل خروجه الى بلاده وكتب عنه في حلقاته بالقيروان , اذ لدينا بعض الاوراق على الرق بخط أبي العرب التميمي يذكر فيها شيخه بكر بن حماد بأسانيده عدة مرات : (وحدثني بكر بن حماد قال ....) كذلك يذكره أبو العرب في كتاب المحن له في أخبار المحنة في خلافة مأمون .
أما هذه الأوراق المتبقية من كتاب أو رسالة ما ( ليس لدينا عنوان لهذه المجموعة من الأخبار حول المحنة) بخط أبي العرب التميمي فيروي بكر بن حماد فيها خبرا عن المحنة عن شيخه كما يلي :
حدثنا أحمد بن ابراهيم الدورقي قال :
حدثنا أبو زكرياء يحيى بن يوسف الزمّي قال :
قدمنا من مكة فقال لي رفيقي : هل لك في عبد الله بن ادريس نأتيه فنسلم عليه .
قال : فأتنياه وسلمنا عليه فقال له رفيقي : يا أبا محمد , انّا قبلنا تاسا يقولون : القرآن مخلوق .
قال : من اليهود ؟ قلت : لا .
قال : فمن النصارى ؟
قلت : لا .
قال : من المجوس ؟
قلت : لا .
قال : فممّن ؟
قلت : من الموحّدين .
قال : كذبوا , ليس هؤلاء من الموحّدين , هؤلاء زنادقة . من زعم أن القرآن مخلوق فقد زعم أن الله مخلوق . ومن زعم ا، الله مخلوق فقد كفر .
قال أحمد : وزادني رجل عن الزمي قال : وقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم , وقال : الله مخلوق , والرحمن مخلوق والرحيم مخلوق , هؤلاء زنادقة .
..................................................................
انّ هذا الخبر يأتي من العراق وانتهى الى القيروان من طريق بكر بن حماد المذكور أعلاه .
أما الدورقي و فهو من شيوخ ابن حنبل , توفي ببغداد عام 246 .
أما الزمي , وهو من خراسان , نزل بغداد حيث توفي عام 229 , وهو الذي التقى بعبد الله بن ادريس ( ت 192 ) في الحجاز . وهذا الأخير طلب العلم بالمدينة وبمكة وكانت له علاقات بمالك بن أنس .
..............................................................
نظرا الى أن عبد الله بن ادريس توفي عام 192 فالحديث بينه وبين يحيى بن يوسف الزمي جرى قبل هذا التأريخ أي ما سبق على المحنة في خلافة مأمون بأكثر من 20 سنة .
وفي هذه الأوراق نجد اشارة واضحة الى أنّ أصحاب انفاء الرؤية اعتبروا مرتدين عن الاسلام الى جانب صفتهم (زنادقة) , وذلك بالرواية القيروانية التالية عن محمد بن وضاح الأندلسي :
وحدثني عمر بن يوسف وسعيد بن شعبان قالا .
حدثنا ابن وضاح قال : وحدثنا سعيد بن منصور قال : سمعت ابن الماجشون يقول :
من زعم أنّ الله لا يرى يوم القيامة استتيب .
أما بكر بن حماد فانه يروي في هذه الأوراق برواية بقي بن مخلد ( وهو أيضا من العلماء الاندلسيين مثل ابن وضاح القرطبي ) خلاف قول ابن الماجشون , وقال :
سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول : أصحابنا في الثغر لا يستتيبون من قال : القرآن مخلوق .
قال ابن حنبل : أنا أستتيبهم . قال بقيّ أبو عبد الرحمان في تفسير ابن حنبل ( لا يستتيبون من قال ذلك ) , يقول : زنادقة , يقتلون ولا يستتابون .
..............................................
لقد اعتصم أهل القيروان بتعاليم أهل السنة والجماعة ورفض رأي المعتزلة وتعاليمها
وأظهر هذا الاعتصام بالسنة ورفضه لخلق القرآن حتى على شواهد القبور بالقيروان
حيث نشاهد الى يومنا هذا :
.......... بعد الشهادة :
ان القرآن كلام الله وليس بمخلوق ( من صفر عام 292 )
وأيضا : بعد الشهادة :
أن الله عز وجل يرى يوم القيامة ( من شعبان عام 392 )
موراني