أنواع النسيان للحفظ

إنضم
24/03/2004
المشاركات
109
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
أنواع النسيان للحفظ

أركان حفظ القرآن ثلاثة :الاهتمام , والتركيز , والتكرار .
فالاهتمام يكون بعزيمة الشخص في الإصرار على الحفظ , والتركيز يكون في أثناء عملية الحفظ , والتكرار يكون بالمراجعة .
والتعريف بحفظ القرآن : ((هو عملية إدخال النص القرآني بإحدى روايته التلفظية , إلى الذاكرة العميقة )).
والذاكرة في الإنسان نوعان :
ذاكرة قريبة , وأخرى عميقة , فالقريبة نتذكر بها الأشياء اليومية التي نمر بها ولا نلقي لها بالا , وأما الذاكرة العميقة هي التي تثبت فيها المعلومات لسنوات طويلة , فلمن أراد أن يثبت حفظه في الذاكرة العميقة عليه بالإكثار من عملية التكرار للنص القرآني المراد حفظه عن طريق حاسة السمع بالدرجة الأولى , ويساعدها في أغلب الأحيان حاسة البصر , فبمجموع استخدام حواس السمع والصوت والبصر ومع التركيز يتم التخزين في الذاكرة العميقة, فبالصورة المرئية وبالصوت المسموع يتم عملية التخزين في الذاكرة العميقة أيضا , ولابد من الحضور الذهني الدائم أثناء الحفظ , فبمجموع هذه الأسس تساهم وتساعدك في دخول النص القرآني إلى الذاكرة العميقة , وكلما كان استخدمنا لأعضاء أكثر في عملية الحفظ كلما كان أرسخ في الذاكرة .
قال العلماء : الذي يمسك بالمصحف ليحفظ وعقله مشغول هنا وهناك فلا يمكن أن يثبت الحفظ في ذاكرته العميقة , فلا بد للقارئ أن يستعين بالله أولا لأن حفظ كتاب الله تعالى اصطفاء منه تعالى فالمعين على حفظه هو الله تعالى , ولا شك أن العبد له مجهود في ذلك , ولكن عملية الحفظ اصطفاء رباني لقوله تعالى (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا)(فاطر: من الآية32) .
ومن المعلوم أن ذاكرتنا يعتريها النسيان وللخروج من هذه المعضلة التي تؤرق الحفاظ لابد من تعاهد القرآن بالتكرار وبالمراجعة والمدارسة الدائمة بين الفينة والأخرى .
وأنواع النسيان للقرآن نوعان :
· نسيان التفريط , وسببه عدم التعاهد للقرآن بالكلية
· نسيان الهرم , سببه كبر السن والشيخوخة
· ونسيان بسبب المتشابهات , والسبب عدم التركيز الجيد في حفظ المتشابهات
قال العلماء : أفضل شئ لتثبيت الحفظ خشية نسيانه المراجعة والتعاهد الدائم للقرآن .

بحث للأستاذ : فرغلي سيد عرباوي
بريد إلكتروني : Fargh22 @yahoo.com
Fargh22 @hotmail.com
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أولاً : نرحب بالشيخ فرغلي عرباوي ، ونشكره على مشاركته معنا .

ثانياً : نسيان القرآن الكريم من المشكلات التي تواجه حفاظ القرآن الكريم ، وهذه بعض المسائل المتعلقة بهذا الموضوع :
[color=FF0000]المسألة الأولى : قال ابن حجر رحمه الله في الفتح : " اختلف السلف في نسيان القرآن، فمنهم من جعل ذلك من الكبائر، قال الضحاك بن مزاحم : ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب أحدثه، لأن الله يقول : ) وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ( [ الشورى : 30 ] . ونسيان القرآن من أعظم المصائب …

وجاء عن أبي العالية رحمه الله : كنا نعد من أعظم الذنوب أن يتعلم الرجل القرآن ثم ينام عنه حتى ينساه . وإسناده جيد . ومن طريق ابن سيرين بإسناد صحيح في الذي ينسى القرآن : كانوا يكرهونه ويقولون فيه قولاً شديداً… والإعراض عن التلاوة يتسبب عنه نسيان القرآن، ونسيانه يدل على عدم الاعتناء به والتهاون بأمره … وترك معاهدة القرآن يفضي إلى الرجوع إلى الجهل، والرجوع إلى الجهل بعد العلم شديد . وقال إسحاق بن راهويه : "يكره للرجل أن يمر عليه أربعون يوماً لا يقرأ فيها القرآن . " أهـ[/color]
وكلام العلماء في التحذير من نسيان القرآن الكريم إنما يقع على النسيان الذي بسبب الإهمال والتفريط ، وأما النسيان الذي يقع بأسباب لا تفريط فيها - لسبب من الأسباب - فإن له حكماً آخر .
قال أبو عبيد القاسم بن سلام : ( قال أبو عبيد‏:‏ إنما هذا على الترك، فأما الذي هو دائب في تلاوته حريص على حفظه إلا أن النسيان يغلبه فليس من ذلك في شيء‏.‏ ومما يحقق ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينسى الشيء من القرآن حتى يذكره؛ من ذلك حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ سمع قراءة رجل في المسجد فقال‏:‏ ‏(‏ما له رحمه الله ‏!‏ لقد أذكرني آيات كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا‏)‏‏. ) انتهى نقلاً من تفسير القرطبي لآية الشورى : {‏وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير } .

المسألة الثانية : سئل شيخ الإسلام عن رجل يتلو القرآن مخافة النسيان ورجاء الثواب فهل يؤجر على قراءته للدراسة ومخافة النسيان أم لا ؟ وقد ذكر رجل ممن ينسب إلى العلم أن القاريء إذا قرأ للدراسة مخافة النسيان أنه لا يؤجر فهل قوله صحيح أم لا ؟
فقال : ( الجواب : بل إذا قرأ القرآن لله -تعالى- فإنه يثاب على ذلك بكل حال ولو قصد بقراءته أنه يقرؤه لئلا ينساه فإن نسيان القرآن من الذنوب فإذا قصد بالقراءة أداء الواجب عليه من دوام حفظه للقرآن واجتناب ما نهى عنه من إهماله حتى ينساه فقد قصد طاعة الله فكيف لا يثاب ! . وفي الصحيحين : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " استذكروا القرآن فلهو أشد تقصياً من صدور الرجال من النعم من عقلها " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " عرضت علي سيئات أمتي فرأيت من مساوئ أعمالها الرجل يؤتيه الله آية من القرآن فينام عنها حتى ينساها " ، وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه إلا غشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وحفت بهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده و من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه " . و الله أعلم .) انتهى من الفتاوى الكبرى الجزء 1، صفحة 261

[color=0000CC]
المسألة الثالثة : الحديث الذي أورده شيخ الإسلام في عقوبة نسيان القرآن فيه ضعف كما نبه على ذلك العلماء ، وهو في ضعيف الجامع رقم 3700، وضعيف سنن أبي داود رقم88 .[/color]
وثالثاً : هذا رابط قيم له صلة بالموضوع : نحو منهجية عملية في حفظ القرآن الكريم
 
عودة
أعلى