محمد سلامة المصري
Member
"جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً"
=====
أول جملة نجدها في التوراة الحالية هي: "في البدء خلق الله السماوات والأرض"
وهي ترجمة عربية للجملة العبرية التي تقول: "بريشيت برأ إلوهيم ها شمايم وها أرتس"
(سِفر: التكوين، الإصحاح: 1، عدد: 1)
"In the beginning God created the heaven and the earth"
Genesis, Chapter:1, Verse:1
الباء: حرف جر.
ريشيت: أي "البداية".
وهي ككلمة "رأس" في اللغة العربية، والتي من معانيها: مقدمة الشيء وأوله. ولهذا يوصف أول يوم في السنة بأنه "رأس السنة".
برأ: خلق.
إلوهيم: أي "الإله".
وهي صيغة جمع، تنتهي بعلامة الجمع في العبرية "… ـيم"، للتعظيم والتفخيم. كما يقول الله في القرآن: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".
ها شمايم: السماوات.
والـ "ها" هي أداة التعريف في العبرية، ويقابلها "الـ..." في اللغة العربية.
وكلمة "شمايم" جمع.
ها أرتس: الأرض.
والكلمة مألوفة عند العرب اليوم، لأنها اسم صحيفة إسرائيلية شهيرة Haaretz
=====
"وغرس الرب الإله جنة في عدن شرقًا"، ووضع فيها آدم.
(التكوين، الإصحاح: 2، عدد: 8)
لا يؤمن مؤلفو التوراة أن الجنة كانت في السماء، بل هي عندهم "جنة أرضية".
وقد وصل هذا الرأي لبعض المسلمين، فظهر خلاف شهير بين العلماء في المسألة، مع أن ظاهر النصوص الإسلامية هو أن الجنة كانت هي الجنة السماوية الأخروية المعهودة.. خرجنا منها ثم سنعود إليها إن شاء الله.
(ورد في حديث الشفاعة يوم القيامة أن الأنبياء والرسل سيقولون للناس: "نفسي نفسي"، وسيخافون من التشفع للناس، إلى أن يذهب الناس لمحمد ﷺ. وجاء في هذا الحديث، في صحيح مسلم، أن الناس سيأتون آدم عليه السلام "فيقولون: يا أبانا، استفتح لنا الجنة. فيقول: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم آدم؟ لست بصاحب ذلك")
=====
ثم تستمر الرواية التوراتية قائلة أن الرب أنبت في جنة عدن هذه أشجارا شهية للنظر وجيد للأكل، ومنها "شجرة الحياة، في وسط الجنة" و"شجرة معرفة الخير والشر".
وتقول أيضا "كان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة، ومن هناك ينقسم فيصير أربعة رؤوس:
اسم الواحد فيشون، وهو المحيط بجميع أرض الحويلة حيث الذهب. وذهب تلك الأرض جيد"
"واسم النهر الثاني جيحون، وهو المحيط بجميع أرض كوش"
"واسم النهر الثالث حِدّاقِل (دجلة)، وهو الجاري شرقي أشور. والنهر الرابع الفرات"
من حديث الإسراء والمعراج في صحيح البخاري نعرف أن بالجنة أربعة أنهار: نهران ظاهران ونهران باطنان.
وأن الرسول رأى شجرة سدرة المنتهى، وأن "في أصلها أربعة أنهار. نهران باطنان، ونهران ظاهران"، فسأل جبريل فقال: "أما الباطنان: ففي الجنة، وأما الظاهران: النيل والفرات"
(أي أن مصدر مياه نهري النيل والفرات هو مطر جاء أصلا من السماء، من عند سدرة المنتهى)
"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة"
صحيح مسلم
قال النووي: "اعلم أن سيحان وجيحان غير سيحون وجيحون. فأما سيحان وجيحان المذكوران في هذا الحديث اللذان هما من أنهار الجنة في بلاد الأرمن، فجيحان نهر المصيصة وسيحان نهر إذنه. وهما نهران عظيمان جدا"
"واتفقوا كلهم على أن جيحون بالواو نهر وراء خراسان عند بلخ. واتفقوا على أنه غير جيحان، وكذلك سيحون غير سيحان"
"أما كون هذه الأنهار من ماء الجنة ففيه تأويلان... الأصح أنها على ظاهرها وأن لها مادة من الجنة"
(شرح النووي على مسلم)
=====
من مسودة كتابي: خلاصات معرفية عن اليهودية والغنوصية والباطنية
السؤال هنا:
هل النهران الباطنان اللذان "في الجنة" هما سيحان وجيحان "الأرضيان"؟
وإن كانا مثل النيل والفرات، أرضيين لكن مادتهما وأصلهما من الجنة، فما سبب تمييز النيل والفرات في الحديث بأنهما "ظاهران" بينما الآخران وصفا بأنهما باطنان؟
=====
أول جملة نجدها في التوراة الحالية هي: "في البدء خلق الله السماوات والأرض"
وهي ترجمة عربية للجملة العبرية التي تقول: "بريشيت برأ إلوهيم ها شمايم وها أرتس"
(سِفر: التكوين، الإصحاح: 1، عدد: 1)
"In the beginning God created the heaven and the earth"
Genesis, Chapter:1, Verse:1
الباء: حرف جر.
ريشيت: أي "البداية".
وهي ككلمة "رأس" في اللغة العربية، والتي من معانيها: مقدمة الشيء وأوله. ولهذا يوصف أول يوم في السنة بأنه "رأس السنة".
برأ: خلق.
إلوهيم: أي "الإله".
وهي صيغة جمع، تنتهي بعلامة الجمع في العبرية "… ـيم"، للتعظيم والتفخيم. كما يقول الله في القرآن: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".
ها شمايم: السماوات.
والـ "ها" هي أداة التعريف في العبرية، ويقابلها "الـ..." في اللغة العربية.
وكلمة "شمايم" جمع.
ها أرتس: الأرض.
والكلمة مألوفة عند العرب اليوم، لأنها اسم صحيفة إسرائيلية شهيرة Haaretz
=====
"وغرس الرب الإله جنة في عدن شرقًا"، ووضع فيها آدم.
(التكوين، الإصحاح: 2، عدد: 8)
لا يؤمن مؤلفو التوراة أن الجنة كانت في السماء، بل هي عندهم "جنة أرضية".
وقد وصل هذا الرأي لبعض المسلمين، فظهر خلاف شهير بين العلماء في المسألة، مع أن ظاهر النصوص الإسلامية هو أن الجنة كانت هي الجنة السماوية الأخروية المعهودة.. خرجنا منها ثم سنعود إليها إن شاء الله.
(ورد في حديث الشفاعة يوم القيامة أن الأنبياء والرسل سيقولون للناس: "نفسي نفسي"، وسيخافون من التشفع للناس، إلى أن يذهب الناس لمحمد ﷺ. وجاء في هذا الحديث، في صحيح مسلم، أن الناس سيأتون آدم عليه السلام "فيقولون: يا أبانا، استفتح لنا الجنة. فيقول: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم آدم؟ لست بصاحب ذلك")
=====
ثم تستمر الرواية التوراتية قائلة أن الرب أنبت في جنة عدن هذه أشجارا شهية للنظر وجيد للأكل، ومنها "شجرة الحياة، في وسط الجنة" و"شجرة معرفة الخير والشر".
وتقول أيضا "كان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة، ومن هناك ينقسم فيصير أربعة رؤوس:
اسم الواحد فيشون، وهو المحيط بجميع أرض الحويلة حيث الذهب. وذهب تلك الأرض جيد"
"واسم النهر الثاني جيحون، وهو المحيط بجميع أرض كوش"
"واسم النهر الثالث حِدّاقِل (دجلة)، وهو الجاري شرقي أشور. والنهر الرابع الفرات"
من حديث الإسراء والمعراج في صحيح البخاري نعرف أن بالجنة أربعة أنهار: نهران ظاهران ونهران باطنان.
وأن الرسول رأى شجرة سدرة المنتهى، وأن "في أصلها أربعة أنهار. نهران باطنان، ونهران ظاهران"، فسأل جبريل فقال: "أما الباطنان: ففي الجنة، وأما الظاهران: النيل والفرات"
(أي أن مصدر مياه نهري النيل والفرات هو مطر جاء أصلا من السماء، من عند سدرة المنتهى)
"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة"
صحيح مسلم
قال النووي: "اعلم أن سيحان وجيحان غير سيحون وجيحون. فأما سيحان وجيحان المذكوران في هذا الحديث اللذان هما من أنهار الجنة في بلاد الأرمن، فجيحان نهر المصيصة وسيحان نهر إذنه. وهما نهران عظيمان جدا"
"واتفقوا كلهم على أن جيحون بالواو نهر وراء خراسان عند بلخ. واتفقوا على أنه غير جيحان، وكذلك سيحون غير سيحان"
"أما كون هذه الأنهار من ماء الجنة ففيه تأويلان... الأصح أنها على ظاهرها وأن لها مادة من الجنة"
(شرح النووي على مسلم)
=====
من مسودة كتابي: خلاصات معرفية عن اليهودية والغنوصية والباطنية
السؤال هنا:
هل النهران الباطنان اللذان "في الجنة" هما سيحان وجيحان "الأرضيان"؟
وإن كانا مثل النيل والفرات، أرضيين لكن مادتهما وأصلهما من الجنة، فما سبب تمييز النيل والفرات في الحديث بأنهما "ظاهران" بينما الآخران وصفا بأنهما باطنان؟