أنا لم أقصد التشبه !!

إنضم
17/10/2014
المشاركات
27
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
الأردن
الموقع الالكتروني
www.facebook.com
( قد ذكرنا من دلائل الكتاب والسنة والإجماع والآثار والاعتبار، ما دل على أن التشبه بهم [ يعني الكفار ] في الجملة منهي عنه، وأن مخالفتهم في هديهم مشروع، إما إيجابا، وإما استحبابا بحسب المواضع.
وقد تقدم بيان : أن ما أمر به من مخالفتهم مشروع ، سواء كان ذلك الفعل مما قصد فاعله التشبه بهم ، أو لم يقصد ، وكذلك ما نهي عنه من مشابهتهم يَعُمُّ ما إذا قَصَدتَ مشابهتهم ، أو لم تقصد ؛ فإن عامّة هذه الأعمال لم يكن المسلمون يقصدون المشابهة فيها ، وفيها ما لا يُتَصَوّرُ قصد المشابهة فيه ، كبياض الشعر، وطول الشارب، ونحو ذلك. )

ابن تيمية - إقتضاء الصراط المستقيم ص226 –

قال الشيخ ابن عثيمين معلقاً على ذلك : ( وهذه أيضا مسألة يجب التّنَبّه لها , أن بعض الناس إذا ذُكِرَ التشبه بالكفار يقول : أنا لم أقصد التشبه , والتشبه حاصل سواء قصدت أو لم تقصد , ما دامت المشابهة حصلت , فلا فرق أن ينوي المشابة أو لم ينوها , كما قال الشيخ رحمه الله ) .
 
تكملة .... أنا لم أقصد التشبه !!

تكملة .... أنا لم أقصد التشبه !!

قال ابن تيمية – رحمه الله تعالى - :
( والتَّشَبُّهُ يَعُمُّ من فَعَلَ الشيء لأجل أنهم فعلوه وهو نادر , ومن تَبِعَ غَيْرَهُ في فِعْلٍ لِغَرَضٍ لَهُ في ذلك إذا كان أصل الفعل مأخوذا عن ذلك الغير، فأمّا من فَعَلَ الشيء واتَّفقَ أنّ الغير فعله أيضاً ولم يأخذه أحدهما عن صاحبه، ففي كون هذا تشبها نظر لكن قد ينهى عن هذا لئلا يكون ذريعة إلى التشبه، ولما فيه من المخالفة ، كما أُمِرَ بِصَبْغِ اللِّحى وإحفاء الشوارب ، مع أن قوله صلى الله عليه وسلم: «غيروا الشيب، ولا تشبهوا باليهود»[صححه الألباني , الصحيحة (836)] دليل على أن التشبه بهم يحصل بغير قصد منا ، ولا فعل بل بمجرد ترك تغيير ما خُلِقَ فينا وهذا أبلغ من الموافقة الفعلية الاتفاقية . )
إقتضاء الصراط المستقيم ص106
قال ابن عثيمين – رحمه الله تعالى - :
( فإن قال قائل: أنا لم أقصد التشبُّهَ ؟ قلنا: إن التشبُّهَ لا يفتقر إلى نيَّة ؛ لأن التشبُّهَ: المشابهة في الشَّكلِ والصُّورة ، فإذا حصلت، فهو تشبُّه سواء نويت أم لم تنوِ، لكن إن نويت صار أشَدَّ وأعظم ؛ لأنك إذا نويت ، فإنما فعلت ذلك محبَّةً وتكريماً وتعظيماً لما هم عليه، فنحن ننهى أيَّ إنسان وجدناه يتشبَّهُ بهم في الظَّاهر عن التشبه بهم، سواء قصد ذلك أم لم يقصده، ولأن النيَّة أمر باطن لا يمكن الاطلاع عليه، والتشبُّه أمرٌ ظاهر فيُنهى عنه لصورته الظَّاهرة .)
الشرح الممتع ص195-196
 
عودة
أعلى