أمور مهمة في القراءة والترتيل لآيات القرآن الكريم

جمال ياسين

New member
إنضم
31/07/2010
المشاركات
174
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
42
الإقامة
اليمن
الموقع الالكتروني
scholar.google.com

[FONT=MCS Jeddah S_U normal.]أمور مهمة في القراءة والترتيل لآيات القرآن[/FONT]​



يقول ابن القيم رحمه الله :


"اختلف الناس في الأفضل من : الترتيل وقلة القراءة ، أو السرعة مع كثرة القراءة : أيهما أفضل ؟ على قولين :


فذهب ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما إلى أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من سرعة القراءة مع كثرتها .


واحتج أرباب هذا القول بأن المقصود من القراءة فهمه ، وتدبره ، والفقه فيه ، والعمل به ، وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه ، كما قال بعض السلف : نزل القرآن ليعمل به ، فاتخذوا تلاوته عملا ، ولهذا كان أهل القرآن هم العالمون به ، والعاملون بما فيه ، وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب ، وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل بما فيه فليس من أهله ، وإن أقام حروفه إقامة السهم .


قالوا : ولأن الإيمان أفضل الأعمال ، وفهم القرآن وتدبره هو الذي يثمر الإيمان ، وأما مجرد التلاوة من غير فهم ولا تدبر فيفعلها البر والفاجر والمؤمن والمنافق ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ومثل المنافق الذي يقرأ القران كمثل الريحانة : ريحها طيب ، وطعمها مر ).


والناس في هذا أربع طبقات : أهل القرآن والإيمان ، وهم أفضل الناس . والثانية : من عدم القرآن والإيمان . الثالثة : من أوتي قرآنا ولم يؤت إيمانا . الرابعة : من أوتي إيمانا ولم يؤت قرآنا .


قالوا : فكما أن من أوتي إيمانا بلا قرآن أفضل ممن أوتي قرآنا بلا إيمان ، فكذلك من أوتي تدبرا وفهما في التلاوة أفضل ممن أوتي كثرة قراءة وسرعتها بلا تدبر .


قالوا : وهذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطول منها ، وقام بآية حتى الصباح .


وقال أصحاب الشافعي رحمه الله : كثرة القراءة أفضل ، واحتجوا بحديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف ) رواه الترمذي وصححه .


قالوا : ولأن عثمان بن عفان قرأ القرآن في ركعة ، وذكروا آثارا عن كثير من السلف في كثرة القراءة .


والصواب في المسألة أن يقال : إن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجل وأرفع قدرا ، وثواب كثرة القراءة أكثر عددا : فالأول : كمن تصدق بجوهرة عظيمة ، أو أعتق عبدا قيمته نفيسة جدا . والثاني : كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم ، أو أعتق عددا من العبيد قيمتهم رخيصة .


وفي " صحيح البخاري " عن قتادة قال : سألت أنسا عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( كان يمد مدا ) .


وقال شعبة : حدثنا أبو جمرة ، قال : قلت لابن عباس : إني رجل سريع القراءة ، وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين ، فقال ابن عباس : لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إلي من أن أفعل ذلك الذي تفعل ، فإن كنت فاعلا ولا بد فاقرأ قراءة تسمع أذنيك ، ويعيها قلبك .


وقال إبراهيم : قرأ علقمة على ابن مسعود - وكان حسن الصوت – فقال : رتل فداك أبي وأمي ، فإنه زين القرآن .


وقال ابن مسعود : لا تهذُّوا القرآن هذَّ الشعر ، ولا تنثروه نثر الدقل ، وقفوا عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة .


والهذ : سرعة القراءة ، والدَّقلَ : رديء التمر .


وقال عبد الله أيضا : إذا سمعت الله يقول : ( يأيها الذين آمنوا ) فأصغ لها سمعك ، فإنه خير تؤمر به ، أو شر تصرف عنه . " انتهى.


" زاد المعاد " ( 340 - 337 / 1)



المصدر :الإسلام سؤال وجواب
 
التعديل الأخير:
بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في رسالة الإمتاع بفتاوى التلاوة والاستماع ص175 (ملحقة بكتابي ((المختصر المفيد في علم التجويد ) هذا السؤال :-

25- أَيُّهُمَا أَفْضَلُ الْقِرَاءَةُ الْبَطِيئَةُ مَعَ التَّدَبُّرِ أَمِ الْقِرَاءَةُ السَّرِيعَةُ لَتَكْثِيرِ الأَجْرِ ؟
اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ ، وَالرَّاجِحُ أَنَّ الْقِرَاءَةَ بِبُطْيٍء مَعَ التَّدَبُّرِ أَفْضَلُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) (سُورَةُ ص الآيَةُ 29).
وَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد صلى الله عليه وسلم : 24)
وَقَالَ اللهُ سبحانه : (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (سُورَةُ النِّسَاءِ الآيَةُ 82).
فَبَيَّنَ أَنَّ التَّدَبُرَ عِلَّةُ إِنْزَالِ الْكِتَابِ ، وَبِهِ تُكْسَرُ أَقْفَالُ الْقُلُوبِ ، وَيَحْصُلُ الْيَقِينُ بِكَلامِ عَلاَّمِ الْغُيُوبِ ، وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ :
" جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ قَرَأْتُ الْمُفَصَّلَ اللَّيْلَةَ فِي رَكْعَةٍ فَقَالَ : " هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ لَقَدْ عَرَفْتُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرُنُ بَيْنَهُنَّ فَذَكَرَ عِشْرِينَ سُورَةً مِنْ الْمُفَصَّلِ سُورَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ " " (1) .
وَقاَلَ عَبْدُ اللهِ ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: " لا تَهْذُوا الْقُرْآنَ كَهَذِّ الشِّعْرِ ، وَلا تَنْثُرُوهُ نَثْرَ الدَّقَلِ ، وَقِفُوا عِنْدَ عَجَائِبِهِ ، وَحَرِّكُوا بِهِ الْقُلُوبَ " (2) .
قََََالَ الإِمَامُ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ : قِرَاءَةُ سُورَةٍ بَتَدَبُّرٍ وَمَعْرِفَةٍ وَتَفَهُّمٍ وَجَمْعِ الْقَلْبِ عَلَيْهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ تَعَالَى مِنْ قِرَاءَةِ خَتْمَةٍ سَرْدًا ، وَهَذَا وَإِنْ كَثُرَ ثَوَابُ هَذِهِ الْقِرَاءَةِ (3).
وَقَالَ رَحِمَهُ اللهُ :
قِرَاءَةُ آيَةٍ بِتَفَكُّرٍ وَتَفَهُّمٍ خَيْرٌ مِنْ قِرَاءَةِ خَتْمَةٍ بِغَيْرِ تَدَبُّرٍ وَتَفَهُّمٍ ، وَأَنْفَعُ لِلْقَلْبِ ، وَأَدْعَى إِلى حُصُولِ الإِيمَانِ ، وَذَوْقِ حَلاوَةِ الْقُرْآنِ ، وَهَذِه كَانَتْ عَادَةُ السَّلَفِ ، يُرَدِّدُ أَحَدُهُمُ الآيَةَ إِلَى الصَّبَاحِ (4) .

(1) أَثَرٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (742) (1/269) ، (4710) (4/1911) ، (4756) (4/1924) . (2) أَثَرٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (2/256) ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ (2/360) ، الْهَذُّ : قَطْعُ الشَّيْءِ وَالْقِرَاءَةُ بِسُرْعَةٍ ، الدَّقَلِ : الرَّدِيءُ الْيَابِسُ مِنَ التَّمْرِ ، وَالْمُرَادُ أَنَّ الْقَارِئَ يَرْمِي بِكَلِمَاتِ الْقُرْآنِ مِنْ غَيْرِ رُؤْيَةٍ وَتَأَمُّلٍ كَمَا يَتَسَاقَطُ الدَّقَلُ مِنَ الْعِذْقِ إِذَا هُزَّ.
(3) الْمَنَارُ الْمُنِيفُ (1/29).
(4) مِفْتَاحُ دَارِ السَّعَادَةِ (1/187). وََقََالََهُ الثَّعَالِبِيُّ أَيْضًا فِي تَفْسِيرِهِ الْجَوَاهِرِ الْحِسَانِ (1/10) .
 
عودة
أعلى