أمر عجيب وغريب

إنضم
01/03/2005
المشاركات
1,063
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
العمر
61
الإقامة
الأردن - عمان
يعد النسخ في القران بمعناه الاصولي من القواعد المتبعة في فهم القران بل ويعد نوعا من انواع علوم القران
والنسخ بمعناه الاصولي يوجب التوقف عند أمرين:
الاول: ان المنسوخ من القران لا يجوز العمل بما فيه لانه في حكم الالغاء وانما يكون النص المنسوخ موجودا للبركة فقط
الثاني: ان هذا النسخ يتطلب القول بان هناك نصان (آيتان) بينهما تعارض حقيقي(تناقض) بحيث لا يمكن الجمع بينهما
في ضوء ذلك من يستطيع من البشر ان يخبرني بان هناك اية او اكثر معطلة لا يؤخذ منها احكام وانما تقرا للثواب فقط من يخبرني بان هذا موجود في القران واين هو؟
ومن هو الذي يجرؤ على ان يقول ان في القران تعارضا حقيقيا بين الايات لذا وجب نسخ المتقدم منها لان الجمع بينها متعذر؟
امر عجيب تواردت عليه القرون واستسلمت لاقاويل بعض العلماء دون ان تضع هذا الامر على نصاب التمحيص والتحقيق.
ولا ادري كيف سرى هذا الامر بهذه الصورة؟ على انني في الختام ارى أن القول بالنسخ في القران من الوهم الذي دك حصون المسلمين. وما أكثر تلك الأوهام!!!!
 
حياكم الله د. جمال وشهركم مبارك.

هل "البركة" هي الحكمة الوحيدة في رأيكم لبقاء النص المنسوخ؟
وهل المشكلة في أوهام ظهرت لنا أم في الاستسلام لها قبل التمحيص؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
كل عام والأحبة الكرام أعضاء هذا الملتقى بألف خير ، أسأل الله تعالى أن يتقبل صيامهم وقيامهم ويوفقهم لكل خير
أخي الدكتور جمال؛
يقول الله تعالى : (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً) (النساء:15) ، الحكم في هذه الآية الإمساك (السجن) في البيوت حتى الوفاة
وبيّن السبيل في قوله تعالى : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (النور:2) ، فلا يجوز بعد هذه الآية أن تمسك في البيوت حتى الوفاة
 
أرجو بيان قصدكم من العبارة التي لونتها باللون الأحمر
على انني في الختام ارى أن القول بالنسخ في القران من الوهم الذي دك حصون المسلمين. وما أكثر تلك الأوهام!!!!
 
القرآن الكريم كتاب رب العالمين جاء هداية لكل الناس : على اختلاف مذاهبهم وأشكالهم ومجتمعاتهم وأقوامهم ، فهو شريعة ربانية عالمية ، صالحة لكل الشعوب . والناسخ والمنسوخ له وظيفة تشريعية تربوية تتماشى مع تكوين الإنسان المسلم وترقى به إلى أن يصل إلى المرحلة النهائية في درجات المجتمع المسلم المتكامل . وهذا ما وقع للمجتمع الأول الذي كان فيه الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم بالدعوة إلى الإسلام إلى أن تم الدين وكمل : {...الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ...}[المائدة:3]
والناسخ والمنسوخ سيبقى جنبا إلى جنب ليستفيد منه المسلمون في كل وقت وحين ، وهو علامة واضحة تدل على أن التشريع الإسلامي تشريع حي متحرك صالح لكل زمان ومكان .
فالعالم يعج بأقوام يحتاجون إلى دعاة ربانيين مسلحين بالعلم والحكمة لتمرير الدعوة إليهم ، وحينها سيجدون أنفسهم مجبرين للمرور عبر الناسخ والمنسوخ لتوطيد دعائم الإسلام الكامل .
والله أعلم وأحكم
 
هذا الكلام كنتُ سأقبله من جاهلٍ لا يعرف معنى النسخ في القرآن، ولكن من أمثال د.جمال الذي يفترض أن يكون هو الكاشف عن أمثال هذه المسائل للجاهلين بها أو المعاندين، والجواب سهل، والموضوع من أهم موضوعات علوم القرآن فهذا غير مقبول ، ولا أجد له عذراً إلا التفريط في طلب العلم والفهم الصحيح لمسائله .
 
كنت اعلم اني ساجابه بمثل هذه الردود واقسى منها ولذا وطنت نفسي اولا على تحمل ما هو اشد منها وساضع رايي فيما قيل بعد ان استمع الى مزيد من الاراء وعسى ان يكون فيها شيء آخر
 
يعد النسخ في القران بمعناه الاصولي من القواعد المتبعة في فهم القران بل ويعد نوعا من انواع علوم القران
والنسخ بمعناه الاصولي يوجب التوقف عند أمرين:
الاول: ان المنسوخ من القران لا يجوز العمل بما فيه لانه في حكم الالغاء وانما يكون النص المنسوخ موجودا للبركة فقط
الثاني: ان هذا النسخ يتطلب القول بان هناك نصان (آيتان) بينهما تعارض حقيقي(تناقض) بحيث لا يمكن الجمع بينهما
في ضوء ذلك من يستطيع من البشر ان يخبرني بان هناك اية او اكثر معطلة لا يؤخذ منها احكام وانما تقرا للثواب فقط من يخبرني بان هذا موجود في القران واين هو؟
ومن هو الذي يجرؤ على ان يقول ان في القران تعارضا حقيقيا بين الايات لذا وجب نسخ المتقدم منها لان الجمع بينها متعذر؟
امر عجيب تواردت عليه القرون واستسلمت لاقاويل بعض العلماء دون ان تضع هذا الامر على نصاب التمحيص والتحقيق.
ولا ادري كيف سرى هذا الامر بهذه الصورة؟ على انني في الختام ارى أن القول بالنسخ في القران من الوهم الذي دك حصون المسلمين. وما أكثر تلك الأوهام!!!!

أخي الحبيب الدكتور جمال : كل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح العمل.

كثيراً ما تنعدم فائدة النقاش العلمي بسبب يخفى على المتناقشين وهو البرزخ العظيم الفاصل بين مقدِّمة المعترض ونتيجته , وأنا سأقف مع فضيلتكم عند المقدمة قبل تناول النتيجة , فمن أين لكم حفظكم الله قاعدة أنَّ (النسخ يتطلب القول بان هناك نصان (آيتان) بينهما تعارض حقيقي(تناقض) بحيث لا يمكن الجمع بينهما) وكذلك تحجيركم للواسع في قولكم (وانما يكون النص المنسوخ موجودا للبركة فقط).
فمثل هذه القناعات لا تُقبل إلا ببرهان يقوم عليه التسليم بها , وبعد ذلك يكون خيرا إن شاء الله.

ولي سؤالان حفظكم الله:

لو تلقينا ما وصلتم إليه بتسليم مطلق فهل تستجيزون لازم نتائجكم الذي منه التخيير بين عمل المكلف بالناسخ أو المنسوخ ما دام وجودهما في القرآن يقتضي التناقض كما هو الحال في المنسوخ من قوله تعالى {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} وناسخه السابق له خطاً في قوله تعالى {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} , فما موقف المسلم (المقتنع بانعدام النسخ في القرآن) من مثل هذه الآيات.؟

وكيف يفهم المسلم ما نصَّ الله على نسخه في محكم الكتاب كقوله {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} الذي صرَّح الله بنسخه فقال {الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ}.؟

وفي اعتقادي البسيط: أنَّ من أراد استكثار لوازم قول المستفظعين وجود النسخ في القرآن يمكنه أن يقول:

كيف يكون شنيعاً وجوده في القرآن الذي هو كتاب واحد , ولا يكون أشنع منه تعدد الكتب التي يحرم الآخر منها ما أحل الأول , ويحل الأول منها ما حرمه الآخِر , والكل من عند الله.؟
وما الفرق بين الأمرين.؟

ومن أعمل عند نظره في هذه الأمور إناطة التكليف كله ناسخاً ومنسوخاً بالابتلاء وامتحان التسليم لله لن يجد حرجاً في الإقرار بالنسخ.!
 
للشيخ الباحث في علوم القرآن الدكتور مساعد الطيار قول في توضيح الإشكال الذي يعتري مصطلح (النسخ) بين السلف والمتأخرين عنهم . وهي مقالة علمية متميزة في هذا المجال . وهذا رابطها : http://vb.tafsir.net/tafsir1229/
 
لو غيرك قال ذلك يا دكتور جمال ...
أمران لا أدري من أيهما أعجب:
أمن خفاء الحكمة من وجود آيات منسوخة في القرآن الكريم .
أم من إنكار أمر أطبق على القول به علماءُ الأمة من الصحابة والتابعين وأتباعهم إلى يومنا هذا .
وليتك جعلتَ النقاش في تدارس الحكمة من نسخ الحكم وبقاء اللفظ دون إنكار لما هو معلوم بالضرورة .
وفق الله الجميع لمعرفة الحق والعمل به .
 
اولا انا احب ان اوضح انني اتحدث عن النسخ بالمعنى الذي ذكره الاصوليون وهو (رفع حكم شرعي بدليل شرعي متراخ عنه) وهذا من لوازمه التعارض بين الحكمين والا لوجب العمل بكل اعمالا للقاعدة الاصوليه (اعمال الدليلين اولى من اهمال احدهما) ثم ان رفع الحكم معناه الالغاء فكيف يستنبط الفقهاء من الايات المنسوخة أحكاما؟ معنى هذا انها لا زالت عاملة غير مرفوعة والا لا يستقيم الامر من اوله
والاخوة الذين احالوا الى بعض الروابط المتعلقة بالنسخ انا اعرفها واعرف غيرها وليس فيها جواب على ما طرحته
وساتابع الاجابة على استفسارات الاخوة واحدا واحدا وانا اشكر لهم ادبهم وحسن ظنهم
 
اولا انا احب ان اوضح انني اتحدث عن النسخ بالمعنى الذي ذكره الاصوليون وهو (رفع حكم شرعي بدليل شرعي متراخ عنه) وهذا من لوازمه التعارض بين الحكمين والا لوجب العمل بكل اعمالا للقاعدة الاصوليه (اعمال الدليلين اولى من اهمال احدهما) ثم ان رفع الحكم معناه الالغاء فكيف يستنبط الفقهاء من الايات المنسوخة أحكاما؟ معنى هذا انها لا زالت عاملة غير مرفوعة والا لا يستقيم الامر من اوله
والاخوة الذين احالوا الى بعض الروابط المتعلقة بالنسخ انا اعرفها واعرف غيرها وليس فيها جواب على ما طرحته
وساتابع الاجابة على استفسارات الاخوة واحدا واحدا وانا اشكر لهم ادبهم وحسن ظنهم
على انني احب ان اقول اني قرات كل ما وقع تحت يدي من الكتب المتعلقة بالنسخ قديما وحديثا فلم أجد العلماء اتفقوا جميعا على اية واحدة منسوخة
واحب ان اضيف ايضا ان النسخ مسالة اجتهادية وليست مما علم بالضرورة من دين الاسلام وليس عليها دليل واحد قاطع في مضمونه على النسخ بل هي اجتهاد من العلماء في التاويل وليس في الامر شيء آخر
وكثرة القائلين به لاتمنع من مناقشة فكرته
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى : (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (النحل:101)
 
المفهوم الشامل لمصطلح (الناسخ والمنسوخ)

المفهوم الشامل لمصطلح (الناسخ والمنسوخ)

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
وبعد، فمن خلال ما تقدم من البحث في هذا الموضوع يتبين أن الناسخ والمنسوخ له مفهوم شامل يتلخص فيما يلي :
الناسخ والمنسوخ يتضمن الأحكام والأخبار على السواء ، وهو ما يمكن أن نطلق عليه : تفسير القرآن بالقرآن .
وبالتالي فتفسير القرآن بالقرآن هو علم يشمل كل ما يتعلق بموضوع الناسخ والمنسوخ .
بهذا الفهم يمكن أن نتجنب عددا كبيرا من الإشكالات الواردة في دراسة موضوع النسخ في القرآن الكريم .

ويبقى الموضوع قابلا للنقاش ...
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لجميع إخواني مشاركتهم ، ولكن أود في المناقشات العلمية أن نبتعد عن الإعجاب بالرأي ، ومحاولة وضع تعريفات لم تأت عن الأوائل في مسائل كما يقال : نضجت واحترقت .
الأخ الكريم / عبد الكريم عزيز
مما هو متفق عليه ألا نسخ في الأخبار .
الأخ الكريم / فواز الميداني
ما ذكرته لا يُسلَّم لك ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " قد جعل الله لهن سبيلا " ثم ذكر حكم الزانيين البكرين والثيبين ؛ وثبت عنه أنه رجم الغامدية ، ولم يثبت أنه تكرر منها الزنا .. والعلم عند الله تعالى .
 
يقول الدكتور مساعد الطيار : " يقع السؤال عن كيفية إدراك أن السلف أرادوا بلفظ النسخ غير النسخ الاصطلاحي ؟
والجواب أن يقال :
إن كان النص الذي ورد عليه لفظ النسخ خبرًا ، فاحمله على مطلق الرفع لجزء من معنى الآية ، ويمكن أن يصطلح عليه بالنسخ الجزئي .
ثم ابحث عن الأنسب له من تقسيمات المتأخرين ، فقد يكون تقييد مطلق ، وقد يكون بيان مجمل ، وقد يكون تخصيص عامٍّ ، وقد يكون استثناءً من مستثنى منه .
ولا يصح بحال أن يكون مرادهم بالنسخ هنا النسخ الكلي للمعنى ؛ لأن هذا النسخ الكلي لا يأتي إلا في الأحكام .
وإن كان النص الذي ورد عليه لفظ النسخ حُكمًا شرعيًا ، فإنه لا يُصار إلى الحكم بمراد الواحد منهم أنه أراد النسخ الكلي في اصطلاح المتأخرين إلا إذا دلت عبارته على ذلك ، أما إذا كانت عبارةً مطلقة فالأولى حملها على المناسب لها من تقسيمات المتأخرين من تقييد مطلق ، أو بيان مجمل ، أو تخصيص عامٍّ ، أو استثناءً من مستثنى منه .
أما إذا كان النص مما ثبت فيه النسخ بلا إشكال ، فالصحيح أن تُحمل عبارتهم على النسخ الاصطلاحي الكلي ، والله أعلم .
ومن حرَّر النسخ على هذا السبيل بان له أنَّ النسخ الاصطلاحي الكلي لم يكن كثيرًا عند السلف ، خلافًا لما توهمه بعض المعاصرين من كثرته عنهم ، وراح يردُّ أقوالهم ، ويخطِّئ أفهامهم .
والسبيل في التعامل مع أقوال السلف أن تبحث العلل والأسباب الموجبة لهم بهذا القول أو ذاك ، وعدم الردِّ لها إلا بعد أن تنفذ السبل في قبول رأيهم أو توجيهه ، ذلك أنَّ هؤلاء أعلم منا بكتاب الله ، وأتقى منا لله ، فلا يُشنَّع عليهم بسبب أقوالٍ لم نفهم نحن مرادهم بها ، ولا أدركنا فقههم فيها ، والاعتذار لهم في أقوالهم ، وتخريجها على المخرج الحسن هو السبيل الأمثل الأقوم ، والله الموفق . "
 
بسم1
القرآن الكريم كتاب رب العالمين جاء هداية لكل الناس : على اختلاف مذاهبهم وأشكالهم ومجتمعاتهم وأقوامهم ، فهو شريعة ربانية عالمية ، صالحة لكل الشعوب . والناسخ والمنسوخ له وظيفة تشريعية تربوية

إن النسخ بمعناه العام وهو أن يأتي حكم شرعي لاحق ليلغي ( ينسخ ) حكماً شرعياً آخر سابقاً له ، جزئياً أو كلياً .. هذا أمر لا شك فيه ، فهو حقيقة . لكن الإشكال دائماً كان - ولا يزال - في فهم حقيقة " النسخ " ، وفهم وظيفته في "التشريع " ، فحصل خلاف واسع في الموقف من " النسخ " ، ما بين الإنكار له بالكلية .. وبين التوسع فيه إلى درجة اعتبار أن أدنى تعارض بين النصوص نوع من النسخ ..

وهناك رأي مطروح - وأنا مع هذا الرأي - وهو :
- بداية لا بد من تحديد مفهوم النسخ وشروطه وضوابطه .. بشكل علمي مبني على الدليل ..
- أن الإطار الأصل الذي ينبغي أن يُفهم فيه وظيفة " النسخ " هو أن له وظيفة " تشريعية تربوية " ، تتعلق في تكوين الفرد المسلم ومن ثم الأمة المسلمة ، تزكيةً وتعليماً للكتاب والحكمة .. والترقي في مراتب العبودية لله تبارك وتعالى .. إلى أن تصل الأمة إلى المرتبة النهائية لتأهيلها ، بوصفها الأمة المسلمة الخاتمة .. وهي أن تكون أمة أكملت دينها ( عبوديتها ) لله جل وعلا ، من خلال تطبيق رسالة الله الخاتمة على نفسها ، وحملها رسالة للعالمين .
وهذا ما حدث في أول أمر هذه الأمة الخاتمة ، على يد رسول الله الخاتم صلى الله عليه وسلم ، حيث كان القرآن يتنزّل على قلبه مفرقاً على مكث ، ناقلاً الفرد المسلم ومن ثم الأمة المسلمة خطوةً بخطوة ، وطورأ بطور ، ومرحلةً بمرحلة .. حتى وصلت الأمة إلى اليوم الذي أكمل فيه دينها ( عبوديتها ) لله عز وجل وحده ..
وهذا يعني - بشكل عام - أن الحكم الذي نُسخ ليس منسوخاً مطلقاً .. بل يمكن تطبيقه على الحوادث والأحوال عند وجود " الأسباب " و توفّر " الشروط " و " العلل " الشرعية اللازمة لذلك . والذي يقوم بهذه المهمة هم " أهل الذكر" و " الراسخون في العلم " .

هذا والله أعلم وأحكم
 
الأخ / عبد الكريم عزيز
كأنك تحاول أن تستدل بكلام الدكتور مساعد على أن الأخبار فيها نسخ .. لقد أبعدت النجعة .
الدكتور يتكلم عن مسألة فهم كلام السلف في قضية النسخ ، لا أنه يقر أن هناك نسخ في الأخبار .. فليتنبه .
 
الفاضل محمد محمود عطية
الأصل في النسخ ما فهمه السلف لأن القرآن نزل بلسانهم ، ثم تأتي التعريفات المدرسية .
وهذا أمر ذو بال ، يجب الانتباه إليه ، وإعادة النظر في كثير من المباحث الخاصة في هذا الباب .
 
عودة
أعلى