أبو عبد المعز
Active member
- إنضم
- 20/04/2003
- المشاركات
- 588
- مستوى التفاعل
- 25
- النقاط
- 28
أمة الشرك أورحلة البحث عن "الإله الناعم"
إن يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا [النساء : 117]
أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى[النجم : 21]
لماذا يصر المشركون على عبادة" الأنثى"؟
لماذا جعلوا ملائكة الرحمن إناثا مع أنهم لم يشهدوا خلقهم ، ولم ينزل في القرون الأولى كتب تؤنث الملائكة وتجعلهم لله بناتا؟
هل كان المشرك سيخسر شيئا لو كان الملك ذكرا بدلا من أنثى؟
نعم، سيخسر كل شيء .....
هذه النتيجة لا مناص منها لو قمنا بتحليل – أو تفكيك- نفسية المشرك .
إن الإنسان بحكم جبلته لا يتصور ربه إلا قويا عزيزا جبارا متكبرا....ومن ثم يكون "الخوف" هو أول إحساس ينتاب المرء عندما يستحضر ربه...لا سيما وهو غارق في شهواته مستسلم لغرائزه وغافل في لذاته..
فيتوجس العقاب...
ويترقب انتقام الرب...
الرب الذي أرسل إليه منذرين...
(وما من أمة إلا خلا فيها نذير...)
ليس للمرء - والحالة هذه – إلا أن يسلك إحدى السبيلين إما أن يغيرنفسه أو يغير ربه:
تغييرالنفس بأن يقلع عن تتبع شهواته ويستسلم لربه (وهذا هومعنى الإسلام...) فيبقى الخوف من ربه ثابتا دائما ، لكنه الآن يرجو رحمته وفضله جزاء ما استسلم له.
لكن هذا الخيارصعب على النفس الأمارة بالسوء فتصبح السبيل الـأخرى هي الراجحة...فيشرع في تشكيل صورة للإله تتناسب مع هواه: إله رحيم مطلقا ،لا يؤاخذ بذنب ، ولايوعد بتعذيب أحد من عباده ، ولا يأبه بانغماس الناس في ملذاتهم الصغيرة ...وهكذا تتبلور في المخيال الجمعي صورة الإله الناعم فيجسدها في تفاصيل ما يراه حاكيا عن النعومة في عالمه أي: امرأة أو طفل!َ
1- فينفر المشرك العربي الجاهلي من التعامل مع العزيز الجبارمباشرة ،ويفضل الواسطة الناعمة بنات الله...فالأنثى أبعد من أن تقسو أو تعذب وهي الأقرب من الرب لأنها بنته...فتكون صياغة متلازمة الشيطان (سندروم إبليس )على النحو التالى:
أ - اقترف ما شئت من المعاصي واستمتع بكل ما لذ وطاب...
ب - الجأ إلى الإله الناعم المرأة الشفيقة الرقيقة...
ج - الإله الخشن لا يمكن -على كل حال- أن يكسر بخاطر ابنته...
(لاحظ بأن تصور الملائكة ذكورا لا يفي بالمأمول...لأن الذكورة خشونة..فيفقد المشهد مكونه الناعم).
2- يقدم صوفية الإسلام تنويعا على النغمة ذاتها...فالله في مخيالهم الشعري يتجلى في صورة "ليلى العامرية" (انظر شعر ابن الفارض وابن عربي وغيرهما... ) ولهم طلليات وتشبيبات في دواوينهم، لو استنكرها المرء وقال: كيف يقول أهل الله وأولياؤه مثل هذا الشعر الفاجر، لبادر أتباعهم وقالوا لك : حقا إنك لمحجوب أما علمت أن عشق الجسد الظاهر ليس إلا رمزية للعشق الإلهي...!
فانظر إلى ما يوحي به الشيطان إلى أوليائه :لكي ينزه المريد شيخه من النقيصة الخلقية يلقي به في الموبقة العقدية..فتأمل!!
3- ولجيران الصوفية من الهندوس الرغبة نفسها في إله ناعم...فجعلوا "كرشنا" أفضل تجليات ربهم...نعم ، إن (كرشنا) ليست أنثى لكنه لا يقل نعومة : فهو الفتى المغني، الراقص، المعاكس للصبايا في الحقول،يقضي يومه عازفا على المزهر والشبابة ،يبتكر المقالب والمداعبات في جمهرة الحسناوات والشبان....
لا يمكن -والصورة هذه - أن يتخيل (كرشنا) في صورة خازن لجهنم يشوي فيها المرد والحسان !
4- أما النصارى فقد جمعوا في مخيالهم بين الأنثى والطفل لتظهر النعومة الإلهية في النوع والسن معا:
فلا تتعجب إذا رأيتهم في أيقوناتهم وصورهم يسبغون على المسيح معالم الأنثى هيئة ولباسا وشعرا...ومن المعلوم أن المسيح مولود لامرأة من الشرق الأوسط فلا بد أن تكون له مسحة شرق-أوسطية لكن فناني النصارى قدروا أن هذه المسحة لا بد أن تشوبها شيء من الخشونة ، ومن ثم جعلوا معبودهم وكأنه ولد في السويد لا في بدو فلسطين...
ثم كان لهم احتفاء عتيد بالمسيح الطفل ...فزينوا الكنائس والمعابد بصور وتماثيل لمريم تحمل وليدها،( وأي صورة أدل على النعومة من فضاء اجتمعت فيه الأمومة والأنوثة والطفولة!!)أو يصورون الطفل في المهد وهو الرب ...لكنه ليس رب الجنود المزمجرالراغب في الدماء كما عند آبائهم وإخوانهم اليهود، بل هو الرب الطفل النائم في المغارة الوادع في قسماته ،تجعل الناظر يبتسم شفقة وحنوا.....فأنى يكون هذا الطفل الذي تهفو إليه القلوب معذبا للخليقة في الأبدية!!
إن يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا [النساء : 117]
أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى[النجم : 21]
لماذا يصر المشركون على عبادة" الأنثى"؟
لماذا جعلوا ملائكة الرحمن إناثا مع أنهم لم يشهدوا خلقهم ، ولم ينزل في القرون الأولى كتب تؤنث الملائكة وتجعلهم لله بناتا؟
هل كان المشرك سيخسر شيئا لو كان الملك ذكرا بدلا من أنثى؟
نعم، سيخسر كل شيء .....
هذه النتيجة لا مناص منها لو قمنا بتحليل – أو تفكيك- نفسية المشرك .
إن الإنسان بحكم جبلته لا يتصور ربه إلا قويا عزيزا جبارا متكبرا....ومن ثم يكون "الخوف" هو أول إحساس ينتاب المرء عندما يستحضر ربه...لا سيما وهو غارق في شهواته مستسلم لغرائزه وغافل في لذاته..
فيتوجس العقاب...
ويترقب انتقام الرب...
الرب الذي أرسل إليه منذرين...
(وما من أمة إلا خلا فيها نذير...)
ليس للمرء - والحالة هذه – إلا أن يسلك إحدى السبيلين إما أن يغيرنفسه أو يغير ربه:
تغييرالنفس بأن يقلع عن تتبع شهواته ويستسلم لربه (وهذا هومعنى الإسلام...) فيبقى الخوف من ربه ثابتا دائما ، لكنه الآن يرجو رحمته وفضله جزاء ما استسلم له.
لكن هذا الخيارصعب على النفس الأمارة بالسوء فتصبح السبيل الـأخرى هي الراجحة...فيشرع في تشكيل صورة للإله تتناسب مع هواه: إله رحيم مطلقا ،لا يؤاخذ بذنب ، ولايوعد بتعذيب أحد من عباده ، ولا يأبه بانغماس الناس في ملذاتهم الصغيرة ...وهكذا تتبلور في المخيال الجمعي صورة الإله الناعم فيجسدها في تفاصيل ما يراه حاكيا عن النعومة في عالمه أي: امرأة أو طفل!َ
1- فينفر المشرك العربي الجاهلي من التعامل مع العزيز الجبارمباشرة ،ويفضل الواسطة الناعمة بنات الله...فالأنثى أبعد من أن تقسو أو تعذب وهي الأقرب من الرب لأنها بنته...فتكون صياغة متلازمة الشيطان (سندروم إبليس )على النحو التالى:
أ - اقترف ما شئت من المعاصي واستمتع بكل ما لذ وطاب...
ب - الجأ إلى الإله الناعم المرأة الشفيقة الرقيقة...
ج - الإله الخشن لا يمكن -على كل حال- أن يكسر بخاطر ابنته...
(لاحظ بأن تصور الملائكة ذكورا لا يفي بالمأمول...لأن الذكورة خشونة..فيفقد المشهد مكونه الناعم).
2- يقدم صوفية الإسلام تنويعا على النغمة ذاتها...فالله في مخيالهم الشعري يتجلى في صورة "ليلى العامرية" (انظر شعر ابن الفارض وابن عربي وغيرهما... ) ولهم طلليات وتشبيبات في دواوينهم، لو استنكرها المرء وقال: كيف يقول أهل الله وأولياؤه مثل هذا الشعر الفاجر، لبادر أتباعهم وقالوا لك : حقا إنك لمحجوب أما علمت أن عشق الجسد الظاهر ليس إلا رمزية للعشق الإلهي...!
فانظر إلى ما يوحي به الشيطان إلى أوليائه :لكي ينزه المريد شيخه من النقيصة الخلقية يلقي به في الموبقة العقدية..فتأمل!!
3- ولجيران الصوفية من الهندوس الرغبة نفسها في إله ناعم...فجعلوا "كرشنا" أفضل تجليات ربهم...نعم ، إن (كرشنا) ليست أنثى لكنه لا يقل نعومة : فهو الفتى المغني، الراقص، المعاكس للصبايا في الحقول،يقضي يومه عازفا على المزهر والشبابة ،يبتكر المقالب والمداعبات في جمهرة الحسناوات والشبان....
لا يمكن -والصورة هذه - أن يتخيل (كرشنا) في صورة خازن لجهنم يشوي فيها المرد والحسان !
4- أما النصارى فقد جمعوا في مخيالهم بين الأنثى والطفل لتظهر النعومة الإلهية في النوع والسن معا:
فلا تتعجب إذا رأيتهم في أيقوناتهم وصورهم يسبغون على المسيح معالم الأنثى هيئة ولباسا وشعرا...ومن المعلوم أن المسيح مولود لامرأة من الشرق الأوسط فلا بد أن تكون له مسحة شرق-أوسطية لكن فناني النصارى قدروا أن هذه المسحة لا بد أن تشوبها شيء من الخشونة ، ومن ثم جعلوا معبودهم وكأنه ولد في السويد لا في بدو فلسطين...
ثم كان لهم احتفاء عتيد بالمسيح الطفل ...فزينوا الكنائس والمعابد بصور وتماثيل لمريم تحمل وليدها،( وأي صورة أدل على النعومة من فضاء اجتمعت فيه الأمومة والأنوثة والطفولة!!)أو يصورون الطفل في المهد وهو الرب ...لكنه ليس رب الجنود المزمجرالراغب في الدماء كما عند آبائهم وإخوانهم اليهود، بل هو الرب الطفل النائم في المغارة الوادع في قسماته ،تجعل الناظر يبتسم شفقة وحنوا.....فأنى يكون هذا الطفل الذي تهفو إليه القلوب معذبا للخليقة في الأبدية!!