أما الترجمة الصوتية فهي غير جائزة: ودعوى أحد المستشرقين

إنضم
18/12/2011
المشاركات
1,302
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
الإقامة
أنتويرب
هذه من فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:

س: قرأت في (مجلة العربي) العدد 237 شهر شعبان لعام 1398هـ مقالا حول موضوع دراسات قرآنية، طرح جديد لمواقف المعارضة للدكتور محمد أحمد خلف الله .
الرجاء الاطلاع على المقال المذكور خاصة: ترجمة القرآن والتي يريد منها حسب ظاهر كلامه الترجمة الحرفية، وما رأيكم في الأسباب التي أوردها ضمن مقاله في تبريره لترجمة القرآن؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا، وجعلكم من الذائدين عن شرعه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .


ج: يتضح من مقال الدكتور المذكور أنه يريد ترجمة معاني القرآن والتعبير عنها باللغات الأخرى غير العربية، وترجمة معاني القرآن جائزة إذا فهم المعنىفهما صحيحا وعبر عنه من عالم بما يحيل المعاني باللغات الأخرى تعبيرا دقيقا يفيد المعنى المقصود من نصوص القرآن؛ وذلك أداء لواجب البلاغ لمن لا يعرف اللغة العربية.
قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله: (وأما مخاطبة أهل الاصطلاح باصطلاحهم ولغتهم فليس بمكروه إذا احتيج إلى ذلك وكانت المعاني صحيحة، كمخاطبة العجم من الروم والفرس والترك بلغتهم وعرفهم فإن هذا جائز حسن للحاجة، وإنما كرهه الأئمة إذا لم يحتج إليه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لأم خالد بن سعيد بن العاص وكانت صغيرة ولدت بأرض الحبشة ؛ لأن أباها كان من المهاجرين إليها، فقال لها: ( يا أم خالد، هذا سنا ) -والسنا بلسان الحبشة : الحسن- لأنها كانت من أهل هذه اللغة، ولذلك يترجم القرآن والحديث لمن يحتاج إلى تفهيمه إياه بالترجمة، وكذلك يقرأ المسلم ما يحتاج إليه من كتب الأمم وكلامهم بلغتهم ويترجم بالعربية، كما أمر النبي صلي الله عليه وسلم زيد بن ثابت أن يتعلم كتاب اليهود ليقرأ له ويكتب له ذلك حيث لم يأتمن اليهود عليه.
أما الترجمة الصوتية فهي غير جائزة.
وبالله التوفيق.
وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

لماذا إحداث هذا الفرق بين الترجمة النصية والترجمة الصوتية؟
وهل هذه الفتوى عامة أم خاصة؟ (مثلا المكفوفين والإقتباس من ترجمة القرآن أثناء الكلام ..).
هل للتمييز بين القرآن و المصحف؟

على أي أنا تذكرت بهذه الفتوى كلام أحد الاسلاموجيين الذي ادعى أن علماء الإسلام يخفون شيء يتعلق بترجمة القرآن. قال أن في موقفهم عدم تماسك، أي لا منطق، من أن القرآن لا يترجم لأنه كلام الله وكلام الله غير ومخلوق حين أن هذا الكلام يخلق لأنه يتلى ويكتب. سأبحث عن الكتاب إن شاء الله لأنقل كلامه بالحرف.
 
أنقل نص من (ملاحظات على ترجمة معاني القرآن إلى اللغة الهولندية للمستشرق الهولندي فريد ليمهاوس : آراؤه في القرآن)

لم يطرح ليمهاوس آراءه في القرآن بطريقة مباشرة، ولكنه أثار بطريقة غير مباشرة بعض التساؤلات التشكيكية في الطريقة التي نزل بها الوحي. فهو يتساءل هل الوحي خطاب مباشر من الله سبحانه وتعالى لرسوله الكريم أو أنه جاء بالفعل بواسطة جبريل؟ ويشكك أيضا في طبيعة الوحي: كونه أحياناً عيانياً أكثر منه إيحائياً. وكثيراً ما يكون سماعياً إلا أنه في الغالب نوع من الوعي الطارئ. ويقول كيف يحدث هذا بصورة محددة؟ فهو أمر لا يمكن معرفته بشكل مؤكد ولكنه ليس ذا أهمية فيما يتعلق بفحوى القرآن.ويرى أن المهم هو أن العبارات التي ينطق بها الرسول (صلى الله عليه وسلم) الوحي كما أوحي إليه تكون دائماً قصيرة وجلية تعبر عن لحظة الوحي. ويستمر قائلاً: " إضافة لكل هذا تأتي مشكلة أخرى تتعلق بالمصدر الحقيقي للقرآن. فهل القرآن، كما تدعي النظرة الإسلامية ، نوع لنموذج سماوي (أم الكتاب)؟ وهل النسخة العربية للقرآن هي التي أوحي بها بالفعل؟" وفي هذا الصدد يعطي ليمهاوس انطباعاً كأن هنالك تناقضات في المفاهيم الواردة في بعض آيات القرآن مثل مفهوم " أم الكتاب" في سورة الزخرف الآية 4 وسورة آل عمران الآية 7.

ويعتقد ليمهاوس أن الإسلام ظل منذ بداياته الأولى يعاني مشكلة كبرى وهي: كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبلغ الرسالة "بلسان عربي مبين" (الشعراء: 195) وفي الوقت نفسه نجد أن القرآن غير مفهوم؟ ويعتقد أن العرب، في بداية الإسلام، كانوا يرتقبون مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم(1) وكانوا يعتقدون بأن الرسالة موجهة إليهم وحدهم فقط.(2)

ويثير ليمهاوس نقطة تتعلق بلغة القرآن. فيتساءل: إذا كان القرآن قد نزل باللغة العربية ، فأي لغات العرب كانت تلك؟ يرى أن فكرة نقاء لغة القرآن التي تشير إليها الآية (195) من سورة الشعراء بأنه نزل بلسان عربي مبين هي وراء الاعتقاد بأن لغة القرآن تمثل أنقى اللغات العربية. ويدعي بأن الباحثين الغربيين توصلوا منذ بداية القرن العشرين إلى نتيجة مغايرة لهذا وهي أن لغة القرآن لغة وسطية بين اللهجات المكية واللغات الأخرى القريـبة منها.

ويتساءل ليمهاوس بما أن القرآن نزل على محمد صلى الله عليه وسلم باللغة العربية الفصحى (المبينة) فكيف يتسنى للعجم فهمه؟ ولاسيما أن لغة القرآن أولاً لغة "رفيعة" وثانيا "إعجازية". وعليه فهل يمكن ترجمة القرآن؟

______________
(1) هذا يخالف الواقع، وإنما الذين كانوا يترقبون مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم هم اليهود، وأن الرسول سيكون منهم، كما كانوا يتوعدون الأوس والخزرج في المدينة بذلك. (اللجنة العلمية)
( 2) F. Leemhuis, Koran in J. Waardenbutg(red.), Islam. Norm, ideaal en werkelijkheid. Weesp: Het Wereldvenster, 1984 page 66.

وعليه فهل يمكن ترجمة القرآن؟
رجعت إلى الكتاب (2^) الذي ألفه Jacques Waardenburg بتعاون مع 9 كتاب منهم فريد ليمهاوس ومنتخمري واط، ووجدت أن تساءل ليمهاوس ليس تسائل من ناحية بيانية وإعجازية لغة القرآن فقط. ثم وجدت أن كلام ليمهاوس في لغة القرآن يختلف شيء ما عن ما ورده الأستاذ سفيان سريجار في ملاحظاته. يقول الدكتور ليمهاوس أن التصور الذي توصل إليه علماء الغرب حول لغة القرآن هو تصور يعتمد على أقوال العلماء العرب المتخصصين في علوم اللغة كما يعتمد أيضا على خصائص نص القرآن. والفكرة التي ينصرف إليها العلماء الأوروبيين الآن هي أن لغة القرآن لغة بين اللهجة المكية ولغة الشعر. وإضافة إلى هذا هناك كلمات قرآنية أصلها ليس عربي، وقد ناصر الفكرة علماء مسلمين من العصر الوسيط منهم السيوطي، لكن الأبحاث العلمية في الخمسين سنة الماضية أوضحت أن هذه الكلمات كانت مستخدمة، أو على الأقل معروفة، في الوسط العربي.
__

القرآن بما أنه كلام الله لفظا ومعنا باللسان العربي، كيف يمكن للغة أخرى (بما في ذلك اللغة العربية البشرية) أن تح(ت)وي كلام الله؟

لا أدري لماذا مثل هذه الأسئلة ونحن لا نعتقد أصلا أن التفسير كلام الله ولا أن الترجمة قرآن.
ثم ما قد يوضح هذا أكثر هو كلام الإمام أحمد: (من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع)..؟ وكذلك التفريق بين حرف القرآن وصوته ولفظه.. إلخ.

ويقول الأستاذ ليمهاوس أن إعجاز القرآن بنظمه تحول إلى عقيدة (دوغمائية) بعد القرن الثالث/التاسع الهجري.
(وكأنه يريد بهذا الكلام أن يلمح إلى أن السلف لم يكونوا يفهمون الإعجاز بهذا المعنى الذي نشأ بعد 3/9 قرون)
ثم يضيف إلى ذلك أن بعض "المسلمين" حاول فعلا تقليد وتجاوز أسلوب القرآن. (فمن هؤلاء المسلمين) ؟
 
عودة
أعلى