أما آن للأمة أن تزحف بمبادئها؟؟؟؟

إنضم
07/08/2007
المشاركات
68
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
المغرب
أما آن للأمة أن تزحف بمبادئها ؟
بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وبعد:
مما أثر عن بعض المفكرين الكرام : " من لم يزحف بمبادئه زحف عليه ". كلمة يسعى كل الناس اليوم لتطبيقها ، بل كل الجماعات والدول ، إنها ديدن الناس في هذا العالم ، فكل من يعتنق مبدأ ما يراه صحيحا يسعى جهده للزحف به . وأمة الاسلام أمة عظيمة بمبادئها،عظيمة بدينها وخلوده والأصل أن تسود بما تملك وتزحف بما تؤمن .
لكن المتأمل في واقع هذه الأمة الخيرة يلاحظ تغيرا كبيرا في حاملي هذه المبادئ وفي واقع أصحاب هذه المبادئ ، مع أنها مبادئ أعزت أصحابها وحامليها : " نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فمن ابتغى العزة في غيره أذله الله " . واقع يبين عن وهن كبير وضعف خطير وانحراف كبير وذل فظيع.
فماذا حصل لأمة المبادئ والقيم ؟.ولماذا هذه الذلة ؟.
عن هذه الأسئلة وغيرها يجيب المصطفى صل1 الذي يقول"..ألا ليذاذن رجال عن حوضي كما يذاذ البعير الضال، أناديهم ألا هلم ، فيقال:لأنهم قد بدلوا بعدك فأقول سحقا (بعدا) سحقا.". وفي رواية :" إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى".(1).
إنه تشخيص للداء الذي أصاب الأمة ، الداء العضال الذي أخرج الأمة من الوضع الذي ارتضاه الله لها ، من الخيرة العظيمة التي خصت بها ، حيث قال الرسول العظيم صل1:" أنتم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل ".(2).
وللأمة أن تسائل نفسها هل تستحق هذا التقدير من رسول الله صل1، أم أنها فعلا بدلت وغيرت ، وأصبح الحكم النهائي الذي سيصدر في الآخرة ، والذي لا استئناف فيه هو البعد والسحق والعياذ بالله ، وأضحى المصير في الدنيا هو ما تعيشه الأمة اليوم في واقعها الحياتي،من تمزق لراياتها ، وتفرق لكلمتها، وتشتت في صفوفها ، إضافة الى الدرك الأسفل الذي وصلت إليه مجتمعاتها بين أمم الأرض قاطبة.فالمسلمون بدلوا وغيروا ، وما طبقوا، أساءوا فهم الاسلام مع الأسف الشديد فأساءوا لأنفسهم.
فما تخلف المسلمون إلا بسبب هذه الاساءة ، وما حصل التخاذل في نصرة بعضهم البعض إلا بسبب هذه الاساءة ، وما الانحرافات الاخلاقية التي سادت الواقع الاسلامي إلا بسبب هذه الاساءة.
مع أن الأمة تملك كل وسائل القيادة ، فالعدد أكثر من مليار وربع - وإن كانت العبرة ليست بالكثرة - والأمة أمة سورة إقرأ ولكنها لا تقرأ ، والأمة أمة سورة القلم ولكنها تخلت عن القلم ، والأمة أمة سورة النور ، ولكنها تعيش في الظلام ، والأمة أمة سورة الصف ، ولكن صفها ممزق ، والأمة أمة سورة الحديد ولكنها لا تملك الحديد ، والأمة أمة سورة طه ولكنها تخلت عن منهج طه ، والأمة أمة سورة القتال ولكنها اختارت الاستكانة والاستسلام ، والأمة أمة سورة النصر ولكنها رضيت بالهزيمة ، والأمة أمة سورة الاخلاص ولكن الاخلاص بعيد عنها.
اقتصاد الأمة متكامل وكاف لو حصل التضامن ، موقعها الجغرافي تحسد عليه من قبل كل الأنام ، رسالتها حضارية تصل الأرض بالسماء ، تجمع بين العقل والنقل ، تعطي الآخرة ولا تحرم من الدنيا ، تفور القلب ولا تحجر على العقل ، تعطي الايمان والعلم ، تملك الوثيقة الالهية التي تتضمن كلمات الله الأخيرة للبشرية، الوثيقة الأخيرة التي لم تحرف.
عالمية الاسلام:
هذا ما تملكه الأمة ، وهو باختصار دين الاسلام ، الذي يشمل كل هذا ، إنه المنة الكبرى والنعمة العظمى والدين المرتضى للبشرية ولأهل السماء ، فكل الانبياء والرسل بعثوا بالاسلام ، كما أخبر الحق تعالى : " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه.." (3).
فنوح عليه السلام أَمَر بالاسلام وأُمِر به كما أخبر بذلك القرآن : " وأمرت أن أكون من المسلمين".(4).
وهو دعوة يعقوب عليه السلام الذي يقول : " أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم واسحق ويعقوب إلها واحدا ونحن له مسلمون ".(5).
وهو ملة ابراهيم الذي قال فيه المولى الكريم : " ومن يرغب عن ملة ابراهيم إلا من سفه نفسه ، ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ، إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين.".(6).
وهو رسالة نبي الله اسماعيل ، واسحاق ، ويوسف ، وسليمان ، وموسى ، وعيسى على الجميع السلام.
وما بعث لبنة التمام ومسك الختام إلا بالاسلام " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا "(7)..
نعم ، بعثوا بالاسلام ، وعاشوا الاسلام وللاسلام ، وتمثلوا مبادئه وضحوا من أجلها بكل غال ونفيس.
تضحية الأولين من أجل المبادئ:
فكل الأمم والأفراد يحملون مبادئ ، بها يحيون وعليها يموتون ، وبإطلالة على كتاب ربنا وسنة نبينا التي وصلتنا والتي تخلينا عنها نتبين هذه التضحيات الرائعة والعجيبة التي فرطنا فيها.
-فمن أجل المبدأ ضحى هابيل بنفسه أمام أخيه قابيل ولم يمد عليه يديه ." قال لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط إليك يدي لأقتلك (8)
-ومن أجل المبدأ صبر نوح (خمسين وتسعمائة ) سنة وهو يدعو ولم يمل ولم يتقاعس.(9).
-ومن أجل المبدأ نفذ نبي الله إبراهيم عليه السلام أمر ذبح ابنه وفلذة كبده ، " يا بني إني أرى في المنام اني أذبحك فانظر ماذا ترى .."(10).
-ومن أجل المبدأ استجاب نبي الله اسماعيل لأمر الذبح (وقال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين".(11).
-ومن أجل المبدأ فر أصحاب الكهف بدينهم واختلوا بكهفهم ."وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا الى الكهف ينشر ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا.."(12).
-ومن أجل المبدأ قبل غلام الأخدود أن يضحي بنفسه ويُقتل بسهمه .(13).
-ومن أجل المبدأ قبل أصحاب الأخدود الرمي في النار.(14).
-ومن أجل المبدأ رفض يوسف الوقوع في المعصية :"معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي".(15).
-ومن أجل المبدأ نشر الأنبياء بالمناشير وصبروا واحتسبوا كما أخبر النبي صل1:"كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الارض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار ، فيوضع على رأسه فيشق اثنتين ، وما يصده ذلك عن دينه ، ويمشط بأمشاط الحديد مادون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه ، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه..".(16).
ومن أجل المبدأ رفض محمد صل1 كل المغريات فقال : " والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الدين لا أتركه حتى يظهره الله أو أهلك دونه".(17).
وقال : " ما جئتكم لما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ، والملك عليكم ، ولكن الله بعثني إليكم رسولا وأنزل علي كتابا وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا ، فبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم بيني وبينكم".(18).
-ومن أجل المبدأ ضحى الرواحل الأول ، بالنفس والنفيس ليسود هذا الدين وينتشر في أصقاع المعمور .
-فهذا بلال رضي الله عنه مؤذن الرسول صل1 يشتد عليه أذى الكفار حتى إنهم ليطرحونه على ظهره في رمضاء مكة الملتهبة بالحرارة ، ويضعون الصخرة الثقيلة على صدره يريدون منه أن يترك هذا الدين فيصمد ويثبت على دينه ويقول:أحد أحد.(19).
-وهذا حبيب بن زيد الأنصاري رضي الله عنه يقول له مسيلمة الكذاب : قل: لا إله إلا الله، فيقول : لا إله إلا الله ، فيقول له : قل:أشهد أن مسيلمة رسول الله ، فيقول : لا أسمع ، ثم يقطعه مسيلمة عضوا عضوا ، ويأبى أن يقول: مسيلمة رسول الله ، حتى لقي ربه صابرا محتسبا.(20).
-وهذا عبد الله بن حذافة السهميرضي الله عنه يأخذه ملك النصارى أسيرا عنده ، ويقول له : اتبعني وأشركك في ملكي فيأبى ويقول : لا أبغي بدين محمد بديلا ، ثم يحمي ملك الروم النحاس بالنار ، ويغلي القدور لتعذيبه ، وعند ذلك يبكي عبد الله بن حذافة فيطمع ملك الروم برجوعه عن الاسلام ، ويقول:تتبعني وتترك دينك ، فيرد عليه عبد الله بقوله : ما بكيت خوفا على نفسي،ولكن وددت أن لي نفوسا عدد شعري تعذب في سبيل الله فتدخل الجنة بغير حساب "..(21).
-وهذا كعب بن مالك الصحابي الجليل رضي الله عنهالذي تخلف عن غزوة تبوك وكان أقوى وأيسر حين تخلف عنها ، وحين رجوع النبي صل1 من الغزوة ،أبى إلا الصدق وقال له : " والله لقد علمت ، لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ، ليوشكن الله أن يسخطك علي ، ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه ، إني لأرجو فيه عقبى الله،.."(22).وعانى من صدقه ، وتجنبه الناس خمسين ليلة ، وأغري من طرف نبطي من نبط أهل الشام الذي جاءه بكتاب من ملك غسان ، يطلب منه اللحوق به لمواساته،ليتيمم به التنور ويحرقه ، ويتشبت بما آمن به من مبادئ سليمة ، وليكرمه الله ببشارة رسول الله صل1 الذي قال له : " أبشر بخير يوم عليك منذ ولدتك أمك ".(23).ونزل فيه قول الله تعالى : " لقد تاب الله على النبيء والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد تزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم ،إنه بهم رؤوف رحيم وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم.."(24).
-ومن أجل المبدأ جلد الأئمة وعذبوا وصبروا واحتسبوا ، وما غيروا وما بدلوا ، وعلى منهجهم صار القلة من الدعاة والصالحين :"من المومنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا..".(25).
الأشرار والمبادئ:
-وعلى المبدأ الخاطئ نافح الأشرار وينافحون ويضحون ويموتون..
فإبليس نافح عن مبدئه وضحى بالنعيم المقيم ": قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك ، قال أنا خير منهم خلقتني من نار وخلقته من نار ".(26).
وابن نبي الله نوح عليه السلام نافح عن مبدئه ورفض الركوب مع أبيه في السفينة فقال:"سآوي الى جبل يعصمني من الماء ..".(27).
ومثلهم فرعون وهامان وقارون كما قال تعالى: " وقارون وفرعون وهامان ، ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الارض وما كانوا سابقين".(28).
وكذا صنع أبو جهل فرعون محمد ،
وهكذا كل الأشرار وكثير من الناس في زمننا من أبناء الأمة الغافلين المستغربين ، أو من غير هذه الأمة ، يدافعون عن مبادئ وهي خاطئة ، أو لا يعرفون خطأها ، نافحوا عنها وقاتلوا وقتلوا من أجلها
والأكثرون يدعون مبادئ معتقدين حسنها كمبدأ السلام وحقوق الانسان والمساواة والعدالة ومحاربة الارهاب ولكن في الحقيقة مأربهم واحد هو الوصول عبرها الى تحقيق أهدافهم بتشييئ هذه المبادئ وإفراغها من محتواها الحقيقي واستغلالها لتحقيق مقاصد لهم .
المسلمون ومبادئهم:
نحن المسلمين نملك مبادئ أساسية وعظيمة لو طبقت وأحسن تقديمها للبشرية لكنا أصحاب المبدأ الوحيد المنقذ للبشرية.لأنها طبقت قرونا ومازالت هي الحل ، والحل لا يعني التنديد والبكاء والشجب على هذا الواقع الأليم ، وإنما في تجديد العهد وإعادة البيعة مع الله المتمثلة في اعتناق الدين مبدأ بتصفية معتقداتنا من كل الدخيل والشوائب. واعتناقه منهجا وعملا: بتمثل الاسلام عقيدة وانتماء وسلوكا.
بهذا وحده نوصل الاسلام الى الآخر ، ويصل الاسلام الى القلوب فتتغير المبادئ الفاسدة والمنحرفة ويقبل الناس على المبادئ الصحيحة النافعة ، وليس عيبا أن يغير الانسان مبدأه إذا اكتشف خطأه وعدم صوابيته ، وهو فعل حصل لسحارى فرعون كما أخبر القرآن : " قال الملأ من قوم إن هذا لساحر عليم ، يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تامرون، قالوا أرجه وأخاه في المدائن حاشرين ياتوك بكل ساحر عليم ، وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين ، قال نعم وإنكم لمن المقربين ، قالوا ياموسى إما أن تلقي وإما أن أن نكون نحن الملقين، قال : ألقوا ، فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم ، وأوحينا الى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يافكون ، فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون ، فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين وألقي السحرة ساجدين ، قالوا آمنا برب موسى وهارون ، قال فرعون آمنتم له قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون ، لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين ، قالوا إنا الى ربنا لمنقلبون وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ، ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين.".(29).
إن ما ينقص الأمة اليوم هو اعتزازها بمبادئها ، لأن اعتزاز أمة بمبادئها وإن كانت خاطئة قد يحييها سنوات ، ولكن صحة المبدأ وسلامته هو الذي يجعلها تعيش وتخلد الى قيام الساعة فحال الأمة المسلمة اليوم كحال موسى وهو يحمل العصا ، ويخاف من الحبال.
فعار على أمة تحمل مثل هذا الدين أن تخاف أو تجبن أو تصبح قصعة يأكل منها الخاص والعام.
إن هذا الدين محتاج الى من يحمل همه ، فأعظم حمل له أن نحمله في سلوكنا وأخلاقنا
لكن الناس اليوم مع الأسف الشديد تركوا حمل هم الدين وانشغلوا بهم الطين.
أبناء المسلمين اليوم أصابهم غرور الانتماء الفارغ ، فهم مسلمون بإعلان الشهادة وبعيدون عن حقيقة الشهادة، إنه كمال زائف ، وشعور بالطمأنينة الزائفة ، ولم لا ، والكل يدعي تأدية الفرائض ، ويتمسك بقول الرسول صل1 : " أفلح إن صدق "(30).
فماذا يلزمه ؟؟.متجاهلا سنة الله في الكون التي تتطلب الجد والعمل وبذل الجهد لصالح الأمة في شتى الميادين.
كما أصابتهم حمى العائق الوحيد ، فالكل يشتكي من وجود مشكل قائم يلزم حله ، فإذا تيسر وجود الحل ، ظهر مشكل آخر وجب حله ، فإذا وجد له حلا ظهر مشكل آخر وهكذا والانسان يدور مع المشاكل دون شعور بمرور الزمن وحلول الأجل .
كما أصابت البعض حمى تجزيء الاسلام ، لتبرير أحوال معينة ، وتتمثل في إقناع المسلم نفسه بشرعية انحرافه عن الاسلام ، فيأخذ مثلا من الاسلام مظهره ويترك الباقي ، ويتخذ آخر من أخلاق الاسلام ديدنه ، ويترك الباقي ، وهكذا لو بحثنا في الناس لوجدناهم يبعضون الاسلام تبعيضا (يومنون ببعض ويكفرون ببعض) ، وهذا هو الأخطر على الدين وعلى المسلمين ، حين يسوء الفهم للاسلام ويُعتقد بصحة الأفعال .
وهذا يهتم بالجانب الاقتصادي فيه ، وآخر بجانبه السياسي ، والآخر بجانبه الأخلاقي، وهي كلها مفاهيم جزئية ،تشمل بعضا من الدين وليس كل الدين.إذ إن دين الأمة المحمدية دين شامل ومتوازن بين كل المجالات.
هكذا نكون قد وضعنا أيدينا على مكمن الخلل ، إنه التغيير والتبديل الذي انحرفنا بسببه عن هذا الدين إنه البعد عن المبادئ وعدم التضحية من أجلها ، إنه الوهن الذي عبر عنه المصطفى صل1 في حديث القصعة.(31) ، فما أحوج الأمة أن تعود الى دينها وتعض على مبادئها وتسلم أمرها الى بارئها .
د/ أحمد العمراني
الجديدة المغرب
1-فتح الباري رقم الحديث :6584.
2-المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري ،ج:4/94.كتاب معرفة الصحابة ،باب ذكر فضائل هذه الأمة على سائر الأمم،رقم الحديث:6987/2585.وقال الذهبي فيه:صحيح.
3-سورة الشورى الاية:13.
4-سورة النمل الآية:91.
5-سورة الببقرة الآية:133.
6-سورة البقرة، الآية:131.
7-سورة المائدة الآية:3.
8-سورة المائدة الآية:28.
9-سورة العنكبوت الآيى:14.
10-سورة الصافات الآية102.
11-سورة الصافات الاية:103.
12-سورة الكهف الاية:16.
13-و14-صحيح مسلم،18/102،كتاب الزهد والرقائق ،رقم الحديث:73/3005.
15-سورة يوسف:الآية:23.
16-صحيح البخاري كتاب المناقب ،.رقم الحديث :3612. ،وتكرر أيضا تحت رقم:3852و6943.
17-السيرة النبوية 2/101. والروض الأنف:2/7.
18-السيرة النبوية:2/133،والبداية والنهاية لابن كثير:3/50.
19-السيرة 2/160،وصفة الصفوة:1/435.
20-السيرة 2/312،وتفسير ابن كثير:2/589.
21-سير أعلام النبلاء:3/204-205.
22-صحيح مسلم ،كتاب التوبة ،باب:9/رقم الحديث :53.
23-صحيح مسلم ،كتاب التوبة ،باب:9/رقم الحديث :53.
24-سورة التوبة ،الآية:117/118.
25-سورة الأحزاب،الآية:23.
26-سورة الأعراف،الاية:12.
27-سورة هود الآية:43.
28-سورة العنكبوت،الاية:39.
29-سورة الشعراء،الآية:41.
30-خاتمة الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري في صحيحه رقم الحديث 46،كتاب الايمان باب الزكاة من الاسلام).
31-سنن أبي داود كتاب الملاحم 11/272.
 
جزيت خيرا ووفقك الله، ولكن أود إضافة كلمة فلا يضيق صدرك بها، وهي تمثل رأيي الشخصي على الأقل:
الأمة التي تطالبها بأن تزحف بمادئها هي أمة تحمل تلك المبادئ، وتلاحظ ذلك في سيرة الرعيل الأول من سلفنا الصالح، فما أرسل النبي رسائله للملوك، إلا بعد جهز أمة تحمل تلك الرسائل، وقبل أن نطالب الأمة بالزحف بمادئها، فلنطالبها بالزحف لتلك المبادئ.
جهود مشكورة، ووفقكم الله يا دكتور احمد.
 
شكر وإضافة

شكر وإضافة

نعم أخي الكريم، المطلوب أن نزحف الى تلك المبادئ، وهو ما أشرت إليه في الموضوع ذاته حفظك الله ، عندما قلت:
وللأمة أن تسائل نفسها هل تستحق هذا التقدير من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، أم أنها فعلا بدلت وغيرت ، وأصبح الحكم النهائي الذي سيصدر في الآخرة ، والذي لا استئناف فيه هو البعد والسحق والعياذ بالله ، وأضحى المصير في الدنيا هو ما تعيشه الأمة اليوم في واقعها الحياتي، من تمزق لراياتها ، وتفرق لكلمتها ، وتشتت في صفوفها ، إضافة الى الدرك الأسفل الذي وصلت إليه مجتمعاتها بين أمم الأرض قاطبة. فالمسلمون بدلوا وغيروا ، وما طبقوا، أساءوا فهم الاسلام مع الأسف الشديد فأساءوا لأنفسهم، فما تخلف المسلمون إلا بسبب هذه الاساءة ، وما حصل التخاذل في نصرة بعضهم البعض إلا بسبب هذه الاساءة ، وما الانحرافات الاخلاقية التي سادت الواقع الاسلامي إلا بسبب هذه الاساءة.
وقلت أيضا أخي الحبيب :
وللأمة أن تسائل نفسها هل تستحق هذا التقدير من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، أم أنها فعلا بدلت وغيرت ، وأصبح الحكم النهائي الذي سيصدر في الآخرة ، والذي لا استئناف فيه هو البعد والسحق والعياذ بالله ، وأضحى المصير في الدنيا هو ما تعيشه الأمة اليوم في واقعها الحياتي، من تمزق لراياتها ، وتفرق لكلمتها ، وتشتت في صفوفها ، إضافة الى الدرك الأسفل الذي وصلت إليه مجتمعاتها بين أمم الأرض قاطبة.فالمسلمون بدلوا وغيروا ، وما طبقوا، أساءوا فهم الاسلام مع الأسف الشديد فأساءوا لأنفسهم.
فما تخلف المسلمون إلا بسبب هذه الاساءة ، وما حصل التخاذل في نصرة بعضهم البعض إلا بسبب هذه الاساءة ، وما الانحرافات الاخلاقية التي سادت الواقع الاسلامي إلا بسبب هذه الاساءة.
وقلت أخي الحبيب
إن هذا الدين محتاج الى من يحمل همه ، فأعظم حمل له أن نحمله في سلوكنا وأخلاقنا .
لكن الناس اليوم مع الأسف الشديد تركوا حمل هم الدين وانشغلوا بهم الطين.
وختمت أخي الكريم بقولي:
فما أحوج الأمة أن تعود الى دينها وتعض على مبادئها وتسلم أمرها الى بارئها .
وشكرا لك على الاشارة وهذا هو المطلوب منك ومن أمثالك إثراء الموضوع وتصحيح ما ينبغي تصحيحه ، وجزاك الله بكل خير .

 
لقد افدت من موضعك كثيرا استاذنا الكريم: وما أضفته هو رؤية بسيطة لموضوع كبير، وأحسن الله لك لعيظم ادبك ووافرك صبرك على قراءة ما كتبت، وانتظر مشاركاتك في ما أطرحه من مواضيع لأنتفع بملاحظاتك.
جزيت خير
 
عودة
أعلى