أليس هذا وجيهًا؟

إنضم
20/09/2008
المشاركات
376
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الموقع الالكتروني
www.alukah.net
مرَّتْ عمليَّة التبْويب والتَّرتيب لأصولِ القراءات في كتُب القوْم بمراحلَ عديدة، إلى أن وصلتْ إلى الصورة التي هي عليْها في كتاب النشْر.
ورغْم أنَّ الإمام ابنَ الجزري - رحِمه الله - قد ذكَرَ في مراجعِه كتابًا للإمام البارزي قاضي حماة، هو كتاب "الشرعة" وأثنى عليه فقال:
"في القِراءَاتِ السَّبْعَة، وَهُوَ كِتَابٌ حَسَنٌ في بَابِه، بَدِيعُ التَّرْتِيبِ، جَمِيعُهُ أَبْوَابٌ لَمْ يَذْكُرْ فِيهِ فَرْشًا، بَلْ ذَكَرَ الفَرْشَ في أَبْوَابٍ أُصُولِيَّةٍ".
أقول: برغم هذا الثناء على هذا الترتيب، فإنَّ ابن الجزري لم يخطُ خطواتٍ واسعة في هذا المضمار في كتابه.
ولم يخرُجْ من فلَك الترتيب المعهود إلا قليلاً.
- - -
وكان الكلامُ في كتاب التيسير وفي الشاطبيَّة على تفرُّد البزي في (فيمَ ومِمَّ وعمَّ ولِمَ وبِمَ) في باب (الوقف على مرسوم الخطّ).
فذَكَر الدانيُّ في التيْسير الوقْفَ للبزّي على ذلك بِزيادة هاء السَّكْت.
وذكرَ الشاطبيُّ له ذلك ولكن بِخُلْفٍ.
- - -
وفي سورة البقرة، ورد الخلاف في وصْل (يتسنَّه) بإثبات هاء السكت وبحذفها.
وفي سورة الأنعام ورد الخلاف في وصْل (اقتده) بإثبات هاء السكت ساكنة، أو مكسورة، أو بالصلة بالياء كهاء الكناية، وبحذفها كذلك.
كل ذلك في التيسير والشاطبية.
وفي سورة الحاقة ورد الخلاف في وصْل (ماليه) و (سلطانيه) (ما هيه) بإثبات هاء السكت وبحذفها.
في الشاطبية.
وأرجأ الداني الكلام على (ما هيه) في سورتها؛ القارعة.
- - -
وكان يُمكِن لابن الجزري أن يَجعل لـ "هاء السكت" بابًا مستقلاًّ في الأصول، يجمع فيه ما سبق، وما يزيدُه ليعقوب.
فليعقوب في هاء السكت من التوسُّع ما ليس لغيره.
لكنَّه أدخلَ ذلك في كلامٍ كثيرٍ في باب (الوقف على مرسوم الخط).
- - -
أليس وجيهًا عند من يُعيد النظر في ترتيب الأصول أن يجعل بابًا مستقلاًّ لـ "هاء السكت"، يشملُ كلَّ مواضعها، سواءٌ ما كان منها ثابتًا في الرسم، أو ما لم يثبتْ رسمًا؟!
 
أليس وجيهًا عند من يُعيد النظر في ترتيب الأصول أن يجعل بابًا مستقلاًّ لـ "هاء السكت"، يشملُ كلَّ مواضعها، سواءٌ ما كان منها ثابتًا في الرسم، أو ما لم يثبتْ رسمًا؟!
الشيخ الفاضل القارئ المليجي حفظكم الله:
هناك أمور أخرى أيضاً وردت في مكان غير المكان الأنسب بها، سواء كانت من الأصول وذكرت في الفرش أو العكس، أو خلاف فرشي ذكر في غير موضع نظائره، فمسألة الترتيب ليست هي الأهم، وطالما وموضع الخلاف معلوم فهذا هو المقصود بغض النظر عن الموضع الذي ورد فيه، ولعل الإمام ابن الجزري أورد هاء السكت في باب الوقف على مرسوم الخط متابعة لما في الشاطبية، فالذي يبدو أنه يحرص على إيراد الكلمات الخلافية في غالب الأحيان بنفس ترتيب الشاطبية ليسهل الرجوع إليها، وقد صرح بهذا في الطيبة حيث قال:
وكل ذا اتبعت فيه الشاطبي *** ليسهل استحضار كل طالب

والله تعالى أعلم.
 
هناك أمور أخرى أيضاً وردت في مكان غير المكان الأنسب بها، سواء كانت من الأصول وذكرت في الفرش أو العكس، أو خلاف فرشي ذكر في غير موضع نظائره،
هذا كلامٌ طيِّب منكم يا شيخ محمد، وفيه إنصاف.
وبعض الشيوخ لا يتجرَّؤون على الجهْر بأنَّ في الشاطبيَّة - خصوصًا - كلمةً في غير مكانها الأنسب أو المناسب.
وإنَّما يروْن أنَّ كلَّ ذلك لحكمةٍ، علِمها مَن علِمها وجهِلها من جهِلها.
وقد قمتُ بإفراد بابٍ لهاء السَّكت ضِمن هذا النَّظم الذي أشتغلُ به.
http://vb.tafsir.net/tafsir31931/
فإن أكن مصيبًا فمن الله، فله الحمد والشكر.
وإن أكن مخطئًا فلن أعدم من الشيوخ المخلصين مَن يُوجِّهني.
 


وإنَّما يروْن أنَّ كلَّ ذلك لحكمةٍ، علِمها مَن علِمها وجهِلها من جهِلها.​


نعم هي كذلك ، علمها من علمها ، وجهلها من جهلها .
حتى الكلمات التي جاءت فيها الرموز الفردية ، لها دلالات ومعان ، علمها من علمها وجهلها من جهلها ، والعجيب أن يأتي من يستدرك على الشاطبي بيتا استخدم فيه الرموز ببيت لا رمز فيه ، وفاته مراد الشاطبي من ادراج هذه الرموز .​
 
يُرجى زيادة الإيضاح يا شيخ أحمد، لعلَّنا نبدأ حوارًا هادئًا ومفيدًا.
 
حياك الله يا شيخ أحمد ، أردت ُ القول بأن وضع بعض المسائل في غير أبوبها كان لها حكمة ، ولعل أكثر من تناول مثل هذه الأمور هو أبو شامة .

كذلك الكلمات التي جاءت فيها الرموز الإفرادية كان لها دلالة وحكمة ، منها على سبيل المثال لا الحصر : قول الشاطبي :
ويقبل الاولى أنثوا دون حاجز .
فقوله :( دون حاجز )لم يكن مجرد رمز لابن كثير وأبي عمرو ، بل كان فيه توجيه للقراءة ، أي : ومن قرأ : (ولا يقبل منها شفاعة ) بالتأنيث لم يعتد بـ : ( منها ) حاجزا .
ومنها كذلك قول الشاطبي : ويا ويلتى أنى ويا حسرتا طووا ، وكذلك : خير في يتب قاصدا ولا .
لهاتين الكلمتين دلالات انظرها في شرح أبي شامة ، فلم تكن مجرد رموز وفقط .
ثم نرى بعد ذلك الإمام السيوطي يستدرك على الشاطبي بعض الأبيات التي استعان فيها الشاطبي بالرموز ، ولا أعلم هل فات السيوطي أن هذه الرموز وضعت لتوجيهات لغوية ، ونكت بلاغية ، أم لا .
فمن ذلك استدراكه على قول الشاطبي : ومالك يوم الدين راويه ناصر .
فقال : ومالك يروى عن علي وعاصم .
وفي بيت الشاطبي من الإشارات يقف عليها من اطلع على كتب التوجيهات ، ولعل بعض الشراح أشار إليها ، فهو أول من كلام السيوطي.
ومنها كذلك قول السيوطي معلقا على باب البسملة _ والكلام من الذاكرة _ :
وقالون بين السورتين وعاصم @ مع ابن كثير والكسائي بسملا
ووصلك بين السورتي لحمزة @.............................
ولا شك أن كلام الشاطبي أولى بكثير ، واستعانة الشاطبي بالرموز في هذين البيتين كان لها حكم ، نص عليها كثير من الشراح .
هذا ما أردتُ قوله يا شيخ أحمد ، أن الشاطبي له حكمة من استعمال الرموز دون التصريح بأسماء القراء ، فبعضها وقف عليها الشراح والبعض الآخر ليس بعد .
 
نعم هي كذلك ، علمها من علمها ، وجهلها من جهلها .
أولا: لا يسعنا إلا أن نتعامل مع الشاطبية كما قال ناظمها (وظن به خيرا وسامح نسيجه * بالاغضاء والحسنى وإن كان هلهلا وسلم لإحدى الحسنيين إصابة * والاخرى اجتهاد رام صوبا فأمحلا) لكن هناك مسائل وُضعت في غير أبوابها، وأنا ممن قال فيهم الشيخ أحمد نجاح (وجهلها من جهلها) لكن أسأل الشيخ ما الحكمة يا سيدي في ذكر إمالة (التوراة) في ءال عمران، وذكر إمالة (رأى) في الأنعام، وذكر إمالة فواتح السور في يونس، وذكر بقية الحروف في باب الإمالة؟
والأمثلة من هذا النوع كثيرة.
 
حياك الله أخي عبد الله .
هناك مسائل وُضعت في غير محلها في الشاطبية، مشى فيها على ما في التيسير ، فهذه لا يُسأل عن حكمتها ؛ إذ اتبع الشاطبي فيها الداني ، كمسألة إمالة لفظ ( التوراة ) .
وهناك مسائل تفرَّد الشاطبي بوضعها في محل غير موضعها ، وخالف فيها التيسير ، وهذه هي المعنية في كلامي ، هي لحكمة ، علمها من علمها ، وجهلها من جهلها .
ثم لا تُقِرّ بعدم معرفتك بحكمة ما مر حتى تبحث بحثا مستفيضا أولا ، وبعدها قل : لا أعرف حكمتها .
ولا أعني بذلك أني أقف على حكمة هذه المسائل ، فأنا أيضا ضمن ( وجهلها من جهلها ) .
ولكن إمامة الشاطبي ، وحكمته وبراعته في وضع الرموز الإفرادية لدلالات مقصودة تجعلني أجزم بذلك .
وفق الله الجميع .
 
عودة
أعلى