[FONT="]بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:[/FONT]
[FONT="]القرآن الكريم، آخر الكتب السماوية الذي أنزل على خاتم الأنبياء سيدنا محمد "ص"، وهو الهدي والنور المبين والرحمة للعالمين كما وصفه الله تبارك وتعالى، وبذا فإن القرآن الكريم يفترض أن يكون الكتاب التعليمي والتربوي الأول والأساسي للمسلمين كافة، منذ مراحل التعليم الأولي وحتى آخر المراحل التعليمية، إضافة الى دوره فى وضع التشريع الإسلامي، فبنور القرآن تتم الرؤية الكاملة للحياة من التعريف بالله تعالى وحكمة خلق البشر وما دورهم على الأرض، دعوة الأنبياء وكيف كانت، رؤية مخلوقات الله وإبداعها وحكمة خلقها وتبادلها المنافع والأدوار كدليل على الله الواحد الأحد، وكذلك بالقرآن الكريم علم عن اليوم الآخر وعلاماته ومشاهده، وماذا سيكون مصير المصدّقين والمكذبين .[/FONT]
[FONT="]يبدأ منهج تعليم القرآن الكريم بالنسبة للصف الأول لمرحلة الإبتدائية ببلادى – وأحسب أن ذلك المنهج يطبق في المرحلة الإبتدائية فى معظم الدول العربية والإسلامية، بتدريس أو "تحفيظ" قصار السور للتلاميذ والتى يقع ترتيبها فى نهاية المصحف الشريف، ثم كتاب ثاني للصفين الثاني والثالث وبه سور قصار أخري، ثم كتاب ثالث للصف الرابع والخامس والسور المقررة هنا تتدرج فى طولها، فالترتيب فى السور المقررة لتلك المراحل يسير من شمال المصحف الى يمينه .[/FONT]
[FONT="]والملاحظ أن ذلك المنهج يسيطر عليه الأسلوب التحفيظي الخالص لسور القرآن الكريم، كما يدل شكل الكتاب ومحتواه وإخراجه، كما الملاحظ أن ذلك المنهج يتعامل مع القرآن الكريم التعامل الكمّي، فالأطفال الصغار يحفظون السور القصيرة فى نهاية الكتاب ثم السور الأطول فالأطول كلما تقدموا فى السنوات التعليمية، على الرغم من أن السور القصيرة فى القرآن تكاد تكون موجز لمحتوي سور كبيرة بل موجز لكل القرآن، ويحتاج شرحها الى مؤلفات، إضافة الى صعوبة مفرداتها التى يتم شرحها- فى الكتاب المدرسي المقرر – فى نهاية كل سورة بمفردات هى نفسها تحتاج الى شرح، ونورد نموذج لها بالأسفل :[/FONT]
[FONT="] عاتية : شديدة العصف، [/FONT]
[FONT="]رابية : زائدة فى الشدة ، [/FONT]
[FONT="]غسلين : صديد من أهل النار[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]يعوذون : يحتمون ويستعيذون[/FONT]
[FONT="]جدّ: عظمة وبهاء وسلطان[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]وخلاصة تلك السور الصغيرة والتى هى خاتمة للقرآن الكريم أن الله يدخل الكفار والكاذبين الى النار والمؤمنين المصدّقين الى الجنة مع غياب تام عن جوانب أخري هامة فى الحياة يحتاج الأطفال لها فى بداية حياتهم، وهذه الجوانب ورد ذكرها فى القرآن الكريم مثلا عن مفهوم ومغزي الخلق؟ كيف تكوّن الخلق؟ ما هى المخلوقات من حولنا ؟ إبداع الله فى خلقه وحكمة وجدوي كل مخلوق؟ كيف نثبت وحدانية الخالق؟ ما دور الفرد المسلم؟.[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]فما دلالة أن تقول طفلة فى السادسة من عمرها لوالدتها أنها لا تحب الله تعالى، وعندما تسألها والدتها لماذا؟ تجيب لأنه يدخل الناس النار ويعذبهم فيها؟!".. وهي طفلة صغيرة ليست فى سن التكليف بعد وليست على دراية بحكمة خلق إلإنسان وحرية إختياره، وعيونها بالكاد رأت بعض الموجودات من حولها وتعرفت الى أسمائها!.. [/FONT]
[FONT="]ألا يدل سؤال هذه التلميذة الصغيرة على فشل ذلك المنهج فى التعريف بالله تعالى وخلق حب الله تعالى لدي الصغار.[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]لم يقم ذلك المنهج بتطبيق عملي للآية "وَاللهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"، فبعد خروج هؤلاء الصغار الى الحياة لم تقم المؤسسات التربوية عبر مناهجها الدينية بتفعيل حواس السمع والبصر ومن ثم الفؤاد "المشاعر والمحبة" وبعدها لا يكون إلا الشكر لله من قبل العباد كما تقول الآية - وليس الخوف والكراهية!..[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]هذه الطفلة الصغيرة لم تقل إلا ما ورد بخاطرها بعد أن أجرت المقارنات بين كتاب القرآن الكريم المقرر عليهم حفظه وبه الكلمات الصعبة والمرعبة وبين كتب أخري بنفس السنة الدراسية تبدو ممتعة جميلة جذابة، هذا إضافة الى المقارنة مع وسائل تعليمية وترفيهية أخري كالعروض التلفزيونية للصغار وأغلبها أجنبية تخلب الأنظار، ولعل ذلك الشعور الذى تفوهت به الصغيرة نطق به عدد كبير من الصغار، ونتوقع أن يكون رد فعل الوالدين هو الزجر والتوبيخ وأن علي الصغير أن يحب الله تعالى حتي لا يدخل النار!.[/FONT]
[FONT="]والمسكين الصغير لا يعرف لماذا عليه أن يحبه فهو لم ير الله، وأن الله كما يدرس فى القرآن الكريم يهدد الناس بدخول النار، وبالنسبة لفهمه المحدود فإن الله لم (يقدم له شيئا ملموسا محسوسا أو شيئا جميلا بديعا)، ومع ذلك مطلوب منه أن يحبه!، فيتعلم الصغير أول درس فى النفاق، وينطق بمحبة الله دون شعور صادق بالحب بل بما يمليه عليه الكبار. وهكذا تبدأ الإزدواجية فى الحياة، عبادة روتينية تقليدية فى المساجد وحفظ وتلاوة، وحياة مختلفة فى الواقع لا تطبيق فيها لتعاليم الله لأنه بعيد لا يمت للموجودات بصلة بل فقط ينتظر الناس ليحاسبهم يوم الحساب .[/FONT]
المقدمة:[/FONT]
[FONT="]القرآن الكريم، آخر الكتب السماوية الذي أنزل على خاتم الأنبياء سيدنا محمد "ص"، وهو الهدي والنور المبين والرحمة للعالمين كما وصفه الله تبارك وتعالى، وبذا فإن القرآن الكريم يفترض أن يكون الكتاب التعليمي والتربوي الأول والأساسي للمسلمين كافة، منذ مراحل التعليم الأولي وحتى آخر المراحل التعليمية، إضافة الى دوره فى وضع التشريع الإسلامي، فبنور القرآن تتم الرؤية الكاملة للحياة من التعريف بالله تعالى وحكمة خلق البشر وما دورهم على الأرض، دعوة الأنبياء وكيف كانت، رؤية مخلوقات الله وإبداعها وحكمة خلقها وتبادلها المنافع والأدوار كدليل على الله الواحد الأحد، وكذلك بالقرآن الكريم علم عن اليوم الآخر وعلاماته ومشاهده، وماذا سيكون مصير المصدّقين والمكذبين .[/FONT]
[FONT="]يبدأ منهج تعليم القرآن الكريم بالنسبة للصف الأول لمرحلة الإبتدائية ببلادى – وأحسب أن ذلك المنهج يطبق في المرحلة الإبتدائية فى معظم الدول العربية والإسلامية، بتدريس أو "تحفيظ" قصار السور للتلاميذ والتى يقع ترتيبها فى نهاية المصحف الشريف، ثم كتاب ثاني للصفين الثاني والثالث وبه سور قصار أخري، ثم كتاب ثالث للصف الرابع والخامس والسور المقررة هنا تتدرج فى طولها، فالترتيب فى السور المقررة لتلك المراحل يسير من شمال المصحف الى يمينه .[/FONT]
[FONT="]والملاحظ أن ذلك المنهج يسيطر عليه الأسلوب التحفيظي الخالص لسور القرآن الكريم، كما يدل شكل الكتاب ومحتواه وإخراجه، كما الملاحظ أن ذلك المنهج يتعامل مع القرآن الكريم التعامل الكمّي، فالأطفال الصغار يحفظون السور القصيرة فى نهاية الكتاب ثم السور الأطول فالأطول كلما تقدموا فى السنوات التعليمية، على الرغم من أن السور القصيرة فى القرآن تكاد تكون موجز لمحتوي سور كبيرة بل موجز لكل القرآن، ويحتاج شرحها الى مؤلفات، إضافة الى صعوبة مفرداتها التى يتم شرحها- فى الكتاب المدرسي المقرر – فى نهاية كل سورة بمفردات هى نفسها تحتاج الى شرح، ونورد نموذج لها بالأسفل :[/FONT]
[FONT="] عاتية : شديدة العصف، [/FONT]
[FONT="]رابية : زائدة فى الشدة ، [/FONT]
[FONT="]غسلين : صديد من أهل النار[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]يعوذون : يحتمون ويستعيذون[/FONT]
[FONT="]جدّ: عظمة وبهاء وسلطان[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]وخلاصة تلك السور الصغيرة والتى هى خاتمة للقرآن الكريم أن الله يدخل الكفار والكاذبين الى النار والمؤمنين المصدّقين الى الجنة مع غياب تام عن جوانب أخري هامة فى الحياة يحتاج الأطفال لها فى بداية حياتهم، وهذه الجوانب ورد ذكرها فى القرآن الكريم مثلا عن مفهوم ومغزي الخلق؟ كيف تكوّن الخلق؟ ما هى المخلوقات من حولنا ؟ إبداع الله فى خلقه وحكمة وجدوي كل مخلوق؟ كيف نثبت وحدانية الخالق؟ ما دور الفرد المسلم؟.[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]فما دلالة أن تقول طفلة فى السادسة من عمرها لوالدتها أنها لا تحب الله تعالى، وعندما تسألها والدتها لماذا؟ تجيب لأنه يدخل الناس النار ويعذبهم فيها؟!".. وهي طفلة صغيرة ليست فى سن التكليف بعد وليست على دراية بحكمة خلق إلإنسان وحرية إختياره، وعيونها بالكاد رأت بعض الموجودات من حولها وتعرفت الى أسمائها!.. [/FONT]
[FONT="]ألا يدل سؤال هذه التلميذة الصغيرة على فشل ذلك المنهج فى التعريف بالله تعالى وخلق حب الله تعالى لدي الصغار.[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]لم يقم ذلك المنهج بتطبيق عملي للآية "وَاللهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"، فبعد خروج هؤلاء الصغار الى الحياة لم تقم المؤسسات التربوية عبر مناهجها الدينية بتفعيل حواس السمع والبصر ومن ثم الفؤاد "المشاعر والمحبة" وبعدها لا يكون إلا الشكر لله من قبل العباد كما تقول الآية - وليس الخوف والكراهية!..[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]هذه الطفلة الصغيرة لم تقل إلا ما ورد بخاطرها بعد أن أجرت المقارنات بين كتاب القرآن الكريم المقرر عليهم حفظه وبه الكلمات الصعبة والمرعبة وبين كتب أخري بنفس السنة الدراسية تبدو ممتعة جميلة جذابة، هذا إضافة الى المقارنة مع وسائل تعليمية وترفيهية أخري كالعروض التلفزيونية للصغار وأغلبها أجنبية تخلب الأنظار، ولعل ذلك الشعور الذى تفوهت به الصغيرة نطق به عدد كبير من الصغار، ونتوقع أن يكون رد فعل الوالدين هو الزجر والتوبيخ وأن علي الصغير أن يحب الله تعالى حتي لا يدخل النار!.[/FONT]
[FONT="]والمسكين الصغير لا يعرف لماذا عليه أن يحبه فهو لم ير الله، وأن الله كما يدرس فى القرآن الكريم يهدد الناس بدخول النار، وبالنسبة لفهمه المحدود فإن الله لم (يقدم له شيئا ملموسا محسوسا أو شيئا جميلا بديعا)، ومع ذلك مطلوب منه أن يحبه!، فيتعلم الصغير أول درس فى النفاق، وينطق بمحبة الله دون شعور صادق بالحب بل بما يمليه عليه الكبار. وهكذا تبدأ الإزدواجية فى الحياة، عبادة روتينية تقليدية فى المساجد وحفظ وتلاوة، وحياة مختلفة فى الواقع لا تطبيق فيها لتعاليم الله لأنه بعيد لا يمت للموجودات بصلة بل فقط ينتظر الناس ليحاسبهم يوم الحساب .[/FONT]