" ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد "

إنضم
20/04/2006
المشاركات
81
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
ماالقول في كلام ابن خلدون هذا ـ بارك الله فيكم ـ ؟
فصل وأبعد من ذلك وأعرق في الوهم ما يتناقله المفسرون في تفسير سورة الفجر في قوله تعالى : " ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد " فيجعلون لفظة إرم اسما لمدينة وصفت بأنها ذات عماد أي أساطين وينقلون أنه كان لعاد بن عوص بن إرم ابنان هما شديد وشداد ملكا من بعده وهلك شديد فخلص الملك لشداد ودانت له ملوكهم وسمع وصف الجنة فقال لأبنين مثلها فبنى مدينة إرم في صحارى عدن في مدة ثلثمائة سنة وكان عمره تسعمائة سنة وأنها مدينة عظيمة قصورها من الذهب وأساطينها من الزبرجد والياقوت وفيها أصناف الشجر والأنهار المطردة ولما تم بناؤها سار إليها بأهل مملكته حتى إذا كان منها على مسيرة يوم وليلة بعث الله عليهم صيحة من السماء فهلكوا كلهم ذكر ذلك الطبري والثعالبي والزمخشري وغيرهم من المفسرين وينقلون عن عبد الله بن قلابة من الصحابة أنه خرج في طلب إبل له فوقع عليها وحمل منها ما قدر عليه وبلغ خبره معاوية فأحضره وقص عليه فبحث عن كعب الاحبار وسأله عن ذلك فقال هي إرم ذات العماد وسيدخلها رجل من المسلمين أحمر أشقر قصير على حاجبه خال وعلى عنقه خال يخرج في طلب إبل له ثم التفت فأبصر ابن قلابة فقال هذا والله ذلك الرجل وهذه المدينة لم يسمع لها خبر من يومئذ في شئ من بقاع الارض وصحارى عدن التي زعموا أنها بنيت فيها هي في وسط اليمن ومازال عمرانه متعاقبا والأدلاء تقص طرقه من كل وجه ولم ينقل عن هذه المدينة خبر ولاذكرها أحد من الاخباريين ولامن الامم ولو قالوا إنها درست فيما درس من الاثار لكان أشبه إلا ان ظاهر كلامهم أنها موجودة وبعضهم يقول إنها دمشق بناء على أن قوم عاد ملكوها وقد ينتهي الهذيان ببعضهم إلى أنها غائبة وإنما يعثر عليها أهل الرياضة والسحر مزاعم كلها أشبه بالخرافات والذي حمل المفسرين على ذلك ما اقتضته صناعة الإعراب في لفظة : "ذات العماد " أنها صفة " إرم " وحملوا العماد على الاساطين فتعين أن يكون بناء ورشح لهم ذلك قراءة ابن الزبير " عاد إرم " على الاضافة من غير تنوين ثم وقفوا على تلك الحكايات التي هي أشبه بالأقاصيص الموضوعة التي هي أقرب إلى الكذب المنقولة في عداد المضحكات وإلا فالعماد هي عماد الأخبية بل الخيام وإن أريد بها الأساطين فلا بدع في وصفهم بأنهم أهل بناء وأساطين على العموم بما اشتهر من قوتهم لأنه بناء خاص في مدينة معينة أو غيرها وإن اضيفت كما في قراءة ابن الزبير فعلى إضافة الفصيلة إلى القبيلة كما تقول قريش كنانة وإلياس مضر وربيعة نزار وأي ضرورة إلى هذا المحمل البعيد الذي تمحلت لتوجيهه لأمثال هذه الحكايات الواهية التي ينزه كتاب الله عن مثلها لبعدها عن الصحة أهـ من المقدمة
 
اقترح الرجوع الى الدكتور زغلول النجار واظنه كتب مقالا حول هذه القضية وما تم اكتشافه في خصوص هذه المدينة التي وصفها الله تعالى بقوله(لم يخلق مثلها في البلاد)
 
اقترح الرجوع الى الدكتور زغلول النجار واظنه كتب مقالا حول هذه القضية وما تم اكتشافه في خصوص هذه المدينة التي وصفها الله تعالى بقوله(لم يخلق مثلها في البلاد)

أحسن الله إليكم
المفهوم من كلام ابن خلدون النزاع في ذلك ـ في كونها مدينة ـ .
 
القو بأنها مدينة فيه ضعف من جهة السياق ، إذ المعطوف عليه أسماء قبائل أو أفراد ، وعاد هذه هي (عاد إرم ) ، وقوله (ذات العماد) أي عاد المعروفة بعاد إرم صاحبة البنيان الطويل ؛ سواء أكان من الخيام أم كان من غيره ، وهذا يتناسب مع بسطة الجسم التي آتاه الله لهم .
كما أن الصحيح في إعراب ( إرم ) ما ذكره السمين الحلبي في الدر المصون ـ قال : (( قوله: {بِعَادٍ إِرَمَ}: قرأ العامَّةُ "بعادٍ" مصروفاً "إرَمَ" بكسرِ الهمزة وفتح الراءِ والميم، فـ"عاد" اسمٌ لرجلٍ في الأصل، ثم أُطْلِقَ على القبيلة أو الحيِّ، وقد تقدَّم الكلامُ عليه. وأمَّا "إرَمُ" فقيل: هو اسمُ قبيلةٍ. وقيل: اسمُ مدينةٍ: واخْتُلف في التفسير في تعنيينِها. فإن كانَتْ اسمَ قبيلةٍ كانت بدلاً أو عطفَ بيانٍ، أو منصوبةً بإضمارِ "إعني"، وإن كانَتْ اسمَ مدينةٍ فيقلَقُ الإِعراب من عاد، وتخريجُه على حَذْفِ مضافٍ، كأنه قيل: بعادٍ أهلِ إرمَ، قاله الزمخشري، وهو حَسَنٌ ويَبْعُدُ أَنْ يكونَ بدلاً مِنْ "عاد" بدلَ اشتمال إذا لا ضميرَ، وتقديرُه قَلِقٌ. وقد يقال:إنه لَمَّا كان المَعْنِيُّ بعادٍ مدينتَهم؛ لأنَّ إرمَ قائمةٌ مَقامَ ذلك صَحَّ البدلُ)).
وإرم متميز معروف في شعر العرب قبل الإسلام وبعده ، فقد ورد عن جمع منهم على أنه اسم شخص أو قبيلة :
1 ـ قال زهير:
وآخَرِين تَرَى الماذيَّ عِدَّتَهْمْ * مِنْ نَسْجِ داوُدَ أو ما أَوْرَثَتْ إرَمُ
2 ـ قال حسان :
فَأَنبَوا بِعادٍ وَأَشياعِها ثَمودَ وَبَعضِ بَقايا إِرَم
3 : وقال الأغلب العجلي :
جاؤوا بزَورَيهم وجئنا بالأَصَم
شيخ لنا كالليثِ من باقي إرم
4 ، وقال قيس الرقيات:
مَجْداً تليداً بناه أوَّلُوه له * أَدْرَكَ عاداً وساماً قبلَه إرَما
5 ـ وقال علباء بن أرقم :
وَقالَ صِحابي إِنَّكَ اليَومَ كائِنٌ عَلَينا كَما عَفّى قُدارٌ عَلى إِرَم
6 ـ وقال عمرو الزبيدي :
أَنا ابنُ ذي التَقليد في الشَهم الأَصَم
أَنا ابنُ ذي الأكليل قَتَّال البهم
مَن يَلقَني يُودِ كَما أَودَت اِرَم
أَترُكُهُ لَحماً عَلى ظَهر وَضَم
7 ـ وقال عمرو بن قمئة :
لَو دامَ لِتُبَّعٍ وَذَوي ال أَصناعِ مِن عادٍ وَمِن إِرَمِ
8 ـ وقال لبيد :
كَما سُحِرَت بِهِ إِرَمٌ وَعادٌ فَأَضحَوا مِثلَ أَحلامِ النِيامِ
9 ـ وقال أيضًا :
كَما سُحِرَت بِهِ إِرَمٌ وَعادٌ فَأَضحَوا مِثلَ أَحلامِ النِيامِ
وكل هذه الأشعار كما ترى ، لا تشير إلى كونها مدينة ، وكونها قبيلة هو الذي مال إليه الطبري ، فقال : (( وأشبه الأقوال فيه بالصواب عندي أنها اسم قبيلة من عاد، ولذلك جاءت القراءة بترك إضافة عاد إليها، وترك إجرائها، كما يقال: ألم تر ما فعل ربك بتميم نهشل؟ فيترك إجراء نهشل، وهي قبيلة، فترك إجراؤها لذلك، وهي في موضع خفض بالردّ على تميم، ولو كانت إرم اسم بلدة، أو اسم جدّ لعاد لجاءت القراءة بإضافة عاد إليها، كما يقال: هذا عمروُ زبيدٍ وحاتمُ طيئ، وأعشى هَمْدانَ، ولكنها اسم قبيلة منها فيما أرى، كما قال قتادة، والله أعلم، فلذلك أجمعت القرّاء فيها على ترك الإضافة وترك الإجراء)) . والله أعلم
 
جاءني قبل مدة صور لهذه المدينة كما ذكروا فإن كان ضوابط المنتدى تسمح أدرجتها هنا ..
آمل الافادة
 
أدرجها يا أبا عاتكة ، لكن من يمكنه أن يثبت أن هذه هي مساكن قوم عاد ؟!
 
جزاك الله خيرا شيخ مساعد وبالتأكيد لا يوجد ما يؤكد إنما هي صور منتشرة في الايميلات بين عدد كبير على أنها لقوم عاد ارم فأردت أن أطلعكم على الصور ..تفضلوا :








 
هل هذه الصور هي التي اخبر عنها الدكتور زغلول وان هذه المباني وجدت مطمورة في الصحراء ما بين عمان بضم العين والسعودية
واذا كان الجواب بلا فاين تقع هذه الآثار
 
في مثل ديار المعذبين إشكال فقهي
هل النهي عن زيارتها إلا للمعتبر يشمل تفحص صورها وتداولها؟؟
بارك الله فيكم
 
ما ذكره شيخنا الطيار صواب وهو وجه في التفسير لكن مقابله من الوجوه محتمل بل يقويه بعض العلماء النحارير في اللغة كما فعل الراغب في المفردات اذ قال: الإرم علم يبنى من الحجارة وقوله تعالى"ارم ذات العماد" اشارة الى عمد مرفوعة مزخرفة. اهـ. قلت وهل تكون العمد المزخرفة الا في مدينة؟
 
يؤيد ذلك ما ذكره ابن قدامة في المغني أن عادا كثيرة الآثار ومراده المشاهدة المنظورة كما يفيده سياق الكلام
 
قلت : وقد روى قصتها ابو الشيخ في العظمة مطولة . وهي قصة طويلة استغرقت عدة صفحات ملخصها كما ذكره ابو السعود عن عبد الله بن قلابة انه خرج في طلب ابل له فوقع على مدينة ارم وكانت مدينة عظيمة قصورها من الذهب والفضة فحمل ما قدر عليه وبلغ خبره معاوية فاستحضره فقص عليه فبعث إلى كعب فسأله فقال هي ارم ذات العماد وسيدخلها رجل من المسلمين في زمانك احمر اشقر قصير على حاجبه خال وعلى عقبه خال يخرج في طلب ابل له ثم التفت إلى ابن قلابة فقال هذا والله ذلك الرجل .
قال ابن حجر: رواه الثعلبي عن طريق عثمان الدارمي عن عبد الله بن ابي صالح عن ابن لهيعة عن خالد بن ابي عمران عن وهب بن منبه عن عبد الله بن قلابة فذكره مطولاً قال ابن حجر: آثار الوضع عليه لائحة .
وفي سنده ابن لهيعة وابو صالح وكلاهما ضعيف تكلم فيه وراوي الأثر عبد الله بن قلابة من المجهولين . وقد انكر ابن كثير وجود هذه المدينة .
قال الشوكاني: وهذا كذب على كذب وافتراء على افتراء وقد اصيب الإسلام واهله بداهية دهياء وفاقرة عظمى ورزية كبرى من أمثال هؤلاء الكذابين الدجالين الذين يجترؤن على الكذب، تارة على بني إسرائيل، وتارة على الأنبياء، وتارة على الصالحين، وتارة على رب العالمين .
وقد ذكر ابن خلدون قصة مدينة إرم وجعلها من الوهم الذي تناقله بعض المفسرين لسورة الفجر ثم قال: والذي حمل المفسرين على ذلك ما اقتضته صناعة الاعراب في لفظة ذات العماد انها صفة ارم وحملوا العماد على الاساطين فتعين ان يكون بناء ورشح لهم ذلك قراءة ابن الزبير عاد ارم على الإضافة من غير تنوين ثم وقفوا على تلك الحكايات التي هي اشبه بالأقاصيص الموضوعة التي هي اقرب إلى الكذب المنقولة .
وقد ذكر ابن خلدون ان هذه القصة نقلت عن عبد الله بن قلابة من الصحابة، ولا أدري كيف غاب عن ابن خلدون ان ابن قلابة من المجهولين، وقد نص على ذلك ابن حجر رحمه الله . مع ما نقلنا عنه قوله بأن آثار الوضع عليه لائحة علما أن هذا الأثر لم تثبت نسبته الى كعب ومع هذا فهو من قبيل المسكوت عنه، ولماذا هذا التهويل من الشوكاني حتى تستحق مثل هذه القصة ان تكون الداهية الدهياء ...الخ
 
عودة
أعلى