ألقى
· إلقاء الإنسان : أهوى وأوقع وأسقط في مكان محدد ( عموديا من أعلى إلى أسفل ) إما نفسه [أ] أو شيء ما بيده أسفل منه مباشرة ( في محيط سجوده [ب] أو على مدى بُعْدِ طول ذراعه أمامه [ج] بحد أقصى ) [د] دون رمي أو دفع بسبب ( مشاعر حدية قصوى ) [ه] .
· إلقاء الله عز وجل :
- إنزال (لشيء غير محسوس [و] ) من أعلى إلى أسفل ( على عاقل مخصوص [ز]) .
- إنزال ( لشيء محسوس[ح] ) من أعلى إلى أسفل ( في أماكن محددة ومخصصة للقيام بعملها على أكمل وجه )
بين القذف والإلقاء
وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿القصص: ٧﴾
أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ [ط] يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي ﴿طه: ٣٩﴾
طلب الإلقاء كان فوق طاقة استيعاب أم موسى عليه السلام وقدرتها التحملية لولا أن ربط الله عز وجل على قلبها وكأنها لحظة إلقاء ابنها في اليم كانت في حالة من فقدان الوعي الجزئي وغشاوة في النظر [ي] مما أصابها ، فقد اجتمع فيها حزن وقلق وخوف شديد على ابنها وخوف شديد من فرعون وايمان مطلق بالله عز وجل فهي لم تضع وليدها برفق فوق الماء فألقته جبرا عن نفسها مستسلمة لقدر الله عز وجل وتدبيره ، فما إن رأت وليدها في اليم حتى تأججت واستعرت مشاعرها وقذفته بعيدا عنها وقلبها محمول في التابوت رحل مع وليدها ولم يبق شيء فيها إلا جسمها وكأنها استيأست من عودته لها.
فالقذف فيه إلقاء ولكن الإلقاء ليس فيه قذف وأشد أنواع الإلقاء القذف عندما تكون المشاعر متأججة [ك] مستعرة تتلهب حزنا وخوفا وشوقا .
والله أعلم
--------------------------------------------------------------------------------
[أ] خرّ في مكانه على ركبه
[ب] وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ﴿الأعراف: ١٢٠﴾
[ج] فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿يوسف: ٩٦﴾
[د]
- فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴿الأعراف: ١٠٧﴾
- وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿الأعراف: ١٥٠﴾
[ه] كالدهشة و الخوف و الغضب و الإيمان و الحزن و الفرح الشديد
[و] كلمته على مريم عليه السلام ، العداوة والبغضاء ، الرعب ، المحبة
[ز] لا يشعر به غيره ولا يلفت النظر ولو كان قربه مع أن أثره سيظهر عليه وعلى من حوله ( فيكون الإلقاء بشكل هادئ لا عنف فيه أو قوة )
[ح] الرواسي وقد تحدثنا عن نوعي الرواسي في بحث سابق
[ط] يكون محمولا على موجة وعندما يصبح فوق اليابسة ( الساحل ) عندما ينحسر الماء بالجزر فيهوي ( التابوت ) ويسقط ويقع أسفل منه مباشرة
[ي] راجع بحث ( قرار العين ) وخاصة عند الحديث عن الهستيريا وأعراضها
[ك] ومثال ذلك : عندما يطلب من ذي عزة وأنفة وشموخ أن يلقي سلاحه عندما يقع أسيرا فتراه يقذفه جبرا وقهرا ولا يلقيه خوفا وجبنا .