علي عبد الصمد الهتاري
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
أللهم اجعلنا في أحسن ما جئتنا به من الحق بإذنك
ألسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأللهم اجعلنا في أحسن ما جئتنا به من الحق بإذنك
وبعد :
شبّه بعض العلماء القرءان الكريم بالبحر العظيم , وإنه لكذلك وأعظم بما يعلم الله ولا نعلم .
إنه البحر الزاخر يمدّه من بعده سبعة أبحر ,
إنه البحر مصدر الحياة كلها ,
ومنبع الأنهار العذبة ومآلها ,
وموطن الأمطار النازلة من السماء ومستقرّها .
ألقرءان العظيم ألحجّة على الجميع , لأنه كالبحر : للجميع متاحٌ ومراحٌ للجميع , وأمام الجميع وللجميع إمامٌ , يدعوهم لسبر أغواره والكشف عن أسراره بعد التزامٍ لأوامره وأوامر أزجاره , فأين نحن منه ؟ .
نحن منه بين مُدبِرٍ عنه , ومُدّبّرٍ فيه – وبين سابحِ فيه أو غائصٍ إلى أعماقه .
ولا أحسبني في هذا كله إلا سائراً على شواطئه بين إشراقة شمسٍ وقبل الغروب , أبحث في مرفإ أمواجه عن جوهرة قذفها أليمُّ لي لم يستطع غواص أن يأتي بمثلها , وعوني في ذلك ,
إخلاصُ نيّة لله , ودعاءٌ خالصٌ لله , والأخذُ بأسباب الله .
واعلم إنّ أهمّ الأسباب لنيل فيوضات الله ونفحاته , حفظ كتابه , فهو أساس كلّ علم بعده , سواءً أكان علم دنيا أو علم ءاخرة وتدبّر قوله تعالى :
ألرحمن , علّم القرءان , خلق الإنسان , علّمه البيان . صدق الله العظيم .
والله من وراء القصد .
والصلاة والسلام على النبيّ محمّد المصطفى خير الأنام .