محمد حسين القرني
New member
[FONT="]الحمد لله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وقائد الغر المحجلين ، إلى جنةٍ عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ،، جعلنا الله وإياكم لها من الوارثين[/FONT][FONT="] . [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، وبعد[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]أيها القراء الأعزاء ،، عندما أنزل الله تعالى كتابه الكريم على نبيه المصطفى الأمين وآتاه من الحكمة ما لم يؤت أحداً غيره ،، كان ذلك[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]" [/FONT][FONT="]بلسان عربي مبين[/FONT][FONT="] " [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]ولما كانت قبيلة بني بحير بالقرن أحد قبائل الأزد في تهامة ،، والواقعة على بعد 400 كلم جنوب مدينة مكة المكرمة ،، لما كانت هذه القبيلة وغيرها من القبائل في مركز العرضية الشمالية والعرضية الجنوبية وبارق والمجاردة وما جاورها من قبائل بجنوب المملكة العربية السعودية ،، لما كانت هذه القبائل ، لم تختلط كثيراً باللسان الأعجمي الذي لحن في لغتنا الجميلة منذ العصور الأولى لاختلاط العجم بالعرب ، رأيت أن نقف مع بعض الألفاظ الدارجة هناك ،، والتي تعتبر من الألفاظ الأقليمية إن صح التعبير ، والتي قد ورد ذكر بعضها في القرآن الكريم ،،، [/FONT]
[FONT="]ولقلة بضاعتي ،، ولأنني قد ارتقيت مرتقياً صعباً لا أزكي نفسي أني من أهله ،، فإني لم أقف على حقيقة هذه الألفاظ في معاجم اللغة ،، ولكنني اكتفيت بما أورده المفسرون ،، في معاني هذه الكلمات ،، والتي تتطابق مع معانيها في تلك القبائل . [/FONT]
[FONT="]وحقيقة أن هذا البحث لا يعد صورة كاملة لعامة الألفاظ الواردة في القرآن ، الدارجة في لهجات هذه القبائل ، لأنني لست ملماً بما يقال في القبائل المجاورة من ألفاظ مهجورة أو محصورة على أهلها ،، ولكني سأذكر هنا بعض الألفاظ الدارجة على ألسنة الناس ( العامة ) في قبيلة بني بحير والتي أعيش فيها منذ نعومة أظفاري ، ولا يخالجني شك أن أولئك الشيوخ والعجائز لم يقفوا على معاجم اللغة ليعرفوا معاني هذه الكلمات ، سوى أنها ألفاظ متوارثة جيل بعد جيل في هذه القبيلة ،، وحسبي في ذلك أن لهجات القبائل في هذا الأقليم من العرضيات ( الشمالية والجنوبية ) مروراً بالمجاردة وبارق وما حولها ، هي لهجات متقاربة ،،، [/FONT]
[FONT="]لا سيما أن أداة التعريف المشهورة عند هذه القبائل للألفاظ المعرفة هي : أم و أب [/FONT]
[FONT="]فيقولون : أبشمس بدلاً من كلمة : الشمس ،، ويقولون : أمنهار بدلاً من كلمة النهار ،،، وهلم جر . [/FONT]
[FONT="]والآن أيها القارئ الكريم ،،، سأبدأ معك هذه الرحلة التي أسأل الله تعالى أن يجعلها رحلة ماتعة ،، خالصة لوجهه الكريم .. [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]الوقفة الأولى : [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]نبدأ رحلتنا ،،، بمقولة قديمة ،، توارثتها الأجيال السابقة ، ولا زال يرددها بعض كبار السن ،،، وإن كنا نتحفظ على معناها ، إلا أن الذي يهمنا منها هنا ورود معناها في الكتاب أو السنة هذه الحكمة هي قولهم : [/FONT]
[FONT="])[/FONT][FONT="]من عادك يا مكة مُكّيه ) [/FONT]
[FONT="]بضم الميم وتشديد الكاف وتسكين الياء من الكلمة الأخيرة[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]هذه العبارة كانت تقال في قديم الزمان عندما يحج الحاج ويجد المشقة العظيمة من الذهاب والإياب ،، بل كان بعضهم يموت جوعاً أو يصاب بمرض يفتك بحياته فيدفن في الطريق ،، فكان الأولون يقولون مثل هذه العبارة ،،، التي توحي في معناها أن من رجع إلى مكة ثانية فلتهلكه مكة أو تفتك به ،،، [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وقد اندهشت عندما كنت أقرأ في معنى كلمة " مكة " ،،، فقد ورد في تفسير " فتح القدير " لمؤلفه : محمد بن علي الشوكاني ،، [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]في الجزء الأول صفحة 594 إذ قال : سميت مكة لقلة ما بها ، وقيل : لأنها تمك المخ من العظم بما ينال ساكنها من المشقة ، وقيل : سميت بذلك لأنها تمك من ظلم فيها أي تهلكه ،،، انتهى كلامه رحمه الله تعالى [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]فأصبح واضحاً أن الآباء والأجداد يقصدون بلفظة " مُكّيه " أي أهلكيه ،،[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]الوقفة الثانية : [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]لو [/FONT][FONT="]سألت أحداً من شيباننا ــ خاصة أهالي البادية ــ حاجة وكان متيقناً أنه يستطيع تلبية حاجتك ،، لن يتردد أن يقول لك " آني ظنيت " فاستخدم كلمة ظنيت هنا بمعنى التأكيد والتيقن من فعل العمل ،، وهذا مشهور عندنا وكثير عند أهل البوادي في ديارنا . [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وقد جاء في سورة الكهف قول الله تعالى " ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها .. الآية[/FONT][FONT="] "[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]يقول ابن كثير في تفسيره ،، أي لما عاينوا جهنم حين جئ بها تقاد بسبعين الف زمام مع كل زمام سبعون الف ملك ، تحقق المجرمون أنهم لا محالة مواقعوها [/FONT][FONT="]... [/FONT][FONT="]انتهى كلامه رحمه الله ، [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]يعني كلمة ظنوا الواردة في الآية كانت بمعنى التيقن والتحقق والتأكد ،،، [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]الوقفة الثالثة :[/FONT]
[FONT="]كلمة : حار ،،، مشهورة عند كبار السن عندنا ، أنها بمعنى رجع ،،، ولا يستخدمها كبار السن عندنا إلا لهذا المعنى ،، [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]والله تعالى يقول " إنه ظن ألن يحور " ... يقول الشيخ أبو بكر الجزائري في تفسيره [/FONT]
[FONT="]" أيسر التفاسير " إنه كان يظن في الدنيا أنه لا يرجع إلى الحياة بعد الموت ،، انتهى كلامه فأصبح واضحاً أن كلمة يحور ،،، في الآية هي بمعنى : يعود أو يرجع . [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]وقد ورد في السنة قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " من دعا رجلاً بالكفر وليس كذلك حار عليه[/FONT][FONT="] " [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]قال ابن الأثير في كتابه " النهاية في غريب الحديث والأثر[/FONT][FONT="] " [/FONT][FONT="]الجزء الأول صفحة 450 أي : رجع إليه ما نسب إليه ، [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]وقد وردت أحاديث كثر ، في معنى كلمة حار ومشتقاتها ، من أراد زيادة علم فليطالع كتاب ابن الأثير السالف الذكر .. باب : ح و ر [/FONT]
[FONT="]الوقفة الثالثة : [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]جملة : [/FONT][FONT="] " هب لي " كثيراً ما نستخدمها ,, وغيرنا يستخدمها كذلك ،، وكنت متردداً في الزج بها هنا ،، ولكنني تذكرت موقفاً أيام الدراسة في مكة بجامعة أم القرى ،، مع زملاءٍ لنا ،، يتعجبون إذا قلت : جملة " هب لي[/FONT][FONT="] "[/FONT][FONT="] والتي تعتبر هي السائدة عند كبار السن عندنا ، دون : أعطني [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فكنت أحاجهم أن الله تعالى قد قال في كتابه [/FONT][FONT="]" [/FONT][FONT="]هب لي من لدنك ولياً[/FONT][FONT="] " [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="]الوقفة الرابعة : [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]الجابة وما أدراك ما الجابة ،،، هل تعرفوها ،، كثير منكم قد لا يعرفها وهي حجر كبير مجوف مقعر يوضع بجوار البئر ليفرغ فيه الماء ،، مشهورة جداً عند آبائنا وأجدادنا ،، ولا يوجد بئر قديم عندنا إلا وبجواره مثل هذا الحجر ،، [/FONT]
[FONT="]فما علاقتها هذه ببحثنا ،،، [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]يقول الله تعالى في سورة سبأ[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]"[/FONT][FONT="]يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَٱلْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ[/FONT][FONT="] "[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]جاء في تفسير الشوكاني الجزء الرابع ، أن جواب بكسر الجاء هي جمع جابية وهي حفيرة كالحوض ، وقيل : هي الحوض الكبير يجبى الماء أي يجمعه ،، انتهى كلامه رحمه الله ، [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]وحقيقة أن الفرق واضح في اللفظ بين الجابية والجابة ،، وإن كان المعنى عندنا يشابه المعنى العربي لكلمة جابية ،، وكنت أريد أن اترك هذه الكلمة لكنني استأنست بما قاله ابن الأثير : إن الجوب بفتح الجيم هو نقير يجتمع فيه الماء فلا يستبعد أبداً أن الجابة هي نفسها الجابية لأن لها نفس المعنى ،،[/FONT]
[FONT="]الوقفة الخامسة : [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]كلمة [/FONT][FONT="]" [/FONT][FONT="]عرجون[/FONT][FONT="] " [/FONT][FONT="]هذه كلمة عربية فصيحة قال الله تعالى " حتى عاد كالعرجون القديم " ولا يخفى على أحد أن العرجون هو عود العذق الذي يحمل الشماريخ ،،، هذا مختصر كلام الشوكاني الجزء الرابع ص 487[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]لاحظوا [/FONT][FONT="]" [/FONT][FONT="]عرجون[/FONT][FONT="] " " [/FONT][FONT="]عذق[/FONT][FONT="] " " [/FONT][FONT="]شماريخ[/FONT][FONT="] " [/FONT][FONT="]هذه الكلمات مشهورة جداً لدى كبار السن عندنا ، نظراً لوقوع قرانا بجوار وادي قنونا ، المشهور بالنخيل منذ قدم الزمان . [/FONT]
[FONT="]هذه بعض الألفاظ التي أثارت انتباهي عند العامة من الناس هنا ،، وهناك كلمات أخرى لعل الله تعالى أن ييسر لي طرحها في موضوع آخر ,,, أرجو أن أكون قد وفقت لما فيه الفائدة فإن كان ذاك هو ،، فبفضل الله تعالى ومنه وكرمه ،، وإن كانت الأخرى فمن نفسي الضعيفة والشيطان ،،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/FONT][FONT="].[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]أخوكم / محمد حسين البحيري القرني .[/FONT]
[FONT="]طالب ماجستير تفسير ،، جامعة أم القرى . [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، وبعد[/FONT][FONT="] : [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]أيها القراء الأعزاء ،، عندما أنزل الله تعالى كتابه الكريم على نبيه المصطفى الأمين وآتاه من الحكمة ما لم يؤت أحداً غيره ،، كان ذلك[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]" [/FONT][FONT="]بلسان عربي مبين[/FONT][FONT="] " [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]ولما كانت قبيلة بني بحير بالقرن أحد قبائل الأزد في تهامة ،، والواقعة على بعد 400 كلم جنوب مدينة مكة المكرمة ،، لما كانت هذه القبيلة وغيرها من القبائل في مركز العرضية الشمالية والعرضية الجنوبية وبارق والمجاردة وما جاورها من قبائل بجنوب المملكة العربية السعودية ،، لما كانت هذه القبائل ، لم تختلط كثيراً باللسان الأعجمي الذي لحن في لغتنا الجميلة منذ العصور الأولى لاختلاط العجم بالعرب ، رأيت أن نقف مع بعض الألفاظ الدارجة هناك ،، والتي تعتبر من الألفاظ الأقليمية إن صح التعبير ، والتي قد ورد ذكر بعضها في القرآن الكريم ،،، [/FONT]
[FONT="]ولقلة بضاعتي ،، ولأنني قد ارتقيت مرتقياً صعباً لا أزكي نفسي أني من أهله ،، فإني لم أقف على حقيقة هذه الألفاظ في معاجم اللغة ،، ولكنني اكتفيت بما أورده المفسرون ،، في معاني هذه الكلمات ،، والتي تتطابق مع معانيها في تلك القبائل . [/FONT]
[FONT="]وحقيقة أن هذا البحث لا يعد صورة كاملة لعامة الألفاظ الواردة في القرآن ، الدارجة في لهجات هذه القبائل ، لأنني لست ملماً بما يقال في القبائل المجاورة من ألفاظ مهجورة أو محصورة على أهلها ،، ولكني سأذكر هنا بعض الألفاظ الدارجة على ألسنة الناس ( العامة ) في قبيلة بني بحير والتي أعيش فيها منذ نعومة أظفاري ، ولا يخالجني شك أن أولئك الشيوخ والعجائز لم يقفوا على معاجم اللغة ليعرفوا معاني هذه الكلمات ، سوى أنها ألفاظ متوارثة جيل بعد جيل في هذه القبيلة ،، وحسبي في ذلك أن لهجات القبائل في هذا الأقليم من العرضيات ( الشمالية والجنوبية ) مروراً بالمجاردة وبارق وما حولها ، هي لهجات متقاربة ،،، [/FONT]
[FONT="]لا سيما أن أداة التعريف المشهورة عند هذه القبائل للألفاظ المعرفة هي : أم و أب [/FONT]
[FONT="]فيقولون : أبشمس بدلاً من كلمة : الشمس ،، ويقولون : أمنهار بدلاً من كلمة النهار ،،، وهلم جر . [/FONT]
[FONT="]والآن أيها القارئ الكريم ،،، سأبدأ معك هذه الرحلة التي أسأل الله تعالى أن يجعلها رحلة ماتعة ،، خالصة لوجهه الكريم .. [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]الوقفة الأولى : [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]نبدأ رحلتنا ،،، بمقولة قديمة ،، توارثتها الأجيال السابقة ، ولا زال يرددها بعض كبار السن ،،، وإن كنا نتحفظ على معناها ، إلا أن الذي يهمنا منها هنا ورود معناها في الكتاب أو السنة هذه الحكمة هي قولهم : [/FONT]
[FONT="])[/FONT][FONT="]من عادك يا مكة مُكّيه ) [/FONT]
[FONT="]بضم الميم وتشديد الكاف وتسكين الياء من الكلمة الأخيرة[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]هذه العبارة كانت تقال في قديم الزمان عندما يحج الحاج ويجد المشقة العظيمة من الذهاب والإياب ،، بل كان بعضهم يموت جوعاً أو يصاب بمرض يفتك بحياته فيدفن في الطريق ،، فكان الأولون يقولون مثل هذه العبارة ،،، التي توحي في معناها أن من رجع إلى مكة ثانية فلتهلكه مكة أو تفتك به ،،، [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وقد اندهشت عندما كنت أقرأ في معنى كلمة " مكة " ،،، فقد ورد في تفسير " فتح القدير " لمؤلفه : محمد بن علي الشوكاني ،، [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]في الجزء الأول صفحة 594 إذ قال : سميت مكة لقلة ما بها ، وقيل : لأنها تمك المخ من العظم بما ينال ساكنها من المشقة ، وقيل : سميت بذلك لأنها تمك من ظلم فيها أي تهلكه ،،، انتهى كلامه رحمه الله تعالى [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]فأصبح واضحاً أن الآباء والأجداد يقصدون بلفظة " مُكّيه " أي أهلكيه ،،[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]الوقفة الثانية : [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]لو [/FONT][FONT="]سألت أحداً من شيباننا ــ خاصة أهالي البادية ــ حاجة وكان متيقناً أنه يستطيع تلبية حاجتك ،، لن يتردد أن يقول لك " آني ظنيت " فاستخدم كلمة ظنيت هنا بمعنى التأكيد والتيقن من فعل العمل ،، وهذا مشهور عندنا وكثير عند أهل البوادي في ديارنا . [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]وقد جاء في سورة الكهف قول الله تعالى " ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها .. الآية[/FONT][FONT="] "[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]يقول ابن كثير في تفسيره ،، أي لما عاينوا جهنم حين جئ بها تقاد بسبعين الف زمام مع كل زمام سبعون الف ملك ، تحقق المجرمون أنهم لا محالة مواقعوها [/FONT][FONT="]... [/FONT][FONT="]انتهى كلامه رحمه الله ، [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]يعني كلمة ظنوا الواردة في الآية كانت بمعنى التيقن والتحقق والتأكد ،،، [/FONT]
[FONT="] [/FONT]
[FONT="]الوقفة الثالثة :[/FONT]
[FONT="]كلمة : حار ،،، مشهورة عند كبار السن عندنا ، أنها بمعنى رجع ،،، ولا يستخدمها كبار السن عندنا إلا لهذا المعنى ،، [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]والله تعالى يقول " إنه ظن ألن يحور " ... يقول الشيخ أبو بكر الجزائري في تفسيره [/FONT]
[FONT="]" أيسر التفاسير " إنه كان يظن في الدنيا أنه لا يرجع إلى الحياة بعد الموت ،، انتهى كلامه فأصبح واضحاً أن كلمة يحور ،،، في الآية هي بمعنى : يعود أو يرجع . [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]وقد ورد في السنة قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ " من دعا رجلاً بالكفر وليس كذلك حار عليه[/FONT][FONT="] " [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]قال ابن الأثير في كتابه " النهاية في غريب الحديث والأثر[/FONT][FONT="] " [/FONT][FONT="]الجزء الأول صفحة 450 أي : رجع إليه ما نسب إليه ، [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]وقد وردت أحاديث كثر ، في معنى كلمة حار ومشتقاتها ، من أراد زيادة علم فليطالع كتاب ابن الأثير السالف الذكر .. باب : ح و ر [/FONT]
[FONT="]الوقفة الثالثة : [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]جملة : [/FONT][FONT="] " هب لي " كثيراً ما نستخدمها ,, وغيرنا يستخدمها كذلك ،، وكنت متردداً في الزج بها هنا ،، ولكنني تذكرت موقفاً أيام الدراسة في مكة بجامعة أم القرى ،، مع زملاءٍ لنا ،، يتعجبون إذا قلت : جملة " هب لي[/FONT][FONT="] "[/FONT][FONT="] والتي تعتبر هي السائدة عند كبار السن عندنا ، دون : أعطني [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]فكنت أحاجهم أن الله تعالى قد قال في كتابه [/FONT][FONT="]" [/FONT][FONT="]هب لي من لدنك ولياً[/FONT][FONT="] " [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]
[/FONT][FONT="]الوقفة الرابعة : [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]الجابة وما أدراك ما الجابة ،،، هل تعرفوها ،، كثير منكم قد لا يعرفها وهي حجر كبير مجوف مقعر يوضع بجوار البئر ليفرغ فيه الماء ،، مشهورة جداً عند آبائنا وأجدادنا ،، ولا يوجد بئر قديم عندنا إلا وبجواره مثل هذا الحجر ،، [/FONT]
[FONT="]فما علاقتها هذه ببحثنا ،،، [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]يقول الله تعالى في سورة سبأ[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]"[/FONT][FONT="]يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَٱلْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ[/FONT][FONT="] "[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]جاء في تفسير الشوكاني الجزء الرابع ، أن جواب بكسر الجاء هي جمع جابية وهي حفيرة كالحوض ، وقيل : هي الحوض الكبير يجبى الماء أي يجمعه ،، انتهى كلامه رحمه الله ، [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]وحقيقة أن الفرق واضح في اللفظ بين الجابية والجابة ،، وإن كان المعنى عندنا يشابه المعنى العربي لكلمة جابية ،، وكنت أريد أن اترك هذه الكلمة لكنني استأنست بما قاله ابن الأثير : إن الجوب بفتح الجيم هو نقير يجتمع فيه الماء فلا يستبعد أبداً أن الجابة هي نفسها الجابية لأن لها نفس المعنى ،،[/FONT]
[FONT="]الوقفة الخامسة : [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]كلمة [/FONT][FONT="]" [/FONT][FONT="]عرجون[/FONT][FONT="] " [/FONT][FONT="]هذه كلمة عربية فصيحة قال الله تعالى " حتى عاد كالعرجون القديم " ولا يخفى على أحد أن العرجون هو عود العذق الذي يحمل الشماريخ ،،، هذا مختصر كلام الشوكاني الجزء الرابع ص 487[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]لاحظوا [/FONT][FONT="]" [/FONT][FONT="]عرجون[/FONT][FONT="] " " [/FONT][FONT="]عذق[/FONT][FONT="] " " [/FONT][FONT="]شماريخ[/FONT][FONT="] " [/FONT][FONT="]هذه الكلمات مشهورة جداً لدى كبار السن عندنا ، نظراً لوقوع قرانا بجوار وادي قنونا ، المشهور بالنخيل منذ قدم الزمان . [/FONT]
[FONT="]هذه بعض الألفاظ التي أثارت انتباهي عند العامة من الناس هنا ،، وهناك كلمات أخرى لعل الله تعالى أن ييسر لي طرحها في موضوع آخر ,,, أرجو أن أكون قد وفقت لما فيه الفائدة فإن كان ذاك هو ،، فبفضل الله تعالى ومنه وكرمه ،، وإن كانت الأخرى فمن نفسي الضعيفة والشيطان ،،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/FONT][FONT="].[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]أخوكم / محمد حسين البحيري القرني .[/FONT]
[FONT="]طالب ماجستير تفسير ،، جامعة أم القرى . [/FONT][FONT="][/FONT]