أكثر من ستين فائدة من قصة داود و سليمان عليهما السلام ..من سورة ص فقط

إنضم
24/04/2003
المشاركات
5
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
1- أن الله يقص على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم اخبار من قبله ، ليثبت فؤاده ، و ليطمئن نفسه ، و يذكر له من عبادتهم وصبرهم و انابتهم ما يشوقه الى منافستهم ، والتقرب الى الله الذي تقربوا له والصبر على اذى قومه ، و لهذا - في هذا الموضع - لما ذكر الله ما ذكر من اذية قومه و كلامهم فيه و فيما جاء به اوره بالصبر وان يذكر عبده داود فيتسلى به .

2- و منها ان الله يمدح و يحب القوة في طاعته ، قوة القلب و البدن ، فإنه يحصل منها من آثار الطاعة و حسنها و كثرتها ، مالا يحصل مع الوهن و عدم القوة ، و ان العبد ينبغي له تعاطي اسبابها ، و عدم الركون الى الكسل و البطالة المخلة بالقوى المضعفة بالنفس .

3- و منها ان الرجوع الى الله في جميع الأمور من اوصاف انبياء الله و خواص خلقه ، كما اثنى الله على داود و سليمان بذلك ، فليقتد بهما المقتدون ، و ليهتد بهداهم السالكون ( اولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده ) ا.هـ من قوله تعالى لكل منهما ( إنه اواب ) اي رجاع الى الله في جميع الأمور 4- ومنها ما اكرم الله به نبيه داود من حسن الصوت العظيم ، الذي جعل الله بسببه الجبال الصم ، و الطيور البهم ، يجاوبنه اذ رجع صوته بالتسبيح ، و يسبحن معه بالعشي والاشراق .

5- و منها ان من اكبر نعم الله على العبد ان يرزقه العلم النافع ، و يعرف الحكم والفصل بين الناس ، كما امتن الله على عبده داود عليه السلام .

6- و منها اعتناء الله بأولياءه و اصفياءه عندما يقع منهم بعض الخلل بفتنته اياهم و ابتلائهم بما به يزول عنهم المحذور ، و يعودونبه الى اكمل من حالتهم الأولى ، كما جرى لداود و سليمان عليهما السلام .

7- و منها ان انبياء الله معصومون من الخطأ فيما يبلغون عن الله تعالى لأن مقصود الرسالة لا يحصل الا بذلك ، وانه قد يجري منهم بعض مقتضيات الطبيعة من المعاصي ، ولكن الله يتداركهم و يبادرهم بلطفه سبحــــــانه و تعالى

8- و منها ان داود عليه السلام كان في اغلب احواله لازما لمحرابه لخدمة ربه ، لهذا تسور الخصمان عليه المحراب ، لأنه كان اذا خلا في محرابه لا يأتيه احد ، فلم يجعل كل وقته للناس ، مع كثرة ما يرد عليه من الأحكام ، بل قد جعل له وقتا يخلو فيه بربه ، و تقر عينه بعبادته ، و تعينه على الاخلاص له في جميع الأمور .

9- و منها انه ينبغي الأدب في الدخول على الحكام و غيرهم ، فإن الخصمان لما دخلا على داود في حالة غير معتادة فزع منهم ، وا اشتد ذلك عليه ، و رآه غير لأئق بالحال .

10- و منها انه لا يمنع الحاكم من الحكم بالحق سوء ادب الخصم و فعله ما لا ينبغي .

11- و منها جواز قول المظلوم لمن ظلمه " انت ظلمتني " او " يا ظالم " و نحو ذلك او " باغ علي " لقولهما ( خصمان بغى بعضنا على بعض )

12- و منها ان الموعوظ و المنصوح و لو كان كبير القدر جليل العلم ، إذا نصحه احد او وعظه ، لا يغضب ولا يشمئز ، بل يبادر بالقبول والشكر ، فإن الخصمين نصحا داود فلم يشمئز ولم يغضب ، و لم يثنه ذلك عن الحق ، بل حكم بالحق الصرف .

13- و منها : ان المخالطة بين الأقارب و الأصحاب ، و كثرة التعلقات الدنيوية المالية ، موجبة للتعادي بينهم ، و بغي بعضهم على بعض ، و انه لا يرد عن ذلك الا استعمال تقوى الله عز وجل ، والصبر على الأمور ، بالإيمان والعمل الصالح ، وان هذا من اقل شيء في الناس .

14- و منها ان الاستغفار و العبادة ، خصوصا الصلاة من مكفرات الذنوب ، فإن الله رتب مغفرة ذنب داود على استغفاره و سجوده .

15- و منها إكرام الله لعبده داود و سليمان بالقرب منه ، و حسن الثواب ، ولا يظن ان ما حصل لهما منقص لدرجتهما عند الله تعالى ، و هذا من تمام لطفه بعباده المخلصين ، انه إذا غفر لهم و أزال اثر ذنوبهم ، أزال الآثار المترتبة عليه كلها ، حتى ما يقع في قلوب الخلق ، فإنهم إذا علموا ببعض ذنوبهم ، و قع في قلوبهم نزولهم عن درجتهم الأولى ، فأزال الله تعالى هذه الآثار ، و ما ذاك بعزيز على الكريم الغفار .

16 - و منها ان الحكم بين الناس مرتبة دينية ، تولاها رسل الله و خواص خلقه ، وان وظيفة القائم بها الحكم بالحق و مجانبة الهوى ، فالحكم بالحق يقتضي العلم بالأمور الشرعية ، والعلم بصورة القضية المحكوم بها ، و كيفية ادخالها في الحكم الشرعي ، فالجاهل بأحد الأمرين لا يصلح للحكم ، ولا يحل له الاقدام عليه .

17 - و منها انه ينبغي للحاكم ان يحذر الهوى ، و يجعله منه على بال فإن النفوس لا تخلومنه ، بل يجاهد نفسه بأن يكون الحق مقصوده ، و ان يلقي عنه و قت الحكم كل محبة او بغض لأحد الخصمين .

18- و منها ان سليمان عليه السلام من فضائل داود ومن منن الله عليه حيث وهبه له ، وان من اكبر نعم الله على عبده ان يهب له ولدا صالحا ، فإن كان عالما فإنه نور غلى نور .

19- ومنها ثناء الله على سليمان و مدحه ( نعم العبد إنه أواب )

20- و منها كثرة خير الله و بره بعبيده ، ان يمن عليهم بصالح الأعمال و مكارم الأخلاق ، ثم يثني عليهم بها و هو المتفضل الوهاب .

21- و منها تقديم سليمان عليه السلام محبة الله تعالى على محبة كل شيء

22- و منها ان كل ما اشغل العبد عن الله فإنه مشؤم مذموم ، فليفارقه وليقبل على ما هو انفع له .

23- و منها القاعدة المشهورة " من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه " فسليمان عليه السلام عقر الجياد الصافنات المحبوبة للنفوس ، تقديما لمحبة الله ، فعوضه الله خيرا من ذلك ، بأن سخر له الريح الرخاء اللينة ، التي تجري بأمره الى حيث اراد و قصد ، غدوها شهر و رواحها شهر ، و سخر له الشياطين اهل الاقتدار على الأعمال التي لا يقدر عليها الآدميون .

24- و منها ان تسخير الشياطين لا يكون لأحد بعد سليمان عليه السلام .

25- و منها ان سليمان كان ملكا نبيا ، يفعل ما اراد ، و لكنه لا يريد إلا العدل ، بخلاف النبي العبد فإنه تكون ارادته تابعة لأمر الله ، فلا يفعل ولا يترك إلا بالأمر، كحال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، و هــــــــذه الحال أكمـــــــــــــل .

انتهت الفوائد من تفسير ابن سعدي رحمه الله

26- أن من اتى البيوت من غير أبوابها فإن فعله هذا سبب للخوف و الفزع .

27- ان الأنبياء بشر يلحقهم من الطبائع البشرية كما يلحق غيرهم لقوله ( ففزع منهم )

28- أنه يجب ان يطمئن المفزع من فزع منه لقوله ( لا تخف )

29- لباقة هذين الخصمين حيث لم تثر هذه الخصومة العداوة بينهما حيث قال ( إن هذا أخي ) .

30- أنه ليس جميع الخلطاء يحصل منهم البغي لقوله ( و إن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض ) و لم يقل كلهم .

31- أن الذين آمنوا لا يحصل منهم البغي ، يمنعهم ايمانهم و عملهم الصالح لقوله ( إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات ) .

32- أن الذي يجمع بين الايمان و العمل الصالح قليل لقوله ( و قليل ما هم ) .

33- أن الأنبياء قد يفتنون و يختبرون لقوله ( و ظن داود أنما فتناه ) يعني ايقن

34- أن كل شخص محتاج الى ربه مفتقر اليه لقوله ( فاستغفر ربه ) .

35- أن السجود خضوعا لله من سنن الأنبياء لقوله ( و خر راكعا ) وهل يشرع أن يصلي ركعتين أم يفعل ما فعله داود عليه السلام ؟

جاءت شريعتنا : أن يتوضأ و يصلي ركعتين لا يحدث فيهما نفسه

36- في قوله ( يا داود ) اثبات كلام الله عز وجل ، و فيها رد على من انكر ذلك

37- أنه لا مانع أن يقال للسلطان ذوي السلطة العليا في الأرض أن يقال له : انه خليفة الله ، و لا يعني ذلك أن الله محتاج أن يستخلف أحدا ليقوم عنه بتدبير الخلق ، ولكنه خلفه أي جعله حاكما بين الناس كما شرع سبحانه .

38- أن اتباع الهوى سبب للضّلال لقوله ( و لا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله )

39- أن المتبعين للهوى متوعدون بالعذاب الشديد .

40- أن من أسباب الضلال نسيان يوم الحساب لقوله ( بما نسوا يوم الحساب )

41- أن عادة عرض الخيول و التمتع يجريها آخر النهار عادة قديمة الى اليوم ، و قل من تجده يفعل ذلك في أول النهار .

42- أنه ينبغي اختيار الخيل الجميلة الجيدة في هيئتها و سرعتها لقوله ( الصافنات الجياد )
ف(الصافنات ) جمال في الهيئة و الشكل و( الجياد ) دليل على سرعتها و قوة جريها .

43- أن الانشغال بامور الدنيا يسبب الاعراض عن ذكر الله و هذا امر مذموم .

44- إثبات أن الشمس هي التي تدور على الأرض لقوله ( حتى تورات بالحجاب ) و هذا يؤيده كثير من النصوص مثل قوله تعالى ( و الشمس تجري ) و قوله ( و ترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين …….) .

45- في قوله تعالى ( توارت بالحجاب ) دليل على كروية الأرض لأنه لما أثبت أنها هي التي تتوراى " أي الشمس " بالحجاب ، دل على أن أ لأرض هي التي تحجبها ، وهذا أمر مقطوع به .

46- جواز التعزير باتلاف المال ، و هذه المسألة اختلف فيها الفقهاء :

فمنهم من قال بأنه لا يجوز لأن إتلاف المال إفساد له ، و يمكن أن نعزره بأخذ المال دون إتلافه ، فنأخذه منه و ننفقه في جهة اخرى .

و منهم من قال : بأن ذلك جائز و استدلوا : بأن الغال من الغنيمة يحرق رحله و هذا اتلاف له مع أن الجيش قد يكون في حاجة ، و هذا هو القول الراجح أنه يجوز التعزير بإتلاف المال ، و ذلك لأن السنة دلت على ذلك أولا ثم إن إتلافه أنكى وأ عظم أثرا ، ثالثا : لو قلنا نأخذه و لا نتلفه لفتحنا بابا للولاة الظلمة ، إذا أرادوا المال أقاموا دعوىعلى شخص ما ، ثم قالوا نعزره بأخذ ماله ، ثم يأخذون ماله على أن يكون في بيت مال المسلمين ، فيأخذونه في جيوبهم !

47- أن الانسان لا بأس أن يعزر نفسه بإتلاف ماله بنفسه ، لفعل سليمان عليه السلام .

48- قوة سلطان سليمان عليه السلام و كثرة جنوده لقوله ( ردوها على ) فلم يقل ردها على ، بل قال ( ردوها ) .

49- أن لسليمان عليه السلام كرسيا يجلس عليه كما يجلس الملوك ، لأن الله جمع له بين الملك و النبوة .

50- تعلق قلب سليمان عليه السلام بالآخرة ، يؤخذ من قوله ( رب إغفر لي و هب لي ..) فطلب الآخرة قبل الدنيا .

51- جواز الذنوب على الأنبياء ، من قوله ( رب إغفر لي ) ، و لو لم يكن هناك ذنب لم يستغفر .

52- جواز طلب الانسان الملك ، تطلب من الله أن يملكك شيئا ، و لكن يشترط أن يكون له استعداد و قدرة للقيام بما يطلب .

53- التوسل الى الله تعالى بالاسم المناسب ، فقوله ( إنك أنت الوهاب ) مناسب لطلبه ( هب لي ) ، و هذا من ضمن تفسير قوله تعالى ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها )

انتهت فوائد ابن عثيمين رحمه الله و غفر له ، وهذه فوائد اخرى :

54- مشروعية صلاة الضحى لقوله تعالى ( والاشراق ) قال البقاعي رحمه الله : في الجامع لعبد الرزاق أن ابن عباس رضي الله عنه قال : صلاة الضحى في القرآن ، ولكن لا يغوص عليها إلا غائص ثم قرأ الآية ، واليها الإشارة – والله أعلم بصلاة الأوابين ( إنه أواب ) وروى مسلم في الصحيح عن زيد بن أرقم رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " صلاة الأوابين حين ترمض الفصال " ا.هــ بتصرف

55-جواز استعراض الحاكم القائد قواته تفقدا لها وإظهارا للقوة ، و رفعا لمعنوياتها .

56- إطلاق لفظ الخير على الخيل ، فيه تقرير أن الخيل إذا ربطت في سبيل الله كان طعامها و شرابها حسنات لمن ربطها في سبيل الله كما في الحديث الصحيح ( الخيل ثلاث …)

57- أن آلات الحرب اليوم من الطائرات و غيرها و إعدادها و تفقدها حل محل ربط الجياد .

58- الثناء على العبد بالتوبة الفورية التي تعقب الذنب مباشرة .

59- التثبت والأناة في جميع الأمور من أعظم الأمور المعينة على التوفيق للصواب قال البقاعي رحمه الله : فكانت هذه الدعوى تدريبا لداود عليه السلام في الأحكام ، و ذكرها للنبي صلى الله عليه و سلم تدريبا له على الأناة في جميع اموره على الدوام . ا.هـ

60- أن في هذه الآيات تقرير لنبوة نبينا عليه الصلاة والسلام ، إذ مثل هذه القصص لا تتأتى إلا بوحي .

وسأقف هنا بانتظار المزيد من المشاركات لتعم الفائدة ، وستأتي بعض الفوائد ان شاء الله

ملاحضة : الفوائد السبع الأخيرة من تفسير الجزائري حفظه الله ما عدا الفقرة رقم 59
 
جزاك الله خيراً أخي الكريم الدكتور فرحان العطار على هذه المشاركة ، ونعتذر لعدم ظهورها ابتداءً بكونها كانت مشروطة بقبول المشرف لها دون الانتباه لذلك وفقك الله.
 
شكرا لكم دكتور عبدالرحمن على التوضيح و بارك فيك اخي

و اريد ان اذكر لك بأني لست بدكتور و لكن يكفيني شرف الانتساب لهذا الدين ، احسن الله ختام الجميع
 
جهد مشكور
وقول الأستاذ (37- أنه لا مانع أن يقال للسلطان ذوي السلطة العليا في الأرض أن يقال له : انه خليفة الله ، و لا يعني ذلك أن الله محتاج أن يستخلف أحدا ليقوم عنه بتدبير الخلق ، ولكنه خلفه أي جعله حاكما بين الناس كما شرع سبحانه .)
قال صاحب التحرير والتنوير: (والخليفة في الأصل الذي يخلف غيره أو يكون بدلاً عنه في عمل يعمله).
فالخلافة هي تعاقب الناس في الحكم وليست ذات الحكم، وعليه فكلمة ( خليفة الله ) لا تصح على المعنى الأول، وهو الاستخدام الصحيح للكلمة.
والله أعلم
والسلام عليكم
 
عودة
أعلى