بشير عبدالعال
Member
قالَ تَعَالَى في سُورَةِ البُرُوجِ :{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)}
قالَ العُثيمينُ رَحمه الله :
وَوَصْفُ القُرآنِ بِأنَّه مَجِيدٌ لا يَعنِي أن المَجدَ وَصفٌ لِلقُرآن نَفسِه فَقَطْ ، بَل هُو وَصفٌ للقُرآنِ، وَلِمَن تَحَمَّلَ هَذَا الْقُرْآنَ , فحَملَه وقامَ بواجِبه مِن تِلَاوَتِهِ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ، فإنَّه سَيكونُ لهُم المَجدُ والعِزَّةُ والرِّفعّةُ. فَمَن تَمسَّكَ بِهَذَا الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ فلَه المَجدُ والعِزَّةُ والكَرامَةُ والرِّفعّةُ. ولهَذا نَنصَحُ أُمَّتَنَا الْإِسْلَامِيَّةَ بَادِئينَ بأفرادِ شُعوبِها أَنْ يَتَمَسَّكُوا بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، ونُوَجِّه الدَّعوةَ عَلى وَجهٍ أوكَد إلى وُلاَةِ أُمورِهَا أَنْ يَتَمَسَّكُوا بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وأن لا يَغُرُّهُم البًهرَجُ المًزخرَفُ الَّذي يَرِدُ من الأُمَمِ الْكَافِرَةِ التي تَضعُ القَوَانِينَ المُخَالِفَة للشَّريعَةِ، المُخَالِفَةِ للعَدلِ، المُخًالِفَة لإصلَاحِ الخَلْقِ، أن يَضَعُوها مَوضِعَ التَّنفِيذِ، ثٌمَّ يَنبذوا كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَسُنَّةَ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَرَاءَ ظُهُورِهم، فإنَّ هَذا واللهِ سَبَبُ التَّأخُرِ ولا أَظنُّ أحداً يَتصَورُ أن أُمةً بهَذا العَددِ الهَائلِ تكونُ مُتأخرَةً هَذا التَّأخرَ، وكَأنَّها إمَارةٌ في قَريةٍ بِالنَّسبَةِ للدِوَلِ الْكَافِرَةِ ، لِكنَّ سببَ ذلك لا شَكَ مَعلومُ- هُو أننا تَرَكنَا ما بِه عِزَّتَنَا وَكَرامَتَنَا وهو: التَّمَسُّكُ بِهَذَا الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَذَهَبنَا نَلهَثُ وَراءَ أنظِمَةٍ بَائدَةٍ فَاسِدَةٍ مُخَالِفَةٍ للعدل، مَبنيةٍ عَلَى الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ ، فنحنُ نُناشدُ وُلاَةَ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ. جَمِيعَاً، أُنَاشِدُهُم أن يَتقُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وأن يَرجِعوا رُجوعاً حَقيقيًّا إلى كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتى يَستَتبَ لَهم الأَمنُ والاستقرَارُ، وتَحصُلُ لهم العِزَّةُ والمَجدُ والرِّفعّةُ ، وتُطيعُهم شُعوبُهم، ولا يَكونُ في قُلوبِ شُعوبِهم عَليهِم شيءٌ؛ وذَلكَ لأنَّ الإنسَانَ إذَا أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ أَصْلَحَ اللهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ ، فَإذَا كَانَ وُلاَةُ الأُمُورِ يُريدُونَ أن تُذعِنَ لَهُم الشُّعوبُ، وأن يُطيعوا اللهَ فيهم، فَليُطيعوا اللهَ أولاً حَتى تُطيعَهم أُمَمُهم، وإلا فَليسَ من المَعقولِ أن يَعصوا مَالِكَ الْمُلْكِ وهو اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، ثم يُريدونَ أن تُطيعَهُم شُعوبُهم- هَذا بَعيدٌ جدًّا، بل كُلَّمَا بَعُد القلبُ عَن اللهِ بَعُدَ الناسُ عَن صاحِبه، وكُلَّمَا قَرُب من اللهِ قرُبَ النَّاسُ مِنه، فنسألُ اللهَ أن يُعيدَ لِهَذه الْأُمَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ مَجدَها وكَرامَتَها، وأن يُذلَ أَعْدَاءَ الْمُسْلِمِينَ في كُلِّ مَكانٍ، وأن يَكبِتَهُم، وأن يَرُدهُم عَلى أعقَابِهِم خَائبِينَ، إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
ُ
قالَ العُثيمينُ رَحمه الله :
وَوَصْفُ القُرآنِ بِأنَّه مَجِيدٌ لا يَعنِي أن المَجدَ وَصفٌ لِلقُرآن نَفسِه فَقَطْ ، بَل هُو وَصفٌ للقُرآنِ، وَلِمَن تَحَمَّلَ هَذَا الْقُرْآنَ , فحَملَه وقامَ بواجِبه مِن تِلَاوَتِهِ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ، فإنَّه سَيكونُ لهُم المَجدُ والعِزَّةُ والرِّفعّةُ. فَمَن تَمسَّكَ بِهَذَا الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ فلَه المَجدُ والعِزَّةُ والكَرامَةُ والرِّفعّةُ. ولهَذا نَنصَحُ أُمَّتَنَا الْإِسْلَامِيَّةَ بَادِئينَ بأفرادِ شُعوبِها أَنْ يَتَمَسَّكُوا بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، ونُوَجِّه الدَّعوةَ عَلى وَجهٍ أوكَد إلى وُلاَةِ أُمورِهَا أَنْ يَتَمَسَّكُوا بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وأن لا يَغُرُّهُم البًهرَجُ المًزخرَفُ الَّذي يَرِدُ من الأُمَمِ الْكَافِرَةِ التي تَضعُ القَوَانِينَ المُخَالِفَة للشَّريعَةِ، المُخَالِفَةِ للعَدلِ، المُخًالِفَة لإصلَاحِ الخَلْقِ، أن يَضَعُوها مَوضِعَ التَّنفِيذِ، ثٌمَّ يَنبذوا كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَسُنَّةَ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَرَاءَ ظُهُورِهم، فإنَّ هَذا واللهِ سَبَبُ التَّأخُرِ ولا أَظنُّ أحداً يَتصَورُ أن أُمةً بهَذا العَددِ الهَائلِ تكونُ مُتأخرَةً هَذا التَّأخرَ، وكَأنَّها إمَارةٌ في قَريةٍ بِالنَّسبَةِ للدِوَلِ الْكَافِرَةِ ، لِكنَّ سببَ ذلك لا شَكَ مَعلومُ- هُو أننا تَرَكنَا ما بِه عِزَّتَنَا وَكَرامَتَنَا وهو: التَّمَسُّكُ بِهَذَا الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَذَهَبنَا نَلهَثُ وَراءَ أنظِمَةٍ بَائدَةٍ فَاسِدَةٍ مُخَالِفَةٍ للعدل، مَبنيةٍ عَلَى الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ ، فنحنُ نُناشدُ وُلاَةَ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ. جَمِيعَاً، أُنَاشِدُهُم أن يَتقُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وأن يَرجِعوا رُجوعاً حَقيقيًّا إلى كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتى يَستَتبَ لَهم الأَمنُ والاستقرَارُ، وتَحصُلُ لهم العِزَّةُ والمَجدُ والرِّفعّةُ ، وتُطيعُهم شُعوبُهم، ولا يَكونُ في قُلوبِ شُعوبِهم عَليهِم شيءٌ؛ وذَلكَ لأنَّ الإنسَانَ إذَا أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ أَصْلَحَ اللهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ ، فَإذَا كَانَ وُلاَةُ الأُمُورِ يُريدُونَ أن تُذعِنَ لَهُم الشُّعوبُ، وأن يُطيعوا اللهَ فيهم، فَليُطيعوا اللهَ أولاً حَتى تُطيعَهم أُمَمُهم، وإلا فَليسَ من المَعقولِ أن يَعصوا مَالِكَ الْمُلْكِ وهو اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، ثم يُريدونَ أن تُطيعَهُم شُعوبُهم- هَذا بَعيدٌ جدًّا، بل كُلَّمَا بَعُد القلبُ عَن اللهِ بَعُدَ الناسُ عَن صاحِبه، وكُلَّمَا قَرُب من اللهِ قرُبَ النَّاسُ مِنه، فنسألُ اللهَ أن يُعيدَ لِهَذه الْأُمَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ مَجدَها وكَرامَتَها، وأن يُذلَ أَعْدَاءَ الْمُسْلِمِينَ في كُلِّ مَكانٍ، وأن يَكبِتَهُم، وأن يَرُدهُم عَلى أعقَابِهِم خَائبِينَ، إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
ُ