أقوالٌ عزيزةٌ للشيخ العُثيمين رحمه اللهُ حول القرآن الكريم

إنضم
21/12/2015
المشاركات
1,712
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
مصر
قالَ تَعَالَى في سُورَةِ البُرُوجِ :{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)}

قالَ العُثيمينُ رَحمه الله :

وَوَصْفُ القُرآنِ بِأنَّه مَجِيدٌ لا يَعنِي أن المَجدَ وَصفٌ لِلقُرآن نَفسِه فَقَطْ ، بَل هُو وَصفٌ للقُرآنِ، وَلِمَن تَحَمَّلَ هَذَا الْقُرْآنَ , فحَملَه وقامَ بواجِبه مِن تِلَاوَتِهِ حَقَّ تِلَاوَتِهِ ، فإنَّه سَيكونُ لهُم المَجدُ والعِزَّةُ والرِّفعّةُ. فَمَن تَمسَّكَ بِهَذَا الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ فلَه المَجدُ والعِزَّةُ والكَرامَةُ والرِّفعّةُ. ولهَذا نَنصَحُ أُمَّتَنَا الْإِسْلَامِيَّةَ بَادِئينَ بأفرادِ شُعوبِها أَنْ يَتَمَسَّكُوا بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، ونُوَجِّه الدَّعوةَ عَلى وَجهٍ أوكَد إلى وُلاَةِ أُمورِهَا أَنْ يَتَمَسَّكُوا بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وأن لا يَغُرُّهُم البًهرَجُ المًزخرَفُ الَّذي يَرِدُ من الأُمَمِ الْكَافِرَةِ التي تَضعُ القَوَانِينَ المُخَالِفَة للشَّريعَةِ، المُخَالِفَةِ للعَدلِ، المُخًالِفَة لإصلَاحِ الخَلْقِ، أن يَضَعُوها مَوضِعَ التَّنفِيذِ، ثٌمَّ يَنبذوا كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَسُنَّةَ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَرَاءَ ظُهُورِهم، فإنَّ هَذا واللهِ سَبَبُ التَّأخُرِ ولا أَظنُّ أحداً يَتصَورُ أن أُمةً بهَذا العَددِ الهَائلِ تكونُ مُتأخرَةً هَذا التَّأخرَ، وكَأنَّها إمَارةٌ في قَريةٍ بِالنَّسبَةِ للدِوَلِ الْكَافِرَةِ ، لِكنَّ سببَ ذلك لا شَكَ مَعلومُ- هُو أننا تَرَكنَا ما بِه عِزَّتَنَا وَكَرامَتَنَا وهو: التَّمَسُّكُ بِهَذَا الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَذَهَبنَا نَلهَثُ وَراءَ أنظِمَةٍ بَائدَةٍ فَاسِدَةٍ مُخَالِفَةٍ للعدل، مَبنيةٍ عَلَى الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ ، فنحنُ نُناشدُ وُلاَةَ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ. جَمِيعَاً، أُنَاشِدُهُم أن يَتقُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وأن يَرجِعوا رُجوعاً حَقيقيًّا إلى كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتى يَستَتبَ لَهم الأَمنُ والاستقرَارُ، وتَحصُلُ لهم العِزَّةُ والمَجدُ والرِّفعّةُ ، وتُطيعُهم شُعوبُهم، ولا يَكونُ في قُلوبِ شُعوبِهم عَليهِم شيءٌ؛ وذَلكَ لأنَّ الإنسَانَ إذَا أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ أَصْلَحَ اللهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ ، فَإذَا كَانَ وُلاَةُ الأُمُورِ يُريدُونَ أن تُذعِنَ لَهُم الشُّعوبُ، وأن يُطيعوا اللهَ فيهم، فَليُطيعوا اللهَ أولاً حَتى تُطيعَهم أُمَمُهم، وإلا فَليسَ من المَعقولِ أن يَعصوا مَالِكَ الْمُلْكِ وهو اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، ثم يُريدونَ أن تُطيعَهُم شُعوبُهم- هَذا بَعيدٌ جدًّا، بل كُلَّمَا بَعُد القلبُ عَن اللهِ بَعُدَ الناسُ عَن صاحِبه، وكُلَّمَا قَرُب من اللهِ قرُبَ النَّاسُ مِنه، فنسألُ اللهَ أن يُعيدَ لِهَذه الْأُمَّةِ الْإِسْلَامِيَّةِ مَجدَها وكَرامَتَها، وأن يُذلَ أَعْدَاءَ الْمُسْلِمِينَ في كُلِّ مَكانٍ، وأن يَكبِتَهُم، وأن يَرُدهُم عَلى أعقَابِهِم خَائبِينَ، إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.





ُ
 
قَال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَينَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الزخرف: 4].

قال العثيمين رحمه الله :

قولُه: {
لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} أَي: ذُو عُلُوٍّ {حَكِيمٌ} أَي: ذُو حُكْمٍ وحِكمَةٍ، وَصْفانِ عظِيمانِ للقُرآنِ الكَرِيمِ وَصَفَ اللهُ بِهِمَا نفْسَهُ.
(عليٌّ) بمَعْنَى: عَالٍ، لكِنَّه أبلَغُ؛ لأَنَّ (عَليًّا) عَلَى وزْنِ (فعِيل) صِفَةٌ مُشبَّهةٌ، والصِّفةُ المُشبَّهة تَدُلُّ عَلَى الثُّبوتِ والاستِمْرَارِ.
{حَكِيمٌ} أَي: ذُو حُكْمٍ وحِكمَة؛ فالقُرآنُ حَاكمٌ، والقُرآنُ مُشتَمِلٌ عَلَى حِكْمةٍ. ومعْنَى قَولِنا: (حَاكِمٌ) أنَّه مَرجِعٌ فِي الحُكمِ لا يُحكَم بغَيرِه، ومعْنَى (حَاكِمٌ) أنَّه مُهيمِنٌ عَلَى جَمِيعِ الكُتُبِ حَاكِمٌ عَلَيهَا.

من فوائد الآية الكريمة:
الْفَائِدَةُ الأُولَى: عنَايَةُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى بهَذَا القُرآنِ، وهَذَا يَدُلُّ عَلَى شَرَفِهِ؛ حيثُ جعَلَه عنْدَهُ فِي أُمِّ الكِتَابِ.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: أن القُرآنَ عَالٍ بَلْ عَليٌّ، وهَذَا يدُلُّ عَلَى أن مَنْ تَمسَّكَ بهَذَا القُرآنِ فلَهُ العُلوُّ كقَولِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى: {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ} [محمد: 35] فنَقُولُ: القُرآنُ عَليٌّ، ومَنْ تَمسَّكَ بِهِ فلَهُ العُلوُّ، وشَاهِدُ هَذَا الوَاقِعُ؛ لمَّا كَانَتِ الأُمَّةُ الإسلَاميَّةُ مُتمسِّكة بالإسلَامِ كَانَ في العُلوُّ والظُّهورُ، وملَكَتْ بِهِ مشَارِقَ الأرْضِ ومغَارِبَها، ولمَّا تقَاعَسَتْ وتَخَاذَلَتْ وتَنَازَعَتْ وتبَاغضَتْ صَارَ الأَمْرُ بالعَكْسِ، صَارَ لَهَا الذُّلُّ، فالْآنَ أُمَّةُ العرَبِ يَدْعُون اليَهودَ إِلَى السِّلْمِ، ويُكرِّرُون ذَلِكَ، وَيمُدُّونَ أيدَيهُمْ إِلَى دُولِ النَّصارَى لتُساعِدَهم عَلَى السِّلمِ؛ لأنَّنَا لَمْ نَتَمَسَّكْ بالقُرآنِ،فكُنَّا أذِلَّةً نَتَوسَّلُ لأعدَائِنَا أَنْ يقَعَ السِّلمُ بينَنَا وبَينَ أعدَائِنَا.
فلَوْ قَال لنَا قَائِلٌ: نحْنُ أُمَّةُ القُرآنِ ومَعَ ذَلِكَ فالنَّاسُ فِي ذُلٍّ! .
قُلْنَا: لأنَّنا لم نَتمَسَّكْ بالقُرآنِ، ولَوْ تمَسَّكْنا بالقُرآنِ لضَمنَّا لأنفُسِنَا العُلوَّ والغلبَةَ والظُّهورَ، لكِنَّ الأمْرَ بالعكِسِ، فالْآنَ غَالِبُ المُسلمِينَ يَلهَثُونَ وَرَاءَ الدُّنيَا، مُعرِضِينَ عَنِ الدِّينِ، يَسَألُونَ: مَا الَّذِي يُنمِّي الاقتصَادَ؟ ما الَّذِي يَصِلُ بهِ إِلَى التَّرَفِ؟ ومَا أَشْبَه ذَلِكَ، لكِنْ مَا الَّذِي يُقوِّي الدِّينَ؟ هَذَا قَلِيلٌ أَوْ نَادِرٌ، هَذَا قَلِيل أَوْ مَعدُوم.
إذَنِ: الكلِمَةُ {لَعَلِيٌّ} عَلَى ظَاهرِهَا وعَلَى معْنَاهَا، لكِنْ بشَرْطِ أَنْ نَتمَسَّكَ بهَذَا القُرآنِ.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أن مَنْ جَادَلَ بالقُرآنِ فهُوَ غَالِبٌ؛ لأَنَّ الَّذِي لَهُ العُلوُّ هُوَ القُرآنُ، أيُّ إنسَانٍ يُناظِرُك ووسيلَةُ إقنَاعِهِ ودَحْرِه القُرآنُ فإنَّكَ ستَغْلِبُه بلا شَكٍّ، لكِنْ لمَّا عَدَلَ كَثِيرٌ مِنَ الأُمَّة إِلَى كلَامِ أهْلِ الكلَامِ -الذِي لَا فائِدةَ فِيهِ- لم يُهَدْوا إِلَى صِرَاطِ المُستَقِيمِ، ولَم يَغْلِبُوا الأعْدَاءَ، بَلْ تَسلَّطَ علَيهِمُ الأعدَاءُ.
حتَّى الفَلاسِفَةُ المُلحِدُون صَارُوا يَحتَجُّون بعَمَلِ الأشَاعرَةِ عَلَى مَا هُمْ عَلَيهِ مِنَ البَاطِلِ، ويَقُولُون: أنتُمْ أيُّها الأشَاعِرَةُ، أنتُمْ أيُّها المعتزَلَةُ، حرَّفْتُمُ النُّصوصَ إِلَى مَا تَرَوْنَهُ عقْلًا، ونحْنُ أيضًا انْصرَفْنا عَنِ النُّصوصِ إِلَى مَا نرَاهُ عَقْلًا، فاحتَجُّوا ببِدَعِ هَؤُلاءِ عَلَى إلحادِهِمْ، وقَالُوا: نحْنُ وأنْتُمْ سَوَاءٌ، أنْتُمْ حَرَّفتُم ونحْنُ حرَّفْنا؛ ولكِنْ لَوْ تمَسَّكْنا بالقُرآنِ لَا يَستَطِيعُ هَؤُلاءِ الفلَاسفَةُ أنْ يجابِهُونا.
 
قوله تَعَالى :{ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) }

قالَ العُثيمينُ رَحمه الله :

{ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } فَصْلٌ يَفصلُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ ، وبين المُتقينَ والظَّالمِين، بَل إنَّه فَصْلٌ أي قَاطعٌ لِكلِ مَن نَاوأه وَعاَداه، ولهَذا نجدُ المُسلمين لما كانوا يُجَاهِدونَ الكُفارَ بالقُرآن نَجدُهم غَلبوا الكُفارَ، وقَطَعوا دَابرَهم، وقُضي بَينهُم، فَلمّا أعرَضوا عَن القُرآن هُزموا وأُذلوا بِقدر بُعدهِم عَن القُرآن، وكُلما أبتعدَ الإنسانُ عن كِتابِ اللهِ ابتعَدَت عنه العِزَّةُ، وابتعدَ عنه النَّصرُ حَتى يَرجعَ إلى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. { وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ } أي ما هو باللعِبِ والعَبث واللّغو، بل هُو حَقٌ، كلماتُه كلُّها حقٌ، أخبارُه صِدقٌ، وأحكَامُه عَدلٌ، وتِلاوتُه أجرٌ، لو تَلاه الإنسَانُ كُل أوانِه لم يَمل مِنه، وإذا تَلاهُ بِتدبُرٍ وتَفَكرٍ ,فَتحَ اللهُ عَليه مِن المَعَانِي مَا لم يَكن عِندَه مِن قَبل، وهذا شيء مُشاهَدٌ، اقرأ القُرآنَ وتَدَبره، كُلَّما قرأتَه وتَدبرتَه ,حَصلَ لك مِن مَعَانيه مَا لم يَكن يَحصُلُ لكَ مِن قَبل، كُلُّ هَذا لأنَّه فَصلٌ وَليسَ بِالهَزلِ، لَكنَّ الكَلامَ اللّغوَ مِن كَلامِ النَّاسِ كُلَّما كَرَّرتَه مَجَجتَه وكَرهتَه وَملَلتَه ,أمَّا كتابُ اللهِ فَلا.
 
وقال:
"يرون أن المواد العلمية هي ما يتعلق بعلم الكون والأحياء والنباتات وما أشبه ذلك، ولكن الذي يجب أن نفهمه أن هذا ليس هو العلم الذي حث الله عليه وأثنى على طالبيه، فإن العلم الذي أثنى الله على أصحابه، والذي أصحابه هم أهل خشية الله، إنما هو علم الشريعة فقط"
(مجموع فتاوى ورسائل العثيمين) (26/ 385)
 
قوله تعالى :{ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)}

قال العثيمين رحمه الله في تفسيره :
(وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ) تكون على شمال الغار.
وقوله: { تَقْرِضُهُم } قيل: المعنى تتركهم وقيل: تصيب منهم، وهو الأقرب أنها تصيب منهم، وفائدة هذه الإصابة أن تمنع أجسامَهم من التغيُّر لأن الشمس كما يقول الناس: إنها صحة وفائدة للأجسام.
(وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ) الضمير يعود على هؤلاء الفتية، هذه الفجوة يعني الشيء الداخل، يعني ليسوا على باب الكهف مباشرة، بل في مكان داخل، لأن ذلك أحفظ لهم.
وفي قوله تعالى: { إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ } { وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُم} دليل على أن الشمس هي التي تتحرك وهي التي بتحركها يكون الطلوع والغروب خلافاً لما يقوله الناس اليوم من أن الذي يدور هو الأرض، وأما الشمس فهي ثابتة، فنحن لدينا شيء من كلام الله، الواجب علينا أن نجريه على ظاهره وألا نتزحزح عن هذا الظاهر إلَّا بدليل بَيِّن، فإذا ثبت لدينا بالدليل القاطع أن اختلاف الليل والنهار بسبب دوران الأرض فحينئذ يجب أن نؤول الآيات إلى المعنى المطابق للواقع، فنقول: إذا طلعت في رأي العين وإذا غربت في رأي العين، تزاور في رأي العين، تقرض في رأي العين، أما قبل أن يتبين لنا بالدليل القاطع أن الشمس ثابتة والأرض هي التي تدور وبدورانها يختلف الليل والنهار فإننا لا نقبل هذا أبداً، علينا أن نقول: إنَّ الشمس هي التي بدورانها يكون الليل والنهار، لأن الله أضاف الأفعال إليها والنبي صلى الله عليه وسلم حينما غربت الشمس قال لأبي ذر: "أتدري أين تذهب؟" فأسند الذَّهاب إليها، ونحن نعلم علم اليقين أن الله تعالى أعلم بخلقه ولا نقبل حدْساً ولا ظناً، ولكن لو تيقنا يقيناً أن الشمس ثابتة في مكانها وأن الأرض تدور حولها، ويكون الليل والنهار، فحينئذ تأويل الآيات واجب حتى لا يخالف القرآن الشيء المقطوع به.
 
قوله تعالى :{ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً (18)}

قال العثيمين رحمه الله في تفسيره:
والحكمة من تقليبهم ذات اليمين وذات الشمال: بعض العلماء قال لئلَّا تأكل الأرض الجانب الذي يكون ملاصقاً لها، ولكن الصحيح أن الحكمة ليست هذه، الحكمة من أجل توازن الدم في الجسد لأن الدم يسير في الجسد، فإذا كان في جانب واحد أوشك أن ينحَرِم منه الجانب الأعلى، ولكن الله بحكمته جعلهم يتقلبون.
 
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ: أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَد بْنُ تَيْمِيَّة في مجموع الفتاوى -عن الْمُسْلِمِينَ:
فَكُلُّ مَنْ اسْتَقْرَأَ أَحْوَالَ الْعَالَمِ وَجَدَ الْمُسْلِمِينَ أَحَدَّ وَأَسَدَّ عَقْلًا وَأَنَّهُمْ يَنَالُونَ فِي الْمُدَّةِ الْيَسِيرَةِ مِنْ حَقَائِقِ الْعُلُومِ وَالْأَعْمَالِ أَضْعَافَ مَا يَنَالُهُ غَيْرُهُمْ فِي قُرُونٍ وَأَجْيَالٍ وَكَذَلِكَ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ تَجِدُهُمْ كَذَلِكَ مُتَمَتِّعِينَ. وَذَلِكَ لِأَنَّ اعْتِقَادَ الْحَقِّ الثَّابِتِ يُقَوِّي الْإِدْرَاكَ وَيُصَحِّحُهُ قَالَ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى} وَقَالَ: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} {وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا} {وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} .
 
"قَالَ الْمُسْتَوْرِدُ الْقُرَشِيُّ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ»
فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: أَبْصِرْ مَا تَقُولُ
قَالَ: أَقُولُ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ، إِنَّ فِيهِمْ لَخِصَالًا أَرْبَعًا: إِنَّهُمْ لَأَحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَةٍ، وَأَسْرَعُهُمْ إِفَاقَةً بَعْدَ مُصِيبَةٍ، وَأَوْشَكُهُمْ كَرَّةً بَعْدَ فَرَّةٍ، وَخَيْرُهُمْ لِمِسْكِينٍ وَيَتِيمٍ وَضَعِيفٍ، وَخَامِسَةٌ حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ: وَأَمْنَعُهُمْ مِنْ ظُلْمِ الْمُلُوكِ"
(صحيح مسلم) (4/ 2222)
 
ثلث القران الكريم ايات عن التفكر في خلق الله
ايات على النظر في النبات والحيوان والكون
فالذي خلق الكون هو الذي نزل الشرع
فلا تفصل
 
والله يا أخي الكريم لقد تعدى كونه منهم - فما أعجب ما يحدث - ليس منه فقط - بل ممن سمحوا لهذا العفن أن يظهر ... فإن كان أمره عجيبا فأمر من تركوه أعجب .
ولكأنك برجل جمع أوجه الشر كلها ولم يترك منها وجها ......
والعجيب أنه مازال يحتفظ بهذه الأسماء التي تخص المسلمين .فما الذي يمنعه أن يكون شريكا لهم في بقية الأمور فهو أليق بهم وهم أولى به - أقصد غير المسلمين بالطبع.

لكن الحق لابد أن يقال -- فإن وجودكم على هذا الملتقى لهي بركة هذا الملتقى ...أما من يتكلمون عن سياسات الملتقى ومن أوقفونا مرتين تقريبا - وأوقفوا لنا مشاركات كلها كتاب وسنة - فالله بهم عليم ..
 
ومع أن الحديث الذي ذكره بالفعل في صحيح مسلم - لكن عليه تعليقات قوية بشأن خلوص صحته ...


لكن نقول بكلام الله عز وجل :{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (111) ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (112)}
وفي الصحيحين :{قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ فَجَعَلَ النَّبِيُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمُ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ قُلْتُ مَا هَذَا أُمَّتِي هَذِهِ قِيلَ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ قِيلَ انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلأُ الأُفُقَ ثُمَّ قِيلَ لِي انْظُرْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا فِي آفَاقِ السَّمَاءِ فَإِذَا سَوَادٌ قَدْ مَلأَ الأُفُقَ قِيلَ هَذِهِ أُمَّتُكَ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤُلاَءِ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ..}

وفي صحيح مسلم :{عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَنَا أَوَّلُ النَّاسِ يَشْفَعُ فِى الْجَنَّةِ وَأَنَا أَكْثَرُ الأَنْبِيَاءِ تَبَعًا ».}
 
جاء في كتاب التبشير والاستعمار في البلاد العربية ..........
تأليف الدكتور مصطفى خالدي والدكتور عمر فرُّوخ........
يقول (جون تاكلي) عن المسلمين: «يَجِبُ أَنْ يُسْتَخْدَمَ كِتَابُهُمْ (أَيْ القُرْآنُ الكَرِيمُ)، وَهُوَ أَمْضَى سِلاَحٍ فِي الإِسْلاَمِ، ضِدَّ الإِسْلاَمِ نَفْسِهِ لِنَقْضِي عَلَيْهِ تَمَامًا. يَجِبُ أَنْ نُرِي هَؤُلاَءِ النَّاسِ أَنَّ الصَّحِيحَ فِي القُرْآنِ لَيْسَ جَدِيدًا، وَأَنَّ الجَدِيدَ فِيهِ لَيْسَ صَحِيحًا».
انظر هذه الجملة جيدا :{ يَجِبُ أَنْ نُرِي هَؤُلاَءِ النَّاسِ أَنَّ الصَّحِيحَ فِي القُرْآنِ لَيْسَ جَدِيدًا، وَأَنَّ الجَدِيدَ فِيهِ لَيْسَ صَحِيحًا».}
عندما تقرأ هذه الجملةَ يتمثل لك مُشارك على هذا الملتقى يسيرُ خلف هذا المعنى .......... وخلف قائليه....
 
عودة
أعلى