أقسام الناس في القرآن

إنضم
02/04/2003
المشاركات
1,760
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
السعودية
الموقع الالكتروني
www.tafsir.org
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :


فهذا موضوع لطيف من موضوعات القرآن ، أحببت أن أطرحه هنا حتى يشارك فيه الجميع - ممن له رغبة في المشاركة - .

وهو موضوع : أقسام الناس في القرآن


وقد ورد في القرآن الكريم تقاسيم متعددة للناس عموماً ، ولبعضهم على وجه الخصوص .


وسأبدأ بذكر أحد هذه التقاسيم ، وهو تقسيم الناس في سورة الفاتحة .

قسم الله عز وجل الناس في سورة الفاتحة إلى ثلاثة أقسام :

الأول : المنعم عليهم

الثاني : المغضوب عليهم

والثالث : الضالون

ومن فائدة معرفة هذا التقسيم ما ذكره ابن القيم في مدارج السالكين عن المعاني التي تضمنتها هذه السورة :

قال : ( فصـل في بيان تضمنها للرد على الرافضة
وذلك من قوله "اهدنا الصراط المستقيم" إلى آخرها.
ووجه تضمنه إبطال قولهم: أنه سبحانه قسم الناس إلى ثلاثة أقسام :
منعم عليهم وهم أهل الصراط المستقيم، الذين عرفوا الحق واتبعوه.
و مغضوب عليهم وهم الذين عرفوا الحق ورفضوه.
و ضالون وهم الذين جهلوه فأخطأوه.
فكل من كان أعرف للحق، وأتبع له: كان أولى بالصراط المستقيم.
ولا ريب أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم: هم أولى بهذه الصفة من الروافض. فإنه من المحال أن يكون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم -ورضي الله عنهم- جهلوا الحق وعرفه الروافض، أو رفضوه وتمسك به الروافض.
ثم إنا رأينا آثار الفريقين تدل على أهل الحق منهما. فرأينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحوا بلاد الكفر، وقلبوها بلاد إسلام. وفتحوا القلوب بالقرآن والعلم والهدى. فآثارهم تدل على أنهم هم أهل الصراط المستقيم. ورأينا الرافضة بالعكس في كل زمان ومكان. فإنه قط ما قام للمسلمين عدو من غيرهم إلا كانوا أعوانهم على الإسلام. وكم جروا على الإسلام وأهله من بلية؟ وهل عاثت سيوف المشركين عباد الأصنام -من عسكر هولاكو وذويه من التتار- إلا من تحت رءوسهم؟ وهل عطلت المساجد، وحرقت المصاحف، وقتل سروات المسلمين وعلماؤهم وعبادهم وخليفتهم، إلا بسببهم ومن جرائهم؟ ومظاهرتهم للمشركين والنصارى معلومة عند الخاصة والعامة، وآثارهم في الدين معلومة.
فأي الفريقين أحق بالصراط المستقيم؟ وأيهم أحق بالغضب والضلال، إن كنتم تعلمون؟
ولهذا فسر السلف الصراط المستقيم وأهله: بأبي بكر وعمر، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم، وهو كما فسروه. فإنه صراطهم الذي كانوا عليه. وهو عين صراط نبيهم. وهم الذين أنعم الله عليهم، وغضب على أعدائهم، وحكم لأعدائهم بالضلال، وقال أبو العالية -رفيع الرياحي و الحسن البصري، وهما من أجل التابعين الصراط المستقيم: رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه وقال أبو العالية أيضاً في قوله صراط الذين أنعمت عليهم: هم آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر وعمر وهذا حق. فإن آله وأبا بكر وعمر على طريق واحدة. ولا خلاف بينهم، وموالاة بعضهم بعضاً، وثناؤهم عليهما، ومحاربة من حاربا، ومسالمة من سالما: معلومة عند الأمة. خاصها وعامها. وقال زيد بن أسلم الذين أنعم الله عليهم: هم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر وعمر.
ولا ريب أن المنعم عليهم: هم أتباعه، والمغضوب عليهم: هم الخارجون عن اتباعه، وأتبع الأمة له وأطوعهم: أصحابه وأهل بيته. وأتبع الصحابة له: السمع والبصر، أبو بكر وعمر. وأشد الأمة مخالفة له: هم الرافضة، فخلافهم له معلوم عند جميع فرق الأمة. ولهذا يبغضون السنة وأهلها، ويعادونها ويعادون أهلها. فهم أعداء سنته صلى الله عليه وسلم. وأهل بيته وأتباعه من بنيهم أكمل ميراثاً؟ بل هم ورثته حقاً.
فقد تبين أن الصراط المستقيم: طريق أصحابه وأتباعه. وطريق أهل الغضب والضلال: طريق الرافضة.
وبهذه الطريق -بعينها- يرد على الخوارج. فإن معاداتهم الصحابة معروفة.) انتهى


وللموضوع صلة ، وأرجو من الإخوة الأعضاء المشاركة بذكر ما يرونه حول هذا الموضوع .
 
بسم الله الرحمن الرحيم

من أقسام الناس في القرآن ما جاء في أول سورة البقرة ، حيث دلت الآيات أن الناس ينقسمون إلى ثلاثة أقسام :

مؤمنون ، وكافرون ، ومنافقون .


قال ابن كثير رحمه الله بعد تفسيره للآية رقم 20 من سورة البقرة :

( فإذا تقرر هذا صار الناس أقساما :
مؤمنون خلص وهم الموصوفون بالآيات الأربع في أول البقرة
وكفار خلص وهم الموصوفون بالآيتين بعدها
ومنافقون ؛ وهم قسمان :
خلص وهم المضروب لهم المثل الناري
ومنافقون يترددون تارة يظهر لهم لمع الإيمان وتارة يخبو وهم أصحاب المثل المائي وهم أخف حالا من الذين قبلهم .
وهذا المقام يشبه من بعض الوجوه ما ذكر في سورة النور من ضرب مثل المؤمن وما جعل الله في قلبه من الهدى والنور بالمصباح في الزجاجة التي كأنها كوكب دري وهي قلب المؤمن المفطور على الإيمان واستمداده من الشريعة الخالصة الصافية الواصلة إليه من غير كدر ولا تخليط كما سيأتي تقريره في موضعه إن شاء الله ثم ضرب مثل العباد من الكفار الذين يعتقدون أنهم على شيء وليسوا على شيء وهم أصحاب الجهل المركب في قوله تعالى" والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا " الآية ثم ضرب مثل الكفار الجهال الجهل البسيط وهم الذين قال تعالى فيهم " أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور " .
فقسم الكفار هاهنا إلى قسمين داعية ومقلد كما ذكرهما في أول سورة الحج " ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد " وقال " ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير " .
وقد قسم الله المؤمنين في أول الواقعة وفي آخرها وفي سورة الإنسان إلى قسمين سابقون وهم المقربون وأصحاب يمين وهم الأبرار .

فتلخص من مجموع هذه الآيات الكريمات أن المؤمنين صنفان :مقربون وأبرار ، وأن الكافرين صنفان : دعاة ومقلدون ، وأن المنافقين أيضا صنفان : منافق خالص ومنافق فيه شعبة من نفاق كما جاء في الصحيحين عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم " ثلاث من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه واحدة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان ") انتهى ما أورده ابن كثير
 
ومن تقسيمات القرآن للناس ما جاء في سياق آيات الحج من بيان كونهم ينقسمون إلى قسمين في قوله تعالى : {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ . وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ . أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ } .

روى ابن جرير عن ابن زيد أنه قال في قوله . { فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا } : ( قال كانوا أصنافا ثلاثة في تلك المواطن يومئذ : رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأهل الكفر , وأهل النفاق . فمن الناس من يقول : { ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق } إنما حجوا للدنيا والمسألة لا يريدون الآخرة ولا يؤمنون بها , ومنهم من يقول . { ربنا آتنا في الدنيا حسنة } الآية . قال . والصنف الثالث { ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا } . .. الآية .)

وروى عنه كذلك أنه قال في قوله : في : { فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق } : ( إنما حجوا للدنيا والمسألة , لا يريدون الآخرة ولا يؤمنون بها , { ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } قال : فهؤلاء النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون { أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب } لهؤلاء الأجر بما عملوا في الدنيا . ) .
 
اللهم اهدنا الصراط المستقيم

اللهم اهدنا الصراط المستقيم

بارك الله فيك يا أخي ابومجاهد على هذا التقسيم وهداك الله لما فيه رفعة للمسلمين......
أسأل بخصوص تقسيمك الأول للناس
المغضوب عليهم والضالين
المغضوب عليهم علمنا بأنهم هم الذين اعرضوا عن الحق بعد العلم به كبرا وحسدا(وهم اليهود)
الضالين البعيدين عن الصواب جيرة وجهلا (النصارى)
هل المقصود بالمغضوب عليهم والضالين لا يختصر على اليهود والنصارى؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم

هذا جواب سؤالك يا أخي عيسى من كلام الإمام محمد بن عبدالوهاب في تفسيره لسورة الفاتحة :

( وأما قوله: (غير المغضوب عليهم ولا الضـآلين) فالمغضوب عليهم هم العلماء الذين لم يعملوا بعلمهم, والضالون العاملون بلا علم, فالأول صفة اليهود, والثاني صفة النصارى, وكثير من الناس إذا رأي في التفسير أن اليهود مغضوب عليهم وأن النصارى ضالون, ظن الجاهل أن ذلك مخصوص بهم, وهو يقر أن ربه فارض عليه أن يدعو بهذا الدعاء, ويعوذ من طريق أهل هذه الصفات, فياسبحان الله كيف يعلمه الله ويختار له, ويفرض عليه أن يدعو به دائماً مع ظنه أنه لا حذر علي منه, ولا يتصور أنه يفعله, هذا من ظن السوء بالله , والله أعلم ) انتهى

انظر تفسيره كاملاً لسورة الفاتحة

هنــــا
 
ومن تقسيمات القرآن للناس ، تقسيمهم باعتبار قيامهم بالشكر ، فأقسام الناس من جهة امتثالهم لهذه العباده الجليله ( الشكر) ثلاثة أقسام :

قسم يشكرون ....

قسم شكرهم قليل ...

قسم لا يشكرون ...

أولاً : قسم الشاكرين :

و هم قله – جعلنا الله منهم – و جاء النص في بيان قلتهم في مواضيع من القرآن الكريم كثيره ، منها قوله تعالى ( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ )

و هؤلاء القله أعلى الناس مقاماً ، و هم الذين لهم الزياده و حسن الجزاء ، كما قال تعالى ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ )

و قال سبحانه بعد ذكره لنجاة لوط عليه السلام ( نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر )

و قال عزوجل ( وسيجزي الله الشاكرين)

و هؤلاء أقل الخلق كما تقدم

و ذكر الإمام احمد رحمه الله عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع رجلاً يقول : اللهم اجعلني من الأقلين .فقال عمر : ما هذا ؟! فقال الرجل : يا أمير المؤمنين ، إن الله عز وجل قال ( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ )

ثانياً : قسم المقلين :

أي يشكرون الله تعالى ، و لكن هذا الشكر قليل ، و وجه قلته كونه في أوقات يسيره ، و في فترات متباعده ، و على بعض النعم لا كلها ، كما قال تعالى ( قليلا ما تشكرون) وذلك بعد تعداد النعم و بيان كثرتها و منافعها ، قال تعالى هو الذي أنشأكم و جعل لكم السمع و الأبصار و الأفئدة قليلاً ما تشكرون )

ثالثاً : قسم لا يشكرون :

و هذه صفة أكثر الخلق ، كما جل جلاله في ثلاثة مواضع من كتابه ولكن اكثر الناس لايشكرون)

و في موضعين ( ولكن اكثرهم لا يشكرون )

وقال جل جلاله في سورة الاعراف ( و لا تجد أكثرهم شاكرين )

و هذا الصنف من الناس هم أبغض الخلق الى الله عزوجل ، فإن الله تعالى قسم الناس الىشكور و كفور ، فأبغض الأشياء اليه الكفر و أهله ، و أحب الأشياء اليه الشكر و أهله ، قال تعالى (انا هديناه السبيل إما شاكراً و إما كفوراً ) ، و قال تعالى ( و اشكروا لي و لا تكفرون )

و هذا النكران من هؤلاء قد يكون لجهلهم بقدر النعمه ، أو منعمها ، او لكفرهم و جحودهم – عياذاً بالله – كما قال تعالى ( فأبى اكثر الناس إلا كفوراً)

فبين أن سبب إبائهم هو بسبب كفران النعم ، فالشكران ضد الكفران ، و كثرة الكافرين تبين قلة الشاكرين .

و هذا التصوير الرباني لواقع الناس يشعر بالحسره الشديده على العباد المنكرين الجاحدين ، و حقاً إن الانسان لظلوم كفار ، يلبس ثياب النعمه فتكسوه من شعره الى أخمص قدميه صحه و عافيه و مالاً و ولداً وأمناً ، ثم لا يلوي على صاحبها و مسبغها بالشكر و العرفان"

منقول
 
وينقسم الناس في القرآن باعتبار التوبة إلى قسمين : تائب وظالم.

فمن لم يتب فهو ظالم.

قال الله تعالى : { وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } (الحجرات:11).
 
جزاكم الله خيرا يا شيخ على هذا الموضوع اللطيف...وأرجو أن تسمح لي بمشاركة بسيطة :
....................................................................................................................................

قال تعالى : { ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات
بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير } ( سورة فاطر ، الآية رقم : 32)

قال ابن كثير في تفسيره : (11 / 322) :
( يقول تعالى : ثم جعلنا القائمين بالكتاب العظيم ، المصدق لما بين يديه من الكتب ، الذين
اصطفينا من عبادنا ، وهم هذه الأمة ، ثم قسّمهم إلى ثلاثة أنواع :
فقال : ( فمنهم ظالم لنفسه ) ، وهو : المفرّط في فعل الواجبات ، المرتكب لبعض المحرّمات.
(ومنهم مقتصد ) ، وهو : المؤدي للواجبات ، التارك للمحرمات ، وقد يترك بعض المستحبات ، ويفعل بعض المكروهات.
(ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله) ، وهو : الفاعل للواجبات والمستحبات ، التارك للمحرمات والمكروهات
وبعض المباحات)
 
[align=justify]قال الله تعالى في سورة الحديد : { إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ *وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }

قال العلامة السعدي في تفسيره : ( فهذه الآيات جمعت أصناف الخلق، المتصدقين، والصديقين، والشهداء، وأصحاب الجحيم.

فالمتصدقون الذين كان جل عملهم الإحسان إلى الخلق، وبذل النفع إليهم بغاية ما يمكنهم، خصوصا بالنفع بالمال في سبيل الله.

والصديقون هم الذين كملوا مراتب الإيمان والعمل الصالح، والعلم النافع، واليقين الصادق.

والشهداء هم الذين قاتلوا في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، وبذلوا أنفسهم وأموالهم فقتلوا.

وأصحاب الجحيم هم الكفار الذين كذبوا بآيات الله.

وبقي قسم ذكرهم الله في سورة فاطر، وهم المقتصدون الذين أدوا الواجبات وتركوا المحرمات، إلا أنهم حصل منهم تقصير ببعض حقوق الله وحقوق عباده، فهؤلاء مآلهم الجنة، وإن حصل لهم عقوبة ببعض ما فعلوا. )
[/align]
 
جزاكم الله خيرا وزادكم علما وفضلا
*واسمح لى ببعض الأسئلة
*أليس فى الفاتحة قسم رابع وهم السائلين الهداية؟فهم لم يدخلوا فى "الذين أنعمت عليهم " من النبيين والصديقين والشهداء والصالحيين. ولاهم بالطبع فى الفئتين الأخريين..وهؤلاء -والله أعلم -هم السالكين بين اياك نعبد واياك نستعين على المدارج الى رب العالمين
والتقسيم الى مؤمنون وكافرون ومنافقون , ألا يقدح فيه كون المنافقون فئة من الكافرين؟!
وصف اصحاب اليمين بأنهم الأبرار فى قولك" وأصحاب يمين وهم الأبرار " ألا يخرج درجات كثيرة من تحت عبائتهم مثل المتقين والمحسنين . ؟
وهل أقترح على الأخوة فى المنتدي أن يقدموا بحثا عن درجات المؤمنين : المقربون _ الذين أنعم الله عليهم _ما صفات كل فئة التى تميزها عن التى تليها .ثم أصحاب اليمين ومن يندرج فيهم :الأبرار والمحسنين والمتقين وربما غيرهم وتحديد ما يميز كل درجة عن الأخرى .
هذا وجزاكم الله خيرا
 
وينقسم الناس باعتبار حمل الأمانة إلى ثلاثة أقسام:
قسم حملوها ظاهراً وباطناً، وهم المؤمنون.
وقسم لم يحلموها لا ظاهراً ولا باطنا، وهم الكفار المشركون.
وقسم ادّعوا حلمها ظاهراً، ولم يحملوها باطناً، وهم المنافقون.

قال الله تعالى: { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا . لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب : 72 ، 73]
قال السعدي في تفسيره: ( يعظم تعالى شأن الأمانة، التي ائتمن الله عليها المكلفين، التي هي امتثال الأوامر، واجتناب المحارم، في حال السر والخفية، كحال العلانية، وأنه تعالى عرضها على المخلوقات العظيمة، السماوات والأرض والجبال، عرض تخيير لا تحتيم، وأنك إن قمت بها وأديتها على وجهها، فلك الثواب، وإن لم تقومي بها، ولم تؤديها فعليك العقاب.
{ فأبين أن يحملنها وأشفقن منها } أي: خوفا أن لا يقمن بما حملن، لا عصيانا لربهن، ولا زهدا في ثوابه، وعرضها الله على الإنسان، على ذلك الشرط المذكور، فقبلها، وحملها مع ظلمه وجهله، وحمل هذا الحمل الثقيل. فانقسم الناس -بحسب قيامهم بها وعدمه- إلى ثلاثة أقسام:
منافقون، أظهروا أنهم قاموا بها ظاهرا لا باطنا، ومشركون، تركوها ظاهرا وباطنا، ومؤمنون، قائمون بها ظاهرا وباطنا.
فذكر الله تعالى أعمال هؤلاء الأقسام الثلاثة، وما لهم من الثواب والعقاب فقال: { ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما } .​
فله الحمد تعالى، حيث ختم هذه الآية بهذين الاسمين الكريمين، الدالين على تمام مغفرة الله، وسعة رحمته، وعموم جوده، مع أن المحكوم عليهم، كثير منهم، لم يستحق المغفرة والرحمة، لنفاقه وشركه.)
 
شكراً جزيلاً شيخنا أبا مجاهد ..
و للأستاذ النورسي بحث عميق في الكلمة الثلاثين من الكلمات في تفسير هذه الآية .. هذه مقدمته :

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

] إنّا عرضنا الأمانةَ على السموات والأرض والجبال فأبَيْنَ أن يحملْنَها وأشفَقنَ منها وَحَمَلها الإنسانُ إنه كان ظلوماً جهولاً [


من الخزينة العظمى لهذه الآية الجليلة، سنشير الى جوهرة واحدة من جواهرها، وهي: أن الأمانة التي أبَت السمواتُ والارضُ والجبالُ ان يحملنها، لها معانٍ عدة، ولها وجوه كثيرة. فمعنىً من تلك المعاني، ووجهٌ من تلك الوجوه، هو
أنا !؟!.


نعم ! إن ( أنا ) بذرةٌ، نشأت منها
شجرة طوبى نورانية عظيمة، وشجرة زقوم رهيبة،

تمدان اغصانَهما وتنشران فروعَهما في أرجاء عالم الانسان من لدن آدم عليه السلام الى الوقت الحاضر.
 
عودة
أعلى