أقسام الدخيل في التفسير:-2-

إنضم
12/01/2013
المشاركات
701
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
العمر
52
الإقامة
مراكش-المغرب
بسم1
أقسام الدخيل في التفسير:-2-
أنواع الدخيل في التفسير بالمأثور:
يمكن حصر هذه الأنواع في سبع:
-1- الإسرائيليات المردودة التي تعارض النقل و العقل و يبطلها الشرع، و كذلك تلك التي ليس في شرعنا ما يوافقها أو يخالفها، أو كما يسمها البعض المسكوت عنه، أما ما يوافق شرعنا و لا يعارضه فلا يسمى دخيلا.
و معلوم أن الإسرائيليات ثلاثة أقسام:
- القسم الأول: ما علمنا صدقه و أيقنا صحته و شهد له القرآن الحكيم أو السنة النبوية الشريفة، فهذا مما أقره الإسلام و شهد بصدقه .
حكمه: جواز روايته و حكايته و تفسير القرآن الكريم به، لأنه صدق و حق، و هذا النوع لا يعتبر من قبيل الدخيل.
- القسم الثاني: ما لم نعلم كذبه من صدقه، لكون شرعنا سكت عنه، فلم يقره كما لم يبطله.
حكمه: اختلف أهل العلم في حكم هذا النوع من الإسرائيليات، فمنهم من يرى جواز روايته و حكايته، لكن بالتوقف فيه بحيث لا نصدقه و لا نكذبه، كما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:" كان أهل الكتب يقرؤون التوراة بالعبرانية و يفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" لا تصدقوا أهل الكتاب و لا تكذبوهم و قولوا:" آمنا بالله و ما أنزل إلينا.." الآية. – حديث رقم4485-.
و الحكمة في عدم تصديقهم أو تكذيبهم، احتمال أن يكون خبرهم في نفس الأمر صدق فنكذبه أو كذب فنصدقه، لذلك وجب التوقف.
و ممن قال بجواز روايته شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى و تبعه محمد حسين الذهبي.
و ذهب آخرون منهم العلامة أحمد شاكر و محمد أبو شهبة و عبد الوهاب الفايد إلى عدم روايته و تفسير القرآن به، يقول الشيخ أحمد شاكر في بيان عدم جواز تفسير القرآن بالمسكوت عنه من الإسرائيليات:" لأن في إثبات مثل ذلك بجوار كلام الله ما يوهم أن هذا الذي لا نعرف صدقه من كذبه مبين لمعنى قول الله سبحانه و مفصل لما أجمل فيه، و حاشا لله و لكتابه من ذلك..."- عمدة التفسير-.
و هذا النوع هو الذي تكثر فيه الروايات عن أهل الكتاب، و هو الميدان الفسيح لنقل الإسرائيليات، و هذا كما يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:" و غالب ما يروى عنهم من ذلك ليس بذي فائدة في الدين كتعيين لون كلب أصحاب الكهف و نحوه".- شرح أصول التفسير-
- القسم الثالث: ما علمنا بطلانه و أيقنا كذبه، لإبطال القرآن أو السنة له، و إنكار شرعنا الحنيف له، فهو باطل مردود.
حكمه: عدم جواز حكايته أو الإخبار به، إلا لبيان كذبه و بطلانه.
و من ذلك ما يروى من الأكاذيب في قصص بعض الأنبياء كأيوب عليه السلام و الملائكة كما في قصة هاروت و ماروت، بل أعظم من ذلك ما يحكونه من الكفريات فيما يتعلق بالله جل في علاه بوصفه بصفات لا تليق بذاته سبحانه و تعالى.
و هذان النوعان - أي المسكوت عنه و المردود- هما المقصودان كنوع من أنواع الدخيل.
2- الأحاديث الموضوعة على النبي صلى الله عليه و سلم:
و هي الأحاديث التي نسبت كذبا و زورا للنبي الكريم عليه من ربه أفضل الصلاة و التسليم، بهدف الطعن في الإسلام، و تشويه صورته، و قد أدت عدة أسباب إلى ظهور هذا النوع من الدخيل، منها على سبيل المثال لا الحصر:
- الزندقة و محاولة الكيد للإسلام.
- القصاص الذين يستعملون هذه الأحاديث لترويج بضاعتهم و الاسترزاق بها.
- التعصب المذهبي، كالحديث المرفوع كذبا إلى النبي صلى الله عليه و سلم من طرف بعض الحنفية المتعصبين:"سيكون في أمتي رجل يقال له إدريس هو أضر عليها من إبليس"- يقصدون به الإمام الهمام الشافعي-.
- التزلف لأهل السلطان.
- الابتداع في الدين فكم وضعت من الأحاديث و نسبت زورا للنبي صلى الله عليه و سلم من طرف بعض أهل البدع لتأييد بدعهم.
- طلب الشهرة، فبعض الجهال كانوا يلجؤون إلى وضع الأحاديث، أو ربط أسانيد صحيحة بمتون واهية ، كل ذلك من أجل الشهرة.
و كل هؤلاء قد وقعوا في خطأ جسيم و منكر عظيم، فقد توعد النبي صلى الله عليه و سلم من كذب عليه بقوله:" من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"، يقول الإمام ابن الصلاح رحمه الله تعالى:"اعلم أن الحديث الموضوع شر الأحاديث الضعيفة و لا تحل روايته لأحد علم حاله في أي معنى كان إلا مقرونا ببيان وضعه"- مقدمة ابن الصلاح:58-.
3- الأحاديث الضعيفة و خاصة التي لا ينجبر ضعفها: و معلوم أن من الأحاديث الضعيفة ما يمكن جبر ما بها من الضعف و تقويتها بشواهد أو متابعات لترتقي إلى درجة الحسن لغيره، فهذه لا تعتبر من قسم الدخيل، بخلاف التي لا يمكن جبرها، و هي أنواع، منها:
- الحديث الذي فيه كذاب أو ثبت عليه الكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم، الحديث المتروك أي الذي ثبت عليه الكذب في حديث الناس و لم يروى هذا الحديث عن غيره ممن ليس بكذاب والحديث الشاذ.
4- الأحاديث التي نسبت إلى الصحابة و لم تثبت عنهم: أي الأحاديث التي اعتبرت من قسم الموقوف لكنها في حقيقة الأمر لا تثبت عن هؤلاء الصحابة.
5- الأحاديث المنسوبة إلى التابعين و لم تصح أو تثبت عنهم.
6- الأحاديث الموقوفة على بعض الصحابة و التي تخالف النقل و العقل أي ثبت تعارضها تعارضا حقيقيا مع نصوص القرآن أو السنة أو مع العقل، و لم يمكن التوفيق بينها و بين هذه الأشياء.
7- الأحاديث المقطوعة - أي التي تنسب إلى التابعين- و ثبت تعارضها تعارضا حقيقيا مع القرآن أو السنة أو أقوال الصحابة أو العقل مع عدم إمكانية التوفيق بينها و بين هذه الأمور.

يتبع إن شاء الله تعالى.
 
شكر الله للأخ الكريم، ولي مناقشة حول ما كتبت:
سأجعل كلامي بالأزرق تمييزًا

1. هذه التسمية ((الدخيل))، أرجو توضيح الدخيل على من، فإن بعض من استخدم هذا المصطلح عد بعضًا مما كتبته من الدخيل على أمثال ابن جرير وابن كثير وابن عطية، وغيرهم، وهذا من العجب = إذ فيه اتهام لهؤلاء العلماء بالغفلة، وعدم التنبه لهذه الأمور، وهم أهل النقد والصنعة .

بسم1
أقسام الدخيل في التفسير:-2-
أنواع الدخيل في التفسير بالمأثور:
يمكن حصر هذه الأنواع في سبع:
-1- الإسرائيليات المردودة التي تعارض النقل و العقل و يبطلها الشرع، و كذلك تلك التي ليس في شرعنا ما يوافقها أو يخالفها، أو كما يسمها البعض المسكوت عنه، أما ما يوافق شرعنا و لا يعارضه فلا يسمى دخيلا.
و معلوم أن الإسرائيليات ثلاثة أقسام:
- القسم الأول: ما علمنا صدقه و أيقنا صحته و شهد له القرآن الحكيم أو السنة النبوية الشريفة، فهذا مما أقره الإسلام و شهد بصدقه .
حكمه: جواز روايته و حكايته و تفسير القرآن الكريم به، لأنه صدق و حق، و هذا النوع لا يعتبر من قبيل الدخيل.
- القسم الثاني: ما لم نعلم كذبه من صدقه، لكون شرعنا سكت عنه، فلم يقره كما لم يبطله.
حكمه: اختلف أهل العلم في حكم هذا النوع من الإسرائيليات، فمنهم من يرى جواز روايته و حكايته، لكن بالتوقف فيه بحيث لا نصدقه و لا نكذبه، كما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:" كان أهل الكتب يقرؤون التوراة بالعبرانية و يفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" لا تصدقوا أهل الكتاب و لا تكذبوهم و قولوا:" آمنا بالله و ما أنزل إلينا.." الآية. – حديث رقم4485-.
و الحكمة في عدم تصديقهم أو تكذيبهم، احتمال أن يكون خبرهم في نفس الأمر صدق فنكذبه أو كذب فنصدقه، لذلك وجب التوقف.
و ممن قال بجواز روايته شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى و تبعه محمد حسين الذهبي.
و ذهب آخرون منهم العلامة أحمد شاكر و محمد أبو شهبة و عبد الوهاب الفايد إلى عدم روايته و تفسير القرآن به، يقول الشيخ أحمد شاكر في بيان عدم جواز تفسير القرآن بالمسكوت عنه من الإسرائيليات:" لأن في إثبات مثل ذلك بجوار كلام الله ما يوهم أن هذا الذي لا نعرف صدقه من كذبه مبين لمعنى قول الله سبحانه و مفصل لما أجمل فيه، و حاشا لله و لكتابه من ذلك..."- عمدة التفسير-.
و هذا النوع هو الذي تكثر فيه الروايات عن أهل الكتاب، و هو الميدان الفسيح لنقل الإسرائيليات، و هذا كما يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:" و غالب ما يروى عنهم من ذلك ليس بذي فائدة في الدين كتعيين لون كلب أصحاب الكهف و نحوه".- شرح أصول التفسير-
- القسم الثالث: ما علمنا بطلانه و أيقنا كذبه، لإبطال القرآن أو السنة له، و إنكار شرعنا الحنيف له، فهو باطل مردود.
حكمه: عدم جواز حكايته أو الإخبار به، إلا لبيان كذبه و بطلانه.
و من ذلك ما يروى من الأكاذيب في قصص بعض الأنبياء كأيوب عليه السلام و الملائكة كما في قصة هاروت و ماروت، بل أعظم من ذلك ما يحكونه من الكفريات فيما يتعلق بالله جل في علاه بوصفه بصفات لا تليق بذاته سبحانه و تعالى.
و هذان النوعان - أي المسكوت عنه و المردود- هما المقصودان كنوع من أنواع الدخيل.

((لا أعرف إن كنتم تميلون إلى أي رأي من هذه الآراء، لكن مُبَلِّغَ الشرع صلى الله عليه وسلم قال: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، وهناك آيات من كتاب الله أجمع السلف على تاويلها بالأغسرائيليات، وانظر مثلًا تفسير قصة داود عليه السلام في سور [ص] .
ثم إن فعل المفسرين والسلف لا ينبغي أن يسمى دخيلًا = إذ هم أحرص على الدين ممن أتى بعدهم .

ولعلك أيها الكريم الحبيب تراجع ما كتبه شيخنا مساعد الطيار حول الإسرائيليات
.

2- الأحاديث الموضوعة على النبي صلى الله عليه و سلم:
و هي الأحاديث التي نسبت كذبا و زورا للنبي الكريم عليه من ربه أفضل الصلاة و التسليم، بهدف الطعن في الإسلام، و تشويه صورته، و قد أدت عدة أسباب إلى ظهور هذا النوع من الدخيل، منها على سبيل المثال لا الحصر:
- الزندقة و محاولة الكيد للإسلام.
- القصاص الذين يستعملون هذه الأحاديث لترويج بضاعتهم و الاسترزاق بها.
- التعصب المذهبي، كالحديث المرفوع كذبا إلى النبي صلى الله عليه و سلم من طرف بعض الحنفية المتعصبين:"سيكون في أمتي رجل يقال له إدريس هو أضر عليها من إبليس"- يقصدون به الإمام الهمام الشافعي-.
- التزلف لأهل السلطان.
- الابتداع في الدين فكم وضعت من الأحاديث و نسبت زورا للنبي صلى الله عليه و سلم من طرف بعض أهل البدع لتأييد بدعهم.
- طلب الشهرة، فبعض الجهال كانوا يلجؤون إلى وضع الأحاديث، أو ربط أسانيد صحيحة بمتون واهية ، كل ذلك من أجل الشهرة.
و كل هؤلاء قد وقعوا في خطأ جسيم و منكر عظيم، فقد توعد النبي صلى الله عليه و سلم من كذب عليه بقوله:" من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"، يقول الإمام ابن الصلاح رحمه الله تعالى:"اعلم أن الحديث الموضوع شر الأحاديث الضعيفة و لا تحل روايته لأحد علم حاله في أي معنى كان إلا مقرونا ببيان وضعه"- مقدمة ابن الصلاح:58-.
3- الأحاديث الضعيفة و خاصة التي لا ينجبر ضعفها: و معلوم أن من الأحاديث الضعيفة ما يمكن جبر ما بها من الضعف و تقويتها بشواهد أو متابعات لترتقي إلى درجة الحسن لغيره، فهذه لا تعتبر من قسم الدخيل، بخلاف التي لا يمكن جبرها، و هي أنواع، منها:
- الحديث الذي فيه كذاب أو ثبت عليه الكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم، الحديث المتروك أي الذي ثبت عليه الكذب في حديث الناس و لم يروى هذا الحديث عن غيره ممن ليس بكذاب والحديث الشاذ.
4- الأحاديث التي نسبت إلى الصحابة و لم تثبت عنهم: أي الأحاديث التي اعتبرت من قسم الموقوف لكنها في حقيقة الأمر لا تثبت عن هؤلاء الصحابة.
5- الأحاديث المنسوبة إلى التابعين و لم تصح أو تثبت عنهم.
6- الأحاديث الموقوفة على بعض الصحابة و التي تخالف النقل و العقل أي ثبت تعارضها تعارضا حقيقيا مع نصوص القرآن أو السنة أو مع العقل، و لم يمكن التوفيق بينها و بين هذه الأشياء.

((أما التعامل مع أسانيد التفسير كالتعامل مع أسانيد الحديث فقد نوقش مرارًا، والذي عليه أهل التفسير من المتقدمين = عدم التسوية بين الأمرين، فلعلك تراجع هذه المسألة أيضًا .

وتسميتها بالدخيل فيه غلط على الأئمة كذلكن وغن سلمت لك في مثل الثعلبي والخازن، فلن أسلم لك في مثل الطبري وابن كثير

7- الأحاديث المقطوعة - أي التي تنسب إلى التابعين- و ثبت تعارضها تعارضا حقيقيا مع القرآن أو السنة أو أقوال الصحابة أو العقل مع عدم إمكانية التوفيق بينها و بين هذه الأمور.

يتبع إن شاء الله تعالى.

وجزاك الله خيرًا، وتقبل تحياتي
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بالنسبة لما ذكرته من أن القول بوجود الدخيل في كتب أولائك الأئمة الذين ذكرت بعض أسمائهم "فيه اتهام لهؤلاء العلماء بالغفلة، وعدم التنبه لهذه الأمور، وهم أهل النقد والصنعة" .
فهذا لا يسلم، فهؤلاء الأعلام لهم من الفضل الشيء الكثير و ما خلفوه من كتب التفاسير الجليلة لا ينكر قيمته إلا جاحد أو جاهل، لكن القول بوجود أنواع من الدخيل في هذه الكتب لا ينقص من قدرهم .
و إنكار وجود بعض الدخيل في هذه الكتب يرده المشاهد، فلتلق أخي في الله نظرة على بعض الأقوال في تفسير بعض الآيات ليتبين لك أنه لا يمكن أن تعد إلا من الدخيل في التفسير، و قد أذكر لاحقا بعض الأمثلة.
و القول بوجود الدخيل في كتب بعض الأئمة في التفسير ليس من كيسي، بل قد قال به كثير من العلماء، كالعلامة محمد أبو شهبة الذي ألف في ذلك كتابا عظيما سماه" الإسرائيليات و الموضوعات في كتب التفسير"، كذا الدكتور محمد حسين الذهبي صاحب التفسير و المفسرون.
أما بالنسبة لاعتماد الإسرئيليات في التفسير، فهذا كما تعلم أمر مختلف فيه، و الذي أميل إليه هو ما ذهب إليه العلامة أحمد شاكر رحمه الله تعالى، و هو عدم اعتماد هذه الإسرائيليات في تفسير كلام الله تعالى، و هذا بالطبع بالنسبة للإسرائيليات المسكوت عنها التي لم يرد ما يبطلها و لا ما يصدقها.
أما التي من قسم المردود فهذا لا خلاف في عدم جواز التفسير به، و عليه فكيف تدعي وجود إجماع للسلف في التفسير بالإسرائيليات و تمثل بقصة داود عليه السلام، مع أن ما ينقل عن هذا النبي الكريم- إن كنت تقصد قصته مع أوريا- فهذا كما قرره العلماء من أبطل الباطل، يقول العلامة محمد أبو شهبة رحمه الله تعالى:" فقد ذكر ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والبغوي ، والسيوطي في : "الدر المنثور"،من الأخبار ما تقشعر منه الأبدان ، ولا يوافق عقلا ، ولا نقلا ، عن ابن عباس ، ومجاهد ، ووهب بن منبه ، وكعب الأحبار ، والسدي ، وغيرهم ما محصلها : أن داود عليه السلام حدث نفسه : إن ابتلي أن يعتصم فقيل له : إنك ستبتلى وستعلم اليوم الذي تبتلى فيه ، فخذ حذرك ، فقيل له : هذا اليوم الذي تبتلى فيه فأخذ الزبور ، ودخل المحراب ، وأغلق بابه ، وأقعَدَ خادمه على الباب ، وقال : لا تأذن لأحد اليوم ، فبينما هو يقرأ الزبور ، إذ جاء طائر مذهب يدرج بين يديه ، فدنا منه ، فأمكن عليه لينظر أين وقع ، فإذا هو بامرأة عند بركتها تغتسل من الحيض ، فلما رأت ظله نفضت شعرها ، فغطت جسدها به ، وكان زوجها غازيا في سبيل الله ، فكتب داود إلى رأس الغزاة : أن اجعله في حملة التابوت ، وكان حملة التابوت إما أن يفتح عليهم ، وإما أن يقتلوا ، فقدمه في حملة التابوت ، فقُتِل ، وفي بعض هذه الروايات الباطلة أنه فعل ذلك ثلاث مرات ، حتى قتل في الثالثة ، فلما انقضت عدتها ، خطبها داود عليه السلام ، فتسور عليه الملكان ، وكان ما كان ، مما حكاه الله تعالى : "رُفِع ذلك إلى النبي"...وهل يشك مؤمن عاقل يقر بعصمة الأنبياء في استحالة صدور هذا عن داود عليه السلام ، ثم يكون على لسان من ؟ على لسان من كان حريصا على تنزيه إخوانه الأنبياء عما لا يليق بعصمتهم ، وهو : نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومثل هذا التدبير السيء ، والاسترسال فيه على ما رووا لو صدر من رجل من سوقة الناس وعامتهم ، لاعتبر هذا أمرا مستهجنا مستقبحا ، فكيف يصدر من رسول جاء لهداية الناس ، زكت نفسه ، وطهرت سريرته ، وعصمه الله من الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وهو الأسوة الحسنة لمن أرسل إليهم ؟!!
ولو أن القصة كانت صحيحة كانت صحيحة لهذبت بعصمة داود ، ولنفرت منه الناس ، ولكان لهم العذر في عدم الإيمان ، فلا يحصل المقصد الذي من أجله أرسل الرسل ، وكيف يكون على هذه الحال من قال الله تعالى في شأنه : {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} ، قال ابن كثير في تفسيرها : "وإن له يوم القيامة لقربة الله عز وجل بها وحسن مرجع وهو : الدرجات العالية في الجنة لنبوته وعدله التام في ملكه..."اهـ. و بالمناسبة فهنا في هذا الملتقى الكريم مشاركة للدكتور أيمن صبحي بعنوان الدخيل في تفسير فتنة داود عليه السلام.
و ما تقول فيما ورد في بعض تلك التفاسير مثلا في هم يوسف عليه السلام، و ما ذكروه في تفسير حرف "ق" من سورة ق، و ما ذكروه في مرض أيوب عليه السلام، و في قصة يأجوج و مأجوج و غيرها.
و لعل للحديث بقية إن شاء الله تعالى.
 
الحمد لله وحده:
جزاك الله خيرًا أخي الكريم .
أما أن المشايخ الذين ذكرت أسماءهم لا يرتضون وضع الإسرائيليات في التفسير = فهذا شأنهم، وأما أن يتحكموا بذلك على منهج المفسرين من السلف = فلا يصح كائنًا من كان قائله .

ولي سؤال: من أطلق مصطلح الدخيل قبل هذه الطبقة، فتأمل هذا السؤال، ثم ارجع إلى كتب التفسير، كيف تتابع الأماجد الأعلام على تفسير بعض الآيات بالإسرائيليات !! مع أنها مما ينبغي رده - على قول هؤلاء الأفاضل - .

وأقول لك أيضًا كما قال شيخنا الدكتور مساعد الطيار:
إن هذا الموضوع بحاجة إلى الانطلاق من الآثار، والنظر فيها على النحو الآتي:
1 - الأحاديث النبوية المتعلقة بأخبار بني إسرائيل، وكيفية تعامله صلى الله عليه وسلم معها.
2 - النظر في منهج الصحابة في التعامل مع مرويات بني إسرائيل قولاً أو فعلاً بذكر هذه المرويات، للخروج بالمنهج السليم في التعامل مع هذا الموضوع.
3 - النظر في عمل التابعين ومن بعدهم من علماء الأمة المقبولين الذين اتفق الناس على جلالتهم؛ كالطبري والبغوي وابن عطية والقرطبي وابن كثير وغيرهم.
أما الدخول إلى الموضوع بمقررات سابقة، وهي رفض ما هو من المرويات الإسرائيلية، فلن يجدي في البحث العلمي.
 
وأقول لك - حفظك الله -:
إنني متفق معك على رد ما ثبت في ديننا أنه مخالف لاعتقادنا، أو لما ثبت في ديننا ما يخالفه .

أما ما لم يرد في ديننا ما يخالفه، فقد أباح لنا صلى الله عليه وسلم لنا أن نحدث به .
 
عودة
أعلى