انّ أقدم مخطوط لتفسير الطبري حسب علمي هو ما تحتفظ به مكتبة القرويين
بفاس , المغرب , فهو من نوادر المخطوطات اذ أنه لم يأت من المشرق , بل نّسخ بخط اندلسي جميل في المغرب الاسلامي .
هذه النسخة النادرة تقع على 98 ورقة فقط على الرقّ (ربما على جلد الغزال) وتبتدئ
بتفسير سورة البقرة , الآية 187 وتنتهي بتفسير سورة البقرة , الآية 216 .
هناك قطعة أخرى منه تحتوي على تفسير بعض الآيات في سورة التوبة . لقد أشار محمد عابد الفاسي ( محافظ خزانة القرويين سابقا) الى هذه القطع في فهرس مخطوطات خزانة القرويين , ج 1 , ص 32 ج 2 , 429
كما جاء ذكرها بين المخطوطات التي صوّرتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم :
فأنظر مجلة معهد المخطوطات العربية , ج 22 , ذو القعدة 1396 (نوفمبر 1976 ) ص 221 و222 بذكر قطع أخرى من الكتاب في القرويين) .
هذا , وفي آخر النسخة رقم 791 القرويين مقابلة مؤرخة يتبين من خلالها عمر هذا المخطوط ونسخه في المغرب الاسلامي , اذ تمت المقابلة في عام 391 ه أي بعد وفاة المؤلف بثمانين عام فقط !
وفي ذلك العصر بالذات , أي في منتصف القرن الرابع الهجري , نجد لدى بعض العلماء الاندلسيين اهتماما ملموسا في دراسة تفسير الطبري مما أدّى ربما الى استنساخ
هذا الكتاب الى جانب دراسته في آن واحد .
لقد اشتهر يوسف بن محمد بن سليمان من أهل شذونة ( ت 383 ) بأنه كتب تفسير القرآن للطبري وكتبا أخرى له أثناء رحلته الى المشرق التي استغرقت عشرة أعولم ( انظر ترجكته في تأريخ علماء الاندلس لابن الفرضي وغيره) .
أما أحمد بن عبد الله بن أيوب ( مولده عام 333 ) فانه درس على ابن أبي زيد القيرواني وألف مختصرا على تفسير الطبري ( الصلة لابن بشكوال , ج , الرقم 31) , كما درس على ابن أبي زيد أيضا مرافقه في رحلته عبد الرحمان بن مروان القنازعي ( ت 413) صاحب تفسير الموطأ لمالك بن أنس .
فليس من المستبعد أنّ النسخة المذكورة بخط أندلسي قد تعتبر من النتائج المثمرة التي أسفرت عن هذا النشاط العلمي الواسع لدى العلماء الأندلسيين المذكورين وغيرهم في ذلك العصر , أي في منتصف القرن الرابع الهجري .
والجدير بالذكر أن ابن أبي زيد القيرواني , الشيخ المالكيين في عصره بالقيروان , لم يعتمد على تفسير الطبري غير أنّ كل من القنازعي وعبد الله بن أيوب القرطبي المذكورين أعلاه درسا هذا التفسير في ذلك العصر كما انضموا الى حلقة ابن أبي زيد بالقيروان .
ويتبين ذلك مما جاء في رسالته في طلب العلم ( وهي محفوظة في كتابه الذبّ عن مذهب مالك بن أنس , مخطوط chester beatty , الرقم 4475 , ق 102 ب الى 103 ب) , حيث ينصح لطالب العلم :
وان رغبت في شيء من التفاسير فتفسير لاسماعيل القاضي ان كان يوجد . أما تفسير محمد بن جرير فبلغني أنّه حسن , ولا أدري محل الرجل عند اهل بلده في التمسك , وبعض الناس يتّهمه وأنا لا أحقق عليه , ولاسماعيل كتاب الشواهد , فان وجد لكان حسنا , والمنهوم في الكتب لا يشبع .....
انّ هذه العبارات : فبلغني أنه حسن ..... يدل صراحة على عدم اعتماده على هذا الكتاب غير أن تلميذه القنازعي كان من الاولين الذين قدموا الاندلس بتفسير الطبري في ذلك العصر : انظر فهرسة ابن خير الاشبيلي , ص 58 , طبع سرقسطة 1893
موراني
بفاس , المغرب , فهو من نوادر المخطوطات اذ أنه لم يأت من المشرق , بل نّسخ بخط اندلسي جميل في المغرب الاسلامي .
هذه النسخة النادرة تقع على 98 ورقة فقط على الرقّ (ربما على جلد الغزال) وتبتدئ
بتفسير سورة البقرة , الآية 187 وتنتهي بتفسير سورة البقرة , الآية 216 .
هناك قطعة أخرى منه تحتوي على تفسير بعض الآيات في سورة التوبة . لقد أشار محمد عابد الفاسي ( محافظ خزانة القرويين سابقا) الى هذه القطع في فهرس مخطوطات خزانة القرويين , ج 1 , ص 32 ج 2 , 429
كما جاء ذكرها بين المخطوطات التي صوّرتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم :
فأنظر مجلة معهد المخطوطات العربية , ج 22 , ذو القعدة 1396 (نوفمبر 1976 ) ص 221 و222 بذكر قطع أخرى من الكتاب في القرويين) .
هذا , وفي آخر النسخة رقم 791 القرويين مقابلة مؤرخة يتبين من خلالها عمر هذا المخطوط ونسخه في المغرب الاسلامي , اذ تمت المقابلة في عام 391 ه أي بعد وفاة المؤلف بثمانين عام فقط !
وفي ذلك العصر بالذات , أي في منتصف القرن الرابع الهجري , نجد لدى بعض العلماء الاندلسيين اهتماما ملموسا في دراسة تفسير الطبري مما أدّى ربما الى استنساخ
هذا الكتاب الى جانب دراسته في آن واحد .
لقد اشتهر يوسف بن محمد بن سليمان من أهل شذونة ( ت 383 ) بأنه كتب تفسير القرآن للطبري وكتبا أخرى له أثناء رحلته الى المشرق التي استغرقت عشرة أعولم ( انظر ترجكته في تأريخ علماء الاندلس لابن الفرضي وغيره) .
أما أحمد بن عبد الله بن أيوب ( مولده عام 333 ) فانه درس على ابن أبي زيد القيرواني وألف مختصرا على تفسير الطبري ( الصلة لابن بشكوال , ج , الرقم 31) , كما درس على ابن أبي زيد أيضا مرافقه في رحلته عبد الرحمان بن مروان القنازعي ( ت 413) صاحب تفسير الموطأ لمالك بن أنس .
فليس من المستبعد أنّ النسخة المذكورة بخط أندلسي قد تعتبر من النتائج المثمرة التي أسفرت عن هذا النشاط العلمي الواسع لدى العلماء الأندلسيين المذكورين وغيرهم في ذلك العصر , أي في منتصف القرن الرابع الهجري .
والجدير بالذكر أن ابن أبي زيد القيرواني , الشيخ المالكيين في عصره بالقيروان , لم يعتمد على تفسير الطبري غير أنّ كل من القنازعي وعبد الله بن أيوب القرطبي المذكورين أعلاه درسا هذا التفسير في ذلك العصر كما انضموا الى حلقة ابن أبي زيد بالقيروان .
ويتبين ذلك مما جاء في رسالته في طلب العلم ( وهي محفوظة في كتابه الذبّ عن مذهب مالك بن أنس , مخطوط chester beatty , الرقم 4475 , ق 102 ب الى 103 ب) , حيث ينصح لطالب العلم :
وان رغبت في شيء من التفاسير فتفسير لاسماعيل القاضي ان كان يوجد . أما تفسير محمد بن جرير فبلغني أنّه حسن , ولا أدري محل الرجل عند اهل بلده في التمسك , وبعض الناس يتّهمه وأنا لا أحقق عليه , ولاسماعيل كتاب الشواهد , فان وجد لكان حسنا , والمنهوم في الكتب لا يشبع .....
انّ هذه العبارات : فبلغني أنه حسن ..... يدل صراحة على عدم اعتماده على هذا الكتاب غير أن تلميذه القنازعي كان من الاولين الذين قدموا الاندلس بتفسير الطبري في ذلك العصر : انظر فهرسة ابن خير الاشبيلي , ص 58 , طبع سرقسطة 1893
موراني