أفيدوني عن المراد بقول الألوسي ( وتعقب هذا بأن فيه اعتزالا خفيا)

إنضم
31/05/2012
المشاركات
54
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
جدة
بسم1
أفيدوني عن المراد بالاعتزال الخفي (وتعقب هذا بأن فيه اعتزالاً خفياً)
قال تعالى (وما نراك إلا بشرا مثلنا)
قال الألوسي :"ذكرالكشاف أن في الآية وجهين: الأول أنهم أرادوا التعريض بأنهم أحق بالنبوة كأنهم قالوا: هب أنك مثلنا في الفضيلة والمزية من كثرة المال والجاه فلم اختصصت بالنبوة من دوننا، والثاني أنهم أرادوا أنه ينبغي أن يكون ملكا لا بشرا، وتعقب هذا بأن فيه اعتزالا خفيا، وقد بينه العلامة الطيبي، ونوزع في ذلك ففي الكشف أن قولهم * (مثلنا) * علية لتحقيق البشرية، وقولهم * (وما نراك اتبعك) * الخ استدلال بأنهم ضعفاء العقول لا تمييز لهم، فجوزوا أن يكون الرسول بشرا وقولهم الآتي * (وما نرى لكم علينا من فضل) * تسجيل بأن دعوى النبوة باطلة - لإدخاله عليه السلام والأراذل - في سلك على أسلوب يدل أنهم أنقص البشر فضلا عن الارتقاء، وليسس في هذا الكلام اعتزال خفي ولا المقام عنه أبى انتهى.

وجزآكم الله خيراً
 
الذي يظهر - والعلم عند الله - أن المراد بالاعتزال الخفي ما يقوله المعتزلة بالصلاح والأصلح على الله تعالى ؛ ولكن ما رد به الألوسي - رحمه الله - قوي .. وكثير من العلماء يتحسسون من بعض جمل الكشاف لاعتزال الزمخشري .. وفي الباب صواب وخطأ ، والعلم عند الله تعالى .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا كلام الزمخشري من كشافه في تفسير هذه الآية:" مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مّثْلَنَا ( تعريض بأنهم أحق منه بالنبوة وأنّ الله لو أراد أن يجعلها في أحد من البشر لجعلها فيهم ، فقالوا : هب أنك واحد من الملأ ومواز لهم في المنزلة ، فما جعلك أحق منهم ؟ ألا ترى إلى قولهم : ) وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ ( . أو أرادوا أنه كان ينبغي أن يكون ملكاً لا بشر . والأراذل جمع الأرذل ... ولقد زلّ عنهم أن التقدّم في الدنيا لا يقرب أحداً من الله وإنما يبعده ، ولا يرفعه بل يضعه ، فضلاً أن يجعله سبباً في الاختيار للنبوّة والتأهيل لها ، على أن الأنبياء عليهم السلام بعثوا مرغبين في طلب الآخرة ورفض الدنيا ، مزهدين فيها ، مصغرين لشأنها وشأن من أخلد إليها ، فما أبعد حالهم من الاتصاف بما يبعد من الله ، والتشرف بما هو ضعة عند الله "-اهـ-.
و الذي يظهر و الله أعلم أنه ليس في كلام الزمخشري هنا أي اعتزال لا خفي و لا ظاهر، و كلام الألوسي لا يفهم منه أنه يرى أن هناك اعتزالا في تفسير الزمخشري لهذه الآية بل قال:" والثاني أنهم أرادوا أنه ينبغي أن يكون ملكا لا بشرا وتعقب هذا بأن فيه إعتزالا خفيا وقد بينه العلامة الطيبي ونوزع في ذلك ففي الكشف أن قولهم مثلنا علية لتحقيق البشرية"- اهـ-، و لعله أراد بالكشف تفسير الثعلبي" الكشف و البيان في تفسير القرآن".
و أما أن يحمل الاعتزال -الذي فهمه البعض من كلام الزمخشري على "فعل الأصلح" فهذا بعيد و الله أعلم، فمن المعلوم أن من أصول المعتزلة الخمسة:" العدل" و معناه وجوب الاعتقاد بأن الله تعالى يجب أن يفعل الأصلح بالعباد بحيث لو لم يفعل ذلك لكان ظالما-تعالى الله علوا كبيرا عن ذلك-، فهذا كما قلت بعيد عن مفهوم كلام الزمخشري-و إن كان معتزليا- فهو هنا يحكي قول المشركين الذين قص الله تعالى علينا شبهتهم هذه في كثير من الآيات، فإن من حجج أهل الشرك بل شبهاتهم في رد الرسل سؤالهم أن يبعث الله رسولا ملكا بدل من الرسول البشري كما قال تعالى:" أبشر يهدوننا"،" لو شاء الله لأنزل ملائكة"،" ما هذا إلا بشر مثلكم"، "و لو شاء الله لأنزلنا ملائكة"، و قال تعالى في آية تبين عموم هذه الشبهة الواهية:" و ما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا"- الإسراء:94-.

فقول بعض الأئمة:" استخرجت من الكشاف اعتزاليات بالمناقيش"-أو نحو هذا الكلام- لا يدخل فيه تفسير الزمخشري لهذه الآية، و الله أعلم و أحكم.
 
ناصر عبدالغفور
جزآك الله خيراً...
وانا مثل الذي فهمته بالضبط ...
ولا زلت بانتظار البقية
وفقك الله
 
من يجيبني ؟؟؟
أنا أشعر أن الزمخشري ليس في كلامه هنا "أو أنهم أرادو أنه ينبغى أن يكون ملكا لا بشرا" اعتزال خفي لأنه يورد شبهة من شبه المشركين في عدم قبولهم وتصديقهم للنبوة، وبالفعل قد تكون شبهتهم أنه ليس له مزية، أو أن النبي المرسل عندهم قد يكون ملكا .
فالذي قال أنه اعتزال خفي من المفسرين..مالذي فهمه من كلام الزمخشري ؟وهو هنا لا يتحدث عن معتقد ،حتى جعل الالوسي يقول "وتعقب هذا بانه اعتزال خفي "؟؟؟؟!!!
لأنه يوجد من قال أنه اعتزال خفي يعني أريد أن أفهم توجيه من قال اعتزال خفي من المفسرين في الأية ؟؟؟!! .
 
و جزاك الله خيرا
الذي يظهر و الله أعلم أن من قال بأن هناك اعتزالا خفي في كلام الزمحشري في تفسيره لهذه الآية - و إن كنت لا أرى أي اعتزال كما سبق- فقصده كما أسلفت ما يعتقده المعتزلة من أن الله تعالى يجب عليه أن يختار الأصلح لعباده، الأصلح فالأصلح- و هذا أصل عندهم يسمونه بالعدل-، فلعل في رأي من قال بذلك أن من الأصلح و الأنسب للناس عموما- و لقوم نوح خصوصا لأن الآيات تتحدث عنهم- أن يرسل الله تعالى رسلا ملائكة بدلا من البشر، لأن ذلك يدل على إعجاز أكبر و لأن الرسل من البشر يساوونهم في البشرية فأي ميزة لهم عليهم، و هذا من سوء فهمهم و قبح تفكيرهم، بل إن من رحمة الله تعالى أن أرسل رسلا من البشر حتى يتمكن الناس من مجالستهم دون استوحاش كما قال تعالى:" و ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم"-ابراهيم4-
و قال تعالى:" و قالوا لولا أنزل عليه ملك، و لو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون و لو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا و للبسنا عليهم ما يلبسون"- الأنعام:8-9-.
أما بالنسبة لأصل العدل:"فعل الأصلح للعباد" فهذا كما قلت أحد أصول المعتزلة الخمسة:
- التوحيد: و يقصدون به نفي الصفات عن الله تعالى و اعتبار أن الأسماء مجردة عن المعاني.-عليم بلا علم قدير بلا قدرة...-
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر: و يقصدون به الخروج عن الأئمة و الخوض في أعراض الصحابة رضي الله عنهم بسبب ما جرى بينهم وقت القتنة..
- المنزلة بين المنزلتين: و تعني أن صاحب الكبيرة يخرج من دائرة الإسلام و لكن لا يدخل دائرة الكفر- و هو عندهم يخلد في النار في الآخرة-
- وجوب تنفيذ الوعد و الوعيد: فيزعمون أن الله تعالى يجب أن يثيب الطائع كما وعد و أن يعاقب العاصي كما أوعد، دون تفريق- و هذا لجهلهم- بين الوعد و الوعيد.
و لا باس أن أذكر هنا مناظرة طريفة جرت بين الإمام أبي الحسن الأشعري رحمه الله و بين شيخ المعتزلة أبي علي الجبائي، و قد أوردها الإمام الذهبي في السير في ترجمته للجبائي، يقول الذهبي رحمه الله تعالى:" قيل: سأل الأشعري أبا علي الجبائي شيخ المعتزلة:
ثلاثة إخوة أحدهم تقي و الثاني كافر و الثالث مات صبيا؟
فقال: أما الأول ففي الجنة و الثاني ففي النار و الصبي في أهل السلامة.
قال: فإن أراد أن يصعد إلى أخيه؟
قال: لا، لأنه يقال له:إن أخاك إنما وصل إلى هناك بعمله.
قال: فإن قال الصغير: ما التقصير مني،فإنك ما أبقيتني، و لا أقدرتني على الطاعة.
قال: يقول الله له: كنت أعلم أنك لو بقيت لعصيت و لاستحقيت العذاب فراعيت مصلحتك.
قال: فلو قال الأخ الأكبر-أي الذي في النار- يا رب كما علمت حاله فقد علمت حالي، فلم راعيت مصلحته دوني؟
فانقطع الجبائي" سير أعلام النبلاء:27/202.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والثاني أنهم أرادوا أنه ينبغي أن يكون ملكا لا بشرا، وتعقب هذا بأن فيه اعتزالا خفيا،
المصدر: http://vb.tafsir.net/tafsir35138/#ixzz2LQUeTEi3
لعل الألوسي رحمه الله يشير بالاعتزال الخفي هنا إلى عقيدة المعتزلة: أن الملائكة أفضل من البشر مطلقا بما فيهم الأنبياء عليهم السلام عدا نبيناصلى الله عليه وسلم، والمسألة فيها تفصيل، وتوقف فيها بعض العلماء. والله أعلم.
 
الطيبي رحمه الله تتبع الكشاف في كتابه ( فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب ) والكتاب أشبه ما يكون بتحقيق الكشاف فقد بين الغامض من عبارات الزمخشري وخرج الأحاديث وقابل بين النسخ وتكلم على كثير من عبارات الزمخشري وبين ما فيها من غرابة لفظية ، وعرف بالمصطلحات البلاغية ، وعرف بالأعلام ونسب الأبيات الشعرية لقائلها ، وهناك حاشية الكشف على الكشاف ، والآلوسي رحمه الله ينقل من الطيبي ومن الكشف وبالرجوع لفتوح الغيب يتضح المراد ولعلي ارجع وافيدك .
 
أخي الكريم ناصر عبدالغفور: جزاك الله خيراً على الكلام الطيب، ولكن أود التنبيه على ما في قولك: ((و لعله أراد بالكشف تفسير الثعلبي" الكشف و البيان في تفسير القرآن"))؛ والصواب أنه أراد كتاب الطيبي ((فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب)) ويسمى اختصاراً بالكشف، وهو حاشية للطيبي على تفسير الكشاف..
 
أخي الكريم ناصر عبدالغفور: جزاك الله خيراً على الكلام الطيب، ولكن أود التنبيه على ما في قولك: ((و لعله أراد بالكشف تفسير الثعلبي" الكشف و البيان في تفسير القرآن"))؛ والصواب أنه أراد كتاب الطيبي ((فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب)) ويسمى اختصاراً بالكشف، وهو حاشية للطيبي على تفسير الكشاف..

جزاكم الله خيرا فضيلة الدكتور ياسر النعيمي.

ولكنَّ كلامَكم فيه بحثٌ؛ إذْ قد كنتُ أظن ذلك أيضًا، فرجعتُ إلى مواضعَ كثيرةٍ من حاشية الطيبي وقارنتُها بما نسبه الألوسيُّ للكشف؛ فإذا هما مختلفانِ.

فالذي يظهر أنه كتاب آخر، ولعله: الكشف عن مشكلات الكشاف للقزويني!

ولعلَّ الدكتور صالح الفايز يفصِلُ في هذه القضية؛ إذْ قد حقَّقَ جزءًا من حاشية الطيبي.
 
وقفتُ على جزءٍ من كتاب (الكشف عن مشكلات الكشاف) للقزويني، وقارنتُ بعض نقولات الألوسيِّ، فإذا هِيَ هُوَ!
 
جزاكم الله خيراً
لا عدمناكم مشايخنا الأفاضلعلى هذا الاثراء الطيب ...ونفعنا الله بعلمكم
 
إن كان الأخ السائل نسخ كلام الألوسي - رحمه الله - من موقع إلكتروني ، فهل النص مطابق للنسخة الورقية ؟
فإن كان كذلك ، فالذي يظهر لي أن الألوسي ذكر تعقب الطيبي للزمخشري - رحمه الله - في كلامه حيث قال بوجود اعتزال خفي فيه ، وذكر رد القزويني - رحمه الله - هذا التعقب حيث قال : وليس في هذا الكلام اعتزال خفي ولا المقام عنه !
دون أن يذكر رأيه في التعقب ولافي تعقب التعقب !
ولعل من عنده كتاب الطيبي ينقل لنا وجه الإعتزال الخفي الذي لمسه في كلام الزمخشري ، ولعل من عنده كتاب القزويني ينقل لنا كيف رد كلام الطيبي الذي تعقب الزمخشري فيه ؟
 
(فائدة) منقولة عن الباحث ياسر بابطين، في المقصود بصاحب الكشف في تفسير الآلوسي.


كثيراً ما يستعمل الآلوسي عبارة "قال في الكشف" أو "صاحب الكشف" ويكون للكلام المسوق بعدها علاقةٌ بكلام الزمخشري في الكشاف (ينظر: من روح المعاني: 2/133، 5/73، 142، 7/239، 9/79 وهي أكثر من أن تحصر) وللإمام عمر بن عبد الرحمن الفارسي القزويني المتوفى سنة 745ﻫ حاشيةٌ على الكشاف اسمها (الكشف) (ينظر: كشف الظنون 2/1480، الأعلام 5/49) ومما يؤكد أنه المقصود: قول الآلوسي (9/32) بعد أن نقل كلام الزمخشري "وقال صاحب الكشف ... وفيه تعريض بشيخه الطيبي" . وقوله: (14/92) "وقال في الكشف ... إشارة إلى الاعتراض على شيخه العلامة الطيبي" فإن عمر القزويني الفارسي من طلاب الطيبي، وهو والخطيب التبريزي أشهر طلاب الطيبي. والزركليُّ في (الأعلام 5/196) يميّز عمر القزويني بصاحب الكشف كما يميّزُ محمد القزويني بصاحب التلخيص.
 
عودة
أعلى