أفكار في منهجية تدريس علم السلوك

محمد نصيف

New member
إنضم
13/06/2009
المشاركات
536
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
الإقامة
المدية المنورة
أهمية الجانب القلبي في ديننا لا تخفى، والنصوص في ذلك كثيرة، وإذا كان هذا الجانب مهماً للمسلم فهو لطالب العلم أهم، والملاحظ أننا كثيرا ما نغفله في برامجنا العلمية الفردية والجماعية، وسأطرح هنا بعض الأفكار لتغذية برنامج طالب العلم بهذا الجانب المهم متمنياً طرح ما عندكم فالهدف المدارسة في هذا الأمر للوصول إلى الطريقة الأنسب:
الفكرة الأولى: تدريس هذا الباب بالطريقة العلمية المعروفة من خلال شرح بعض كتب أهل العلم في باب الرقائق والسلوك، ولهذه الفكرة صورتان:
الصورة الأولى: أن يُجْعَل في بداية أونهاية درس علمي في الفقه أو النحو –مثلاً- ، وقد رأيت من بعض مشايخي من يستخدم هذه الطريقة حيث يبدأ بقراءة كتاب في الرقائق لمدة عشر دقائق تقريباً، ثم يثني في المجلس نفسه بدرس الفقه لمدة خمسين دقيقة –مثلاً-، ويعيب هذه الطريقة أنها تشعر بأن هذا الكتاب أقل أهمية من الكتاب المدروس معه .
الصورة الثانية: أن يدرس الكتاب أو المتن باستقلال فلا يشاركه في المجلس كتاب آخر، وهذه الطريقة أكثر أثراً، وأدعى لتنبيه الطالب إلى هذا الجانب المهم، وقد جربها بعض طلاب العلم الذين أعرفهم فوجدوا لها أثراً طيباً على الطلاب، لكن يعيبها أن بعض الطلاب لا يحضرون مثل هذا المجلس لتصورهم أنه ليس مجلساً علمياً.
الفكرة الثانية: ختم المجلس الفقهي وغيره بموعظة إما بالإجابة على سؤال من الحاضرين، أو الاستطراد من مسألة ألقيت في الدرس، وهذا ظاهر في دروس الشيخ الفاضل الدكتور:محمد بن محمد المختار الشنقيطي الفقيه عضو هيئة كبار العلماء, وهذه الطريقة مفيدة مرققة للقلوب لكنها لا تعطي تصوراً عن هذا العلم باعتباره علماً، ولذلك فأثرها وقتي ، والله أعلم.
 
أتمنى ان يدلي طلاب العلم والمشايخ بدلوهم في هذه المسألة فإني محتاج إلى آرائكم جداً
 
شكر الله لك.
وإهمال هذا الجانب يولد العجب لدى طلاب العلم والتشاحن والتباغض.فاللفتات السلوكية تهذب النفس،وتحقق الإخلاص،فانكسار النفس والاعتراف بالخطيئة يقطع في السير إلى الله أكثر مما يقطعه ظمأ الهواجر ومكابدة الليل كما ذكر ابن القيم رحمه الله.
 
الصورة الثانية من الفكرة الأولى هي المثلى، وهي الطريقة التي يُتلقى فيها العلم المنهجي، أما التخوّل بالمواعظ فهو وإن كان لا بد منه؛ لا يحصل به الغرض المقصود من حيث معرفة البدايات والنهايات والحدود ...الخ كما يذكر الشيخ سعيد حوى رحمه الله.
ومن خلال تجربة شخصية فقد كانت الدروس المتقطعة أو التي على هامش الدروس الأخرى =ذات نفع طيب لكنه مؤقت، وغالبا ما تنسى سريعا، لعدم وجود الرابط التي ينتظمها في أبواب وفصول ومداخل يعرف الطالب موقعه منها.
أما الدروس المنتظمة بقراءة كتاب فهي مما يترسخ في القلب ويبقى أثره، لبقاء الأصل الذي يُرجع إليه ويعتمد عليه وتراجع من خلاله النفس ويعرف موضع التقصير (1).
وأما قولكم إن هذه الطريقة يعيبها أن بعض الطلاب لا يحضرون مثل هذا المجلس لتصورهم أنه ليس مجلساً علمياً، فليس بعيب في الحقيقة، بل هو عائد إلى النهج الذي ينتهجه الشيخ مع طلابه وما يربيهم عليه من أولويات ويغرسه فيهم من مُثُل.
والحديث ذو شجون، والاهتمام به أصل من الأصول التي فرطنا فيها مع أنها اللباب والمقصد، قال عبد الأعلى التيمي: "من أوتي من العلم ما لا يبكيه فخليق ألا يكون أوتي علما ينفعه" والله المستعان.

_____
(1) أذكر في هذا المقام الدروس الأسبوعية للشيخ محمد العواجي حفظه الله في مختصر منهاج القاصدين، فقد كانت قراءة للكتاب بشكل أسبوعي منتظم حتى الختم، مع التعليق على ما لا بد منه، وقد كان لها الأثر الراسخ الذي بقي مع من حضروها بما لا مقارنة فيه مع الدروس الأخرى التي طالما سمعناها وترددت علينا.
 
يتفرع على اختيار الطريقة سؤال آخر: هل المناسب الدورة المكثفة على شكل دروس يومية، وقد يتخير لها بعض الأوقات الفاضلة كعشر ذي الحجة-مثلاً- أم تكون كما ذكرتَ -أخي العبادي -أسبوعية ، ثم إنني تعودت في دروس العلوم الأخرى أن أحاول الربط بالتطبيق ففي النحو أشرح درس الآجرومية في ربع ساعة ثم يكون التدريب على الإعراب لنصف ساعة تقريباً؛ فهل من طريقة مقترحة للتطبيق في هذا الباب.
 
لعل أحدا يفيدني بأفكار عملية، ومما أظنه مناسباً:
1/إعطاء واجبات مثل : سماع شريط أو قراءة كتاب تكلم في تفس موضوع الدرس.
2/ رحلات أو أنشطة مصاحبة للدرس مثل : رحلة برية مع درس التفكر، عمرة مع درس المعاني القلبية في العمرة، وهكذا.
 
من تجربة يسيرة :
1. اختيار كتاب يجعل كمتن يشرح، ((مختصر منهاج القاصدين، منظومة الحكمي، منظومة الحفظي، منظومة الألبيري، منظومة ابن عتيق، والإعداد للدرس إعدادا جيدا )) .
2. تكليف الطالب: بقراءة كتاب لأحد المعاصرين، وكان الاختيار واقعا علي كتب(( محمد حسين يعقوب، أو خالد أبو شادي، أو
عبد الملك القاسم، أو سيد العفاني، أو أحمد فريد، مع بعض الكتب الأخري)) .
مع تلخيص الكتاب، وعرض لأهم أفكاره .
3. تكليف الطالب: بسماع أحد الأشرطة، أو السلاسل = لأحد العلماء المهتمين بهذا الجانب، ومن أفضل من أثر في وفي إخواني:(( محمد المختار الشنقيطي، محمد صالح المنجد، محمد حسين يعقوب - الشرائط القديمة خاصة مهمة جدا -، خالد الراشد، إبراهيم الدويش )) مع الحرص علي سلامة أسلوب الشيخ واختيار الأشرطة التي تكون أقرب إلي منهج السلف في السلوك، وهذا بكل أسف أمر صعب للغاية !!! .
4. هذا المنهج يسير جنبا إلي جنب مع تدريس بعض العلوم الشرعية الأخري .
5. تكليف الطالب بقراءة بعض كتب ابن القيم قريبة المأخذ مع مناقشتها معهم، ((الداء والدواء، طريق الهجرتين)) .
6. بعد ذلك - ولم نصل إلي تلك المرحلة بعد - سنطالع إن شاء الله تعالي، ما سطره العلماء الأكابر من السلف في هذا الباب، وتضم القائمة:
أ. كتب الزهد المسندة .
ب. كتب الإمام الآجري، وهي من أنفس الكتب في هذا الجانب، وأنا شخصيا لا أمل من ترداد قرائتها((الغرباء - أخلاق العلماء - أخلاق حملة القرآن )) .
ت . رسائل الإمام ابن رجب .
وما سيسر الله به .
وأنا علي شوق أن أعرف ما ستتوصل إليه شيخنا الكريم .
 
لا يخفي عليكم شيخنا الكريم:
أهمية أن يرتبط المتعلم بالمعلم أو المربي .
وتطبيق طرق التأثير عن طريق هذا الارتباط، كالتربية بالوقف، والمشاهد ونحوه .
وكان بعض إخواني يقسمون من يدرسون لهم إلي مجموعات، ويرتبون زيارة للمقابر، والمستشفيات، ونحوها .
ومن المفيد الذي لا يخفي عليكم = عدم إغفال الإشارات أثناء تدريس العلوم الشرعية إلي الجانب الإيماني، وكم تمنيت أن أري ما يشبه إحياء الغزالي ((مصفي)) = لكل العلوم الشرعية، والحاذق لن يعجز إن شاء الله عن لطائف الإشارات في تدريسه .

وما طرحتموه أيها الفاضل الحبيب: ليوجب علينا إعادة النظر فيما كتب في هذا العلم، وإعادة صياغته بما يتناسب مع ما استجد، فلا زلت أري قصورا في هذا الجانب علي كثرة المتصدين - زعموا - إليه .
 
أشكرك أخي عمرو شكراً جزيلاً، وكون هذا الباب يحتاج إلى تحرير وربط بواقعنا أمر لاشك فيه خاصة أن كثيرا مما يذكر في الكتب قد لا يناسب عصرنا، وقد مرت بي مسائل كثيرة في هذا الباب تحتاج إلى تأصيل وبحث ، وكان المفترض لأمة جاء دينها بتعظيم أمر القلب أن توليه اهتماماً أكبر لكن للأسف الشديد يندر أن تجد بحثا علمياً جامعيا ً- مثلاً- في تحرير القول في عمل من أعمال القلوب كالتواضع وما يدخل فيه وما لا يدخل...إلخ، وبدون هذا التحرير قد يغلو طالب العلم أو يجفو باعتماده على الذوق المحض فيظن أن ما يفعله يقدح في التوكل -مثلاً- رغم أنه ليس بقادح، أو أن ما يمارسه ليس من الكبر رغم أنه منه، والحديث ذو شجون والوقت يضيق عن أكثر من هذا ، والله المستعان.
الللهم ارزقنا قلوبا سليمة نلقاك بها يا أرحم الراحمين.
 
موضوع قيم أشكرك عليه أخي د. محمد
إضافةً إلى ما ذكره الإخوة : كتاب تهذيب مدارج السالكين للشيخ : عبد المنعم صالح العلي
اقترح مهذبه أن يكون مقرراً يدرس في علم السلوك
 
يتفرع على اختيار الطريقة سؤال آخر: هل المناسب الدورة المكثفة على شكل دروس يومية، وقد يتخير لها بعض الأوقات الفاضلة كعشر ذي الحجة-مثلاً- أم تكون كما ذكرتَ -أخي العبادي -أسبوعية ، ثم إنني تعودت في دروس العلوم الأخرى أن أحاول الربط بالتطبيق ففي النحو أشرح درس الآجرومية في ربع ساعة ثم يكون التدريب على الإعراب لنصف ساعة تقريباً؛ فهل من طريقة مقترحة للتطبيق في هذا الباب.

بل يكون درسا دائما، غير منقطع، كلما انتهى من كتاب أعاده أو انتقل إلى غيره بحسب الحال.
أما التطبيق فيمكن أن يكون على شكل متقطع يختار فيه الشيخ الوقت المناسب لإثارة قضية معينة يذكر بها ويشير إلى غيرها، والأصل أن الطالب ينظر في حاله ويراعي نفسه ويجاهدها، والشيخ يراقبه ويدله على ما يحتاج كما النبي صلى الله عليه وسلم مع صحبه الكرام.
 
أما أنا فقد قمت بتدريس بعض صغار الطلبة ولا زلت ، أحفظهم القرآن وأفسر لهم ماتيسر
ومن خلال بحثي وتجربتي توصلت إلى أمرين لا ثالث لهما :
1- أن عبادات القلب وأصول الدين مما ينبغي للطالب دراسته باختصار قبل كل شئ ، ولهذا كان السلف يتعلمون الإيمان قبل القرآن ، فلما تعلموا القرآن ازدادوا به إيماناً .
2- أن الطالب لن يتأثر أويتغير سلوكه إلا إذا اختار شيخه الوقت المناسب والكلام المناسب ، والله يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ، وما يذكر إلا أولوا الألباب .

أما تخصيص كتاب في هذا للمدارسة ، فما رأيت ابن باز يفعله ولا ابن عثيمين ولا الألباني ، ورحم الله أئمتنا
 
جزاك الله خيراً الدكتور محمد نصيف على فتح الحوار في هذا الموضوع ،وانا يتردد في نفسي كثيراً موضوع القسوة التي تورثها العلوم النظرية في القلب ولا يستثنى منها العلوم الشرعية ،و أتمنى ان يقوم مشايخنا ومدرسونا بترصيع الدرس النظري بالرقاق ولا يعنيني أن تعلق في الذهن هذه الرقائق أم لا فهي أدوية وقتية تفتح القلب لاستقبال العلوم النظرية وتحميه من قساوته وتذيب عنه جليده فما اجمل العلوم الشرعية مع نداوة القلب وخشوعه؛فالقلب الخاشع كالأرض المنخفضة أكثر استقبالاً للماء وأكثر استفادة منه .
 
إلى الشيخ : عامر إني أحبك في الله ، ثم إني أوصيك ونفسي بعدم التضييق على نفسك بحصرها في شيخين أو ثلاثة أياً كانوا وإلا فإن ستتوقف عن دراسة كثير من العلوم؛ فارفق بنفسك، ورغم أن حجتك لو كانت صحيحة ليست بحجة إلا أن الشيخ ابن باز كان يُقرأ عليه إغاثة اللهفان، والشيخ الألباني -رغم ميله للتأليف أكثر من التدريس- كان يدرس الأدب المفرد- وهو داخل فيما نحن فيه-، والشيخ ابن عثيمين درَّس حلية طالب العلم - وفيه كثير من الموضوعات التي أقصدها-، وأخيراً فليس الخير محصوراً في هؤلاء الأعلام، فهاهو ابن حميد يدرس مختصر منهاج القاصدين، والشيخ خالد المصلح يشرح عدة متون في السلوك،وقد كتبتُ ما كتبتُ حبا لك ولمن يطلع على الموضوع، والله المستعان.
 
إلى الشيخ : عامر إني أحبك في الله ، ثم إني أوصيك ونفسي بعدم التضييق على نفسك بحصرها في شيخين أو ثلاثة أياً كانوا وإلا فإن ستتوقف عن دراسة كثير من العلوم؛ فارفق بنفسك، ورغم أن حجتك لو كانت صحيحة ليست بحجة إلا أن الشيخ ابن باز كان يُقرأ عليه إغاثة اللهفان، والشيخ الألباني -رغم ميله للتأليف أكثر من التدريس- كان يدرس الأدب المفرد- وهو داخل فيما نحن فيه-، والشيخ ابن عثيمين درَّس حلية طالب العلم - وفيه كثير من الموضوعات التي أقصدها-، وأخيراً فليس الخير محصوراً في هؤلاء الأعلام، فهاهو ابن حميد يدرس مختصر منهاج القاصدين، والشيخ خالد المصلح يشرح عدة متون في السلوك،وقد كتبتُ ما كتبتُ حبا لك ولمن يطلع على الموضوع، والله المستعان.

أحبك الله الذي أحببتني فيه يا شيخ محمد ، بل أنا أضيق على نفسي وأحصرها في ابن باز وابن عثيمين ، إلا في بعض الفرعيات التي لا يزال الناس يختلفون فيها حتى قيام الساعة

وهذا عندي هو عين الرفق بالنفس ، فالعلم والتدريس دين وأنا أنظر عمن آخذ ديني ، والحمد لله ما دام ابن عثيمين قد درس الحلية وابن باز قرأ عليه إغاثة اللهفان والألباني درس الأدب المفرد رحمهم الله ، فحسبي بما فعلوا

وهذا رأيي في المدارسة أما الإطلاع والقراءة فلها حكم آخر عندي .
 
أشكرُ الشيخ محمد نصيف -وفَّقه الله- على طرحِ هذا الموضوع النافع القيّم.
وقد دأب العلماء على العناية بهذا العلم قراءة وإقراء وتأليفاً، ومن الكتب الأصول في هذا الباب "إحياء علوم الدين" لأبي حامد الغزّالي -رحمه الله-، وقد اختصره ابن الجوزي -رحمه الله- في "منهاج القاصدين" -وقد طبع قريباً-، واختصر هذا المختصر المقدسي -رحمه الله- في "مختصر منهاج القاصدين".
و"الإحياء" صالحٌ للمتقدمين من طلبة العلم دون سواهم، ومن كان دون ذلك فمختصر المقدسي صالح له، أما كتاب ابن الجوزي فلم أظفر به حتى الآن، فلا أستطيع الحكم عليه.
ومن أصول الكتب في الباب قسم السلوك من مجموع فتاوي ابن تيميّة -رحمه الله-، وهو المجلد العاشر من المجموع، وأوّله كتاب: "التحفة العراقية في الأعمال القلبية"، وقد اعتنى به عدد من المشايخ المعاصرين فعلّقوا عليه وشرحوه، ومنهم الشيخ سعد الشثري، والشيخ عبد الرحمن المحمود، والشيخ صالح بن عبد الله العصيمي، والشيخ خليل المديفر، وغيرهم.
ومن أصول الباب: "مدارج السالكين لابن قيم الجوزية -رحمه الله-، وقد حُقق في رسائل علمية صدرت في ستة أجزاء، وله كذلك: كتاب "طريق الهجرتين"، وقد حققه الشيخ محمد أجمل الإصلاحي في مجلدين.
ومن الكتب المعاصرة: "موسوعة فقه القلوب" للشيخ محمد بن إبراهيم التويجري في أربع مجلدات، وكتاب: "حياة القلوب -قلوب الصائمين أنموذجاً-" للشيخ سعد بن ناصر الشثري، وغيرها.
وأما اعتراض أخينا الفاضل عامر بن عبد الرزاق = فلا أراه في محله، ولو طردنا استدلاله لقلنا: إن الشيخ ابن باز -رحمه الله- لم يدرّس علوم العربية نحواً وصرفاً وبلاغة وغيرها، ولا علم أصول الفقه، ولا القواعد الفقهية، ولا علوم القرآن من تجويد وقراءات وأصول تفسير وغيرها، وكذلك الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في بعض العلوم، وأما الشيخ الألباني -رحمه الله- فقد كان منصرفاً للتأليف، وأكثر جلوسه لطلبة العلم كان إجابة على الأسئلة والإشكالات ونحو ذلك، وغالبها في علوم الحديث ومصطلحه، فهل يقول قائل بأن هذه العلوم غير مهمة معللاً ذلك بأن هؤلاء العلماء لم يدرّسوها؟! لا أظنُّ ذلك.
والله أعلم.
 
لا عليك أخي ضيف الله ، فلكل وجهة هو موليها ، وأنا أرجوا أن أقتنع بكلامك حتى أذعن للحق
لكن علم السلوك لا يقارن بعلوم اللغة ولا يقارن حتى بأصول الفقه ، إن علم السلوك وأعمال القلب يا شمراني أمر عظيم في الدين بل هو الأصل فيه
فكيف يفوت ابن باز وابن عثيمين تدريسه إلا قليلاً ؟
مافاتهما في نظري إلا لقلة أهمية تدريسه ليس لقلة أهمية التأليف فيه ومطالعته
على العموم شكراً لكل من شارك ، وشكراً لأخي الكريم الخلوق / محمد نصيف
 
أنبه على أمرين:
الأول: موضوع علم السلوك غير موضوع علم التوحيد، فليتنبه لذلك.
الثاني: كلامك أخي الفاضل ينقض بعضه بعضاً، فتأمَّلْ -حفظك الله-.
 
بارك الله فيك أخي / ضيف الله الشمراني
وأنا أحياناً يخونني التعبير لكن أسأل الله الهداية والسداد
والحمد لله على كل حال
 
بارك الله فيك أخي / ضيف الله الشمراني
وأنا أحياناً يخونني التعبير لكن أسأل الله الهداية والسداد
والحمد لله على كل حال
جزاك الله خيراً أخي العزيز على اعتذارك الذي يدل على كرم نفسك، وسمو أخلاقك.
ولا حرج في وقوع الخطأ، فقد قيل: (من لا يخطئ لا يتعلم)، ولكن الحرج في الاستمرار على الخطأ، وعدم المبالاة بما يترتب عليه.
ونحن في هذا الملتقى المبارك يفيد بعضنا بعضاً، ويصحح بعضنا لبعض؛ لأن مقصد الجميع الوصول إلى الحق، والعمل به.
 
شكر الله لكم وبارك فيكم.

وعلم السلوك مهم جدا ولا ينكر أثره في نفس طالب العلم، ويكفينا أن ثمرة هذا العلم هي تحقيق مرتبة الإحسان التي هي أعلى مراتب الدين.
والحاجة ماسة للتأليف فيه بما يناسب أحوال المتعلمين في هذا العصر، ومن تأمل ما كتبه الأئمة في هذا العلم وجده مناسباً لما شاع في عصرهم، وفي بعض تلك الكتب التي تفضل بذكرها أخي الشيخ ضيف الله الشمراني تأصيل جيد لهذا العلم.
وهو ذو ارتباط وثيق بعلم الاعتقاد وعلم الجزاء.
وأما اتهام بعض علمائنا بالتقصير في هذا الباب فهو اتهام فيه إجحاف في حقهم، ومن كان حسن المعرفة بهم عرف براءتهم من هذه التهمة.
وقد سمعت الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في أكثر من درس يوصي بهذا العلم ويؤكد على أهميته وأنه روح العلم وثمرته، ومن استمع إلى شرحه لميمية ابن القيم تبين له ذلك، وكذلك شرحه لبعض الأبواب في القصيدة النونية وهي في صلب علم السلوك.
وشيخه الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله هو من أئمة هذا العلم.
وأما الشيخ ابن باز رحمه الله فما أكثر ما تقرأ عليه كتب شيخ الإسلام وابن القيم في السلوك ، وله تعليقات على كتاب الاستقامة مسجلة في أشرطة.
وقد حدثني شيخي الشيخ علي بن صالح المري وهو من كبار طلابه يقول: كنت أبيت في المسجد وأنا شاب لأكون أول من يستقبل الشيخ إذا حضر إلى الدرس يقول ففتحت مرة له باب السيارة فإذا به يبكي بكاء أثر في نفسي ؛ فسألت زميلي الذي في السيارة ما الذي يبكي الشيخ؟
قال: كان يقرأ عليه وهو في السيارة كتاب الروح لابن القيم ولما وصلوا إلى موضع الحديث عن عذاب القبر حصل للشيخ ما حصل.

وأما اقتراحي فهو أن ينتدب طالب علم أو طالبان لعمل كشاف تحليلي لمسائل هذا العلم يجمعونها من كتب التفسير وشروح الأحاديث وما كتب من المؤلفات التي تناولت جوانب من هذا العلم، وما تضمنته كتب بعض الأئمة المعتنين بهذا العلم من مباحث منثورة في كتبهم ومن أجلها : كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن رجب وابن حزم وابن الجوزي وابن قدامة.
وقبلها كتب الزهد والرقائق للأئمة أحمد بن حنبل وابن المبارك وهناد بن السري ووكيع بن الجراح والبيهقي.

ثم ترتب مسائل هذا الكشف ترتيباً موضوعياً .
 
عودة
أعلى