محمد محمود إبراهيم عطية
Member
أفضل ما عُبد الله تعالى به
اعلم أنه ما عُبِد الله تعالى بشيء أحب إليه من ترك المعاصي ، قال صلى الله عليه وسلم : " دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ " متفق عليه ، فأتى بالاستطاعة في جانب المأمورات ، ولم يأت بها في جانب المنهيات ، إشارة إلى عظيم خطرها ، وقبيح وقعها ، وأنه يجب بذل الجهد والوسع في المباعدة عنها ، وأن ذلك في وسع الإنسان ؛ بخلاف المأمورات فإن العجز لـه مدخل فيها تركًا وتخفيفًا ؛ فتأمل ذلك .ولا ينافي هذا ما رواه البخاري في الحديث القدسي : " وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ " ، فإن ترك المعاصي مما افترضه الله على عباده .
ومن هنا قال من قال ، وقد أحسن :
واجبٌ على الناس أن يتوبوا ... لكن ترك الذنوب أوجب