أفضل ما عبد الله به

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
أفضل ما عُبد الله تعالى به
اعلم أنه ما عُبِد الله تعالى بشيء أحب إليه من ترك المعاصي ، قال صلى الله عليه وسلم : " دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ " متفق عليه ، فأتى بالاستطاعة في جانب المأمورات ، ولم يأت بها في جانب المنهيات ، إشارة إلى عظيم خطرها ، وقبيح وقعها ، وأنه يجب بذل الجهد والوسع في المباعدة عنها ، وأن ذلك في وسع الإنسان ؛ بخلاف المأمورات فإن العجز لـه مدخل فيها تركًا وتخفيفًا ؛ فتأمل ذلك .
ولا ينافي هذا ما رواه البخاري في الحديث القدسي : " وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ " ، فإن ترك المعاصي مما افترضه الله على عباده .
ومن هنا قال من قال ، وقد أحسن :
واجبٌ على الناس أن يتوبوا ... لكن ترك الذنوب أوجب​
 
قال سهل بن عبدالله التستري: ترك الأمر عند الله أعظم من ارتكاب النهي، لأن آدم نهي عن أكل الشجرة فأكل منها فتاب عليه، وإبليس أُمر أن يسجد لآدم فلم يسجد فلم يتب عليه. انتهى نقلا عن كتاب الفوائد لابن القيم ص ١٤٨ و قد أيده صاحب الفوائد بثلاثة وعشرين وجها ختمها بقوله: سر هذه الوجوه أن المأمور به محبوبه و المنهي عنه مكروهه و وقوع محبوبه أحب إليه من فوات مكروهه و فوات محبوبه أكره إليه من وقوع مكروهه والله أعلم.
قلت قد يستشكل الفرق بين طلب النهي و بين الأمر بالفعل فكلاهما أمر و الأمر محبوب في الوجهين إما فعلا و إما تركا و الله أعلم.


و الله الهادي للخير
 
الأخ الفاضل / عبد الله الكلباني
شكر الله لك مرورك وتعليقك ، ولا إشكال بين ما ذكرته أنا وبين ما نقلته أنت ، فترك الأمر وفعل النهي كلاهما معصية ، وفي المفاضلة بين المعصية بترك الأمر والمعصية بفعل النهي جرى الكلام فيما نقلتَ ... دمت موفقًا .
 
عودة
أعلى