ابو مريم الجزائري
New member
- إنضم
- 13/04/2007
- المشاركات
- 161
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أغرب و أطول قصة تأليف كتاب
انه كتاب ( المغُرِبْ في أخبارالمَغرِبْ ) واليكم القصة :
يقول د مصطفى الشكعة في كتابة مناهج التاليف عند العلماء العرب:
ومن الطرائف حول هذا الكتاب ان ألف في مائة وخمسة عشر سنة ، وقبل ان يتسائل المرء عن كيفية تاليف الكتاب في هذه المدة المفرطة الطول نسارع الى تقرير ان الكتاب لم يقم بتاليفه عالم واحد ، وانما قام بذلك ستة علماء ، اربعة منهم وزراء الواحد منهم بعد الآخر ، اولهم شاعر عالم هو ابو محمد عبدالله الحجاري وبقيتهم خمسة من آل سعيد هم الامير الوزير عبد الملك بن سعيد ، ثم خلفه على نفس العمل ولداه ابوجعفر احمد ، ومحمد ، ثم موسى بن محمد ، ثم علي بن موسى .
انه نهج جديد في تاريخ التاليف حين يبدأ راس الاسرة تاليف كتاب ومايزال ابنائه واحفاده يتناولونه بالزيادة من واقع آداب عصرهم حى ياخذ صورة مكتملة ناضجة فينشره الحفيد على الناس .
وتبدأ فكرة الكتاب حين وفد ابومحمد عبدالله بن ابراهيم الحجاري على القائد عبدالملك بن سعيد ومثل بين يديه في قلعة بني سعسد غير بعيد عن غرناطة ، وكان ذلك سنة 530 هـ وانشده قصيدة في مديحه يقول فيها :
عليك احالني الذكرُ الجميل... فجئت ومن ثنائك لي دليلُ
أتيت ولم أقدم من رسولٍ لأن... القلب كان هو الرسولُ
فنال الحجاري عند ابن سعيد حظوة ومكانة وقربه اليه ولمس فيه القدرة على التاليف لكثرة محفوظه وسعة اطلاعه ، فطلب اليه تصنيف كتاب في لطائف الشعر وطرائف النثر فكتب له كتابا اسماه ( المسهب في غرائب المغرب ) في نحو ستة اسفار بدأه من فتح الاندلس حتى تاريخ كتابته وهوسنة 530 هـ فاعجب به ايما اعجاب ، ثم ثار في خاطره ان يضيف اليه ما اغفله الحجاري بحيث اضفى علي الكتاب من ادبه وعقله ماجعله يتخذ شكلا آخر . فلما مات عبدالملك بن سعيد تولى امر الكتاب عناية وزيادة واضافة ولده ابوجعفر احمد، فلما قتل ابوجعفر سنة 550 هـ تابع الجهد العلمي اخوه ابو عبدالله محمد بن عبد الملك الذي بني على يديه الجامع الاعظم باشبيلية ، ثم بعد ان توفي بغرناطة سنة 589 هـ ، تلقف الكتاب ولده موسى بن محمد الذي تفرغ للعلم والاطلاع والتاليف والرحلة وجمع المعارف ، وتوفي في رحلته الى المشرق بالاسكندرية سنة 640 هـ ، وكان بصحبته ابنه علي بن موسى الذي نهض بالعمل في اتمام الكتاب فانهاه حوالي سنة 653 هـ .
ويقول د الشكعة كذلك : ان كتاب ( المُغْرب في اخبار المَغْرِب ) قد اكتمل تاليفه وخرج على الناس في صورته الاخيره على يد على بن موسى ويكون بين ايدي قراء العربية كتاب ذو محتوى نفيس ، وصاحب اغرب قصة في تاليف الكتب !!! (*).
ـــــــــــــ
(*) مناهج التاليف عند العلماء العرب/ د مصطفى الشكعة647 وما بعدها بتصرف
- بحسب التواريخ المذكورة فان المدة تربو على 115عام .
أغرب و أطول قصة تأليف كتاب
انه كتاب ( المغُرِبْ في أخبارالمَغرِبْ ) واليكم القصة :
يقول د مصطفى الشكعة في كتابة مناهج التاليف عند العلماء العرب:
ومن الطرائف حول هذا الكتاب ان ألف في مائة وخمسة عشر سنة ، وقبل ان يتسائل المرء عن كيفية تاليف الكتاب في هذه المدة المفرطة الطول نسارع الى تقرير ان الكتاب لم يقم بتاليفه عالم واحد ، وانما قام بذلك ستة علماء ، اربعة منهم وزراء الواحد منهم بعد الآخر ، اولهم شاعر عالم هو ابو محمد عبدالله الحجاري وبقيتهم خمسة من آل سعيد هم الامير الوزير عبد الملك بن سعيد ، ثم خلفه على نفس العمل ولداه ابوجعفر احمد ، ومحمد ، ثم موسى بن محمد ، ثم علي بن موسى .
انه نهج جديد في تاريخ التاليف حين يبدأ راس الاسرة تاليف كتاب ومايزال ابنائه واحفاده يتناولونه بالزيادة من واقع آداب عصرهم حى ياخذ صورة مكتملة ناضجة فينشره الحفيد على الناس .
وتبدأ فكرة الكتاب حين وفد ابومحمد عبدالله بن ابراهيم الحجاري على القائد عبدالملك بن سعيد ومثل بين يديه في قلعة بني سعسد غير بعيد عن غرناطة ، وكان ذلك سنة 530 هـ وانشده قصيدة في مديحه يقول فيها :
عليك احالني الذكرُ الجميل... فجئت ومن ثنائك لي دليلُ
أتيت ولم أقدم من رسولٍ لأن... القلب كان هو الرسولُ
فنال الحجاري عند ابن سعيد حظوة ومكانة وقربه اليه ولمس فيه القدرة على التاليف لكثرة محفوظه وسعة اطلاعه ، فطلب اليه تصنيف كتاب في لطائف الشعر وطرائف النثر فكتب له كتابا اسماه ( المسهب في غرائب المغرب ) في نحو ستة اسفار بدأه من فتح الاندلس حتى تاريخ كتابته وهوسنة 530 هـ فاعجب به ايما اعجاب ، ثم ثار في خاطره ان يضيف اليه ما اغفله الحجاري بحيث اضفى علي الكتاب من ادبه وعقله ماجعله يتخذ شكلا آخر . فلما مات عبدالملك بن سعيد تولى امر الكتاب عناية وزيادة واضافة ولده ابوجعفر احمد، فلما قتل ابوجعفر سنة 550 هـ تابع الجهد العلمي اخوه ابو عبدالله محمد بن عبد الملك الذي بني على يديه الجامع الاعظم باشبيلية ، ثم بعد ان توفي بغرناطة سنة 589 هـ ، تلقف الكتاب ولده موسى بن محمد الذي تفرغ للعلم والاطلاع والتاليف والرحلة وجمع المعارف ، وتوفي في رحلته الى المشرق بالاسكندرية سنة 640 هـ ، وكان بصحبته ابنه علي بن موسى الذي نهض بالعمل في اتمام الكتاب فانهاه حوالي سنة 653 هـ .
ويقول د الشكعة كذلك : ان كتاب ( المُغْرب في اخبار المَغْرِب ) قد اكتمل تاليفه وخرج على الناس في صورته الاخيره على يد على بن موسى ويكون بين ايدي قراء العربية كتاب ذو محتوى نفيس ، وصاحب اغرب قصة في تاليف الكتب !!! (*).
ـــــــــــــ
(*) مناهج التاليف عند العلماء العرب/ د مصطفى الشكعة647 وما بعدها بتصرف
- بحسب التواريخ المذكورة فان المدة تربو على 115عام .