محمد محمود إبراهيم عطية
Member
قد كان في إعداد النبي صلى الله عليه وسلم للهجرة دروسًا للأمة أهمها :
أن التماس الأسباب لا ينفي التوكل على الله تعالى ، فهذا درس عظيم في حياة الفرد والأمة : فقد التمس النبي صلى الله عليه وسلم جميع الأسباب الموصلة إلى نجاح الرحلة ؛ من سِرية الأمر، وجعل عليَّ بن أبي طالب يبيت في الفراش ، واختيار الرفيق ، وإعداد الراحلة ، والاتفاق مع دليل حاذق ، والتعمية على الأعداء ، إذ انطلق جنوبًا تجاه غار ثور ، واتجاه الرحلة إلى الشمال حيث المدينة المنورة ، وإعداد عبد الله بن أبي بكر ليأتيهما بأخبار القوم ليلا إذا هدأ الطلب عنهما ، وأسماء بنت أبي بكر لتأتيهما بما يحتاجونه من طعام وماء ، وعامر بن فهيرة يأتي خلفهما بالغنم ، ليعفي على آثارهما ، وليشرب النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه من لبن الغنم .
كل هذه الأسباب التمسها النبي صلى الله عليه وسلم في رحلته متوكلا على الله تعالى ، وقد كان الله تعالى قادرًا أن يسري بنبيه إلى المدينة دون أن يراه أحد ، ودون أن يلقى من مشقة الإعداد ومشقة الرحلة شيئًا ، لكنه درس للأمة على مدى الأجيال .
وليأت الدرس الثاني بعد التماس الأسباب المتاحة، وهو: أن الأمة إذا التمست الأسباب في حدود طاقتها متوكلة على الله جل وعلا ثم ضاقت الأسباب عن نتائجها أمد المؤمنين الصابرين المحتسبين بنصر من عنده : { ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا } . لقد انتهى المشركون في طلبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه إلى الغار، حتى قال أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ ! فَقَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ ! مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا ؟ ". فأخذ الله بأبصارهم أن يروا رسوله وصاحبه ورجعوا عنهم، وتمت الرحلة التي غيرت وجه التاريخ وأضاءت للبشرية طريقها.
ألا ما أحوج المسلمين اليوم لدروس الهجرة، ومعايشة شأنها والتفكر فيها ! ما أحوج الأمة للعودة إلى الطريق التي تستحق بها نصرة ربها ! ما أحوج الأمة للرجوع إلى كتاب ربها وسنة نبيها والاستمساك بهما ! قال الله تعالى: { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ } [ غافر:51 ]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله ".
أن التماس الأسباب لا ينفي التوكل على الله تعالى ، فهذا درس عظيم في حياة الفرد والأمة : فقد التمس النبي صلى الله عليه وسلم جميع الأسباب الموصلة إلى نجاح الرحلة ؛ من سِرية الأمر، وجعل عليَّ بن أبي طالب يبيت في الفراش ، واختيار الرفيق ، وإعداد الراحلة ، والاتفاق مع دليل حاذق ، والتعمية على الأعداء ، إذ انطلق جنوبًا تجاه غار ثور ، واتجاه الرحلة إلى الشمال حيث المدينة المنورة ، وإعداد عبد الله بن أبي بكر ليأتيهما بأخبار القوم ليلا إذا هدأ الطلب عنهما ، وأسماء بنت أبي بكر لتأتيهما بما يحتاجونه من طعام وماء ، وعامر بن فهيرة يأتي خلفهما بالغنم ، ليعفي على آثارهما ، وليشرب النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه من لبن الغنم .
كل هذه الأسباب التمسها النبي صلى الله عليه وسلم في رحلته متوكلا على الله تعالى ، وقد كان الله تعالى قادرًا أن يسري بنبيه إلى المدينة دون أن يراه أحد ، ودون أن يلقى من مشقة الإعداد ومشقة الرحلة شيئًا ، لكنه درس للأمة على مدى الأجيال .
وليأت الدرس الثاني بعد التماس الأسباب المتاحة، وهو: أن الأمة إذا التمست الأسباب في حدود طاقتها متوكلة على الله جل وعلا ثم ضاقت الأسباب عن نتائجها أمد المؤمنين الصابرين المحتسبين بنصر من عنده : { ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا } . لقد انتهى المشركون في طلبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه إلى الغار، حتى قال أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ ! فَقَالَ: " يَا أَبَا بَكْرٍ ! مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا ؟ ". فأخذ الله بأبصارهم أن يروا رسوله وصاحبه ورجعوا عنهم، وتمت الرحلة التي غيرت وجه التاريخ وأضاءت للبشرية طريقها.
ألا ما أحوج المسلمين اليوم لدروس الهجرة، ومعايشة شأنها والتفكر فيها ! ما أحوج الأمة للعودة إلى الطريق التي تستحق بها نصرة ربها ! ما أحوج الأمة للرجوع إلى كتاب ربها وسنة نبيها والاستمساك بهما ! قال الله تعالى: { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ } [ غافر:51 ]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله ".