محمد محمود إبراهيم عطية
Member
قَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ : حَجَّ الْحَجَّاجُ مَرَّةً ، فَمَرَّ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ، فَأُتِيَ بِغَدَائِهِ ، فَقَالَ لِحَاجِبِهِ : انْظُرْ مَنْ يَأْكُلُ مَعِي ؛ فَذَهَبَ فَإِذَا أَعْرَابِيٌّ نَائِمٌ ، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ ، وَقَالَ : أَجِبِ الْأَمِيرَ ؛ فَقَامَ ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى الْحَجَّاجِ ، قَالَ لَهُ : اغْسِلْ يَدَيْكَ ، ثُمَّ تَغَدَّ مَعِي . فَقَالَ : إِنَّهُ دَعَانِي مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ فَأَجَبْتُهُ .
قَالَ : وَمَنْ هُو َ؟
قَالَ: اللَّهُ ، دَعَانِي إِلَى الصَّوْمِ فَأَجَبْتُهُ .
قَالَ : فِي هَذَا الْحَرِّ الشَّدِيدِ ؟
قَالَ: نَعَمْ صُمْتُ لِيَوْمٍ هُوَ أَشَدُّ حَرًّا مِنْهُ .
قَالَ: فَأَفْطِرْ ، وَصُمْ غَدًا .
قَالَ : إِنْ ضَمِنْتَ لِيَ الْبَقَاءَ إِلَى غَدٍ .
قَالَ : لَيْسَ ذَلِكَ إِلَيَّ .
قَالَ : فَكَيْفَ تَسْأَلُنِي عَاجِلًا بِآجِلٍ لَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ ؟
قَالَ: إِنَّ طَعَامَنَا طَعَامٌ طَيِّبٌ !
قَالَ : لَمْ تُطَيِّبْهُ أَنْتَ وَلَا الطَّبَّاخُ ، إِنَّمَا طَيَّبَتْهُ الْعَافِيَةُ...
قَالَ : وَمَنْ هُو َ؟
قَالَ: اللَّهُ ، دَعَانِي إِلَى الصَّوْمِ فَأَجَبْتُهُ .
قَالَ : فِي هَذَا الْحَرِّ الشَّدِيدِ ؟
قَالَ: نَعَمْ صُمْتُ لِيَوْمٍ هُوَ أَشَدُّ حَرًّا مِنْهُ .
قَالَ: فَأَفْطِرْ ، وَصُمْ غَدًا .
قَالَ : إِنْ ضَمِنْتَ لِيَ الْبَقَاءَ إِلَى غَدٍ .
قَالَ : لَيْسَ ذَلِكَ إِلَيَّ .
قَالَ : فَكَيْفَ تَسْأَلُنِي عَاجِلًا بِآجِلٍ لَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ ؟
قَالَ: إِنَّ طَعَامَنَا طَعَامٌ طَيِّبٌ !
قَالَ : لَمْ تُطَيِّبْهُ أَنْتَ وَلَا الطَّبَّاخُ ، إِنَّمَا طَيَّبَتْهُ الْعَافِيَةُ...
( البداية والنهاية - ط دار هجر : 12 / 517 ، 518 )