أصول في التجويد

إنضم
09/06/2009
المشاركات
94
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
بنغازي
[align=justify][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
[align=center]أصول في التجويد[/align]
تجويد الحروف العربية - ككل الفنون - لها ثلاثة أسباب : موهبة فطرية ، ومعرفة نظرية ، ودُربة عملية ، والمعرفة النظرية أربعة أقسام : معرفة مخارج الحروف ( أي محال حدوثها في أعضاء النطق ) ، ومعرفة صفاتها ( أي كيفيات هذا الحدوث ) ، ومعرفة أحكام ملاقاة بعضها بعضًا ، ومعرفة التحذيرات من الأخطاء التي تقع في نطقها .
ولهذه المعرفة النظرية تكملة بأصول عامة تزيد الأقسام السابقة اتضاحًا وضبطًا ، وتكون لها ميزانًا في الأداء ، وتبين المراد من التجويد .
وهذه الأصول أجملها الإمام الداني في كتابه في التجويد المسمى : ( التحديد ) ، فقال : " فتجويد القرآن هو إعطاء الحروف حقوقَها ، وترتيبُها مراتبها ، وردُّ الحرف من حروف المعجم إلى مخرجه وأصله ، وإلحاقُه بنظيره وشكله ، وإشباعُ لفظه ، وتمكين النطق به على حال صيغته وهيئته ، من غير إسراف ولا تعسف ، ولا إفراط ولا تكلف ، وليس بين التجويد وتركه ، إلا رياضة من تدبره بفكه " ( ص 68 ) .
ونظم الإمام ابن الجزري هذا في مقدمته ، فقال :

[align=center]وهُو إعطاء الحروف حقَّها * من كلِّ صفةٍ ومستحقَّها
وردُّ كلِّ واحدٍ لأصله * واللفظُ في نظيره كمثله
مكمَّلاً من غير ما تكلُّف * باللطف في النطق بلا تعسف
وليس بينه وبين تركه * إلا رياضة امرئ بفكه[/align]

وقد تضمن ذلك قواعد :

[align=center]القاعدة الأولى : التبيين[/align]
فلكل حرف هيئة وصيغة - وإن شئت ( شخصية ) - يمتاز بها عن غيره من الحروف ، وبيان الحروف يكون بأمرين : بإخراج الحرف من مخرجه على صفته الموصوف بها ، وبإعطائه ما يستحقه من حكم بملاقاة غيره ، ويكون بتفكيك الحروف ، وفصل بعضها من بعض ، وهذه هي القراءة المفسرة حرفًا حرفًا ، كما جاء في بعض الأحاديث في وصف قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا بعض ما يدل عليه قوله - تعالى - : ( ورتل القرآن ترتيلا ) ، قال ابن عباس - رضي الله عنه - : بينْه بيانًا . ولم يكتف بالأمر حتى أكده بالمصدر ، وهذا التأكيد كما يكون لمعنى الطلب المدلول عليه بصيغة الأمر ، يكون للمطلوب المدلول عليه بالمادة ، فالترتيل مطلوب طلبًا مؤكدًا ، والبيان الذي هو من معاني الترتيل مطلوبٌ كماله وغايته .

[align=center]القاعدة الثانية : التنسيق[/align]
ومن معاني الترتيل : التنسيق ، بأن يكون الأداء متناسبًا منتظمًا ، وهذا يجري على الحروف والوقوف ومقادير المدود والغنن ، فيسوَّى بين النظائر في الحكم ، ويلفظ الشيء آخرًا كما لفظ أولاً ، وتكون القراءة على نمط واحد ، بلا تفاوت ولا اختلاف .

[align=center]القاعدة الثالثة : التمكين[/align]
أي تمكين النطق بالحرف وإشباعه ، ومعناه أن يعطى حقه وافيًا تامًّا غير منقوص ، كاللباس السابغ ، وكالماء المروي ، بلا بخس ولا تقصير ، حتى لا يطلب مزيدًا ، ولا يفتقر إلى توفية .

[align=center]القاعدة الرابعة : الاعتدال[/align]
ومعناه ألا يصل التمكين إلى حد الإسراف بالزيادة على المطلوب ، وألا يخرج إلى الإفراط والمبالغة ، فالنقصان لحن ، والزيادة لحن .

[align=center]القاعدة الخامسة : السهولة[/align]
ومعناها ألا يكون الناطق متكلفًا ، يتجشم المشقة ، ويأتي بالحروف مجهدًا ، ولكن ينطق بلطف ، ويلفظ برفق .

[align=center]القاعدة السادسة : التلقي[/align]
ومعناه أخذ النطق الصحيح عن ناطق سابق ، وسلف متقدم ، تدرَّب ومَهَر ، وأتقن وأحسن ، فيقتفي أثره ، ويحذو طريقته .

[align=center]القاعد السابعة : الرياضة[/align]
ومعناها تدريب أعضاء النطق على التجويد حتى يكون لها ملكة وعادة ، وإنما يكون ذلك بالتكرار والإعادة .
والقاعدتان الأخيرتان أشار إليهما ابن الجزري بقوله : " ولا أعلم سببًا لبلوغ نهاية الإتقان والتجويد ، ووصول غاية التصحيح والتسديد - مثل رياضة الألسن ، والتكرار على اللفظ المتلقى من فم المحسن " ( النشر 1/213 ) .
[/align]
 
[align=center]بارك الله أعمالك ، ووفقك وزادك علما[/align]
 
أشكر لك شكرا جزيلا سعادة الأستاذ الدكتور أبا هانئ ، ولك بمثل ما دعوت به ، والله يكلؤكم بحفظه ورعايته !
 
عودة
أعلى