أشكلت عليَّ عبارة الشوكاني في تفسير هذه الآية ... فهل استشكالي في محله ؟؟

ابواحمد

New member
إنضم
11/07/2003
المشاركات
44
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
[align=center]قال الشوكاني رحمه الله في فتح القدير عند تفسيره لقوله تعالى ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ....) الآية 253 البقرة

حيث قال : ( فإياك أن تتقرب إليه صلى الله عليه وسلم بالدخول في أبواب نهاك عن دخولها فتعصيه وتسيء وأنت تظن أنك مطيع محسن ).

أولا : أشكل عليَّ عود الضمير الى الرسول عليه الصلاة والسلام ، فهل يستقيم أن يكون التقرب الى الرسول ؟؟؟

ثانيا : أن بعض النسخ التي إطلعت عليها لم أجد جملة ( صلى الله عليه وسلم ) بعد قوله ( أن تتقرب اليه ) .مما أكد عندي أن استشكالي كان في محله .
[/align]
 
إيراد الكلام السابق لهذا المنقول يوضح الأمر أخي أبا أحمد وفقكم الله.
جاء في تفسير (فتح القدير) للشوكاني وهو يناقش مسألة تفضيل الأنبياء بعضهم على بعض في تفسير قوله تعالى :(ورفعنا بعضهم درجات) قوله وهو يخالف من تعرض لتعيين المراد بقوله (بعضهم) بأنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم :(وقد جزم كثير من أئمة التفسير أنه نبينا صلى الله عليه وسلم ، وأطالوا في ذلك ، واستدلوا بما خصه الله به من المعجزات ، ومزايا الكمال ، وخصال الفضل ، وهم بهذا الجزم بدليل لا يدل على المطلوب قد وقعوا في خطرين ، وارتكبوا نهيين ، وهما :
1- تفسير القرآن بالرأي .
2- والدخول في ذرائع التفضيل بين الأنبياء .
وإن لم يكن ذلك تفضيلاً صريحاً ، فهو ذريعة إليه بلا شك ولا شبهة ؛ لأن من جزم بأن هذا البعض المرفوع درجات هو النبي الفلاني ، انتقل من ذلك إلى التفضيل المنهي عنه ، وقد أغنى الله نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم عن ذلك بما لا يحتاج معه إلى غيره من الفضائل ، والفواضل. فإياك أن تتقرب إليه - صلى الله عليه وسلم - بالدخول في أبواب نهاك عن دخولها ، فتعصيه ، وتسيء وأنت تظن أنك مطيع محسن) أ.هـ.
فالضمير في قوله (تتقرب إليه) يحتمل عوده على :
- لفظ الجلالة في قوله (وقد أغنى الله ...) فيكون حذف قوله :(صلى الله عليه وسلم) التي هي محل السؤال هو الموافق لهذا التوجيه ، ويكون معنى معصية الله هنا ، مخالفة نهي نبيه صلى الله عليه وسلم عن التفضيل بين الأنبياء.
- النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيكون الصواب إثبات لفظ الصلاة والسلام عليه.
والذي يبدو لي - والله أعلم - أن الثاني هو الأقرب لسياق كلام الشوكاني رحمه الله ، وأن الضمير يعود على النبي صلى الله عليه وسلم ، وإثبات لفظ السلاة والسلام هو الصحيح كما في أكثر النسخ ، وذلك لقول الشوكاني بعد ذلك (... نهاك عن دخولها ، فتعصيه ..) فالذي نهى عن التفضيل بين الأنبياء هو النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :(لا تفضلوني على الأنبياء) بألفاظه المتعددة التي ذكرها الشوكاني في أول تفسيره للآية. وأما الله سبحانه وتعالى فليس في قوله :(تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم اللهُ ورفع بعضهم درجات) ما يدل على النهي عن تفضيل بعض الأنبياء على بعض ، بل ربما تكون دليلاً على جواز التفضيل ، وللعلماء في كون هذه الآية ناسخة للنهي عن التفضيل كلام أشار إليه الشوكاني.
ويبقى بعد ذلك توجيه معنى التقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه بمعنى طاعته صلى الله عليه وسلم واتباعه وطلب التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بذلك ، لا أن العبادة تصرف له صلى الله عليه وسلم. ويؤيد ذلك قوله تعالى :(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ... الآية) ويكون هذا حملاً للمتشابه من كلام الشوكاني على المحكم المعروف عنه رحمه الله من سلامة معتقده.
 
عودة
أعلى