أسماء الله الحسنى

إنضم
16/11/2009
المشاركات
1,296
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
العمر
73
الإقامة
تارودانت-المغرب
يقول الله تعالى : { وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف:180]
يقول سيد طنطاوي في تفسيره : " قال مقاتل وغيره من المفسرين : نزلت الآية في رجل من المسلمين كان يقول في صلاته : يا رحمن يا رحيم . فقال رجل من مشركي مكة : أليس يزعم محمد وأصحابه أنهم يعبدون ربا واحداً فما بال هذا يدعو ربين اثنين ؟ فنزلت " .
وقال الماتريدي (ت:333 ه) : " وقوله تعالى : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } يحتمل هذا وجهين : يحتمل أنهم قد ظنوا أن في إثبات عدد الأسماء إيجاب إثبات عدد من الذّوات ، فأخبر أن ليس في إثبات عدد الأسماء إثبات أعداد من الذّوات ؛ إذ قد يسمى الشيء الواحد بأسماء مختلفة . ثم لا يوجب ذلك إثبات عدد ذلك ولا تجزئته من نحو ما تسمى الحركة حركة عرضا شيئا خلقا من غير أن أوجب ذلك إثبات عدد الحركة أو تجزئته ، وكذلك في جميع الأشياء . فعلى ذلك يخبر أنه ليس في إثبات عدد الأسماء إثبات عدد من الذوات على ما ذكرنا .
ويحتمل أن يكون خرج هذا مقابل قول كان منهم ، وهو أن وصفوا الله بشيء ، لا يحسن أن يوصف به ، وأضافوا إليه أشياء لا تصح أن تضاف من قولهم : يا خالق الخنازير ويا خالق الخبائث ويا إله القردة ونحوه . فأخبر أن ادعوه بالأسماء الحسنى ممّا ثبت عند الخلق أنه مسمّى [ بها بما هداهم ] ؛ يقال : يا هاد يا مرشد ونحوه ، ويقال : بما أعطاهم من النعم : يا كريم يا جواد يا لطيف ونحوه ، ويقال : يا خالق يا رزّاق يا الله يا رحمن يا رحيم لما ظهر في أنفسهم من ألوهيته وربوبيته ، فقال : لا تدعوا بكذا ، ولكن ادعوا بالأسماء التي ثبت عند الخلق تحقيقا [ أنه يسمى بها ] ، وهو ما ذكرنا ، والله أعلم . "
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...جزاك الله تعالى خيرا أخي عبد الكريم...
أرجو أن لا أتسبب لك بأحراج هل من الممكن أن تشرح اي قول الماتريدي-
(
ثم لا يوجب ذلك إثبات عدد ذلك ولا تجزئته من نحو ما تسمى الحركة حركة عرضا شيئا خلقا من غير أن أوجب ذلك إثبات عدد الحركة أو تجزئته ، وكذلك في جميع الأشياء . فعلى ذلك يخبر أنه ليس في إثبات عدد الأسماء إثبات عدد من الذوات على ما ذكرنا .)​ وجزاك الله تعالى خيرا.
 
اعتقد ان كلامه له علاقة .. ( بكلام اهل الكلام ) ليس من السهولة فهمه
وانه اراد بطريقه ما .. (كلامية ) إثبات ان تعدد الاسماء ، لايوجب تعدد الذوات وتجزئه هذه الذات


الماتريدية
فرقة كلامية ، تنسب إلى أبي منصور الماتريدي ، قامت على استخدام البراهين والدلائل العقلية والكلامية في محاججة خصومها ، من المعتزلة والجهمية وغيرهم ، لإثبات حقائق الدين .


والله اعلم​
 
هذا مثال في تصور المفسر جاء به لينفي المقولة التالية : " إثبات عدد الأسماء في الشيء الواحد موجب لإثبات عدد من الذوات "
نفي المقولة السابقة بالمقولة التالية : " قد يسمى الشيء الواحد بأسماء مختلفة ، ثم لا يوجب ذلك إثبات عدد ذلك ولا تجزئته "
ويعطي المثال على ذلك بالحركة :
فالحركة تسمى حركة بكل مكوناتها بدون أن نعددها حسب جزئياتها المكونة لها .
نوضح ذلك بمثال : فحركة (المشي) نطلقها على الحركة كلها . رغم أن المشي يتكون من خطوات متعددة وهي أجزاؤه المتواصلة .
وهو مثال ضربه المفسر لتوضيح فكرته حول تعدد الأسماء والمسمى واحد .
أما التفسير المباشر للأسماء الحسنى ، فهي كما قال ابن تيمية (ت:728 ه) تحمل في نفسها اعتبارين " اعتبار من حيث الذات واعتبار من حيث الصفات : فهي أعلام باعتبار دلالتها على الذات ، وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني "

والله أعلم وأحكم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...جزاك الله تعالى خيرا أخي عبد الكريم..وهذه تجربة عملية لنا جميعا في الملتقى أن الاستعانة في التفاسير المبنية على التفسير الصحيح وهو
تفسير القرأن بالقرآن ثم تفسير القرآن بالسنة الصحيحة ثم تفسير القرآن بأقوال الصحابة
والتابعين......هو المنهج الصحيح في فهم كتاب الله تعالى لإن أرباب الكلام والفلسفة
من أمثال الماتريدي والرازي أتعبوا الامة بكلامهم وفلسفتهم....فبدل ان يوضحوا مراد
الله تعالى أتعبوا الامة بالمصطلحات الصعبة والامثال المربكة...ولعل الكلمة الشهيرة
لتلك العجوز العربية التي سألت عن الرازي فقالوا لها انه عالم كبير لديه ألف دليل
على وجود الله تعالى فاندهشت وقالت-وهل وجود الله تعالى يحتاج لدليل البعرة تدل
على البعير والأثر يدل على المسير....لو لم يكن عنده شك في الله تعالى ما أحتاج
لإلف دليل...قلت-ان كلمة هذه العجوز توضح لنا حال القوم...نعوذ بالله تعالى من
خزي الدنيا والآخرة...والله تعالى أعلم.
 
ولماذا هذا اللون الاحمر ، اتعبت عيونا يالبهيجي .. (-:
 
أخي البهيجي حفظه الله
في هذا الصرح العتيد " ملتقى أهل التفسير " الذي جعله الله مدرسة نتدارس فيها كل ما يتعلق بعلم التفسير ، نتعامل في فهم كتاب الله تعالى مع أنواع من المفسرين الذين جعلوا حياتهم وقفا لهذا العلم .
فالمفسرون على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم ، ملزم علينا الاطلاع على ما كتبوه في تفسير وتأويل ما جاء في القرآن الكريم . كما علينا أن نكن لهم كل التقدير والاحترام .
فهم مرآة عصرهم ، أثروا وتأثروا ، فكان لابد لنا أن نأخذ ذلك بالحسبان . ولا نقنع بما يقنع به العجائز تكاسلا أو تعصبا ، وذاك شأن غير المختصين .
نحن طلاب العلم ملزمون أن نجِدَّ في التعرف على هذا العلم من أصوله حتى ننال ما قدر لنا من نصيب .
يقول تعالى : {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}[فصلت:35]

والله أعلم وأحكم
 
عودة
أعلى