أسعد رجل على وجه الأرض

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
إنضم
07/05/2004
المشاركات
2,562
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
الخبر - المملكة ا
الموقع الالكتروني
www.islamiyyat.com
أسعد رجل على وجه الأرض

تجاوز روشان الفقر المدقع الذي كان يرزح تحت وطأته في مسقط رأسه، وظروف صعبة عاشها في بريطانيا بفضل ابتسامته التي ورثها من والدته​
لم ألتق في حياتي بشخص أكثر سعادة من السيرلانكي روشان داسن (37 عاما). فهو يبتسم على الدوام. يبتسم وهو يستقبلك. ويبتسم وهو يودعك. ويبتسم بينهما. لا يملك سوى ثلاثة قمصان يكررها على مدار العام. لكنه يشعرك أنه يملك الدنيا وما عليها. درست معه مادة قبل 9 شهور في مانشستر ببريطانيا ومازلت أقصده كلما حزنت. فهو يملك قدرة فائقة على إطفاء أي حزن بابتسامة واسعة وتفاؤل غفير.
روشان لا يغادر جامعة سالفورد ببريطانيا التي يدرس فيها الدكتوراه في الهندسة. فإما تجده في غرفة طلاب الدكتوراه يكتب ويقرأ. أو تجده داخل دورات مياهها ينظف ويكنس. مستعد أن يقوم بأي عمل شريف يساعده على تسديد رسومه الدراسية وإيجار شقته.
لم أره متذمرا قط. ولم أره يأكل طوال معرفتي به. عفوا رأيته مرة واحدة. وكان يأكل مثل العصافير، قليلا جدا. وعندما شاهدني أعاد علبة طعامه الصغيرة إلى حقيبته بسرعة فائقة وابتسم.
يقرأ التايمز والجارديان يوميا في مكتبة الجامعة. ولا يتابع التلفزيون إلا لماماً. لكنه يتابع برنامجا شهيا على إذاعة (ريل راديو نورث ويست). هذا البرنامج يمتد إلى ساعة واحدة. يذيع فقط أنباء سعيدة طريفة يستقبلها من مستمعيه. مثلا: مارك جون من ليفربول استطاع أخيرا أن يعرف كيف يربط ربطة عنق. وجينفر وجدت قبل لحظات نظارتها الشمسية على وجهها بعد عناء استغرق ساعات في البحث عنها. ومرة سمعت اسم روشان في البرنامج محتفلا بكوب شاي ارتشفه في منزل صديقه.
لدى روشان ميزة استثنائية تكمن بالاحتفال بالأشياء الصغيرة. سعادة تفيض من وجهه عندما يعثر على كتاب أو جملة جذابة في رواية.
تجاوز روشان الفقر المدقع الذي كان يرزح تحت وطأته في مسقط رأسه، وظروف صعبة عاشها في بريطانيا بفضل ابتسامته التي ورثها من والدته. يتذكر أمامي دائما كلمات أمه عندما كان صغيرا: "لا تحزن لأنك لا تملك حذاء، بل افرح لأن لديك جوربا".
على النقيض تماما من روشان لدي صديق عابس وقانط على الدوام. لم أشاهده مبتسما قط. كل الأفراح يحولها إلى أتراح. عندما باركت له التخرج صعقني قائلا: "اخفض صوتك. من يسمعك سيعتقد أنني حصلت على وظيفة أو ورثت مالا؟". وحينما هنأته بطفله الأول، سحب يدي بصرامة حتى كاد أن ينزعها ثم قال: "احذر. لا تنجب مبكرا. منذ أن أبصر طفلي النور وأنا لا أعرف النوم". إذا ابتسمت أمامه عاقبني قائلا: "سيجيء لك يوم وتبكي". وإذا وجدني مهموما زاد همي هما بقوله: "قطعا، تفكر في دراهمك؟".
صديقي لا يمثل حالة شخصية، بل واقع الكثير من إخواننا وأخواتنا في وطننا العربي الكبير الذين ينظرون للحياة بتشاؤم. ينظرون للنصف الفارغ من الكأس. وينقلون عدوى الإحباط لأترابهم ليسود جو عارم من الانهزامية والخيبة والحزن. يقول الفيلسوف الفرنسي، أوغست كونت: "لكي تحتفظ بالسعادة عليك أن تتقاسمها مع الآخرين". فالابتسامة التي تسكبها من وجهك ستعود لك. ستذهب بعيدا. لكنها حتما ستعود.
قضيت سنوات عديدة في الغربة أدرس ولا أختلط إلا بأبناء جلدتي. فأمسيت على الدوام أنتقد حجم المكافأة وارتفاع غلاء المعيشة وتجاهل الملحقية الثقافية الرد على اتصالاتي. أهدرت سنوات طويلة مكفهرا ومتجهما. ضيعت شهورا جمة غاضبا وحانقا. لكن عندما تعرفت على روشان أدركت أن الحياة تستحق أن نتعلق بها أكثر. ونتشبث بها بأقدامنا وأيدينا. جعلني أستمتع بكوب الشاي، وأبتهج بقميصي الجديد. جعلني أحتفل برسالة نصية هاتفية، وأطرب لمحاضرة تقليدية. جعلني أفرح أكثر وأحزن أقل. جعلني أبتسم كثيرا.
تفشى الإحباط في مجتمعاتنا لأننا تخلينا عن الفرح. انصرفنا عن البهجة. ونسينا أن الأفراح الصغيرة وقود للأفراح الكبيرة. وأن البحر يبدأ بقطرة. والشجر ينهض من بذرة.​
عبدالله المغلوث
 
وبارك في القارئ الفطن أخي الفاضل محمد.
الواقع أنه رغم العديد من رسائل البريد الإلكتروني غير النافعة التي تصلنا كل يوم لا بد وأن يحتوي البريد بين الحين والآخر رسالة نافعة فلا أتمالك نفسي من مشاركة الآخرين فيها لما تحتويه من معانٍ وقيم ما أحوجنا أن نتأمل فيها.
شكراً لك.
 
لِمَ لا أخي الكريم؟ انطلق من المشاركو ابدأ قصتك على بركة الله! وكم من نماذج مثل هذا الأخ السريلانكي الفاضل منتشرة في بلدان العالم!
 
شكراً جزيلاً على هذه المقالة الممتعة العَذْبَة.
صدق الأخ عبدالله المغلوث فإن الإختلاط ببعض الأصحاب يسبب الحزن والكآبة والقلق، ولا يقدِّم لي إلا التضجر من الواقع والإحباط من هموم الحياة التي لو تأملتها لما كانت إلا ترفاً لا حاجة إليه، وفي الأصحاب قِلَّةٌ من أمثال روشان أسعد كثيراً بصحبتهم والجلوس معهم حقاً، وهم فعلاً بسمة الحياة .. وقد أحسن إيليا أبو ماضي عندما قال :
أيهذا الشاكي وما بك داءٌ *كيف تغدو إذا غدوت عليلا ؟!
إن شر النفوس في الناس نفسٌ * تتوقى قبل الرحيل الرحيلا​
والقصيدة رائعة في هذه المعاني الجميلة التي تحدثت عنها المقالة .
شكراً يا دكتورة مرة أخرى على إشراكنا في هذه المقالة .
 
شكر الله لك مرورك وتعقيبك الجميل دكتور عبد الرحمن ولي رجاء إن تكرمت أن تضع لنا قصيدة إيليا أبو ماضي (ابن بلادي) لقراءة هذه المعاني الرائعة التي أشرت إليها. وأذكر هذه القصيدة لأنها كانت مقررة علينا في المدرسة في المرحلة الإعدادية ولو كنت أحفظها كاملة لوضعتها لكني أحيل الأمر لكم بارك الله بكم.
 
تكرم عينك .

[poem=font="Trebuchet MS,6,,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
1- أيّهذا الشّاكي وما بك داءٌ = كيف تغدو إذا غدوتَ عليلا؟
2- إنّ شرّ الجُناة في الأرض نفسٌ= تتوقَّى - قبلَ الرّحيل- الرّحيلا
3- وترى الشّوكَ في الورودِ، وتَعمى= أن ترى فوقها النّدى إكليلا
4- هو عبءٌ على الحياةِ ثقيلٌ = مَنْ يظنُّ الحياةَ عبئا ثقيلا
5- والذي نفسهُ بغير جَمالٍ= لا يرى في الوجودِ شيئا جَميلا
6- ليس أشقى مِمَّن يرى العيش مُرَّا= ويظنّ اللّذاتِ فيه فُضولا
7- أَحكمُ النّاس في الحياةِ أُناسٌ = علَّلُوها فأحسنوا التّعليلا
8- فتمتّع بالصّبح ما دمتَ فيه= لا تَخف أن يزولَ حتى يزولا
9- وإذا ما أظلّ رأسك همٌّ = قَصِّر البحثَ فيه كيلا يطولا
10- أدركتْ كُنهَها طيورُ الرّوابي= فمن العار أن تظل جهولا
11- ما تراها - والحقل ملك سواها= تَخِذت فيه مسرحاً ومقيلا
12- تتغنّى، والصّقر قد ملك الجوَّ عليـ= ـها ، والصائدون السّبيلا
13- تتغنّى، وقد رأت بعضها يؤخــ=ـذُ حياً والبعض يقضي قتيلا
14- تتغنّى ، وعمرها بعضُ عامٍ= أفتبكي وقد تعيش طويلا؟
15- فهي فوق الغصون في الفجر تتلو= سُورَ الوجد والهوى ترتيلا
16- وهي طورا على الثرى واقعاتٌ= تلقطُ الحبَّ أو تَجرُّ الذيولا
17- كلّما أمسك الغصونَ سكونٌ = صفّقت للغصونِ حتى تَميلا
18- فاذا ذهَّبَ الأصيلُ الرّوابي= وقفت فوقها تناجي الأصيلا
19- فأطلب اللّهوَ مثلما تطلب الأطيـ=ـارُ عند الهجير ظلاّ ظليلا
20- وتعلّم حبّ الطلّيعة منها= واتركِ القال للورى والقيلا
21- فالذي يتّقي العواذل يلقى= كُلَّ حينٍ في كلّ شخصٍ عذولا
22- أنت للأرض أولاً وأخيراً= كنتَ مَلْكاً أو كنت عَبداً ذليلا
23- لا خلودٌ تَحتَ السّماءِ لحيٍّ= فلماذا تراود المستحيلا ؟
24- كلّ نجمٍ إلى الأفولِ ولكن = آفةُ النّجم أن يَخافَ الأُفولا
25- غاية الورد في الرّياض ذبولٌ= كن حكيما واسبق إليه الذبولا
26- وإذا ما وجدت في الأرض ظلاّ = فتفيّأ به إلى أن يحولا
27- وتوقّع ، إذا السّماء اكفهرّت = مطراً في السُهولِ يُحيي السُهولا
28- قل لقومٍ يستنزفون المآقي= هل شفيتم مع البكاء غليلا؟
29- ما أتينا إلى الحياة لنشقى = فأَريحوا - أَهلَ العُقولِ - العقولا
30- كلّ من يجمع الهموم عليه = أخذته الهمومُ أخذاً وبيلا
31- كنْ هزاراً في عشّه يتغنّى= ومع الكبل لا يبالي الكبولا
32- لا غراباً يطارد الدّودَ في الأرض= وبوما في اللّيل يبكي الطّلولا
33- كن غديراً يسير في الأرض رقراقا = فيسقي من جانبيه الحقولا
34- تستحم النّجوم فيه ويلقى= كلُّ شخصٍ وكلُّ شيء مثيلا
35- لا وعاءً يقيّد الماءَ حتى = تستحيلُ المياهُ فيه وُحُولا
36- كُن مع الفجر نسمةً توسـ= ـع الأزهارَ شَمّا وتارةً تقبيلا
37- لا سُمُوماً من السّوافي اللّواتي = تَملأُ الأرضَ في الظّلامِ عَويلا
38- ومع اللّيل كوكباً يؤنسُ الغـ=ـاباتِ والنّهر والرّبى والسّهولا
39- لا دُجىً يكره العوالمَ والنّـ=ـاسَ فيُلقي على الجميعِ سُدُولا
40- أيّهذا الشّاكي وما بك داء= كُنْ جَميلاً تَر الوُجودَ جَميلا
[/poem]

وكنتُ أحب أن أعلق على هذه القصيدة، ثم أعرضتُ عن ذلك لجمالها وروعتها، وهي من القصائد الخالدة التي تستحق أن تحفظ، علماً أن الشاعر من شعراء لبنان الذين عاشوا في المهجر، وهو أشعر شعراء المهجر عندي .
 
يا الله ..ما هذه الروائع !!!!جميل جدا أن يعيش الإنسان مبتسما متفائلا ..بارك الله فيك أخيتي سمر وجزاك الجنة ..
بارك الله فيك أخ عبد الرحمن على القصيدة الرائعة وجزاك الجنة ....
 
كيف الحال ..
وكيف أنت الآن ؟
بعد أن أدركت أن الحياة تستحق أن نتعلق بها أكثر
وبعد أن تشبثت بها بأقدامك وأياديك
وبعد أن استمتعت بكوب الشاي ، وابتهجت بقميصك الجديد
وبعد أن احتفلت برسالة نصية هاتفية ، وطربت لمحاضرة تقليدية
وبعد أن فرحت أكثر وحزنت أقل
وبعد أن ابتسمت كثيراً !!!
 
التفاؤل وتخلية البال خلق حسن،مالم يختلط باللامبالاة والحياة بلا هدف،ومما يعين عليه : أن يُسلم الله العبد من المنغصات،وأن يقيه الله سبحانه شر أولئك الذين لا هم لهم سوى إيذاء الخلق ،والإضرار بهم، ودهس مشاعرهم بالباطل،والذين لخص بعضهم تاريخ البشرية بسببهم فقال : ((يولد الناس ..فيجبر بعضهم بعضاً على الألم ..ثم يموتون)).

وأن يرزقه إن وقع له شيء من ذلك أو هؤلاء = الصبر والحلم والعفو والمعذرة..
 
جزاك الله خيراً دكتور عبد الرحمن على القصيدة الرائعة التي أعادتني لأيام المدرسة، لله در هؤلاء الشعراء وتلك الحقبة الأدبية الزاخرة بالعطاءات المبدعة.
أخي خالد أرجو منك أن تعيد تقرأ القصيدة وتعيد قرءاة المشاركة الأولى فموضوع ديانة بطل القصة لا تهم في شيء وإنما هذه الدنيا نتعلم من كل من فيها وما فيها، أحياناً تتعلم من الطفل الصغير غير العاقل ما لا تتعلمه من أعتى الرجال، فتأمل!
أختي الكريمة إشراقة بارك الله فيك وجزاك خيراً على المرور والتعقيب وتسعدني دائماً تعقيباتك الأخوات الفاضلات أمثالك فهي تعبق بالأدب والذوق ولطف العبارة وجميلها.
وأنصح الجميع أن يعيدوا قراءة المشاركة مجرّدة من أية أحكام أو تأويلات هي قصة فقط نأخذ منها العبر ونتوقف عند محطاتها لا أكثر ولا أقل فلا تحتمل المشاركة أكثر من هذا التأويل!
 
هذه الأبيات إضافة جديدة:
[poem=font=",6,,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
كم تشتكي وتقول إنك معدم = والأرض ملكك والسما والأنجم
ولك الحقول وزهرها ونخيلها = ونسيمها والبلبل المترنم
والماء حولك فضة رقراقة = والشمس فوقك عسجد يتضرم
والنور يبني في السفوح وفي الذرا = دورا مزخرفة وحينا يهدم
هشت لك الدنيا فما لك واجما؟ = وتبسمت فعلام لا تتبسم؟
إن كنت مكتئبا لعز قد مضى = هيهات يرجعه اليك تندُم
أو كنت تشفق من حلول مصيبة = هيهات يمنع أن تحل تجهم
أو كنت جاوزت الشباب فلا تقل = شاخ الزمان فإنه لا يهرم
انظر فما زالت تطل من الثرى = صور تكاد لحسنها تتكلم
[/poem]

***​
[poem=font=",6,,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
قال السماء كئيبة وتجهما = قلت ابتسم يكفي التجهم في السما
قال الصبا ولّى ! فقلت له ابتسم = لن يرجع الأسف الصبا المتصرما
قال التي كانت سمائي في الهوى = صارت لنفسي في الغرام جهنما
خانت عهودي بعدما ملكتها = قلبي فكيف أطيق أن أتبسما
قلت ابتسم واطرب فلو قارنتها = قضّيت عمرك كله متألّما
قال التجارة في صراع هائل = مثل المسافر كاد يقتله الظما
أو غادة مسلولة محتاجة = لدم وتنفث كلما لهثت دما
قلت ابتسم ما أنت جالب دائها = وشفائها فإذا ابتسمت فربما
أيكون غيرك مجرما وتبيت في = وجل كأنك صرت أنت المجرما؟
قال العدى حولي علت صيحاتهم = أَأُسر والأعداء حولي في الحما؟
قلت ابتسم لم يطلبوك بذمّهم = لو لم تكن منهم أجلّ وأعظما
قال المواسم قد بدت أعلامها = وتعرّضت لي في الملابس والدمى
وعليّ للأحباب فرض لازم = لكنّ كفّي ليس تملك درهما
قلت ابتسم يكفيك أنك لم تزل = حيّاً ولست من الأحبة معدما
قال الليالي جرعتني علقما = قلت ابتسم ولئن جرعت العلقما
فلعلّ غيرك إن رآك مرنِّما = طرح الكآبة جانبا وترنما
أتراك تغنم بالتبرم درهما = أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما؟
يا صاحِ لا خطرٌ على شفتيك أن = تتثلما والوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى = متلاطمٌ ولذا نحب الأنجما
قال البشاشة ليس تسعد كائنا = يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما
قلت ابتسم ما دام بينك والردى = شبرٌ فإنك بعد لن تتبسما
[/poem]
 
...
أرجو منك أن تعيد تقرأ القصيدة وتعيد قرءاة المشاركة الأولى
...
وأنصح الجميع أن يعيدوا قراءة المشاركة مجرّدة من أية أحكام أو تأويلات هي قصة فقط نأخذ منها العبر ونتوقف عند محطاتها لا أكثر ولا أقل فلا تحتمل المشاركة أكثر من هذا التأويل!
يبدو أن ابتسامة السيرلانكي أثرت على السليقة العربية
بل وأثّرت على الفكر .. حتى نُصِحنا بتحجير عقولنا وخيالنا عند القراءة فلا تحتمل القصة أحكاماً ولا تأويلات أكثر مما عُرض لك !
[ إن مجرد النظر إلى هذا السياق يدعو للحزن والأسف من أننا لا ننتبه لخطأ بليغ في كتابة جملة واحدة فقط. أرجوكم !!
فاللحن المقروء هو كاللحن المسموع فرأفة بأعيننا عن قراءة مثل هذه الأخطاء !
وقد يُعذر الكاتب إن كانت مشاركته طويلة وأخطأ في كلمة لكن أن يكون الخطأ في جملة واحدة ؟! ] = منقول بتصرف
 
سبحان الله!
أبو تيماء شكراً على التنبيه وطالما أنك متبحر في اللغة والإملاء فما رأيك أن تتصيد لنا الأخطاء في كل المشاركات في الملتقى وتصححها هكذا ننتفع بعلمك أكثر! وسأبلغ المشرفين أن يصححوا الخطأ غير الإملائي وغير المقصود في الطباعة الذي ورد في مشاركتي فتحملنا. وما كان تعليقي عن الأخطاء الإملائية في الاقتباس الذي أخذته من كلامي إلا لأنها تكررت في الملتقى وهي أخطاء تدل على أن كاتبها قد لا يعرف طريقة كتابة الهمزة الصحيحة وهم كثر صدقني وكذلك الأخطاء التي تقع في استخدام (الياء ي بدل ى ) وهذا الاستخدام يغير معنى الكلمات تماماً فكثير ما أجد (اللة) بدل (الله) وعلية يدل عليه وإلي بدل إلى وعلي بدل على وغيرها كثير، وابحث في الملتقى وستجد كثيراً مما ذكرت ولم أعلّق لأفرد عضلاتي اللغوية والإملائية وليس حباً بالظهور ولا سعياً للإطراء ولا المديح وأظن كل غيور على اللغة سيفعل ما فعلت. فلتبقَ التعليقات ضمن حدودها في هذا الملتقى احتراماً له ولأهله!
 
كُنْ جَميلاً تَرى الوُجودَ جَميلاً ..
بارك الله فيكم جميعاً أيها الأحباب، وليتنا نبقى في أجواء هذه المقالة الجميلة المفعمة بالتفاؤل وبذر السعادة في النفوس، وأما صاحب المقالة الأخ عبدالله المغلوث فهو معروف وأظنه من أهل الأحساء، وقد يكون صاحبه روشان مسلماً أو بوذياً، والعبرة تقعُ دون الحاجة إلى معرفة ديانته فعلاً، ولكن لو كان مسلماً لكان أحب إلينا دون شك وأظن الأخ خالد المرسي يريد التحقق من كونه مسلماً لكي يستفيد من القصة في مقالاته التي ذكرها .

تصحيحُ الأخطاءِ من الجمال ...
وأما تصحيحُ أي خطأٍ إملائي بطريقة هادئة في الملتقى فهو من واجب النصيحة على كل واحدٍ منا بقدر استطاعته، وما فعلته الدكتورة سَمَر الأرناؤوط من قبل، أو فعله الأخ أبو تيماء هنا فهو عملٌ مشكورٌ، وهم مأجورون إن شاء الله على ذلك ، ولا ينبغي لواحد منا أن يقع في نفسه حرج من ذلك، وما أكثر ما يُصحِّحْ لي الإخوانُ في هذا الملتقى من الأخطاء اللغوية والإملائية، وقد استفدت من ذلك طيلة السنوات الماضية كثيراً وأجرهم وَقَعَ على الله جزاهم الله خيراً .

خاطرة ..
كنتُ أكثر مجالسة بعض الأصحاب الذين لا يذكرون إلا الجانب السلبي في الحياة، فمنذ اللقاء وهم يتأففون من عميد الكلية الذي فعل كذا ، ورئيس القسم الذي حرمهم من كذا، والطلاب الذين أصبح مستواهم في انحدار، في سلسلة طويلة من الأحاديث المُمِّلَة، وكنتُ أستثقل تلك المَجالس جداً، وأحرصُ على الخروج عن الموضوع في أدبٍ أو شعرٍ أو حديث مفيد، ثم انقطعتُ عن تلك المَجالس فتعافيتُ من ذلك المرضِ، واشتغلتُ بما ينفعني بمثل مشروع ملتقى أهل التفسير ونحوه، ثم لقيتهم بعد سنوات طويلة، فوجدتهم لا يزالون يكررون نفس الاسطوانة، وبادرني أحدهم بطلب إعادة القصيدة التي قلتها لهم في آخر جلسة !
وقصيدة إيليا أبو ماضي في الحقيقة قصيدة مُعَبِّرة جديرة بأن تكون مقررة على الطلاب في مدارسهم يحفظونها ويدرسون معانيها الراقية، بدل كثير من النصوص التي تُقرَّرُ عليهم وهي خالية من مثل هذا الإبداع والسمو .
وأكرر قول أيليا يا أحبابنا ..
والذي نفسهُ بغَيْرِ جَمالٍ * لا يَرى في الوُجُودِ شيئاً جَميلا !​


 
شكر الله لك مرورك وتعقيبك وكلامك الطيب دكتورنا الفاضل ونفعنا بما تسطره لنا جعلك الله من السعداء في الدنيا والآخرة وأبعد عنك كل المتشائمين المتأففين وشغلك بما هو أنفع دائماً أبداً.
ملاحظة: لم أتضايق أبداً من تصحيح أخطائي وإنما يمكن أن يتم الأمر بدون استخدام هذه الوجوه المعبرة لأنه لا يليق إستخدامها مع كل الناس فأرجو احترام خصوصية الأعضاء والعضوات بارك الله بالجميع.
 
هذا المقال، وأيضا قصتك يا د. عبد الرحمن، ذكّراني بمقالتين جميلتين، أستحضرهما دائما في حياتي، للأستاذ عصام العطار، ولا أكف عن العودة لقراءتهما من حين لآخر،
- الأولى بعنوان: "جيل الشكوى والعجز"، وهي منشورة في كتابه: من بقايا الأيام (تجدونه في هذا الرابط)
- والثانية بعنوان: "الأمل والتفاؤل"، تجدونها في هذا الرابط.

والقصة التي ذكرتها، يا أبا عبد الله، ذات شجون. وتشير للخلط الذي يحصل للبشر بين النقد الإيجابي والنقد السلبي، بين النقد المطوِّر والنقد المدمِّر. وقد تعرضت كثيرا لمثل هذه المواقف، كنت في بعضها محل نقد، وفي بعضها ناقدا للآخرين. ومن يؤت الحكمة، في النقد، فقد أوتي خيرا كثيرا.
 
بارك الله فيكم أخوتي الفضلاء،وزادكم علما وفضلاً.
قال تبارك وتعالى(وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا).
أي يقول بعضهم لبعض التي هي أحسن من المحاورة والمخاطبة،وبيان الخطأ بألطف عبارة،وفي سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام مادل على ذلك.
والمؤمن الحق يحذر أن يكون مدخلاً للشيطان على إخوانه،وإني أحسبكم من أهل الفضل والحكمة، أحسبكم كذلك ولاأزكي على الله أحداً ،فما دخلتم هذا الملتقى المبارك إلا لحرصكم على الخير ومحبةً لأهله.
ولا يفوتني قول الإمام أحمد رحمه الله(تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل)وإنها والله لخصلة عظيمة أن يتغافل المؤمن عن الزلات،وما أكثرها، ولاعجب في ذلك ،فنحن بين بشر ،وكلنا يخطئ ويُصيب،وفي كلٍ خير.
وأعتذر إن كان هناك خطأ في قواعد الكتابة أو في جانب الأدب،وأرجو منكم المعذرة،ولا أُخفيكم سراً فقد تعلمت منكم العلم والأدبَ.
 
شكر الله لك أختي الفاضلة طالبة المغفرة غفر الله لنا جميعاً زلاتنا وأخطاءنا ما كان منها مقصوداً وغير مقصود. وأسأل الله تعالى أن تكون مداخلتك تذكيراً لجميع الأعضاء بالالتزام بما فيها من تنبيهات وأنا أولهم فجزاك الله عنا كل خير.
بارك الله لك في دينك وعمرك وعلمك وأدبك وكلنا يتعلم من الآخر وأنت الخير والبركة أختي الكريمة.
 
شكراً جزيلاً لكم يا أبا أحمد على هذا التعقيب اللطيف، وعلى هاتين المقالتين اللتين لا أشك في نفعهما لمعرفتي بذوقك في الاختيار، وسأقرؤهما بعناية.

كما أشكر الأخت طالبة المغفرة على هذا التعقيب الجميل المؤدب، وهذه التذكرة الطيبة ، أسأل الله أن يجعلنا جميعاً من أهل التقوى والإحسان.
وأستأذن الأخت الكريمة الدكتورة سَمَر في إغلاق الموضوع فقد أخذ حقه من التعليقات المفيدة، وأرجو أن ينفع الله به من يقرؤه كما انتفعنا نحن .
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى