(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)ما الحكمة في اختصاص سورة الأحزاب بتلك الآية
أقرب سورة تكون فيها تلك الآية هي سورة النور وقد جاء فيها آيات عديدة تحثنا على طاعة الحبيب
أما سورة الأحزاب فكأنها شهادة التقدير ووسام الشرف الذي توج به رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمن أول آية يأتي الأمر الإلهي للنبي الكريم بالثبات على التقوى والإزدياد منها والتمسك بوحي الله والتوكل عليه وحده ورفض أمور الجاهلية وفي السورة تكريم كريم من رب كريم ببيان أن النبي أحق بالمؤمنين من أنفسهم و شرف زوجاته بلقب أمهات المؤمنين ويا له شرف للمؤمنين
وبين الله تمسك نبيه بالميثاق الذي أخذه الله على النبيين
ومن الله على نبيه وأصحابه بالنصر على الأحزاب لأنهم اتبعوا نبيهم فحثهم الله بالثبات على تلك المتابعة فجاءت لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)
نعم هذا نظمها المناسب في السورة بل وفي القرآن كله
اقتدوا به في كل أحواله فقد أعده الله وأيده بالوحي ولم يتركه يقع في هفوه
فتبنيه لزيد كان إعدادا له ليسهل على الناس ترك التبني
بل أعد الله بيته ليكون من معه من الزوجات والذرية قدوة للمؤمنين فهم أهل البيت
وعلمنا آداب كثيرة عن طريق بيت النبوة والرسالة حتى عند حضور ولائم النبي
وتدل تلك الآية لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)
أن كل ما هذه السورة مما رضى الله فعله من نبيه
بعد الوصية بالمتابعة جاء الأمر بحب حبيبه والتعبد بالصلاة عليه
وكأنك تحمد الله على وصيته لك بطاعة رسوله لاسيما عندما تسمع حسرات من تبع غيره
يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67)
وفي السورة اشارة إلى أن من لا يطع رسول الله كأنه يؤذيه يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا (69)
وكأن تحمد الله لأنك من المؤمنين يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71).
فاقتدوا برسول الله وأدوا الأمانة التي ثقلت على السموات والأرض وأداها رسول الله صاى الله عليه وسلم. اللهم أسعدنا بشفاعة رسولك في الدنيا والآخرة .