لا حجة لخصوم الإعجاز العددى بعد هذا البحث الفذ ، تلك هى خلاصة الأمر برُمته
فقد طبّق الدكتور مهندس ماهر أمين – بارك الله فيه وجزاه خيراً – أحدث الأساليب الرياضية لمحاكاة نموذج ترتيب السور فى القرآن الكريم ، واستخدم فى ذلك أعتى أجهزة الحاسوب المتطورة وأشدها قوة ، حتى أن عدد النماذج المتنوعة التى خضعت للبحث يفوق التصور ، فإنها تُعد بالمليارات ، أى بالآف الملايين !!!
أما النتائج التى أسفر عنها ذلك البحث فكانت مذهلة حقاً
ويكفى أن نطالع بتمعن بعض الفقرات التالية التى لها دلالتها الفائقة :
" وبعد اختيار مليارى ( ألفي مليون ) ترتيباً مِن قِبل الحاسوب ، فى كل ترتيب 114 عدداً مختلفاً عن الآخر ، فقد تم التحقق من أن الأعداد الـ 114 الخاصة بالقرآن وفق مصحف المدينة تُكوّن علاقات عددية تتحدى العلم المادى وعلماء الرياضيات خاصة أن يُثبتوا إمكانية حصولهم بالصدفة على 114 عددا تستطيع تحقيق علاقات مماثلة أو شبيهة بتلك التى حققها الترتيب القرآنى "
وبعد أن يعرض ( فى شكل جداول تفصيلية ) الكثير من العلاقات الإعجازية التى أمكن رصدها فى ترتيب المصحف للسور وفى أعداد آياتها ، ثم بعد أن يقابلها بالنتائج الهزيلة التى قدّمتها نماذج المحاكاة التى ابتدعها الحاسوب والتى يُقدّر عددها بمليارات النماذج يقول :
" مما سبق يتبين أن كل وصف – مهما علا – يظل قاصراً عن وصف عظمة المعجزة العددية فى الترتيب القرآنى
والنتيجة المستخلصة أن هناك قصداً إلهياً بوضع معجزة عددية فى ترتيب سور القرآن ، لتكون آية للناس "
والآن نقول : أفلا يكفى هذا معارضى الإعجاز العددى كى يراجعوا أنفسهم ويشهدوا بالحق ، وللحق معا ؟
ألم يأن لهم أن تخشع قلوبهم وتلين أمام تلك المعجزات المذهلة التى يقوم عليها البنيان المصحفى فى ترتيبه للسور ، بحيث أن كل سورة تأتى فى موقع دقيق للغاية ، لا يمكن أن تنوب عنها فيه أي سورة أخرى ، إلا إذا ضحينا بدلائل الإعجاز فى هذا الترتيب وارتضينا بأى ترتيب يخلو من الإعجاز ؟
أعتقد أن الأمر قد بات من الوضوح بحيث لا تصح معه مكابرة أو مراء
ولقد قلنا هذا من قبل ، ولكن أحداً لم يسمع لصوتنا ولم يعر كلامنا التفاتاً
وعلى سبيل المثال فإن كاتب هذه السطور قد وضع لإحدى مشاركاته بموضوع " مثانى فواتح السور – معجزة جديدة للقرآن " عنواناً موحياً يقول :
الإعجاز العددى حق ، ولم يعد فى حاجة لإثبات وجوده
ولا أجد أنسب من هذا العنوان ذاته لأختم به هذا التعليق
ولكن ربما يبقى أن نردد هذا الدعاء القرآنى آملين من الله تعالى الإستجابة :