أسانيد القراءات المتواترة في تونس...من طريق القاضي محمد الشنقيطي

إنضم
14/06/2010
المشاركات
159
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
أسانيد القراءات المتواترة في تونس...من طريق القاضي محمد الشنقيطي
هذا العنوان مقتبس من عنوان مقال كتبه الأستاذ إلياس قويسم منذ أيام في ملتقى القراءات والتجويد....وهذه أهم محاور هذا العنوان المقتبس:
تمهيد ...
التعريف بالقاضي محمد الشنقيطي
شيوخه في تونس
العلوم التي تلقاها بتونس
نماذج من أسانيد شيوخه التونسيين
تراجم بعض شيوخه التونسيين
صلتي بالشيخ وأخذي عنه
القيمة العلمية لهذه الأسانيد
تمهيد
لأهل المنطقة الغربية من الصحراء الكبرى المعروفة بشنقيط صلات قديمة بالقيروان، فقد أشار ابن خلدون إلى أن عقبة بن نافع جاز الى السوس الأقصى أثناء ولايته الثانية على إفريقية وحمل صنهاجة أهل اللثام على الدخول في الإسلام وقاتل مسوفة وراء السوس ،وذكر جماعة من مؤرخي المغرب الأقصى أن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع دخل بلاد الملثمين أثناء ولاية عبيد الله بن الحباب السلولي على إفريقية في مطلع القرن الثاني الهجري،وأنه قام بحفر سلسة من الآبار على طريق القوافل في الصحراء القصوى...وفي مطلع القرن الرابع الهجري رحل يحى بن إبراهيم الإكدالى،أحد أمراء الملثمين إلى الحج،فمر في طريقه بالقيروان ، فلقي بها أباعمران الفاسي القيرواني شيخ علماء المالكية في زمانه،فكان ذلك اللقاء بداية قصة دولة المرابطين التي وصفها لسان الدين بن الخطيب في رقم الحلل في نظم الدول بقوله
وأطلعت بمغربٍ "لمتونه"=دولتهم عزيزة ميمونة
تجمع دينا وعفافا وكرم=لم يُدر قدر فضلها حتى انصرم
منهم أبو بكر حليف الدين= ويوسفٌ هو ابن تاشفين
و في حدود سنة 456هـ استقدم أبوبكر بن عمر اللمتوني من أغمات محمد بن الحسن المرادي القيرواني الأصل الشهير بالإمام الحضرمي، فكان له دور كبير في توجيه مسار دولة المرابطين في الجنوب حيث عمل قاضيا بحاضرة أزوكي([1])طيلة حياة أبي بكر بن عمر، ثم "أقعده محمد بن يحي بن عمر صهوة منبره وولاه قضاء معسكره،كما يقول ابن بسام الشريشي([2])،ومن آثاره الإمام الحضرمي الباقية كتاب الاشارة في تدبير الامارة ([3])الذي ألفه لأبي بكر بن عمر أو لابن أخيه محمد بن يحى بن عمر ،وفي أوائل القرن الحادي عشر كان لجماعة من أهل المنطقة اتصال بحواضر المغرب الأقصى ،فأ خذوا القراءات السبع عن بعض تلاميذ ابن القاضي الفاسي،فأسندوا عنه تلك القراءات من طريق ابن العرجاء القيرواني من قراءته عن أبي معشر الطبري عن ابن نفيس بأسانيده المثبتة في الإكتفاء وغيره،وفي سنة 1380هـ انتدبت أول حكومة عرفتها بلاد شنقيط مجموعة من خريجي المحاظر إلى تونس لتلقي تكوين في مجال القضاء والتعليم،وكان من أبرز أفراد هذه المجموعة الشيخ محمد سالم بن عدُّود والشيخ عبد الله بيَّ والقاضي محمد بن محمدفال الذي هو موضوع هذا البحث
التعريف بالشيخ محمد
هو محمد بن محمد فال بن محمد عبد الله بن محمد فال بن اغْرَبَطْ الأبيري نسبا الشنقيطي إقليما،ولد سنة 1346هـ بضواحي أبي تيلميت بولاية الترارزة وتربى في أحضان أسرة محافظة من وسط اجتماعي متميز،فقد كان أبوه من أهل العلم والفضل، فأقرأه القرآن ولقَّنه مباديء العلوم ،ثم وجهه لطلب العلم خارج محيطه ليتفرع للدراسة وعمره إذ ذاك لم يتجاوز سبع عشرة سنة، فرحل إلى محظرة المرابط أواه بن الطالب ابراهيم التكاطي، بولاية البراكنة،فدرس فيها الرسم والضبط والتجويد، فكان يكتب كل يوم ربع حزب في لوحه بالرسم العثماني ثم يضبطه برواية ورش ثم يعرضه على الشيخ فيصلح له ما فيه من أخطاء ثم يقرؤه عليه بالتجويد و يبقى يكرره طيلة يومه حسب الطريقة المتبعة في المحاظر آنذاك، وكانت مدة إقامته في هذه المحظرة سنة كاملة،ثم رحل الى محظرة أهل اجْميلِّ الجكنيين بضواحي بلدة أشرم بولاية تكانت،فأقام بها ست سنوات،أكمل خلالها تجويد القرآن وتمرَّن على رسمه وضبطه وعرضه بقراءة نافع من الروايتين على الشيخ محمد أحيد بن سيدي محمد بن اجميلِّ ،فأجازه فيها،ثم قرأ على الشيخ سيدي محمد والد شيخه مختصر خليل في الفقه من أوله إلى آخره ومختصر الأخضري في المنطق ،ثم ارتحل إلى محظرة الشيخ محمد المصطفى القناني فدرس عليه الربع الأول من ألفية ابن مالك بطرة ابن بون الجكني واحمراره ،ثم ارتحل بعد ذلك إلى محظرة المرابط اباه بن محمد الأمين اللمتوني،فدرس عليه مطهرة القلوب لمحمد مولود الشنقيطي وراجع عليه أبوابا من مختصر خليل،ثم عاد الى بلده،فأقام سنة بين أهله ،ثم عاوده الحنين إلى المحظرة فرحل إلى محظرة أهل عدود،فمكث فيها سنتين درس خلالهما بعض المتون في اللغة والنحو والصرف،وفي سنة 1356هـ افتتح المعهد الاسلامي في أبي تيلميت، فنقل إليه مؤسسه الشيخ عبد الله بن الشيخ سيدي شيخ محظرة أهل عدود الشيخ: محمد عالي بن عبد الودود،فانتقل معه الشيخ محمد،وهناك التحق بالمعهد المذكور وتابع دراسته على الشيخ محمد عالي حتى أكمل عليه ألفية ابن مالك بطرة واحمرار ابن بون الجكني،وبعد سبع سنين من الدراسة في المعهد تخرج متفوقا،ومن شيوخه الذين لايقل أثرهم في حياته العلمية عن شيوخه الذين قرأ عليهم المتون: الامام بداه بن البصيري التندغي المفتي العام وإمام الجامع العتيق والشيخ عبد الله بن داداه الأبيري والشيخ أحمد بن احبيب اليدمسي الذي كان أمينا لمكتبة المعهد الإسلامي بأبي تيلميت،فالشيخ محمد رحمه الله يعتبر هؤلاء من شيوخه ويقول إنهم صرفوه عن التقليد المذهبي
مرحلة ما بعد التخرج
بعد تخرجه بسنة شارك في امتحانين منفصلين، أحدهما للأساتذة والآخر للقضاة،فنجح في الامتحانين كليهما ،لكنه اختار القضاء،فحصل على منحة دراسة لمدة سنتين من جامعة الزيتونة بتونس،وهناك واصل الشيخ رحلته في طلب العلم،فأخذ عن الشيخ عبد الواحد بن إبراهيم المرغني والشيخ محمد بن علي التريكي والشيخ نعيم الجزائري واستنسخ بعض المخطوطات النادرة من المكتبة الوطنية بتونس،وفي سنة 1366هـ وبعد عودته من تونس عين قاضيا ،فعمل في مجال القضاء مدة إحدى وعشرين سنة ،تنقل خلالها في مناطق متفرقة من البلاد،وفي سنة 1407هـ أحيل إلى التقاعد،فاستأنف مرحلة جديدة من حياته ترتكز على التفرغ لنشر العلم تدرسا وتأليفا مع حرص شديد على عمارة الأوقات بأنواع العبادة،ثم استمر على ذلك إلى أن توفي يوم الجمعة السابع والعشرين من جمادى الأولى سنة : 1427هـ بنواكشوط رحمه الله رحمة واسعة
مؤلفاته
حلي المعاصم في حرف عاصم،وهو عبارة عن قصيدة من بحر البسيط، وله شرح عليها
ديوان شعر حافل اشمل على جميغ أغراض الشعر المعروفة بستثناء الغزل والهجاء
مجموعة فتاووى فقهية متنوعة
مشرع النقى، هونظم لمتن منبع العلم والتقى في فقه الحديث للعلامة محمد يحى الولاتي
أنظام في مسائل علمية متفرقة
تلاميذه:قرأ علىه جماعة القراءات السبع والثلاث المكملة للعشر،كما قرأ عليه آخرون قراءة نافع ورواية حفص،وممن قرأ عليه القراءات العشر الشيخ محمد الحسن العلوي المعروف بإزيدبيه،فقد كان يقرأ عليه أيام قرائتي عليه،وممن أخذ عنه القراءات العشر أيضا الإمام بداه بن البصيري،هو من شيوخه،كما تقدم

[1]مدينة قديمة بجبل لمتونه،تقع أطلالها اليوم قرب مدينة أطار بولاية آدرار بالشمال الموريتاني،وهي حسب النطق المحلي بزاي مشمَّة شيئا من صوت الصاد،وبظاهر آزوكي قبر الإمام الحضرمي قاضي المرابطين، وفي فهرس شيوخ القاضي عياضي النص على أنه توفي بها،قال عياض( ...وكانت وفاة المرادي بآزوكي من بلاد الصحراء سنة تسع وثمانين وأربع مائة)،انظر فهرس شيوخ القاضي عياض المسماة بالغنية ص:227 ،وانظر مقدمة تحقيق كتاب الإشارة في تدبير الإمارة ص:19

[2] انظر الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة(1/364 )وما بعدها

[3]طبع بتحقيق رضوان السيد وحقق أيضا ضمن رسالة جامعية في جامعة السربون ،حققه الباحث محمد سالم الإديلبي
 
عودة
أعلى