أسامة بن مصطفى بن عمر المغربي
New member
- إنضم
- 07/09/2009
- المشاركات
- 13
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- العمر
- 43
السّلام على أهل هذا الملتقى الكريم بأهله، الأشمّ بأشياخه،
قد مضى منّي سؤال أشياخي بهذا الملتقى عن التحريرات عموما، و عن تحريرات النشر و نظمه خاصة، و ما استشكلته في أصول هذا العلم الجليل، لكنَّ كرمهم المعهود قد جانبي إلا قليلا، لذا أعاود الجلوس هاهنا على أعتاب هذا البيت الكريم، و أعاود الطّرق على أبوابه، فإنّ " من أدمن الطّرق ولج".
أقول ابتداءً أن ما أستشكله، ولست -بفضلٍ من ربّي عليَّ- بالبليد الذي يعييه الفهم، ليس هو التحريرات نفسها، بل إن ما أستشكله، حتى صار شبهةً تتضخّم كلّما اتسعت مداركي في هذا العلم، هي الأسس و الأصول التي ينبني عليها، و مِمّا زاد الشّـبهة تمكُّناً أنّي سألت بعض من يصول و يجول في ساحات هذا العلم الأصيل، مِمّن يحفظ تحريرات العلماء الفحول حفظا، فأعجزه سؤالي و لم يحر جوابا. حينها علمت أنّ سبيل أكثرِ من يُـوصف بالإلمام بهذا الفنّ أن يعمد إلى ما قرّره أئمة أعلام، كالمتولي و الأزميري و من هو من أقرانهم في علم القراءات، فيُقِرَّهُ و يلتزمَهُ حذو القذة بالقذة "من غير تكييف و لا تعطيل". أمّا أن يكون عَـلِمَ الأصولهم و القواعد و القرائن العلميّة التي انتهجوها ليحصِّلوا هذه الثمرة، التي هي التحريرات عينها، فهذا بعيدٌ، و أبعدُ منه أن يكون علِمَ بصحّة أو ضعف الأصولهم و القواعد و القرائن التي بنوا عليها نتاج بحثهم.
فالذي أعتقده أنّ ثمة قنطرة بيننا و بين قبول ما حرَّرَه متأخّروا علماء القراءات، من أمثال العلامة الأزميري فما دونه، و حقيقة هذه القنطرة -و هي عين ما أستشكله و يشبه عليَّ و يُـنَـغِّصُ تلذّذي بهذا العلم- لا تقوم إلا بالإجابة عن أسئلة دقيقة و حاسمة، و هو ما أرجو من مشايخي الكرام أن ينبروا له بيانا و توضيحا. و حتى يكون جوابهم الكريم دقيقا فإنّي أرجو منهم أن يجعلوا كلامهم عن تحريرات النشر و طيبته خاصة دون غيرهما. و ها أنا ذا أشرع في عرض الأسئلة، المشكلِ جوابُها، بين أياديكم الكريمة:
1- أنّى لعلماء التحريرات أن يشرعوا في تحرير أوجهِ روايةٍ نشريةٍ، تجويزا و منعا، مع إقرارهم أنفسهم بعدم إدراكهم لكتبٍ أصولٍ قد أسند إليها ابن الجزري تلك الرواية.
2- فإن فرض، و هو فرض معدوم يقينا، تحصُّلهم على جميع الكتب النّشرية الأصول، فأنّى لهم أن يشرعوا في تحرير أوجهِ روايةٍ نشريةٍ، تجويزا و منعا، مع إفصاحهم أنفسهم أن النّسخ التي وجدت بين أيديهم ليست مطابقة للنسخ التي قرأ ابن الجزري بمضمّنها و التي أسند إليها تلك الرّواية، بل ربما صرّحوا أنّ نسخهم لكتابٍ ليست تحوي أسانيد قراءة قد أسند ابن الجزري رحمه الله من طريق ذلك الكتاب تلك القراءة.
3- فإن فرض، و هو فرض معدوم يقينا، تطابق نسخ كتبهم رحمهم الله مع نسخ كتب ابن الجزري رحمه الله، فأنّى لهم أن يعلموا أنّ ابن الجزري قد قرأ بجميع ما في هذه الكتب على أشياخه، إذ ربما اقتصر على قراءة بعض الأوجه دون بعض ثم اقتصر في النشر و طيبته على ذكر ما قرأ به دون جميع ما حوته هذه الكتب، إذ أنَّ خلاف ذلك يعدُّ عند القراء من التدليس و الكذب في الرواية.
4- فإن فرض أن ابن الجزري قد قرأ بجميع ما حوته هذه الكتب النشرية، فأنّى لهم أن يُلزموا ابن الجزري بما حوته هذه الكتب، إذ أن عمل ابن الجزري في نشره لم يكن مجرد النقل بل كان عمله التحقيق و التنقيح، فتراه يضعِّف أوجها ثبتَ ذكرها في هذه الكتب، فأنّى لهم تمييز ما تركه ابن الجزري من الأوجه سهوا، فيُلزموه به، و ما تركه إهمالا له و استبعادا و توهينا، فيقصروا عن التحكم برأي ابن الجزري و يكفّوا عن أداء أوجه لم تثبت بالسند إذ كان مدار سند هذه الأوجه على ابن الجزري نفسه.
5- فإن فرض، و هو فرض معدوم يقينا، أن جميع ما تركه ابن الجزري ممّا ذكر في تلكم الكتب إنما كان عن سهو، فأنّى لهم أن يضبطوا و يحصروا الطرق الأدائية التي قرأ بها ابن الجزري زيادة على ما خُطَّ في هذه الكتب.
هذه خمسة أسئلة أصول أجد أجوبتها حتمٌ معرفتها حتى يزول ما يكتنف علم التحريرات من لبس. فأهيب بكل شيخ كريم و عالم فاضل أن يتولى جوابها عنّا.
و جزاكم الله تعالى عنّي و عمّن هو مثلي الخير كلّه جزاء ما تدفعون عن كتاب الله و عن علم القراءات من شبه و دخن.
قد مضى منّي سؤال أشياخي بهذا الملتقى عن التحريرات عموما، و عن تحريرات النشر و نظمه خاصة، و ما استشكلته في أصول هذا العلم الجليل، لكنَّ كرمهم المعهود قد جانبي إلا قليلا، لذا أعاود الجلوس هاهنا على أعتاب هذا البيت الكريم، و أعاود الطّرق على أبوابه، فإنّ " من أدمن الطّرق ولج".
أقول ابتداءً أن ما أستشكله، ولست -بفضلٍ من ربّي عليَّ- بالبليد الذي يعييه الفهم، ليس هو التحريرات نفسها، بل إن ما أستشكله، حتى صار شبهةً تتضخّم كلّما اتسعت مداركي في هذا العلم، هي الأسس و الأصول التي ينبني عليها، و مِمّا زاد الشّـبهة تمكُّناً أنّي سألت بعض من يصول و يجول في ساحات هذا العلم الأصيل، مِمّن يحفظ تحريرات العلماء الفحول حفظا، فأعجزه سؤالي و لم يحر جوابا. حينها علمت أنّ سبيل أكثرِ من يُـوصف بالإلمام بهذا الفنّ أن يعمد إلى ما قرّره أئمة أعلام، كالمتولي و الأزميري و من هو من أقرانهم في علم القراءات، فيُقِرَّهُ و يلتزمَهُ حذو القذة بالقذة "من غير تكييف و لا تعطيل". أمّا أن يكون عَـلِمَ الأصولهم و القواعد و القرائن العلميّة التي انتهجوها ليحصِّلوا هذه الثمرة، التي هي التحريرات عينها، فهذا بعيدٌ، و أبعدُ منه أن يكون علِمَ بصحّة أو ضعف الأصولهم و القواعد و القرائن التي بنوا عليها نتاج بحثهم.
فالذي أعتقده أنّ ثمة قنطرة بيننا و بين قبول ما حرَّرَه متأخّروا علماء القراءات، من أمثال العلامة الأزميري فما دونه، و حقيقة هذه القنطرة -و هي عين ما أستشكله و يشبه عليَّ و يُـنَـغِّصُ تلذّذي بهذا العلم- لا تقوم إلا بالإجابة عن أسئلة دقيقة و حاسمة، و هو ما أرجو من مشايخي الكرام أن ينبروا له بيانا و توضيحا. و حتى يكون جوابهم الكريم دقيقا فإنّي أرجو منهم أن يجعلوا كلامهم عن تحريرات النشر و طيبته خاصة دون غيرهما. و ها أنا ذا أشرع في عرض الأسئلة، المشكلِ جوابُها، بين أياديكم الكريمة:
1- أنّى لعلماء التحريرات أن يشرعوا في تحرير أوجهِ روايةٍ نشريةٍ، تجويزا و منعا، مع إقرارهم أنفسهم بعدم إدراكهم لكتبٍ أصولٍ قد أسند إليها ابن الجزري تلك الرواية.
2- فإن فرض، و هو فرض معدوم يقينا، تحصُّلهم على جميع الكتب النّشرية الأصول، فأنّى لهم أن يشرعوا في تحرير أوجهِ روايةٍ نشريةٍ، تجويزا و منعا، مع إفصاحهم أنفسهم أن النّسخ التي وجدت بين أيديهم ليست مطابقة للنسخ التي قرأ ابن الجزري بمضمّنها و التي أسند إليها تلك الرّواية، بل ربما صرّحوا أنّ نسخهم لكتابٍ ليست تحوي أسانيد قراءة قد أسند ابن الجزري رحمه الله من طريق ذلك الكتاب تلك القراءة.
3- فإن فرض، و هو فرض معدوم يقينا، تطابق نسخ كتبهم رحمهم الله مع نسخ كتب ابن الجزري رحمه الله، فأنّى لهم أن يعلموا أنّ ابن الجزري قد قرأ بجميع ما في هذه الكتب على أشياخه، إذ ربما اقتصر على قراءة بعض الأوجه دون بعض ثم اقتصر في النشر و طيبته على ذكر ما قرأ به دون جميع ما حوته هذه الكتب، إذ أنَّ خلاف ذلك يعدُّ عند القراء من التدليس و الكذب في الرواية.
4- فإن فرض أن ابن الجزري قد قرأ بجميع ما حوته هذه الكتب النشرية، فأنّى لهم أن يُلزموا ابن الجزري بما حوته هذه الكتب، إذ أن عمل ابن الجزري في نشره لم يكن مجرد النقل بل كان عمله التحقيق و التنقيح، فتراه يضعِّف أوجها ثبتَ ذكرها في هذه الكتب، فأنّى لهم تمييز ما تركه ابن الجزري من الأوجه سهوا، فيُلزموه به، و ما تركه إهمالا له و استبعادا و توهينا، فيقصروا عن التحكم برأي ابن الجزري و يكفّوا عن أداء أوجه لم تثبت بالسند إذ كان مدار سند هذه الأوجه على ابن الجزري نفسه.
5- فإن فرض، و هو فرض معدوم يقينا، أن جميع ما تركه ابن الجزري ممّا ذكر في تلكم الكتب إنما كان عن سهو، فأنّى لهم أن يضبطوا و يحصروا الطرق الأدائية التي قرأ بها ابن الجزري زيادة على ما خُطَّ في هذه الكتب.
هذه خمسة أسئلة أصول أجد أجوبتها حتمٌ معرفتها حتى يزول ما يكتنف علم التحريرات من لبس. فأهيب بكل شيخ كريم و عالم فاضل أن يتولى جوابها عنّا.
و جزاكم الله تعالى عنّي و عمّن هو مثلي الخير كلّه جزاء ما تدفعون عن كتاب الله و عن علم القراءات من شبه و دخن.