أريد تفسيرا مأثورا عن الصحابة والتابعين عن قول الله ( فنظر نظرة في النجوم) سورة الصافات.

الان عثمان

New member
إنضم
13/01/2012
المشاركات
32
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
43
الإقامة
السليمانية
السلام عليكم ورحمة الله , إخواني في الملتقى قد بحثت عن تفسير هذه الآية الكريمة عن إبراهيم عليه السلام ((فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم )) فما وجدت ما أجد معناه واضحا فيما عندي من التفاسير الموجودة والمحدودة عندي
فيمكن بعض الإخوة عنده اطلاع حول الآية بتفاسير مأثورة يكتبه لنا و ما علاقة قوله بآيات التي حاج عليه السلام بها قومه في سورة الأنعام عن الشمس والقمر و الكوكب ؟ بالأقوال المأثورة عن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين .
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح
 
سلمك الله شيخ محمد .
قليل جدا , عند ما يعد بأصابع اليدين كابن كثير و البغوي و السعدي والأضواء و تفسير الشيخ العثيمين (شرح تفسير الجلالين) ... , فأنا قليل الكتب والبضاعة , أما التفاسير المصورة فبرنامج adobe reader غير جيدة لدي , وشكر الله لكم .
 
" فنظر نظرة في النجوم " : ورد تفسيرها في سورة الأنعام انطلاقا من الآية " فلما جن عليه الليل "
" فقال إني سقيم " : المراد بها ضيق صدر النبي ابراهيم عليه افضل الصلاة والسلام وتألم قلبه وهو يرى قومه في إفكهم عابدين الأصنام غافلين عن الله الواحد خالق السموات والأرض
 
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله وآله وصحبه ومن والاه
يقول تعالى في سورة الصافات : [إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ{85} أَئِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ{86} فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ{87} فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ{88} فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ{89} فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ{90} فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ{91} مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ{92} فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ{93} فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ{94} قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ{95} وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ{96}] .
يقول الشعراوي في تفسيره : " قوله تعالى عن سيدنا إبراهيم { فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي ٱلنُّجُومِ } [الصافات: 88] هذه أولى خطوات إبراهيم إلى عالم الملكوت، والنظرة هنا ليستْ هي النظرة الخاطفة العابرة، إنما نظرة التأمُّل الفاحصة المتأنية، فهي بمعنى رَأَى بتمعُّن واستنباط، ومن ذلك قولنا: هذه مسألة فيها نظر. يعني: تأمُّل وتأنٍّ. والنجوم مفردها نجم، وهو كل مضيء في السماء إضاءةً ذاتية، لا أنْ يعكس ضوء الشمس، وعليه فالشمسُ نَجْم من النجوم.
فقوله تعالى: { فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي ٱلنُّجُومِ } [الصافات: 88] دَلَّ على أنها نظرة طويلة مُتأملة مستوعبة، لأنها استوعبتْ كوكباً وقمراً وشمساً. لذلك شرح لنا هذه النظرة في موضع آخر، فقال سبحانه: { وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ ٱلْلَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لاۤ أُحِبُّ ٱلآفِلِينَ * فَلَمَّآ رَأَى ٱلْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلضَّالِّينَ * فَلَماَّ رَأَى ٱلشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـٰذَا رَبِّي هَـٰذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّآ أَفَلَتْ قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ حَنِيفاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }[الأنعام: 75-79].
إذن: كانت نظرةُ إبراهيمَ طويلةً متأنيةً؛ لأنها استغرقتْ طيلة مطلع الكوكب وغيابه، ثم مطلع القمر وغيابه، ثم مطلع الشمس وغيابها، فلما رأى - عليه السلام - أن هذه المرائى لا تصلح لأنْ تكونَ آلهة تُعْبد، قال: { إِنِّي سَقِيمٌ } [الصافات: 89] البعض يعدُّها كذبةً من كَذِبات سيدنا إبراهيم أنه قال لقومه: إني مريض.
إذن: أخذوا السُّقْم على أنه سُقْم الأبدان والمراد هنا سُقْم القلب، وشُغُله بما لا يستطيع الإنسانُ تحمُّله من إنكار القوم لمسألة الألوهية.. فهذه قضية تتعبه وتُؤرِّقه.
وهذا هو السُّقم الذي أراده سيدنا إبراهيم { فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ } [الصافات: 89] أي: مُجهد فكرياً من إنكار الناس لقضية الألوهية. إذن: إبراهيم عليه السلام لم يكُنْ ينظر في النجوم ليرى دليلاً يقتنع هو به، إنما يبحث عن دليل مادي في الكون ينقله للناس.
لكن، ما الذي أحوجه أنْ يقولَ للقوم: إني سقيم؟ قالوا: لأنهم كانوا في يوم عيد يجتمعون فيه، فقال: إني سقيم لكي لا يخرج معهم، وليتفرغ هو لما عزم عليه من تحطيم الأصنام، يقول تعالى: { فَتَوَلَّوْاْ عَنْهُ مُدْبِرِينَ } [الصافات: 90] أي: انصرفوا وتركوه.
"
 
أما (خَدَعَ) فجاء في مقاييس اللغة : " الْخَاءُ وَالدَّالُ وَالْعَيْنُ أَصْلٌ وَاحِدٌ ، ذَكَرَ الْخَلِيلُ قِيَاسَهُ. قَالَ الْخَلِيلُ : الْإِخْدَاعُ إِخْفَاءُ الشَّيْءِ. قَالَ : وَبِذَلِكَ سُمِّيَتِ الْخِزَانَةُ الْمَخْدَعَ. وَعَلَى هَذَا الَّذِي ذَكَرَ الْخَلِيلُ يَجْرِي الْبَابُ."
 
سلمك الله أخي الحبيب , أين مصدره ؟
أنا قلت تفسيرا مأثورا جزاك الله خيرا .
 
يقول الطبري (ت:310 هـ) في تفسيره : " وقوله: { فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقالَ إنّي سَقِيمٌ } ذكر أن قومه كانوا أهل تنجيم، فرأى نجماً قد طلع، فعصب رأسه وقال: إنـي مَطْعُون، وكان قومه يهربُون من الطاعون، فأراد أن يتركوه في بيت آلهتهم، ويخرجوا عنه، ليخالفهم إليها فيكسرها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل."
 
عودة
أعلى