بسم الرحمن الرحيم
كنت في المكتبة أقلّب النظر في الكتب علنّي أجد ما أريد ,, لفت انتباهي في ركن الأدب حيث كنت
الاقبال على الرويات سواء عربية أو غربية المترجمة منها ....
لا أخفيكم إنني استغرب هذا التكالب على الروايات .
فتذكرت كلام .. ابن السكيت: خذ من الأدب ما يعلق بالقلوب، وتشتهيه الآذان وخذ من النحو ما تقيم به الكلام، ودع الغوامض، وخذ من الشعر ما يشتمل على لطيف المعاني، واستكثر من أخبار الناس، وأقاويلهم وأحاديثهم، ولا تولعن بالغث منها.
هناك من يقول أن الروايات تحبب الشباب في القراءة , وتعلمهم كيفية صياغة العبارات ونسجها
والخيال الخصب ....
بدأت أردد في نفسي أنا يخير ,, لا زلت كما أنا ,, أرفرف في سماء قصّية , لم يذبل الزهر في يديّ
عدت للوراء قليلا ....
بين أضلعي قلب عشق العربية كما وردت في القران الكريم ,, وكما جاءت في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ,,
كما قرأتها في كتب الزمخشري وابن قيّم الجوزية ,, وكما جاءت في أبيات الشافعي وغيرهم كثير
وكان عبيد الله ابن محمد ابن عائشة القرشي يقول: الأخبار تصلح للدين والدنيا. قلنا: الدنيا قد عرفنا فما للآخرة؟ قال: فيها العبر، يعتبرها الرجل. وقال الله تعالى مخبراً عن قصة يوسف وإخوته. " لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب " . وقال تعالى: " ومثلاً من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين " . وقال عز وجل: " كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق "
هؤلاء لم يقرؤوا الروايات ليتعلموا منها حب القراءة ,
لم يقرؤوا الروايات ليجيدوا صياغة الكلمات ونسج العبارات ,,,
لم يحتاجوا ليتعلموا كيف يكون الخيال الخصب ,, هم ببساطة قوم ُ أرواحهم طليقة لأنهم جسدوا القران الكريم في أفعالهم وسلوكهم ,, ونحن أرواحنا حبيسة أجسادنا حتى بتنا نحتاج أن نتعلم كيف يكون الخيال الخصب وكيف نصيغ مشاعرنا ,, كأننا كفيفي المشاعر
نحتاج عصا الحس من الاخرين لنتحسس طريقنا
اللغة العربية في أعماق بحورها درر وكنوز تحتاج من يغوص لاتقاطها ,, ولا يكتفي بالجلوس على الشاطئ
أو العوم قريبا منه , كما يفعل البعض عند الاكتفاء بقراءة الروايات ..
يقول أبو سعيد السكري:
وذكرني حلو الزمان وطيبه ... مجالس قوم يملئون المجالسا
حديثاً وأشعاراً وفقهاً وحكمة ... وبراً ومعروفاً وإلفاً مؤانسا
وذكرني حلو الزمان وطيبه ... مجالس قوم يملئون المجالسا
حديثاً وأشعاراً وفقهاً وحكمة ... وبراً ومعروفاً وإلفاً مؤانسا