أركون ... أراد إثبات بشرية القرآن فأنطقه الله بعكس مراده (1) ...طارق حميدة

إنضم
31/08/2004
المشاركات
112
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
63
الإقامة
فلسطين
الموقع الالكتروني
http
أركون ... أراد إثبات بشرية القرآن فأنطقه الله بعكس مراده (1)
طارق حميدة - فلسطين
بداية فهذه الصفحات مقتبسة من ورقة للكاتب في مؤتمر التفسير بين الأصالة والمعاصرة بجامعة القدس، الذي انعقد في 29/4/2014م، حيث قدم ورقة عن قراءة أركون للقرآن وتحديداً سورة الكهف، وإن تجاوزتها إلى كتاباته الأخرى، وكان من أبرز ما لوحظ أن تطبيق أركون لبعض المناهج في قراءة القرآن قد أدت إلى نقيض ما يروج له من تاريخية القرآن وبشريته، وسأجعل الموضوع في حلقات وهذه الأولى.
أولاً: وثاقة النص القرآني
في المبدأ الثالث خلال قراءة سورة الكهف، تحدث أركون عن المسلمة اللاهوتية، التي تنص على أن " كل العبارات أو الآيات المجموعة في النص الرسمي القانوني ( أي المصحف) صحيحة كليا، ولا يختلط بها أي كلام غير إلهي[SUP][SUP][1][/SUP][/SUP]". وكان تحدث عنها في بداية الكتاب أثناء كلامه عما سماه بالمبادئ اللاهوتية الأساسية المشتركة لدى جميع المسلمين فيما يخص الوحي، حيث جاء في المسلمة الرابعة: " إن جمع القرآن في نسخة مكتوبة ومحفوظة مادياً بين دفتي كتاب يُدعى المصحف يمثل عملية دقيقة وحرجة، ولكنها ابتدأت بكل دقة أيام النبي ثم أُنجزت مع كل الضبط اللازم في ظل الخلفاء الراشدين وبخاصة في ظل عثمان، وبالتالي فالقرآن المحفوظ عن ظهر قلب، والمتلو، والمقروء، والمشروح من قبل المسلمين منذ أن انتشر مصحف عثمان، هو النسخة الكاملة، والموثوقة والصحيحة للوحي الذي بُلّغ إلى محمد[SUP][SUP][2][/SUP][/SUP]".
وحديثه عن المسلمات هو حديث تسفيه واستخفاف، عن أفكار وتصورات غير واقعية وغير علمية وتشكل بالنسبة إليه عوائق لفهم حقيقة القرآن ومن هنا لا يزال المسلمون يقدسون القرآن ويتخذونه كتاباً للحياة!!
ولذلك يتحدث أركون عما يصفه بعملية" التدمير المنتظم لكل الوثائق الثيمنة الخاصة بالقرآن" وكيف أن هذه أدت إلى حالة لا يمكن الرجوع عنها والخسارة التي لا تعوض،" اللهم إلا إذا عثرنا على مخطوطات جديدة توضح لنا تاريخ النص وكيفية تشكله بشكل أفضل"[SUP][SUP][3][/SUP][/SUP].
ويؤكد ذلك على طريقته في التعالم بتعظيم الذات زاعماً أن ما يقوله بدهي:" نحن نعلم كيف أنهم راحوا يشذبون "قراءات القرآن" تدريجياً، لكي تصبح متشابهة أو منسجمة مع بعضها بعضاً، لكي يتم التوصل إلى إجماع أرثوذكسي".[SUP][SUP][4][/SUP][/SUP]
ومن أمثلة هذا التشذيب عند أركون زعمه أن الطبري قد " انتقى وانتخب وحذف ونظم معلوماته طبقا لمواقفه السياسية والدينية، وقد هدف إلى المصالحة بين المسلمين على أساس زيديته المعتدلة، التي تتجسد من خلال بذل الجهد من أجل إضفاء المشروعية على السلطة العباسية وتسفيه موقف الأمويين والتشيع السياسي أو المسيس في آن معاً، وهذا ما يفسر لنا سبب إلحاحه على التوفيق بين مختلف نسخ النص القرآني ( أي القراءات)[SUP][SUP][5][/SUP][/SUP]".
ويؤكد المترجم – هاشم صالح- كلام أركون أن:" القرآن لم يثبت كلياً أو نهائياً في عهد عثمان على عكس ما نظن، وإنما ظل الصراع حوله محتدما حتى القرن الرابع الهجري حين أُغلق باتفاق ضمني بين السنة والشيعة؛ وذلك لأن استمرارية الصراع كانت ستضر بكلا الطرفين، بعدئذ أصبح يعتبر كنص نهائي لا يمكن أن نضيف إليه أي شيء أو أن نحذف منه أي شيء"[SUP][SUP][6][/SUP][/SUP].
ولذلك فهناك مهام عاجلة ندب أركون نفسه لها من أجل نقد القصة الرسمية لتشكيل القرآن!!:" لنذكر الآن المهام العاجلة التي تتطلبها أية مراجعة نقدية للنص القرآني..، أي نقد القصة الرسمية لتشكيل القرآن، هذا يتطلب منا الرجوع إلى كل الوثائق التاريخية سواءً كانت ذات أصل شيعي أم خارجي أم سني، هكذا نتجنب كل حذف تيولوجي لطرف ضد آخر، بعدها نواجه ليس فقط مسألة إعادة قراءة هذه الوثائق، وإنما أيضاً محاولة البحث عن وثائق أخرى ممكنة الوجود كوثائق البحر الميت التي اكتشفت مؤخراً"[SUP][SUP][7][/SUP][/SUP].
أما كيف سيتوصل أركون إلى تلك الوثائق، فإنه يأمل أن يتم من خلال:" سبر المكتبات الخاصة عند دروز سوريا، أو إسماعيلية الهند، أو زيدية اليمن، أو علوية المغرب، يوجد هناك في تلك المكتبات القصية وثائق نائمة متمنعة، مقفل عليها بالرتاج، الشئ الوحيد الذي يعزينا في عدم إمكانية الوصول إليها الآن هو معرفتنا بأنها محروسة جيداً"[SUP][SUP][8][/SUP][/SUP]!!.
لكن أركون متحسر من أن ( الباحثين ) لم يعودوا يواصلون ( المعركة ) من أجل تقديم ( طبعة نقدية محققة) على حد وصفه عن النص القرآني كم فعل المستشرقان نولدكة وبلاشير، حيث يقول:" المعركة التي جرت من أجل تقديم طبعة نقدية محققة عن النص القرآني؛ لم يعد الباحثون يواصلونها اليوم بنفس الجرأة كما كان عليه الحال في زمن نولدكة الألماني وبلاشير الفرنسي"[SUP][SUP][9][/SUP][/SUP]، بيد أن أركون لا يخبرنا لماذا هي معركة، ولماذا كان القرآن ميدانها، وما أهدافها، ولماذا كان روادها الأوائل نولدكة وبلاشير، ولماذا لم يعد المستشرقون يخوضونها، ولماذا دخل أو أُدخل غمارها؟!.
ثم يبلغ اليأس مبلغه عند أركون، فيعلن استحالة فتح الملفات المغلقة المزعومة لتشكل المصحف، مع أنه يعلم أن الكثير من ملفات تشكل العهد القديم والجديد قد فُتحت على مصراعيها، بالرغم من كونها أسبق بعدة قرون من القرآن الكريم، يقول أركون:" نحن نجد أنفسنا اليوم عاجزين أكثر من أي وقت مضى عن فتح الإضبارات التي أغلقت منذ القرنين الثالث والرابع الهجريين والتي تخص المصحف وتشكله"[SUP][SUP][10][/SUP][/SUP].
وهناك عدة ملاحظات إضافية على ما سبق مما تضمنته الاقتباسات السابقة:
أولها: نفي أركون ومترجمه كل ما يتعلق بجمع القرآن ونسخه زمن أبي بكر ثم عثمان، وتجاهل كل الأخبار والروايات التي تتحدث عن ذلك، وعدم مناقشتها، دون تقديم روايات بديلة لذلك.
ثانياً: التحدث عن ( اتفاق ضمني!) بين السنة والشيعة ( لإغلاق ملف الصراع المحتدم بينهما حول القرآن!) ، وحيث إن الاتفاق ضمني فلا داعي لأن يتحفنا أركون أو مترجمه بمعرفة مكان هذا الاتفاق وزمانه المحدد أو أبطاله.
ثالثاً: يتخيل أركون، بل يسعى أن يخيل للقراء، بأن القراءات القرآنية هي نسخ متعددة متباينة من القرآن لا أنها أنظمة وصيغ ( قرائية) مختلفة للنص ذاته، مستبطناً في مخيلته الأناجيل المختلفة، أو أسفار العهد القديم المتعددة، وكأنه مصمم على أن يلصق ما جرى لأسفار أهل الكتاب بالقرآن الكريم، ثم أين هي النسخ التي ضاعت أو أخفاها الفرقاء قبل اتفاقهم الضمني؟.
رابعاً: يخلط أركون بين دور الطبري كمفسر يفاضل بين القراءات ويرجح بعض الأقوال والروايات على البعض الآخر، والدور الذي يتخيله من أن الطبري قام ب" التوفيق بين مختلف نسخ النص القرآني ( أي القراءات)" على حد تعبير أركون.
خامساً: وفي الهامش يقول أركون:" إن الاستخدام الطقسي أو الشعائري للنص القرآني ساهم بالتأكيد وبشكل مبكر في تثبيته، ولكن لهذا الاستخدام بالذات تاريخ لا نعرفه؛ بمعنى أننا لا نعرف متى ابتدأ المسلمون يستخدمون النص القرآني في الصلوات والطقوس، ولا كيف تطور ذلك على مدار التاريخ"[SUP][SUP][11][/SUP][/SUP].
كأنما هو يكذب الكذبة المناقضة لواقع القرآن الكريم، ثم تلاحقه الحقيقة فيذكرها لكنه يلوي عنقها؛ فيتحدث عن أن القرآن جمع خلال ثلاثة قرون عندما أصبح هناك نسخة رسمية، ثم لا يلبث أن يتحدث عن الاستخدام الطقسي الذي ساهم في تثبيت القرآن وبشكل مبكر، ولكنه لا يعرف متى ابتدأ المسلمون يفعلون ذلك ولا كيف تطور على مدار التاريخ؟!
وبدلاً من الإقرار بالحقيقة التاريخية حول جمع القرآن والتي يؤكدها قول أركون السابق أن الاستخدام الشعائري قد ساهم مبكراً في حفظ القرآن، والذي أيده تجارب يعرفها أركون في حفظ آية الكلالة مشكَّلة، يبقى أركون مصراً على طلب المستحيل من مخطوطات هو يعلم أنها غير موجودة، ولو كان عند أي طائفة من الذين ذكرهم أركون ما يُعتدّ به ما ظل مخفياً طيلة هذه القرون.
ومن أحسن ما كشفته قراءات أركون قوله إنه " قد يبدو من غير المعقول أو المحتمل أن يكون الخطاب القرآني متجانساً ومنسجماً؛ خاصة إذا ما علمنا أنه استمر على مدى عشرين عاماً .... سوف نرى على العكس من ذلك أن تجانسية المدونة النصية القرآنية ترتكز على شبكة معجمية أو لغوية واسعة، وعلى نموذج قصصي أو تمثيلي واحد"، ثم يعلق مترجمه في الهامش:" التجانس الذي يتحدث عنه أركون ليس التجانس الظاهري السطحي، فمن الواضح أن هناك اختلافات كثيرة بل وكبيرة بين سور القرآن المختلفة، فأحيانا ينتقل القرآن فجأة من موضوع إلى آخر لا علاقة له به على الإطلاق، ولذا يجد الكثيرون صعوبة في قراء القرآن أو فهمه نظراً لوعورته وغرابته وبعده عن مناخنا المعنوي واللغوي الحديث، ولكن في العمق هناك انسجام على على مدار القرآن من أوله إلى آخره، فشبكة الضمائر التوصيلية ( أنا، نحن، أنت، هم)، أو ( الله – محمد – البشر)، تخترق الخطاب القرآني كله، وكذلك الأمر فيما يخص البنية القصصية التي ترمز إلى النبي والأنصار/ والكفار والمنافقين... إلخ، وإذن هناك انسجام على مستوى العمق لا على مستوى السطح"[SUP][SUP][12][/SUP][/SUP].
إن أركون ومترجمه يبالغان في الحديث عن ( الاختلافات الكثيرة والكبيرة) بين الآيات والسور والتي لا يجمع بينها على حد زعمه، سوى التجاور، ولو كانا يريدان الحقيقة لكان هذا دليلاً حاسماً في وحدة مصدر القرآن وأنه لم يخالطه شيء، ذلك أنه لو حصل أي تلفيق أو توافقات لكانت ستُظهر لنا انسجاماً ظاهرياً سطحياً لا يلبث أن يفضحه الاختلاف وعدم الانسجام على مستوى العمق.

لقد لاحظنا أنه حتى الأحاديث النبوية على قصرها، قد ظهر فيها أثر الرواة زيادة ونقصاً، وتقديماً وتأخيراً، أو تغييراً لبعض المفردات، أو إدراجاً لشروحات الرواة وتعليقاتهم، فيما لا نجد أثراً لذلك في القرآن الكريم من بدايته حتى نهايته، وهو ما يؤكد إيماننا ويقيننا بأن الله تعالى وحده هو الذي حفظ القرآن، وأنه حتى التواتر وقصة جمع القرآن ونسخه ليست أكثر من مظاهر مادية ملموسة لتجليات الحفظ الإلهي، وأما الحقيقة فهي اختصاص الله تعالى بالجمع والحفظ مصداقاً لقوله سبحانه: ﴿ إن علينا جمعه وقرآنه﴾ [ سورة القيامة: 17] بعد قوله: ﴿ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾ [ سورة الحجر: 9]، ويأتي مثال الحديث النبوي كأنما ليظهر لنا ربنا الفرق بين حفظه للقرآن وحفظنا بمعونته للسنة.




[1] ) أركون، القرآن من التفسير الموروث، ص 152-153.

[2] ) أركون، القرآن من التفسير الموروث، هامش ص 20.

[3] أركون، الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، ص 45.

[4] أركون، الفكر الإسلامي قراءة علمية، ص111.

[5] ) أركون، القرآن من التفسير الموروث، هامش ص 151-152.

[6] ) أركون، القرآن من التفسير الموروث، هامش ص 114.

[7] أركون، تاريخية الفكر العربي الإسلامي، ص 290.

[8] أركون، تاريخية الفكر العربي الإسلامي، ص 291.

[9] أركون، الفكر الأصولي واستحالة التأصيل، ص44.

[10] أركون، الفكر الاسلامي قراءة علمية، ص 30.

[11] أركون، القرآن من التفسير الموروث، هامش ص 155.

[12] ) أركون، القرآن من التفسير الموروث، ص 114- 115.
 
جزاكم الله خيرا استاذ طارق حميدة، فأنت بذلك البحث قد وصلت فعلا إلى مركز فاعلية معمل التناقضات عند اركون وهاشم " معمل" تخرصات أركون الخاصة بالعملية التلفيقية التي يقوم بها والمتبوعة بجملة اتهامات ودعوات، خصوصا في ادعاءاته عن تثبيت القرآن في ازمنة بعدية وإغلاقه القسري وعلاقة ذلك باتفاقات مزعومة تارة وبسياسة طرف واحد تارة، وبمصالح دينية تارة أخرى، وهي تخرصات اركون التي رسم حدود وهمية لها بحسب مخطط تطبيقاته الوهمي والمادي في آن!، أو بالأحرى المادي الذي يتوهم الحقيقة في حيز مادي كثيف ومظلم ثم اذا لم يجد لها مكانا مصمتاً في التاريخ الماضي تجده يقوم بزرع القصص السياسي والتاريخي والديني-المختصر لدرجة اللاقصص!- ليسد الثغرات تلو الثغرات في كلامه المطلق والمأخوذة مساراته من الحدود الفلسفية والفكرية التي خضعت لتطورات الفكر المادي الغربي التي وصلت لمدارس بعينها مثل مدرسة الحوليات والمدرسة البنيوية وغيرها من مدارس اركون الحديثة والمادية المغلقة معاُ أو المفتوحة على تفسيراتها الحديثة عن الأسطورة ومكانها من العقل والتاريخ والوعي البشري وادخال الدين فيه.
ومعلوم أن اركون انما كان يحاول اقامة تطبيقات تعسفية لتلك المناهج مع استعارته لإلفاظها أو اختراعه لما يخدم تفسيراته المثقوبة، كان يحاول فعل ذلك بالتخرص وفقط!
ولذلك تراه يكثر من التهاويل و الاتهامات والتخيلات الصبيانية، التي علم هو نفسه، أنها لاحقيقة مادية عليها، ولذلك تراه مرة يزعم الاختفاء التام لها، (أي مازعم مثلا أنها حقائق متعلقة بالقرآن) أي استحالة الرجوع اليها، ومرة بالدعوة الى البحث للعثور عليها عند من زعم انهم أصحاب الشأن الأولي.
كما بينتم أنتم في بحثكم المركز والقاتل للفيروس الأركوني المخترع في البيئة المادية الغربية التي تحاول اعدام الحقائق وكل مالايتعلق بفضاء الفكر المادي وأطره المتحيزه والقاصرة
ولأوكد جملتي الأخيرة على أن ارفق نص أركون التالي وهو أيضاً لايخرج عن موضوعكم، وتأكيدي على الإطار المرجعي لأركون وهو يحاول أن يقوم بأي محاولة!!!
قال:" ينبغي العودة إلى أسس المسألة وأصلها. كنت قد بينت في مكان آخر كيف أن معارضي النبي في مكة والمدينة يطلبون منه براهين قاطعة على هذه الصحة كالمناقشات التي حصلت في المسيحية بخصوص القبر الفارغ والبعث في زمن الحواريين. نجد أنفسنا في كلتا الحالتين بمواجهة مشكلة خاصة بعلم نفس المعرفة،(بسيكولوجيا المعرفة) أي نجد أنفسنا بمواجهة السؤال التالي: كيف يمكن تمييز الحدود الفاصلة بين المعرفة التجريبية المحسوسة الخاصة بالوقائع الطبيعية| وبين التصور الذهني الخاص بالوقائع المدعوة فوق طبيعية(= خارقة للطبيعة) أو الإلهية؟ في زمن يسوع كما في زمن محمد كانت المعرفة العقلانية المرتكزة على التجربة المحسوسة تؤكد منذ ذلك الوقت على حقوقها وتطالب بها.(يتكلم اركون هنا عن معارضة قادة قريش للنبي!) ولكن القلب كان لايزال مفتوحا على العجيب الساحر(أي الظواهر الخارقة) ومفتحا على المعرفة الأسطورية ومتقبلا لها. وينبغي علينا اليوم ان نكتشف تاريخبا وبالدرجة الأولى التداخلات والانقطاعات أو التمايزات بين هذين النوعين من الوعي وموقفهما تجاه المعارف المقترحة عليهما...نلاحظ أن نظرية الإعجاز(أو الأصل الإلهي للقرآن) تشهد على الإنتقال السري الخفي من مشكلة فكرية مثارة في كلتا الحالتين، أي حالة البعث وحالة القرآن، إلى "حلول" تبريرية وتبجيلية. ونلاحظ أيضا أن الفكر الإسلامي الحالي يرفض، على عكس الفكر المسيحي الغربي، أن يأخذ بعين الاعتبار كل مسألة تخص التاريخية"(الفكر الإسلامي، قراءة علمية ص 46-47)
 
صدقتم وأحسنتم أخي طارق ... ولقد اخترتُ هذه الفقرات من الورقة التي قُدمت في المؤتمر لبيان أن بعض النظر العاقل والموضوعي في آيات الله تعالى لا بد وأن يؤكد ربانيته ... وليس كما يدعون من أن استخدام العقل والعلم يشكك في القرآن .. ومن جهة أخرى لتعزيز حقيقة أن كبار أعداء القرآن والمشككين فيه .. إنما يفعلون ذلك وهم أعرف الناس بأنه الحق ولا عذر لهم في الكفر به ومعاداته.
 
عودة
أعلى