عيسى الكردي
New member
قال تعالى {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق : 12]
(ومن الأرض مثلهن) لغويا :
وقوله: { ومن الأرض مثلهن } عطف على { سبع سمٰوات } وهو يحتمل وجهين: أحدهما أن يكون المعطوف قوله: { من الأرض } على أن يكون المعطوف لفظ الأرض ويكون حرف { مِن } مزيداً للتوكيد بناء على قول الكوفيين والأخفش أنه لا يشترط لزيادة { من } أن تقع في سياق النفي والنهي والاستفهام والشرط وهو الأحق بالقبول وإن لم يكن كثيراً في الكلام، وعدمُ الكثرة لا ينافي الفصاحة، والتقدير: وخلق الأرض، ويكون قوله: { مثلهن } حالاً من { الأرض }.
ومماثلة الأرض للسماوات في دلالة خلقها على عظيم قدرة الله تعالى، أي أن خلْق الأرض ليس أضعف دلالة على القدرة من خلق السماوات لأن لكل منهما خصائص دالة على عظيم القدرة.
وهذا أظهر ما تُؤَوَّلُ به الآية.
وفي إفراد لفظ { الأرض } دون أن يُؤتى به جمعاً كما أُتي بلفظ السماوات إيذان بالاختلاف بين حاليهما.
والوجه الثاني: أن يكون المعطوف { مثلهن } ويكون قوله: { ومن الأرض } بياناً للمثل فمصدق { مثلهن } هو { الأرض }. وتكون { مِن } بيانية وفيه تقديم البيان على المبيّن.
لفظة(مِثْلَهُنَّ) قرآنيا :
لفظة (مِثْلَهُنَّ) لم ترد في القرآن الكريم سوى مرة واحدة وهي في هذه الآية المباركة وهي لفظة متشابهة والدليل أن الأرض لم يأت لفظها إلا مفرداً، ولم يأت تفصيلها كتفصيل السماء سبعاً طباقاً لان المثلية قد تكون في القدرة وقد تكون في العدد وبرد اللفظة المتشابهة على الآيات المحكمة يتضح المعنى.
هنالك الكثير من الآيات تؤكد أن السماوات سبع
قال تعالى:
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة : 29]
{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء : 44]
"فلو كانت سبع اراضي لقال تعالى تسبح له السماوات والاراضي السبع ومن فيهن والآية الكريمة واضحة في عدد السماوت وهي سبع والأرض واحدة"
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ} [المؤمنون : 17]
{قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [المؤمنون : 86]
{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [فصلت : 12]
{الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} [الملك : 3]
{أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا} [نوح : 15]
{وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا} [النبأ : 12].
الأرض واحدة وسبع سماوات
{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)} [فصلت : 9 - 12].
"الآية مفصلة وهي في سورة فصلت ولم يذكر تعالى انه خلق سبع اراضي على العكس قال تعالى انه خلق الأرض في يومين وقدر اقواتها في يومين وخلق سبع سماوات في يومين".
وعليه فتكون المثلية فى الخلق لا فى العدد ولا فى غيره، فهى أرض واحدة مخلوقة كالسماوات السبع ومن يقول أن المثلية في العدد نقول له من أين لك هذا فكل الآيات المحكمة تنفي المثلية العددية ولا يجوز الاستدلال بآية واحدة متشابهة على آيات كثيرة محكمات.
والله تعالى أعلم
(ومن الأرض مثلهن) لغويا :
وقوله: { ومن الأرض مثلهن } عطف على { سبع سمٰوات } وهو يحتمل وجهين: أحدهما أن يكون المعطوف قوله: { من الأرض } على أن يكون المعطوف لفظ الأرض ويكون حرف { مِن } مزيداً للتوكيد بناء على قول الكوفيين والأخفش أنه لا يشترط لزيادة { من } أن تقع في سياق النفي والنهي والاستفهام والشرط وهو الأحق بالقبول وإن لم يكن كثيراً في الكلام، وعدمُ الكثرة لا ينافي الفصاحة، والتقدير: وخلق الأرض، ويكون قوله: { مثلهن } حالاً من { الأرض }.
ومماثلة الأرض للسماوات في دلالة خلقها على عظيم قدرة الله تعالى، أي أن خلْق الأرض ليس أضعف دلالة على القدرة من خلق السماوات لأن لكل منهما خصائص دالة على عظيم القدرة.
وهذا أظهر ما تُؤَوَّلُ به الآية.
وفي إفراد لفظ { الأرض } دون أن يُؤتى به جمعاً كما أُتي بلفظ السماوات إيذان بالاختلاف بين حاليهما.
والوجه الثاني: أن يكون المعطوف { مثلهن } ويكون قوله: { ومن الأرض } بياناً للمثل فمصدق { مثلهن } هو { الأرض }. وتكون { مِن } بيانية وفيه تقديم البيان على المبيّن.
لفظة(مِثْلَهُنَّ) قرآنيا :
لفظة (مِثْلَهُنَّ) لم ترد في القرآن الكريم سوى مرة واحدة وهي في هذه الآية المباركة وهي لفظة متشابهة والدليل أن الأرض لم يأت لفظها إلا مفرداً، ولم يأت تفصيلها كتفصيل السماء سبعاً طباقاً لان المثلية قد تكون في القدرة وقد تكون في العدد وبرد اللفظة المتشابهة على الآيات المحكمة يتضح المعنى.
هنالك الكثير من الآيات تؤكد أن السماوات سبع
قال تعالى:
{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة : 29]
{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء : 44]
"فلو كانت سبع اراضي لقال تعالى تسبح له السماوات والاراضي السبع ومن فيهن والآية الكريمة واضحة في عدد السماوت وهي سبع والأرض واحدة"
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ} [المؤمنون : 17]
{قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [المؤمنون : 86]
{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [فصلت : 12]
{الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} [الملك : 3]
{أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا} [نوح : 15]
{وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا} [النبأ : 12].
الأرض واحدة وسبع سماوات
{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)} [فصلت : 9 - 12].
"الآية مفصلة وهي في سورة فصلت ولم يذكر تعالى انه خلق سبع اراضي على العكس قال تعالى انه خلق الأرض في يومين وقدر اقواتها في يومين وخلق سبع سماوات في يومين".
وعليه فتكون المثلية فى الخلق لا فى العدد ولا فى غيره، فهى أرض واحدة مخلوقة كالسماوات السبع ومن يقول أن المثلية في العدد نقول له من أين لك هذا فكل الآيات المحكمة تنفي المثلية العددية ولا يجوز الاستدلال بآية واحدة متشابهة على آيات كثيرة محكمات.
والله تعالى أعلم