أرجو توثيق نص من البرهان في علوم القرآن

إنضم
15/02/2011
المشاركات
40
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
البرهان في علوم القرآن (1 / 379):
قُلْتُ: وَكَانَ هَذَا فِي الصَّدْرِ الْأَوَّلِ وَالْعِلْمُ حَيٌّ غَضٌّ وَأَمَّا الْآنَ فَقَدْ يُخْشَى الْإِلْبَاسُ وَلِهَذَا قَالَ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينِ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ لا تجوز كتابة المصحف الآن عَلَى الرُّسُومِ الْأَوْلَى بِاصْطِلَاحِ الْأَئِمَّةِ لِئَلَّا يُوقِعَ فِي تَغْيِيرٍ مِنَ الْجُهَّالِ وَلَكِنْ لَا يَنْبَغِي إِجْرَاءُ هَذَا عَلَى إِطْلَاقِهِ لِئَلَّا يُؤَدِّيَ إِلَى دُرُوسِ الْعِلْمِ وَشَيْءٌ أَحْكَمَتْهُ الْقُدَمَاءُ لَا يُتْرَكُ مُرَاعَاتُهُ لِجَهْلِ الْجَاهِلِينَ وَلَنْ تَخْلُوَ الْأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِالْحُجَّةِ وَقَدْ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ مَنْ كَتَبَ مُصْحَفًا فَيَنْبَغِي أَنْ يُحَافِظَ عَلَى حُرُوفِ الْهِجَاءِ الَّتِي كَتَبُوا بِهَا تِلْكَ الْمَصَاحِفَ وَلَا يُخَالِفَهُمْ فِيهَا وَلَا يُغَيِّرَ مِمَّا كَتَبُوهُ شَيْئًا فَإِنَّهُمْ أَكْثَرُ عِلْمًا وَأَصْدَقُ قَلْبًا وَلِسَانًا وَأَعْظَمُ أَمَانَةً مِنَّا فَلَا يَنْبَغِي أَنْ نَظُنَّ بِأَنْفُسِنَا اسْتِدْرَاكًا عَلَيْهِمْ وَرَوَى بِسَنَدِهِ عَنْ زَيْدٍ قَالَ الْقِرَاءَةُ سُنَّةٌ قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ يَعْنِي أَلَّا تُخَالِفَ النَّاسَ بِرَأْيِكِ فِي الِاتِّبَاعِ
قَالَ وَبِمَعْنَاهُ بَلَغَنِي عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ فِي تَفْسِيرِ ذَلِكَ وَتَرَى الْقُرَّاءَ لَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَى مَذْهَبِ الْعَرَبِيَّةِ فِي الْقِرَاءَةِ إِذَا خَالَفَ ذَلِكَ خَطَّ المصحف واتباع حروف المصاحف عندنا كَالسُّنَنِ الْقَائِمَةِ الَّتِي لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يتعداها انتهـى
في كتبه ذكر الشيخ العز بن عبد السلام هذا الحكم ؟
وهل هو تفسير أبي عبيد أو تفسير أبي سعيد كما في شعب الإيمان
شعب الإيمان (4 / 220):
2425 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَفْوَانَ الْجُمَحِيُّ بِمَكَّةَ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ يَحْيَى، حدثنا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: " الْقِرَاءَةُ سُنَّةٌ " قَالَ سُلَيْمَانُ: " يَعْنِي أَلَّا تُخَالِفَ النَّاسَ بِرَأْيِكَ فِي الِاتِّبَاعِ " وَبِمَعْنَى بَلَغَنِي عَنْ أَبِي سعيد فِي تَفْسِيرِ ذَلِكَ قَالَ: " وَنَرَى الْقُرَّاءَ لَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَى مَذَاهِبِ الْعَرَبِيَّةِ فِي الْقِرَاءَةِ إِذَا خَالَفَ ذَلِكَ خَطَّ الْمُصْحَفِ وزاد: يتَبع حُرُوفِ الْمَصَاحِفِ عِنْدَهُمْ كَالسُّنَنِ الْقَائِمَةِ الَّتِي لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنَ يَتَعَدَّاهَا، وَبَسَطَ الْكَلَامَ فِي ذَلِكَ "
 
وَلِهَذَا قَالَ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينِ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ لا تجوز كتابة المصحف الآن عَلَى الرُّسُومِ الْأَوْلَى بِاصْطِلَاحِ الْأَئِمَّةِ لِئَلَّا يُوقِعَ فِي تَغْيِيرٍ مِنَ الْجُهَّالِ
يقول الدكتور غانم قدوري: "وقد حاولت العثور على رأي ابن عبد السلام هذا في أحد كتبه الثلاثة المطبوعة (الفوائد، والإشارة، وقواعد الأحكام) فلم أوفق" رسم المصحف - دراسة لغوية تاريخية ص167.
 
حاول أن تجدَ كتابهُ شجرة المعارف والأحوال وصالح الأقوال والأعمال أو حمِّلهُ من هُــنا فلا أظنهُ يخلو من هذا النصِّ لأنهُ رحمه الله قال عن هذا الكتاب (مَن فهِمَ مقاصِدَ هذا الكِتابِ لمْ يعُد يخفَى عليهِ أدبٌ من آدابِ القُرآنِ)

وقد وَرَدَ في فَتَاواهُ رحمه اللهُ حينَ سُئلَ عن الرَّجُل يكتُبُ القرآنَ وربَّما غلطَ فضَبطَهُ ملحوناً قولُهُ {وَلاَ يَجُوزُ لمنْ لا يَعرِفُ ضَبطَ القُرآنِ أن يَضْبِطَهُ لِمَا فِي ذَلكَ من تَضْلِيلِ الجُهَّـالِ} إلى أن قال {وَالأَوْلَى أنْ يتفَقَّدَ مَا كَتَبَهُ ليُصلحَ ما عَسَاهُ أن يتَّفِق منهُ من لحنٍ أو إخْلالٍ} 145.
كتابُ الفتاوى للعز بن عبد السلام رحمه الله.
إخراج: عبد الرحمن عبد الفتاح
طبعة دار المعرفة ببيروت 1406 هـ
 
بحثت في ما يتعلق بآداب القرآن من هذا الكتاب ـ شجرة المعارف والأحوال وصالح الأقوال والأعمال ـ فلم أجد فيه هذا النص، واطلعت على عناوين موضوعاته فما أظن أنه سيورده تحت عنوان منها لاختلاف مواضيعها عن ما يتعلق بهذا النص، والله أعلم.
 
ربما نقل الزركشي رحمه الله ذلك عن أمالي أو فتاوي العز بن عبد السلام رحمه الله . وهذا يحتاج بحثا .

أما نقل البيهقي رحمه الله :
وَتَرَى الْقُرَّاءَ لَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَى مَذْهَبِ الْعَرَبِيَّةِ فِي الْقِرَاءَةِ إِذَا خَالَفَ ذَلِكَ خَطَّ المصحف واتباع حروف المصاحف عندنا كَالسُّنَنِ الْقَائِمَةِ الَّتِي لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يتعداها

فهذا من كلام أبي عبيد القاسم بن سلام في ( فضائل القرآن ) ص 361 من تحقيق د. مروان العطية وزميليه ؛ وتمام قوله رحمه الله :

" وإنما نرى القرّاء عرضوا القراءة على أهل المعرفة بها ثم تمسّكوا بما علموا منها مخافةَ أن يزيغوا عما بين اللوحَين بزيادة أو نقصان ، ولهذا تركوا سائر القراءات التي تخالف الكتابَ ، ولم يلتفتوا إلى مذاهب العربية فيها إذا خالف ذلك خط المصحف ، وإن كانت العربية فيها أظهر بياناً من الخطّ ، ورأوا تتبُّعَ حروف المصاحف وحفظها عندهم كالسُّنَن القائمة التي لا يجوز لأحد أن يتعداها " .

وقد جاء ( أبي سعيد ) تحريفا في طبعة مكتبة الرشد من ( شعب الإيمان ) للبيهقي ، وعلى الصواب ( أبي عبيد ) في طبعة دار الكتب العلمية ، 2 / 549 ، ويمكنكم تحميلها من هنا . وفقكم الله .​
 
عودة
أعلى