لست من مختصي أهل اللغة لكني محب لهم ولغيرهم من طلاب العلم ولعي أفتح الباب. ( لا تقول وش دخلك )!!!
البسيل: يطلق على الشجاع من البسالة وهي الشجاعة ، فهي صيغة مبالغة ، ويطلق على الأسد وبهذا فهو يصلح للذكر.
كما تطلق على الفضلة من الشراب والنبيذ، ولذا لا أنصحك أن تسمي به البنت. ( وأنت بكيفك )
** يمكن أهل اللغة لهم نظر آخر لا تستعجل.
بارك الله في بنيتك وجعلها من الصالحات بارة لوالديها.
أسأل الله أن يبارك لك في بنتك ، وأن يصلحها ، وأن ينبتها نباتاً حسناً .
وتعليقاً على ما تفضل به الزميل الفاضل أحمد الجعفري رعاه الله حول معنى كلمة (بسيل) في لغة العرب أقول :
إن لكلمة بسيل معان مختلفة ، فيقال للشراب المتروك : بسيلٌ ، ويقال للشراب المحرم ولما يبقى في الإناء منه بسيلٌ كذلك لتركه . ويقال للعابس الوجه بسيلاً كذلك ، وقد يكون عبوسه غضباً أو شجاعةُ كما أشار أخي الجعفري في حديثه السابق . ومعاني هذه العبارة تدور حول الترك ، والعبوس ، والشدة ونحوها . وأظنك أخي الحبيب لا تريد أن تسمي بنتك إلا باسم حسن المعنى ، سهل الفهم والنطق ، لا يعرضها للانتقاد والاستهزاء بين صويحباتها غداً . فانظر حفظك الله في الأسماء وهي كثيرة ، فتخير لها اسماً تبرها به ، وتحمدك عليه غداً .
وقد رزقت بابنتي قبل أعوام ، فسميتها (مها) لحبي لهذا الاسم وإعجابي به ، فلما جلستُ مع أحد الأصدقاء الذين أحبهم وأقدر علمهم قال : ليتك سميتها (المها) بدل (مها) ، ثم تذاكرنا ما قيل في (المها) من الشعر . فخرجت من فوري لإدارة الأحوال المدنية ، وبحثت عن الشفاعات حتى وافقوا على تعديله إلى (المها) بعد تعب ونصبٍ .
أسأل الله أن يوفقك لاختيار الاسم المناسب لابنتك ، وهناك أسماء جميلة مثل : عائشة ، ونورة ، وسمية ، وأسماء ، وعالية ، وريم ، وهيفاء ، ونجلاء ونحو هذه الأسماء الجميلة لن تعدم منها واحداً تسمي به ابنتك ، مع تقديري أن لكل بيئة من بيئاتنا أسماء تشتهر فيها للبنات لا تجدها في غيرها .
السلام عليكم أخي الكريم إن من عادات العرب قديما في تسمية أولادهم أنهم يسمون الذكور للأعادي فتجد في أسمائهم علقمة والقعقاع ويسمون الخدم لهم فتجدفي أسمائهم رباح ويسار ويسمون البنات للأزواج فتجد ميمونة وجويرية فعليه أخي اختر لابنتك اسما يتناسب مع ما تتألق إليه إذ الأسماء لها بعض الأثر على المسميات فاختر لها اسما إذا كبرت وسألت عن سر التسمية وجدت أن له علاقة إما بصحابية أو عالمة أو زاهدة وفقك الله تعالى.
ولعلك إذا وقفت على تراجم النساء في ديوان الإمام الذهبي "سير أعلام النبلاء" جزء تراجم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ووقفت على ترجمة العفيفة العالمة العاقلة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأمعنت النظر مرتين ينقلب إليك قلبك مختارا اسمها لا تبغي عنه محيدا وبالله التوفيق.
أخي المكرم ( أحمد الخضر ) توكيدا وتوثيقا لما تفضل به الإخوة الكرام في معنى كلمة بسيل وأصلها في اللغة العربية أقول :
جاء في ( المصباح المنير في غريب الشرح الكبير : ج 1 / ص 304 ) في مادة : ب س ل : (( بَسُلَ بَسَالَةً ... بِمَعْنَى شَجُعَ فَهُوَ بَسِيلٌ وَبَاسِلٌ )) .
وفي : ( أساس البلاغة : ج 1 / ص 24 ) في نفس المادة : (( فيه بسالة وما أبسله ولقد بسل وتبسل إذا تشجع ... )) .
وفي ( العين : ج 2 / ص 65 ): (( بَسَلَ يبسُلُ بُسُولاً فهو باسِلٌ، وهو عُبُوسة الشجاعة والغَضَب، أسَدٌ باسلٌ )) .
وفي ( المحيط في اللغة : ج 2 / ص 264 ـ 265 ) : (( بسل : بَسُلَ الرجُلُ يَبْسُلُ؛ فهو باسِل: وهو عُبُوْسَةُ الغَضَبِ والشجَاعَةِ . وأسَد باسِل . وتَبَسلَ الرَّجُلُ واسْتَبْسَلَ : صارَ باسِلاً ... والبَسِيْلُ: الشَّرَابُ الذي يَبِيْتُ لَيْلَتَه في الإنَاء )) .
وفي ( الصحاح في اللغة : ج 1 / ص 43) : (( والبَسيلُ : الكريهُ الوجهِ. والبَسيلُ أيضاً: بقيّةُ النبيذ، وهو ما يبقى في الآنية من شَراب القوم فيبيت فيها )) .
وفي ( لسان العرب : ج 11 / ص 53) : (( ( بسل ) بسَل الرجلُ يَبسُل بسولاً فهو باسل وبَسْل وبَسيل وتَبَسَّل كلاهما عَبَس من الغضب أَو الشجاعة وأَسَد باسل وتَبَسَّلَ لي فلان إِذا رأَيته كريه المَنْظَر وبَسَّل فلان وَجْهَه تبسيلاً إِذا كَرَّهه ... وقال ابن سيده ولا أَدري ما هو والباسل الأَسَد لكراهة مَنْظَره وقبحه والبَسَالة الشجاعة والباسل الشديد والباسل الشجاع والجمع بُسَلاء وبُسْل وقد بَسُل بالضم بَسَالة وبَسَالاً فهو باسل أَي بَطُل )) .
ولا أنصحك بهذا الاسم لما فيه من شدة ، وصلابة ، ومعنى الرجولة ، خلافا لما عليه الأنثى من الرقة ، ولأن الكلمة تدل على الخمر المتبقي في الآنية ـ أعاذنا الله من الخمر وأهله ـ وأنصحك بأسماء ، منها : سلسبيل ، وسارا ، وسندس ، وسنة ، وسمية ، وأسماء ، ومروة ، وأسماء أمهات المؤمنين زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم .
ويبارك الله لك في الموهبة لك ، وتشكر الواهب ، تبلغ أشدها ، وترزق برها .
أخي المبجل ( أحمد الخضر ) جاء في المصادر والمراجع اللغوية في معنى كلمة ( حفص ) ما يأتي : قال خليل بن أحمد في ( العين : ج 1 / ص 194) : (( ووَلَدُ الأَسَد يُسَمَّى حفصاً )) .
ِوجاء المعنى نفسه في ( المحيط في اللغة : ج 1 / ص 194) (( وَوَلَدُ الأسَدِ يُسَمّى: حَفْصاً، وبه سُمِّيَ الإِنسانُ )) وفي ( الصحاح في اللغة : ج 1 / ص 137) وقال ابن منظور في ( لسان العرب : ج 7 / ص 16) : (( وحَفْصةُ اسم امرأَة وحَفْصٌ اسم رجل )) .
وجاء في ( تاج العروس : ج 1 / ص 4422 ) : (( الحَفْصُ : زَبِيلٌ مِن جُلُود كما قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ وقِيلَ : زَبِيلٌ صَغِيرٌ من أَدَمٍ تُنَقَّى بِهِ الآبارُ ... والحَفْصُ : الشِّبْلُ وهُوَ وَلَدُ الأَسَدِ عَنْ ابنِ الأَعْرَابِيّ وبه كَنَّى النّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ عُمَر بنَ الخَطّابِ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْهُ وقالَ ابنُ بِرِّيّ : قَالَ صاحِبُ العَيْنِ : الأَسَدُ يُكْنى أَبا حَفْصٍ ويُسَمَّى شِبْلُه حَفْصاً وقَالَ أَبُو زَيْدٍ : الأَسَدُ سَيِّدُ السِّبَاعِ ولَمْ يُعْرَفْ لَهُ كُنْيَةٌ غَيْر أبَيِ الحارِثِ واللَّبْوَةُ أُمُّ الحارِثِ ... وبِهَاءٍ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ بن الخَطّابِ : أُمُّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا مَشْهُورَةٌ وحَفْصَةُ : مِنْ أَسماءِ الضَّبُعِ حكَاهُ ابنُ دُرَيْدٍ قالَ : ولا أَدْرِي ما صِحَّتُهَا . وأُمُّ حَفْصَةَ : الدَّجَاجُ ... الحَفْصُ : البَيْتُ الصَّغِير )) .
والله أسأل لنا ولكم السداد والتوفيق ، إنه ولي ذلك وهو القادر عليه ...
إنني أحب أن أشارك بمشاركة تحوم حول الموضوع لامن حيث المعاني اللغوية بل من حيث الآثار الاجتماعية في بلد مسلم ومجتمع يتطلع إلى تاريخ أمته وأمجادها على يد من كان بناؤها فإذا تأملنا هذا وجدنا كواكب مضيئة ودرر مكنونة وأسماء تشمخ في سماء العز والمجد والسؤدد وإنني من فضل الله عليَّ رزقت بخمسة من البنات وزوجتهن وأسماؤهن التالية : أسماء ( تيمنا بذات النطاقين ) وأميمة ( تيمنا بعمة الحبيب صلى الله عليه وسلم ) وفاطمة ( تيمنا بريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) وعائشة ( تيمنا بأم المؤمنين الصديقة بنت الصديق ) وزينب ( تيمنا بريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رضي الله عنهن جميعا . وهكذا أخي نحييي ذكر و سيرة هؤلاء الأعلام في تاريخ أمتنا ... فلو ذهبت إلى أحد واسترجعت تلك الصورة المشرقة لـ ( نسيبة بنت كعب الأنصارية ) لوجدت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما التفت يمنة ولا يسرة إلا وجد نسيبة بنت كعب تذود عنه بسيفها . أحبائي .... أحيو هذه الأسماء المشرقة في تاريخ أمتنا ولا تترددوا ولا ترجعوا إلى قواميس اللغة وأساطينها فالأمر في سعة والله يعظم لكم الأجر والمثوبة لأن الأعمال بالنيات ولكل امرء مانوى ... بارك الله فيكم ( وبارك لك أخي بالموهوب وشكرت الواهب ورزقت برها ) . والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .[/align]
